تظاهرة خاصة لافلامه بمهرجان دمشق السينمائي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دمشق : الحديث عن المخرج والممثل الروسي نيكيتا ميخالكوف " Nikita Mikhalkov"، له نكهة خاصة لقد استطاعت هذه الشخصية المبدعة في عالم
ولد نيكيتا ميخالكوف موسكو في الحادي والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1945 في أسرة معروفة من المثقفين المبدعين. فهو ابن الشاعر الروسي الكبير سيرغيه ميخالكوف الذي أبدع في تأليف الشعر للأطفال. حامل العديد من الأوسمة، ومؤلف نص النشيد الوطني السوفييتيي أما أمه فهي الشاعرة الروسية ناتاليا كونتشالوفسكايا، مترجمة وابنة الفنان الروسي الكبير بيوتركونتشالوفسكي. وجده من جهة والده فاسيلي سوريكوف كان فنانًا عظيمًا وأهم رمز من رموز الرسم، وشقيقه الأكبر المخرج السينمائي المعروف أندريه ميخالكوف - كونتشالوفسكي.
تعلم نيكيتا ميخالكوف في الأعوام 1963 ـ 1966 في فرع التمثيل في المعهد المسرحي الذي يحمل اسم شوكين وتخرج من كلية الإخراج في معهد السينما عام 1971 على يد المخرج الكبير ميخائيل روم. وأدى أول دور في السينما في عام 1959 ولعب الدورين الكبيرين الأوليين في فيلمي "مغامرات كروش" و "أنا أسير في موسكو" لجورجي دانييل. أخذ اسمه يلمع في عالم السينما، خاصة أغنيته في الفيلم المتحررة من كل القيود والتي أداها بنجاح كبير وهي أغنية شهيرة تقول: يصادف أن يكون كل شيء رائعًا، ولاتدرك على الفور الأسباب، وكل ما في الأمر الصيف يهطل، مطر صيفي عادي، واللافت أن الأوساط السينمائية آنذاك، لاقت نجاحه بعداء مثير للدهشة والحيرة. ولكنه تابع أعماله متجاوزًا كل ماكان من شأنه أن يحبطه، واشترك في الأفلام "سحب فوق بورسك" و "المناداة" و "الخيمة الحمراء" و"الملحمة السيبيرية" و"عش النبلاء" و"ناظر المحطة" و"متكيف مع الغرباء وغريب بين ذويه" و "محطة لشخصين" و "تحليق في المنام واليقظة" و"المنهكون من الشمس" و"حلاق سيبيريا" والكثير غيرها
في نجاح نيكيتا كانت تظهر أحيانًا يد والديه ورعاته الذين شجعوه على الدراسة في المعهد العام للسينما وهو من أهم معاهد السينما في أوروبا والعالم، وبعد أن أنهى دراسته في المعهد التحق بالخدمة الإلزامية، أمضى ثلاث سنوات من الخدمة في منطقة كامتشاتكا الواقعة في أقصى شرق روسيا.rlm;
وأثناء الخدمة برزت موهبته في أمسيات التمثيل أمام الجنود، وشيئًا فشيئًا أخذت أعماله تحظى باعجاب كبير لدى عامة الناس.rlm;
انجز كمخرج وهو في الثانية والعشرين من عمره ,أول فيلم قصير في العام 1968 "وأعود إلى الوطن" ، وثم انجز كمشروع تخرج ، "يومًا هادئًا في نهاية
أما فيلمه الثاني "عبدة الحب"1976 انشا له سمعة دولية، وهو عبارة عن لوحة فنية بقصة رائعة دعت إلى الحب ونبذ الكراهية والحروب بين البشر، مصورًا الرموز السياسية الوهمية اللاهثة وراء مصالحها الخاصة حتى لو كان ثمن ذلك سفك الدماء والدمار وتميز نيكيتا ميخالكوف في صناعة الشكل، وتحسسه للممثلين وإمكانياتهم وطبيعتهم وجوهرهم، وقد اهتم كثيرًا بالوضعيات واللهجة.rlm; تدور أحداث الفيلم في عام 1918، أي في ذروة الثورة البلشيفية. يذيع صيت أولغا فوجنسنسكايا كأبرز نجمة في السينما الصامتة والتي تنال أفلامها شعبية واسعة بين الثوريين السريين لدرجة تدفعهم يخاطرون بالتعرّض للاعتقال من أجل مشاهدة أفلامها. تتوجه الممثلة الشهيرة أولغا إلى جنوب روسيا لتصوير فيلم حزين في الوقت الذي يتقدم فيه الثوريون البلشفيون نحو موسكو. مع أن أولغا متزوجة، إلا أنها تمضي بعض الوقت يوميًا مع المصور السينمائي فيكتور بوتوتسكي. ثم تتكشف الأحداث تدريجيًا ويتضح بأن فيكتور بلشفي يستخدم وظيفته كستار لتصوير المجازر الوحشية التي يرتكبها الجيش الأبيض مقابل البطولات الثورية التي يقدمها الجيش الأحمر. يطلب فيكتور مساعدة أولغا التي تكتشف أنها تعيش حياة أنانية لا معنى لها، وسرعان ما تشتعل نار الحب بينهما. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستصل فلول جيش الثورة الأحمر لإنقاذهما من القائد العسكري الأبيض الذي تساوره الشكوك حول هوية فيكتور وعلاقته بأولغا؟ وهل ستتمتع أولغا بالشجاعة الكافية لمواجهة ما هو محتوم؟
