الرأسمالية قصة حب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أبو ظبي: تواصلت على مدى عشرة أيام وضمن فعاليات وبرامج مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي عروض أفلام بعضها عرض للمرة الأولى عالميًا، وبعضها الآخر للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، ومن بين هذه الأفلام فيلم "الرأسمالية، قصة حب" للمخرج الأميركي مايكل مور المثير للجدل كما يقال عنه، وقد نال هذا الفيلم إعجاب مشاهديه في أبوظبي لما يتميز به المخرج من قدرة عالية على تناول الموضوعات المثيرة للنقاش بنظرة سينمائية مجردة وما يتمتع به من تجربة سينمائية عريقة في مضامين أفلامه الساخنة التي تهم المشاهد، والتي حاز العديد منها على جوائز سينمائية عالمية.
ويضع المخرج مايكل مور في فيلمه الذي يعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط شريطًا أصفر اللون حول مبنى البورصة في نيويورك، يحمل عبارة "مسرح جريمة"، متناولاً الأزمة المالية والاقتصادية في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، مانحًا رؤية أوسع للانهيار المالي من خلال ملحمة تتناول المحظور: أي جرائم الرأسمالية على المستوى القومي الأمريكي.
كما افتتح مور الفيلم بتحذير ساخر للمشاهدين مما سيشاهدونه، ومذيع تليفزيوني يطلب منهم الانصراف عن المشاهدة إذا كانوا من الصغار أو ضعاف القلوب، ثم رجال شرطة يحاولون تحطيم باب مسكن في ديترويت بولاية ميتشجان (9 فبراير 2009) حيث يقومون بإخلاء أسرة فقيرة من المسكن الذي استولت عليه بعد أن عجزت عن العثور على مسكن إنساني، ويصور الفيلم تشبث الأسرة السوداء بالمسكن وكيف ينظم أفرادها اعتصاماً يجذب الصحافة ويثير تعاطف الرأي العام، ويصور كيف تنسحب الشرطة، وينتصر الفقراء.
كما يروي الفيلم قصص الأمريكيين البسطاء الذين يضطرون إلى النوم في منازل أو شاحنات متنقلة، حيث يرافق تعليق لمور خلال الفيلم يقول فيه الولايات المتحدة لم تعد دولة ديمقراطية بل أصبحت تمثل "حكم الأغنياء"، الأقلية القليلة التي تمتلك معظم الثروات في العالم ولاتزال تؤثر كثيراً على حياة الأفراد شرقاً وغرباً حتى الآن، وشكلت الأزمة الاقتصادية فيلماً وثائقياً لمايكل مور في مدة زمنية قدرها ساعتين، وشمل الفيلم عشرات الأشخاص والشهادات والمقابلات المصورة والأرقام والإحصائيات.
لقد استخدم مور في فيلمه الكوميديا السوداء، والسخرية والتهكم، ويظهر بنفسه في الفيلم، بشخصيته المميزة وصورته التي أصبحت "أيقونة" تلخص السخرية والاستهزاء من المؤسسة السائدة، لكي يعلق ويناقش ويحاور ويتساءل ويسخر بل ويتحدى ايضاً ويعرض نفسه للطرد.
لكن مور بالطبع لا يكتفي بالوقوف عند عتبات السخرية والتهكم، بل مضى أبعد من ذلك كثيرًا عندما حول فيلمه إلى أداة للتنوير والتعليم بل والتثوير والتحريض أيضًا، تنوير المشاهد بالحقائق الخافية عليه، ودعوته إلى التمرد والمطالبة بالتغيير، وهو بذلك يرد الفيلم الوثائقي إلى أصوله الأولى "الراديكالية" شكلاً ومضمونًا، ويجعله يختلف في دوره ووظيفته عن الفيلم الروائي.