السينما

أفلام لمخرجات عربيات تعرض لأول مرة في غزة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة: ''سلمى'' فتاة شابة جميلة تجوب شوارع الجزائر حاملة طفلاً رضيعًا بين ذراعيها، تترك رضيعها في سيارة أجرة ، بعد أن تطلب من السائق شراء بعض حاجياتها من كشك مجاور وينتظرها السائق طويلاً فيفاجأ باختفائها،فيأخذ الرضيع إلى أمه المسنّة ليؤنس وحدتها، ثم يشرع السائق ''كمال'' في البحث عن ''سلمى''، فيطرق باب أهلها فتغلظ له أمها وزوجها في القول، فيغادر ''كمال'' حائرًا محبطًا، وفي المقابل، كانت ''سلمى'' تجوب الشوارع متشردة تنام مع المشردين وتتعرض لمضايقات من ذئاب الشارع، فتلتقي رجلاً ''شهمًا'' يعيش وحده في شقة فيعطف عليها، وتعيش عنده بعض الوقت، فيعثر لها على عمل، ويشتري لها سيارة دون أي مقابل. ويلتقيان بعدها فتعترف له بأنها تعرَّضت للاغتصاب على يد زوج أمها في غيابها، لكنها لم تصدِّقها ووقفت مع زوجها وطرداها إلى الشارع، ثم يقررا العيش معا".
ما سبق قصة فيلم "وراء المرآة" الروائي، للمخرجة الجزائرية نادية الشرابي عرض في قطاع غزة لجمهور غزاوي هذه المرة، ضمن فعاليات مهرجان أفلام المرأة الذي يقام لأول مرة في قطاع غزة تحت اسم "بعيون النساء" .
وافتتح أول أمس المهرجان الذي لاقى اهتمامًا كبيرًا من قبل الكتاب والمخرجين وكافة المثقفين والفعاليات الفلسطينية المختلفة في مركز رشاد الشوا الثقافي وسط غزة.
وتخلل المهرجان الذي ينظمه مركز شؤون المرأة عرض عدد من الأفلام الفلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي الـ48 والعربية والدولية، وعرض في اليوم الأول للمهرجان فضلا عن فيلم " وراء المرآة " الجزائري، فيلم "ورد السياج" للمخرجة الفلسطينية نجوى شمعون و"العربانة" للمخرجة الامارتية نايلة الخاجا، وفيلم "5 دقائق عن بيتي" للمخرجة الفلسطينية ناهد عواد من الضفة الغربية وفيلم "بين الضحكة والدمعة" للمخرجة سماح البيومي، إضافة إلى عشرات الأفلام تلاها في اليوم الثاني.
وافتتح المهرجان دون حضور المخرجات العربيات والفلسطينيات من الضفة الغربية وأراضي الـ48، باستثناء المقيمات في قطاع غزة وذلك بسبب الحصار المفروض على غزة.
وأعربت المخرجة الجزائرية شرابي عن أسفها الشديد لعدم مشاركتها في افتتاح المهرجان الذي اختار فيلمها ليفتتح الأفلام المشاركة، وقالت في رسالة وجههتا للمقيمين على المهرجان ووصلت إيلاف نسخة عنها:"لقد شعرت في بادئ الأمر بإحباط شديد لأن كل الأبواب أوصدت في وجهي لأكون في غزة، لكن عزائي أنكم نجحتم في امتحان تنظيم المهرجان وعرض الأفلام المبرمجة، وهو التحدي الحقيقي الذي يدفعني إلى تجديد شكري للجنة التنظيم والقائمين على إنجاح المهرجان، وأضافت: "أتمنى أن يجدوا في فيلم "وراء المرآة" صورة أخرى من الجزائر، وفكرة تتقاطع فيها مجتمعاتنا، ورؤية درامية طرحتها امرأة دفاعا عن امرأة". مشيرة أن الفيلم ليس أكثر من أسئلة للضمير الحاضر الغائب. تمنياتي أن يكون هدية لغزة المحاصرة مثلما حوصرت بطلة الفيلم، لكنها ستنتصر مثلما انتصرت البطلة.
من جهتها أكدت أمال صيام المديرة التنفيذية لمركز شؤون المرأة إلى أن مهرجان أفلام المرأة والذي يقام لأول مره في قطاع غزة يحاول تسليط الضوء على السينما النسائية وقضايا النساء بشكل مكثف من خلال عرض أفلام من إنتاج وإخراج نساء فلسطينيات وعربيات.
ويتضمن المهرجان عرض 30 فيلم روائي وتسجيلي جميعها من إخراج النساء الفلسطينيات والعربيات من الجزائر ومصر والسودان ولبنان والسعودية والإمارات وأراضي الـ 48 والضفة الغربية وغزة وأسبانيا والمكسيك.
وعلى هامش المهرجان تنفذ ورش وندوات متخصصة حول :تجارب مخرجات من غزة، وصورة المرأة في السينما العربية وتسويق الأفلام والإنتاج، والفيلم الفلسطيني إلى إي مدى عكس قضايا المرأة و السرد في فيلم المرأة.
من جانبها قالت اعتماد وشح منسقة المهرجان "المهرجان كان يمثل لي تحدي وحلم في أن يكون في غزة مهرجان لأفلام المرأة، وقد تحقق هذا الحلم بفضل جهود الجميع في مركز شؤون المرأة ودعم المخرجات العربيات والفلسطينيات". وأوضحت وشح أنها قامت بالتواصل مع عدد من المخرجات العربيات ولاقت إقبالا كبيرا منهم على المشاركة في المهرجان وعرض الأفلام مشيرة إلى أن وصول الأفلام إلى قطاع غزة لم يكن بالمهمة السهلة لافتة أن العديد من المخرجات العربيات أردن المشاركة في المهرجان ولكن لم يستطعن الوصول إلى غزة.
وأشارت إلى أن المهرجان يمثل حالة من الحراك الاجتماعي والثقافي وهو تجربة نوعية وفريدة لإبراز قضايا المرأة وإبداعات نساء غزة في ظل الحصار والوضع السياسي الصعب.

وهذه المرة الأولى التي ينظم فيها مهرجان لأفلام النساء لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، حيث ستعرض المشاركات بأفلامهن في المهرجان خاصة من الضفة الغربية وفلسطينيي ال 48 والدول العربية دون حضورهن إلى غزة.
وأملت وشح أن يكون المهرجان تقليد سنوي يقيمه المركز كل عام، مشيرة إلى أنه سيتم توزيع شهادات تقدير لكل المخرجات المشاركات في المهرجان.
وعن رأيه بالمهرجان أشار المخرج الفلسطيني فايق جراده أن مهرجان أفلام المرأة دليل آخر علي عطاء المرأة الفلسطينية التي ما زالت عنصرا منتجا علي كل الأصعدة...وما زال لديها القدرة علي التحدي والثبات، وقال جرادة لإيلاف علي الرغم من قلة العنصر النسوي في حقل الإعلام المرئي، إلا أن المخرجات الفلسطينيات استطعن أن يقلبن المعادلة بعد أن خضعت المرأة لوضعية فنية اختارها الرجل لها ورسمها في السينما العربية.
وأكد جرادة أن الولادة التسجيلية للسينما الفلسطينية أنصفت المرأة بحكم الواقع المشترك للرجل والمرأة علي حد سواء في مواجهتيما للاحتلال كأم الشهيد والأسير, والزوجة, والأخت, الحبيبة.
وأعرب جرادة عن أمله في أن يكون هذا المهرجان خطوة باتجاه فن مرئي قادر علي النهوض بواقع جديد للمرأة العاملة في الحقل الفني داعيا إلى الاستفادة من هذه التجربة المتميزة وجعل للمرأة دورا ايجابيا وفاعلا في شتي فروع العمل المرئي.
وتركز الأفلام المشاركة على قضايا المرأة العربية والفلسطينية، وخاصة التي تعيش في غزة تحت الحصار الإسرائيلي وتداعيات حرب غزة الأخيرة، ومواضيع عامة أخرى اجتماعية مثل العنف والطلاق والاغتصاب.
ويستمر عرض الأفلام حتى اليوم الخميس ومن بين الأفلام التي ستعرض فيلم "البوم صور" للمخرجة المصرية والفيلم إخراج نورهان متولي، وسيناريو وحوار نورهان متولي وعلاء عزت، وبطولة إيمان أيوب وعلاء عزت وهو من الأفلام القصيرة القليلة التي تسلط الضوء على فئة مهمشة في مجتمعنا وهم مرضى "التوحد".
وتدور أحداث الفيلم حول "خالد" الذي يعانى من مرض التوحد ويجيد التصوير الفوتوغرافي، ويعيش بمفرده مع شقيقته "داليا" التي يعتمد عليها في كل شيء في حياته، والفيلم يلقى الضوء على تعامل المجتمع مع هذه الفئة ونظرته إليهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الى الامام دائما
ايمان المصدر -

مركز شئون المرأة من المراكز المهمة والداعمة لقضايا المرأة في فسطين وخاصة غزة، هذا بالاضافة إلى ان برنامج الفيديو التابع لمركز شئون المرأة بقيادة الاستاذة العظيمة اعتماد وشح لعب دورا كبيرا في تنشئة واخراج جيل واعي بقضايا المرأة من خلال اعمالهم المرئية ... فإلى الامام دائما يا مركز شئون المرأة ... وإلى الامام دائما يا استاذة اعتماد وشح.