وفاز مارتشيللو ماستروياني بجائزة أفضل ممثل لقيامه بدوره في فيلم ميخالكوف "العيون السوداء" في مهرجان كان السينمائي الدولي(1987)، وكان هذا
ثم فيلمه "آنا. من السادسة إلى الثامنة عشرة" توثيقي عن حياة ابنته آنا وهي تنمو من الطفولة الى النضج. الذي استحق جائزة "الفارس الذهبي" في المهرجان الدولي الثالث للأفلام السلافية في عام 1993
وحصل فيلمه "حلاق سيبيريا " 1994 على الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي وجائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، من بين العديد من الجوائز الاخرى. إنه العام 1905، "جاين كالاهن" التي تؤدي دورها جوليا ارموند, تكتب رسالة لابنها أندريه الطالب في أكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية. تروي له قصة حياتها , وتصف فيها الأحداث التي سبقت ولادته قبل 20 عاما حيث سافرت إلى روسيا القيصرية كمساعدة للمخترع الأمريكي غريب الأطوار دوغلاس ماك كريكين، الذي صمم آلة عملاقة لقطع الأخشاب كان يطمح ببيعها و تسديد ديونه لكن ذلك يحتاج لجهات ترعاه و تموله.
هذه كانت مهمة مساعدته جاين التي جاءت إلى روسيا لتساعده في ذلك مدعيا أنها ابنته. جاين الفتاة الأميركية المتحررة من تقاليد بنات عصرها بدأت بمهمتها هذه خلال سفرها بالقطار عندما تعرفت بالصدفة على الطالب في الأكاديمية العسكرية الروسية أندريه تولستوي الذي أصبح فيما بعد حبها الكبير في نفس الوقت ظهر الرجل صاحب النفوذ الذي يمكن أن يساعدها على تحقيق مهمتها و هو الجنرال رادلوف الذي لم يخف إعجابه بها و رغبته بالزواج منها.
وتتوالى الاحداث ليتعانق العام بالخاص, ويرتبط المصير الشخصي بمصير الوطن. وتتقلب عواطف الابطال جميعا .. والفيلم في هذا كله, وهذه ميزته, يحس الاشياء بعمق وقوة.
تدريجيا أخذت هذه الشخصيات الثلاث تلعب دورها الرئيس في بلورة أحداث الفيلم التي تمركزت حول التنافس غير المتكافئ بين تولستوي و الجنرال للظفر بحب جاين من جهة و حول الصراع الداخلي الذي كانت تعيشه جاين بين حبها لتولستوي و مصلحتها بالزواج من الجنرال. وعندما يتبين للجنرال أن جين تفضل عنه الجندي تولستوي، يتم نفيه إلى سيبيريا بتهمة تزعم أنه تهجّم على الدوق الأكبر.
مدة الفيلم 180 دقيقة يحاول فيها المخرج نيكيتا ميخالكوف، و الذي مثل فيه أيضا دور القيصر الروسي الكسندر الثالث، تعريف المشاهد تدريجيا على طبيعة المجتمع الروسي آنذاك و العلاقات السائدة فيه و كأنه يرافق جاين في رحلتها فيتعرف على الجانب الايجابي لكل شخصية من خلال مشاهد تعتمد على كوميديا الموقف لينتقل فيما بعد للكشف على الجانب الخفي لهذه الشخصيات وكيفية اندماج جاين في مهمتها و خروجها عن سيطرتها فتتناوب المشاهد بين غيرة و حسد و انتقام و ندم لتعكس وعلى الطريقة الروسية مأساة الإنسان بخضوعه للظروف التي غالبا ما يصنعها بنفسه ولا تفرض عليه.
وقدم مؤخرًا لوحة أخرى لاتقل أهمية وعمقًا وسمعة عن لوحاته السابقة, إنه فيلم "12" الذي حاز على عدة جوائز روسية ودولية ومازال في أوج عطاءاته الرائعة.rlm;
ميخالكوف الذي حاز جائزة خاصة عن مجموع أعماله تكريمًا لمسيرته السينمائية، تقمّص في فيلمه "12" الشخصية المركزية التي كان هنري فوندا تقمّصها قبل نصف قرن في فيلم لاميت.
