السينما

حضور الأفلام الجزائرية في المهرجانات السينمائية العربية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الجزائر: يشهد المشهد السينمائي الجزائري هذه الأيام ظاهرة غريبة من نوعها تستحق التوقف عندها والتمحيص فيها والمتمثلة في قلة إنتاج الأفلام بالمقارنة مع 2007/2008 و تهافت المهرجانات السينمائية العربية على دعوة هذه القلة القليلة من الأفلام المنتجة خلال 2008/2009 . لسنا ندري إن كان هذا من اجل تحقيق العدل الجغرافي السينمائي بهذه المهرجانات أم انه في إطار تشجيع المشهد السينمائي الجزائري على النهوض من جديد، والتموقع بالمشهد السينمائي العربي. المهم في كل هذا أن النقطة المشتركة في الثلاثة أفلام التي سنتطرق إليها أنها أنجزت من طرف مخرجين جزائريين يقيمون بالخارج ويحملون جوازات سفر أجنبية وهي "سفر إلى الجزائر" لعبد الكريم بهلول، "نهر لندن" لرشيد بوشارب،" الحراقة" لمرزاق علواش.
سفر الى الجزائر لعبد الكريم بهلول
لقد كان الفيلم الأول"سفر إلى الجزائر" لمخرجه عبد الكريم بهلول من المقرر أن يفتتح التظاهرة السينمائية التي يشرف عليها سليم أقار الإعلامي والسينمائي ورئيس الأيام السينمائية للجزائر الذي رفض خلال استضافته بحصة تلفزيونية يوم الأربعاء 30 سبتمبر2009 الكشف عن اسم المنتج الذي أخل بوعده له و عرض فيلمه الجديد في افتتاح تظاهرته السينمائية المزمع تنظيمها خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 7 تشرين الأول/ اكتوبر الجاري.لكن بتحليل بسيط لما قاله سليم أقار يومها يمكن أن نتعرف عن اسمه وهو بشير درايس منتج فيلم "سفر الى الجزائر" لمخرجه عبد الكريم بهلول وقد تأكد هذا الاسم خاصة عندما أشار إليه بطريقة ملتوية عندما قال انه :"صاحب الفيلم الجزائري الجديد والوحيد لهذه السنة أي 2009و عرض مرة واحدة بالجزائر وتحديدا خلال الدورة الأخير للمهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران"، وفعلا فقد تم افتتاح منافسة الدورة الثالثة للمهرجان المذكور بفيلم " سفر الى الجزائر".
إن الذي لا يدريه سليم اقار ان بشير درايس اصبح يخطط بعيدا في استراتيجية توزيع فيلمه الجديد بعد أن قامت العديد من المهرجانات السينمائية بطلب فيلمه منها مهرجان القاهرة، دمشق، وابوظبي ورفض ولم يقبل الا بعرض مهرجان دبي الذي من المقرر تنظيمه خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 12 ديسمبر القادم، وقد أكدت مصادر مطلعة انه ربما سيكون فيلم افتتاح التظاهرة .
يروي الفيلم ''سفر إلى الجزائر'' لمخرجه عبد الكريم بهلول وإنتاج بشير درايس قصة حقيقية عن أرملة شهيد، سلب منزلها أحد أعيان مدينة''سعيدة''، وبعد خيبة أملها في استرجاعه عن طريق اتصالها بالسلطات المحلية للولاية، تتنقل هي وأولادها إلى العاصمة لمقابلة رئيس الجمهورية (هواري بومدين آنذاك)، وتنجح في استرجاع منزلها بتحرك فوري للرئيس، ويشارك في هذا الفيلم كل من صوفيا مناصر، وحيد قاسمي، سامية أومزيان ، حميد رماش، وبعض الممثلين الهواة من سعيدة، مدته ساعة وأربعين دقيقة. علما انه انتج بدعم من تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 والتلفزيون الوطني الجزائرين وكان من المقرر ان يكون جاهزا قبل سنة 2008 الا ان الظروف المادية حالت دون ذلك.
