علاقة إسرائيل والعرب في أفلام عربية بمهرجان "أوسيان سيني فان" بالهند
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيودلهي: في أفلام روائية ووثائقية عرضها مهرجان بالهند الاسبوع الماضي تباينت رؤى مخرجين عرب وإسرائيليين حول علاقة اسرائيل بالفلسطينيين أو بالعرب عموما.
ففي حين يرى مواطن فلسطيني في فيلم "حائط مبكى" أن الجدار العازل أنشأته اسرائيل "لاسباب ديموجرافية وليست أمنية" يشدد مخرج فلسطيني في فيلم "حدث في مهرجان برلين" على أن المستقبل لدولة واحدة للجميع وأن حل الدولتين مستحيل من وجهة نظره.
ففي الفيلم الفلسطيني الروائي القصير "20 دقيقة" يذهب المخرج مؤيد علوان الى أن العلاقة بين الطرفين مستحيلة حيث الرصاص الاسرائيلي في مواجهة علاقة حب بين صابرين وأيمن وهما من أهالي احدى ضواحي القدس. وأيمن شبه عاطل وتلومه أمه على بطالته وتسخر منه قائلة "يا سي جيفارا.. رايح تحرر كوبا" وهو يرفض أن يعمل مثل أبناء عمه لدى اسرائيليين في أعمال مدنية أو في بناء المستوطنات.
وحجة الشاب أن أباه مات من أجل مبادئ عليا يجب ألا يتنازل عنها ولكن أمه ترد عليه بأنه سيموت من الجوع لا المبادئ. ورغم ظروف الاحتلال فعلاقة الشابين محكوم عليها بالفشل بسبب قيود اجتماعية تجعل والد الفتاة يرفض أيمن زوجا لابنته.
ولا يمتلك الشابان الا الخيال والحلم بمستقبل يصنعانه معا ولو هربا الى مكان لا يعرفهما فيه أحد. كانا في العراء وهي تقترح الهروب الى حيفا وهو يقترح الهروب الى طبرية فتسأله "طبرية ما فيها عرب. تشتغل عند يهود؟" وقبل أن يرد يحيط بهما جنود الاحتلال غير عابئين بأن الشابين من القدس ويحملان بطاقة هوية ويجبرانهما على التعري وهو ما يؤدي لانكسار الشاب أمام حبيبته ويختفي من المشهد وينتهي الفيلم بها وقد غطت رأسها وعادت وحيدة.
ولكن الفيلم الوثائقي "حدث في مهرجان برلين" الذي أخرجته المصرية نيفين شلبي يذهب الى نوع من التصالح في براءة فنية جعلت منه مجرد تسجيل أقرب الى برنامج تلفزيوني يضم مقابلات يتخللها رقص جماعي في صالة كبيرة لشبان وفتيات بينهم عرب واسرائيليون لهم علاقة بالسينما ولكنهم غير معروفين وتم اختيارهم للمشاركة في معسكر للموهوبين في برلين عام 2008 ضمن أنشطة مهرجان برلين.
ويبدأ الفيلم "15 دقيقة" بحيرة المخرجة وعدم توصلها الى قرار بشأن مشاركة اسرائيليين في هذا المهرجان الذي لم يتطرق الفيلم الى التعريف بأنشطته فبخلاف الكلام الذي ينصب حول موضوع الحوار بين العرب واسرائيل لا يضم "الفيلم" الا الرقص الجماعي.
وفي الفيلم يقول عماد مبروك وهو مصري يعرف نفسه بأنه مخرج ومونتير ان "واحدة مجنونة" تصور فيلما عن علاقة الاسرائيليين بالعرب ثم يضيف أنه لا يشعر بمشكلة في التحدث الى اسرائيليين.
ويقول عربي مشارك في الفيلم ان المشكلة لن تحل بالتجاهل أما المخرج التونسي أنيس الاسود فيرى أن "أهم حاجة هي التعارف" بين الطرفين وأنه لا يرفض مثل هذا الحوار في المهرجان لانه لا يتعامل مع جندي اسرائيلي.
أما المخرج الفلسطيني فراس خوري فيقول إن "بلادنا اسمها فلسطين ثم أصبح اسمها اسرائيل.. أنا فلسطيني ساكن في دولة اسرائيل" حيث يحمل هوية اسرائيلية لانه من فلسطينيي 1948.