والمعروف أنّ المسرحية الكلاسيكية التي اقتُبس عنها الفيلم، تروي مداولات 12 رجلاً يمثلون مختلف طبقات وقطاعات الشعب الروسي، اختيروا كأعضاء في "لجنة شعبية" قضائية تتولّى البتّ في قضية شخص متّهم بالقتل. وفضلاً عن الإشكالية الأخلاقية الرئيسية التي تناولها النص المسرحي الأصلي، فإنّ نيكيتا ميخالكوف حمّل النص خلفيات سياسية راهنة، بطريقة جعلت الشخص المتّهم بالقتل شيشانيًا طعن بسكّين زوج والدته الضابط الروسّي الذي شارك في الحرب في الشيشان. وبذلك تحوّلت حرب الشيشان خلفية سياسية للفيلم.
السبب في القتل ناتج من هويتي الضحية (ضابط روسي) والمتهم (شاب شيشاني اسمه عمر) والمحكمة بكل قوامها، من رئيسها إلى وكيل النيابة ومحامي الدفاع روسيّة حتى النخاع، ولا يفصل بين قرار المحكمة والحكم النهائي إلاّ إمضاء المحلفيّن الذين أُدخلوا إلى قاعة رياضة مهترئة في مدرسة ابتدائية وأُعطَوا عشرين دقيقة فقط لإقرار الحكم بمذنوبية الشاب.
رئيس اللجنة (نيكيتا ميخالكوف نفسه) يقرر طبيعة العمل بصيغة التصويت، فيقرر أحد عشر من المحلّفين بأن الشاب مذنب، غير صوت واحد يدعو إلى "الكلام في الموضوع على الأقل" وثم "أنا أصوّت ضد توجهّكم لأن النتيجة بالأغلبية أكثر مصداقية من التزكية".
الدرس الأول في الديمقراطية يقود في ساعتين ونصف الساعة من التوتّر العالي والأداء الرائع للممثلين الروس إلى قلب الصورة، وتنتهي المناقشة إلى قرار مختلف تمامًا عن القرار الابتدائي. غير أن ذلك لا يعني على الإطلاق خروج الشاب "عمر" من السجن.
فالديمقراطية قد تُسنّ مسارات حياة مجتمع ما، وقد يوفّر القضاء في ذلك المحتمع مفردات العدالة، لكن العدالة لا تعني دائمًا ضمان سلامة المواطنين. نتيجة مثيرة للقلق، لكن هذا هو الوضع في الكثير من المجتمعات التي أتاحت الديمقراطية والتصويت فرصة صعود تيارات وجماعات تعكّزت على التصويت والديمقراطية ذاتها، لتقوم بوأدها لمجرد تمكّنها من كراسي الحكم.
قدّم كل من هؤلاء الفنانين مقطوعته الخاصة كما لو كان جزءًا من أوركسترا سيمفونية عالية الإبداع، وساهم كل منهم بتنويعاته خلال الساعتين ونصف الساعة اللتين استغرقهما "عزف" الفيلم. احتفظ ميخالكوف لنفسه بالقسط الأصغر من الحضور، وباعتباره رئيسًا لهيئة المحلّفين وبقي حتى النهاية مراقباً لما يحدث، وعندما آل إليه دور "العزف المنفرد" ضيّق مساحة الصورة واختزل مقطوعته بعدد قليل ورائع من إيماءات الوجه، أبرزت ما يُخفي وراء قناع المخرج من تاريخ ممثل استطاع ميخالكوف أن يبرهن هنا على موهبته الفذة، وقدراته الأسلوبية القوية التي أتاحت له تصوير عمل تدور أحداثه في حيّز مكاني مغلق وضيق على مدى ساعتين وثلاثين دقيقة من دون أن يشعر الجمهور بالملل لحظةً واحدة.
فيلموغرافيا - مخرج
* وأعود إلى المنزل (1968) (فيلم قصير)
* يوما هادئا خلال نهاية الحرب (1970) (فيلم قصير)
* في الوطن بين الغرباء (1974)
* عبد الحب (1976)
* قطعة غير منتهية لعازف البيانو (1977)
* خمس أمسيات (1978)
* العلاقات الأسرية (1981)
* دون الشهود (1983)
* عيون الظلام (1987)
* عثرات المشي لمسافات طويلة (1990)
* قريبة من عدن (1992) (ويعرف أيضا باسم Urga)
* تذكر تشيخوف (1993)
* آنا : 6 -- 18 (1993)
* اصيبت بحروق من جراء الشمس (1994)
* حلاق سيبيريا (1998)