نهر لندن لرشيد بوشارب
اما الفيلم الثاني "نهر لندن" لمخرجه رشيد بوشارب فيمكن أن يعتبر الفيلم الظاهرة، فقد مر بالعديد من المهرجانات السينمائية وافتك الجوائز منها جائزةأحسن دور رجالي بمهرجان برلين لممثله المالي سوتيجي كوياتي ، وبرغم مساره هذا وعروضه التجارية فلازال مطلوب من المهرجانات السينمائية إذ سيعرض مستقبلا بالدورة الأولى لمهرجان تريبكا السينمائي بالدوحة المزمع تنظيمه خلال الفترة الممتدة من 29 تشرين الاول/اكتوبر الى الفاتح من تشرين الثاني /نوفمبر 2009ن .
نشير أن هذا الفيلم قد حضر عرضه الشرفي الأول بالجزائر فخامة رئيس الجمهورية كما أصر موزعه عبد الكريم بهلول وهو شقيق المخرج رشيد بوشارب في نفس الوقت على انطلاق عروضه التجارية بفرنسا مع العروض بمختلف قاعات السينما بالجزائر العاصمة والبداية كانت مع قاعة الموقار والبرنامج السينمائي المسطر من طرف الديوان الوطني للثقافة والإعلام.
لا نكسب من جزائريته الفيلم "نهر لندن" - ولحسن حظنا- كون مخرجه رشيد بوشارب جزائري وتطرق من خلال ابطال فيلمه العالميين لحوادث تفجيرات لندن صيف 2005 معرجا على قصصا متشابكة لوالدي ضحايا التفجيرات المحتملين. تكون إليزابيث التي تلعب دورها برندا بليثين حذرة من عثمان الفرنسي الأفريقي الأصل والذي يلعب دوره الممثل المالي سوتيجي كوياتي. ولكنهما يكتشفان علاقة بين أبنائهما توثق علاقتهما ببعضهما، وتجعلمها برغم فاجعة الفقدان يتاكدان ان مشاعر الححب والحرمان إنسانية المنشئ ولا يمكن لأي فروق كانت أن تزيلها.
حراقة لمرزاق علواش
اما الفيلم الثالث والأخير فهو فيلم "الحراقة" لمرزاق علواش من المنتظر أن يشارك هو الآخر ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان دبي وكذا مهرجان القاهرة علما انه شارك مؤخرا بمهرجان البندقية ضمن نافذة "أيام فينيسيا"ولقي استحسان النقاد .
صور الفيلم في مدينة مستغانم التي تبعد بـ 200 كلم غرب العاصمة الجزائرية، بطاقم من الممثلين من هذه المنطقة ومن شبان عاملين في مجال المسرح من بينهم: نبيل عسلي وسمير الحكيم وصديق بن يعقوب ولميا بوسكين.
يطرح المخرج من خلال فيلمه إشكالية الهجرة غير الشرعية وسعي الشباب إلى دفع أرواحهم في زوارق الموت سعيا وراء سراب الغرب، وذلك عبر استعراض سيرة مجموعة من الشباب يركبون الموج غير آبهين بالموت سعيا وراء تحقيق حلم الهجرة إلى فردوس الشمال، والوصول إلى اسبانيا هربا من عجزهم وانسداد الأفق في وجههم ليدفعوا في الأخير ثمنا غاليا،عمرهم.
ثلاثة أفلام "جزائرية "فقط وثلاث رؤى مختلفة، وبرغم قلتها نلاحظ تموقعها بالخارطة السينمائية العربية وتواجدها مستقبلا بأبرز مهرجاناتها مكسرة بذلك الشماعة التي لطالما تحجج بها السينمائيون ومنظمو المهرجانات العربية بخصوص غياب الافلام الجزائرية والمتعلقة بالعائق اللغوي الذي كثيرا ما كان يحرمها خلال السنوات الماضية من المشاركة والتواجد بالمهرجانات السينمائية.المهم الآن أن تتحرك عجلة الإنتاج السينمائي بالجزائر علما أن هناك من يتحدث عن ثلاث أفلام طويلة للسنة القادمة سيعود من خلالها المخرج سعيد ولد الخليفة بفيلم عن الشهيد الجزائري زابانا، وآخر لمخرج جزائري مقيم بالخارج لم يفصح بعد عن تفاصيله وثالث للمخرج الجزائري بلقاسم حجاج الذي من المنتظر أن يكون عضو لجنة تحكيم بمهرجان القاهرة خلال دورته القادمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف