السينما

العروض التجارية لفيلم نهر لندن بالجزائر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الجزائر: بعد عرضه على قناة أي ار تي "art" التلفزيونية بتاريخ 16 جوان/يونيو وانطلاق عروضه التجارية بقاعات السينما الفرنسية الاسبوع الماضي، تشهد قاعة الموقار بالعاصمة الجزائرية منذ يوم الأحد 27 سبتمبر/ايلول 2009 إلى غاية الجمعة 09 أكتوبر/تشرين الأول 2009 العرض التجاري لفيلم "نهر لندن" لمخرجه رشيد بوشارب بمعدل أربع حصص في اليوم.
أكد عبد الكريم بوشارب شقيق المخرج والمكلف بتوزيع الفيلم بالجزائر لموقع إيلاف ان العروض لن تقتصر على قاعة الموقار بالعاصمة، بل ستكون عبر العديد من قاعات السينما بالإضافة إلى متاحف السينما المنتشرة عبر ربوع الوطن. كما كشف ذات المتحدث أن الاتصالات جارية ليتم ترشيح هذا الفيلم ضمن اختيارات جوائز الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي ليكون بذلك ثاني فيلم مغاربي سيدخل المنافسة بعد أن تم مؤخرا ترشح الفيلم المغربي "كازانيغرا" لمخرجه نوالردين لخماري.
نهر لندن ...الإرهاب لا دين له
الفيلم و على مدار الساعة والنصف يتطرق وبطريقة تصويرية مشوقة وشاعرية اعتمدت على المشاهد السينمائية المقربة للتركيز على الحالة النفسية لأبطال الفيلم، واللقطات المطولة التي ركزت في جلها على المناظر الطبيعة والحياة اليومية لمختلف الجاليات التي تعيش بمدينة لندن، المصحوبة بموسيقى تصويرية قاسية وناعمة في ذات الوقت. كل هذا من اجل الولوج لقصة حادثة مأساوية وواقعية لازالت محفورة بالذاكرة المعاصرة لأي إنسان بالعالم مكانها وزمانها ومختصرها: المفقودون بتفجيرات لندن صيف 2005.
بداية الفيلم كانت بخبر تلفزيوني عاجل، وآخر صحفي اقلق روتين بطلي رحلة العذاب والبحث عن الأحبة ضمن المفقودين بالتفجيرات وهما النجمة الانجليزية "برندا بليثين" التي أدت دور السيدة سومر الباحثة عن ابنتها التي كانت تخجل من كون والدتها تمتهن الزراعة، وتربية الحيوانات واكل ما تجنيه بيديها من مزرعتها المتواجدة خلف منزلها البسيط بريف انجلترا، ففضلت الرحيل عنها للندن للاستقرار والدراسة لتترك والدتها غارقة في حزنها من رحيل ابنتها ومن قبل وفاة زوجها الذي فقدته بحرب الفوكلاند 1983. الى جانب الممثلة الانجليزية نجد الممثل المالي "سوتيجي كويات" الذي يقوم بدور عصمان الرجل الإفريقي المسلم الضخم ذو البشرة السوداء، العامل بالغابات والطبيعة والذي ترك فرنسا ليبحث هو الآخر عن ابنه الذي لا يعرف عنه أي شيئ منذ رحل عن وطنه بإفريقيا وعمره ست سنوات.
وخلال رحلة بحثهما التعيسة عن ابنيهما يكتشفان ان ابنيهما كانا على علاقة عاطفية ويعيشان في بيت واحد، وكانا يتعلمان اللغة العربية بالمسجد المجاوروقراءة القران، فامتعضت الأم سومرمن التحول العقائدي والثقافي الذي "انزلقت" اليه ابنتها وكان عصمان يخشى كل ما يخشاه ان يكون لابنه يد بالتفجيرات و لم يعر امتعاضا للوضع الذي كان يعيشه ابنه مع الشابة الانجليزية. السيد سومر لم تتقبل الوضع واشتكت للشرطة البريطانية كون ابن عصمان قد يكون له يد في الاختفاء القصري لابنتها. وبرغم الاختلافات اللغوية والعقائدية وحتى الجسمانية جمعت مصيبة الفقدان المتضادين وجعلتهما يتأكدان أن الإرهاب لا دين له وان فقدان الأحبة مصيبة إنسانية قد تصيب أي كان. ليختتم هذا الفيلم الإنساني المؤثر بوقع تاكد خبر وفاتهما، على البطل والبطلة. وعودة كل منهما لحياتهما العادية عاد المخرج لنلقطة بداية فيلم نهر لندن بذلك للمشهد الذي انطلق منه سومر تطل على البحر وعصمان بالغابة التي يعمل به وبين البحر والبر قصة فقدان الإنسانية برمتها جراء العمليات الارهابية.
يحاول المخرج من خلال هذه القصة الجريئة العودة بالذاكرة الانسانية لهذه الحادثة ولحوادث اخرى مماثلة بدايتها كانت مع 11 ايلول اما النهاية فلا ندري متى ستكون. الأكيد أن مشاعر اللندنيين ومختلف الجاليات التي تعيش بهذا البلد وكل من سيشاهد هذا الفيلم سيتأثرون بالطريقة الإنسانية والاحترافية التي أنجز بها هذا العمل السينمائي.
الخارجون عن القانون جديد بوشارب بعد نهر لندن:
تجب الإشارة الى أن العرض الشرفي للفيلم قد تم قبل شهور وبنفس قاعة العروض التجارية وبحضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي عبر يومها للمخرج عن سعادته بهذا الفيلم السينمائي وبخصوص جديد المخرج رشيد بوشارب، فقد أكد عبد الكريم بوشارب لموقع "ايلاف" ان اخاه رشيد بوشارب قد أنهى مرحلة تصوير فيلمه الجديد "الخارجون عن القانون" بالجزائر وتحديدا بمحافظة سطيف شرق العاصمة الجزائرية. ليتوجه خلال الشهر القادم إلى تونس لإكمال تصوير ما تبقى من مشاهد لهذا الفيلم الذي من المنتظر ان تنجز بعض مشاهده بفرنسا والمانيا وكذا الولايات المتحدة الاميركية.
وحددت المدة الزمنية لتصوير الفيلم بـ5 أشهر ثمانية اسابيع ستصور جلها بتونس ويمثل فيه أشهر ممثلي شمال إفريقيا بالمهجر حيث يؤدي أدوار بطولة العمل كل من التونسي سامي بوعجيلة والجزائري سامي نصري والمغربيان جمال دبوز ورشيد زام وهم أبطال الفيلم السابق لرشيد بوشارب "الأهالي" إلى جانب حضور الممثل الفرنسي "Bernard Blancan".
أما الأدوار الثانوية فيؤديها عدد من الممثلين نذكر من الجزائر فيحضر بين الطاقم الفني للشريط شافية بوذراع، العربي زكال، عزيز بوكروني ريم تاكوشت وأحمد بن عيسى.أما من تونس كلاّ من إكرام عزوز ومحمد حسين قريع وإنصاف بن حفصية.
الفيلم يروي مأساة ثلاثة إخوة فقدوا عائلتهم بعد مجازر 08 ماي 1945. فيحاول أبطال العمل استعادة وطنهم من خلال فضح جرائم الاستعمار في عقر دارهم بفرنسا ويتوقع أن يثير هذا الفيلم جدلا كبيرًا ويفتح النار على السياسة الاستعمارية التي مارستها فرنسا في الجزائر خلال سنوات الاحتلال كما يعد فيلم"خارجون عن القانون" مواصلة لأفكار المخرج "رشيد بوشارب" في فيلم "الأهالي" أو "Indigenes" الذي صور معاناة الجنود الأفارقة والمغاربة ضمن الجيش الفرنسي في الحرب العالمية الثانية حيث فرض هذا العمل على الفرنسيين الاعتراف بجميل هؤلاء وتحسين رواتب تقاعدهم.
للتذكير لرشيد بوشارب 15 عملا سينمائيًا بين الأفلام القصيرة والطويلة نذكر منها ''العصا الحمراء'' (1985) و''غبرة الحياة'' (1994) الى جانب كل من "السنغالي الصغير" (2001) فيلمه ''الأهالي''(2006) الفائز بجائزة أحسن تمثيل رجالي بمهرجان كان الدولي العام الماضي، وفيلمه الأخير "لندن ريفر" الذي حاز بطله على جائزة أحسن ممثل بمهرجان برلين في 2008 الى جانب جوائز دولية أخرى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف