كياروستمي: لا يمكن للرقابة أن تمنع المخرجين من الإبداع السينمائي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أبو ظبي: عباس كياروستمي من ابرز المخرجين المخضرمين بإيران تألق بأفلامه ورؤيته السينمائية فاستحق التموقع بإبداعه الفني بالمشهد السينمائي الأسيوي و العالمي برمته. ترأس مؤخرا لجنة تحكيم الأفلام الطويلة للمهرجان السينمائي الدولي للشرق الأوسط في أبوظبي وسيكون رئيس لجنة تحكيم مهرجان مراكش مستقبلا. إلتقته "إيلاف" وسألته عن تجربة التحكيم السينمائي ورأيه في السينما العربية والإيرانية وسر نجاح هذه الأخيرة على الرغم من الرقابة الحكومية والدينية المتفشية في المجتمع الإيراني، وكيف افلتت موجة السينمائيين الإيرانيين الشباب من الرقابة فأبدعت وجددت بالسينما الإيرانية وحققت لها النجاحات بالمحافل السينمائية الدولة. وفيما يلي نص الحوار:
* ما رأيكم وتقيّيمكم لتجربة رئاستكم للجنة تحكيم المهرجان السينمائي الدولي للشرق الاوسط؟
-سُعدت كثيرًا بهذه التجربة لكن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي ليس المهرجان السينمائي الوحيد الذي أشارك في لجنة تحكيمه وتحديدًا كرئيس للجنة فقد سبق وأن شاركت في العديد من المهرجانات السينمائية التي تعنى بالمشهد السينمائي الشرق الأوسطي منها مهرجان "نانت" بفرنسا الذي خصص في فعالياته وإختياره قسمًا للأفلام من منطقة الشرق الأوسط وقريبا سأكون رئيس لجنة تحكيم مهرجان مراكش السينمائي.
مهرجان أبو ظبي بالنسبة لي كان فرصة لمشاهدة أفلام المنطقة والجميل فيه أن الجماهير والأفلام المتنافسة من جنسيات مختلفة، تلتقي وتشاهد تجارب بعضها البعض.
اللغة السينمائية
*هل بإمكان السينما العربية أن تنافس السينما الإيرانية الرائدة في العالم ومارأيكم فيها؟
-أولا هذا السؤال في الحقيقة صعب ولا يمكن الإجابة عليه. ثانيًا يمكنني أن أقول وأذكر أن السينما الإيرانية قديمة ويعود وجودها لمئة سنة حاليًا، وأنا بلجنة تحكيم المهرجان لا أحكم على الأعمال السينمائية من ناحية البلدان التي تنتمي إليها، وإنما من ناحية الإبداع والتميز السينمائي فيها.
بخصوص رأيي في السينما العربية لا يمكنني أن أحكم عليها في العموم، ولا يمكنني إلا أن أعلق على الأفلام العربية القليلة التي أشاهدها بهذا المهرجان، لكن يجب أن أشير هنا انه كانت هناك صعوبة للأفلام الإيرانية خلال السنوات الماضية لكي تُشاهد عبر العالم وتحقق وجودها بالعالم لتركيزها بالأساس على الجانب العاطفي، لأن اللغة السينمائية العالمية تحثنا بالأساس الابتعاد قدر الإمكان عن العاطفة والعزف عنها برغم أهمية هذا العنصر بأحداث وتفاصيل أي فيلم إلا أنني أعتبر الأمر خطيرًا لأنه يخلق صعوبة في فهم القضايا التي يثيرها الفيلم وتشوش على الموضوع في حد ذاته، وهذا الأمر أو التيار بدأ ينحسر في السينما الإيرانية خلال السنوات الأخيرة وبدأ الاتجاه نحو الواقعية أكثر فأكثر وانحسار الجانب العاطفي.
نبض الواقع
*الواقعية التي تتحدثون عنها أصبحت من أهم مميزات سينما الشباب في السنوات الأخيرة لماذا وما تقييمكم لها؟
-هناك موضوعات سينمائية جديدة، ووسائل وطرق تصوير وإخراج مبتكرة تستخدم من طرف هؤلاء السينمائيين الشباب كل هذا لأنهم يعبرون على نبض الواقع والزمان الذي يعيشون فيه الآن ولا يلتفتون للوراء أو لتجارب السينمائيين القدماء أو لتجارب أفلام غيرهم في العالم وأنا أعتبر هذا الأمر يضيف لنجاحات السينما الإيرانية عبر العالم ويزيد في تميزها وتألقها.
*هل بوجود النظام السياسي الحالي الذي يرقاب ويحاصر العديد من السينمائيين الإيرانيين سيستمر التألق؟
-في كل الأحوال عاجلا أم أجلا الوضع يجب أن يتغير حتى وإن أخذ الأمر وقتا طويلا، لكن جيل الشباب المولود في إيران بعد الثورة الإسلامية والذين يعيشون تحت النظام الحالي يعارضون الواقع القائم وفي حالة ثورة على استمراره.
لست صحفيًا
*هل ستقدمون فيلمًا عما يحدث في إيران؟
-ممكن وبطريقة غير مباشرة لأنني بالأساس لست صحفيًا وإنما مخرج سينمائي أتميز بالأسلوب غير المباشر في أعمالي السينمائية، والأكيد أن هذا الموضوع سينعكس من خلال أعمالي السينمائية مستقبلا.
رؤية سينمائية
*تُتهم السينما الإيرانية في كثير من الأحيان بأنها تنتزع الجوائز لأنها تعزف على وتر المعارضة السياسية الذي يريده الغرب ماذا تقولون في هذا؟
-لا أعتقد ذلك وهذا الأمر غير صحيح فعندما تحصل على جوائز فهذا يعود بالأساس لتميزها السينمائي، لأن الفيلم ليس بيانًا سياسيًا، بل هو عمل سينمائي أولا وقبل كل شيء، يرتكز على رؤية وإبداع سينمائيين.
اثبات الذات
*هناك رقابة سياسية ودينية على الأفلام الإيرانية كيف تمكنتم من الإفلات منها واثبات ذاتكم السينمائية وتحقيق النجاح؟
-أنا أفلت منها وأثبت ذاتي من خلال صناعتي للأفلام والتواجد بلجان تحكيم المهرجانات السينمائية عبر العالم نثبت ذاتنا السينمائية ولا يمكن للرقابة مهما كان نوعها أن تمنع المخرج من الإبداع السينمائي، والأمر الذي تأكد يومًا بعد يوم أن الرقابة لا يمكنها أن تمنع الكم الهائل من الأفلام الجيدة التي تصور وتخرج الآن بإيران.