ويرى أن "حل الدولتين مستحيل.. سيعيش اليهود والفلسطينيون في دولة واحدة" ولا يعنيه ماذا سيكون اسمها وهو راض بهذا الحل حتى لو كتب على جواز السفر "فلسطين اسرائيل".
ولكن الاسرائيلية ياسمين نوفاك تقول انها حاولت صنع فيلم يظهر "حقيقة الاحتلال الاسرائيلي "للاراضي الفلسطينية" ولكنها فقدت الحماس لان جمهور هذا الفيلم سيكون في الخارج لا في اسرائيل في حين يقول رافائيل بالولو انه يأسى لان العرب يشعرون نحوه كاسرائيلي بكراهية وبعضهم تجاهله "بغلظة" مضيفا أنه لم يأت الى برلين ممثلا للحكومة الاسرائيلية وأن برامج الاحزب لا تعجبه ولا يشارك في التصويت.
وعرض الفيلمان في نيودلهي ضمن مهرجان "أوسيان سيني فان للسينما الاسيوية والعربية" الذي اختتمت دورته الحادية عشرة الجمعة الماضي. ومنحت لجنة التحكيم شهادة للفيلم الوثائقي "حائط مبكى" الذي أخرجه التونسي إلياس بكار.
وكان بكار "38 عاما" صور نحو 60 ساعة اختار منها 120 دقيقة هي مدة فيلمه الذي يناقش تأثير الجدار العازل على الفلسطينيين وخاصة تلاميذ المدارس.
ويقول مواطن فلسطيني ان الجدار العازل أقيم "لاسباب ديموجرافية وليست أمنية" وانه يهدف الى عزل الفلسطيني عن أخيه وابن قريته بين جانبي الجدار أنشي "لادخال الفلسطينيين في تجمعات" وان اسرائيل كانت تسعى لانشائه قبل الانتقاضة الثانية التي انطلقت يوم 28 سبتمبر أيلول 2000 حين زار ارييل شارون رئيس الوزراء الاسبق المسجد الاقصى.
ويرصد الفيلم بعض ضحايا الجدار، المزود بكاميرات ووسائل للمراقبة، ومنهم رضيعة في المهد وكتب بعضهم متسائلا "هل كانت تحمل حجرا.." ومن الضحايا أيضا عبير بسام وهي تلميذة يصر أبوها على أن يصل "الى نهاية العالم للتحقيق في وفاتها بعد اصابتها برصاص الاحتلال في مؤخرة رأسها" عام 2000 وهي كما يقول واحدة من بين 971 طفلا قتلوا منذ عام 2000.
ويقول مسؤول في احدى المدارس ان الجنود الاسرائيليين يحتجزون بعض التلاميذ لفترات طويلة كما يستفزون المدرسين ويهينونهم أمام التلاميذ ويطلقون النار بشكل عشوائي حتى أصبحت المدارس من الاماكن الخطرة.
ويرى بسام والدة التلميذة القتيلة أن الهدف هو "تعميم الجهل وعدم الامان" وتحويل الاراضي الفلسطينية الى تجمعات مغلقة "تكثر فيها الامراض الاجتماعية... أطفالنا ليسوا مقاتلين. لا نرسلهم الى القتال من أجل تحرير الارض.. أطفالنا خط أحمر."
ويذكر بمحمد الدرة الصبي الفلسطيني الذي قتل برصاص الاحتلال عام 2000 وأصبح رمزا لان العالم "عرف اسمه.. أبناؤنا ليسوا أرقامًا لكن لهم أسماء" مضيفا أن الطفل الفسطيني مطالب بأن يكون "طيبًا وهذا مستحيل حيث لا يتوفر له أي شيء" مما يتاح للطفل الطبيعي في أي مكان.
ويقول ان "الطفل الفلسطيني يعيش في مأساة."
ويسجل الفيلم انطلاق رصاصات ومواد حارقة الى نوافذ البيوت فتشتعل في الحال اضافة الى جرافات تسير في الشوارع وتسوي ما يقابلها من سيارات بالارض وأخرى تهدم بيوتا أحدها كان معدا لزفاف شاب مساء يوم 21 أغسطس اب 2003 لكنه تلقى اخطارا في صباح اليوم نفسه باخلاء البيت خلال 30 دقيقة حتى ان المصور الذي كان مستعدا لتصوير حفل الزفاف قام بتصوير هدم البيت ضمن عدة بيوت و120 محلا.