فيلم "الدواحة".. عالم موحش كأنه خارج من أجواء كافكا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: يرصد الفيلم التونسي "الدواحة" الذي عرض مساء يوم الخميس في مهرجان القاهرة السينمائي مصائر أم وابنتيها يعشن في قبو منزل كبير مهجور وتنقطع علاقتهن بالعالم الا من زيارات قصيرة الى المدينة.. وعندما تكتشف الابنة الصغرى كيف يعيش الآخرون تصاب بصدمة وتقتل أمها وشقيقتها.
والفيلم الذي كتبته وأخرجته رجاء عماري كأنه أقرب الى كابوس خارج من عالم الروائي التشيكي فرانز كافكا (1883-1924) حيث يبدو المنزل المهجور كأنه سجن أو قلعة تحيط بها حديقة هي كل عالم الام وابنتيها اللاتي تنقطع علاقتهن بالعالم الا حين يزرن المدينة بشكل خاطف لبيع أشغال منزلية قمن بحياكتها.
لكن المدينة تأتي اليهن وتقتحم عزلتهن حين تحضر الشابة سلمى "الممثلة ريم البنا" مع صديقها علي الذي ينتمي للاسرة صاحبة القصر ثم يخرجان فتصعد الابنة الصغرى عائشة "الممثلة حفيظة حرزي" وهي في مرحلة بين الصبا والمراهقة الى الطابق الاعلى وتعبث بملابس سلمى وتكسر كعب حذائها وسلمى تلاحظ الامر حين تعود وتصاب بالدهشة لان المنزل مهجور ثم يلقي الشاب بمخلفات منها الحذاء ذو الكعب المكسور من الشرفة.
وفي الليل تسللت عائشة الى احدى الغرف وتراهما يمارسان الجنس وتمد يدها وتكاد تلمس جسد الشاب لانها لا تفهم ما يحدث وقبل أن ينتبها اليها تهبط عائدة الى القبو. ثم تسمع النسوة الثلاث صخبًا وتصعد عائشة الى حفل راقص نظمه الشاب وصديقته في القصر وتتجول بملابسها الرثة وبحركات همجية بين الحضور المنشغلين عنها وتتوقف أمام علي وسلمى قائلة "أنا أعرفكم" في اشارة الى رؤيتها لهما في الغرفة.
ولا يباليان بها ويعطيانها كأسًا من خمر ترتشف منه رشفة ثم تتقيأ وترى سلمى حذاءها في قدمي عائشة التي تسارع هاربة الى القبو ولا تستطيع سلمى اللحاق بها ولكن الام تتشمم فم عائشة ورائحة الخمر تفوح منه وتضربها وتساعدها ابنتها الكبرى راضية "الممثلة سندس بلحسن" في شل حركة عائشة ليتأكد لهما أنها ما زالت بكرًا ولم يمسها أحد من حضور الحفل.
وتحاول الاخت الكبرى تطييب خاطر عائشة وتسألها عن الحفل فتعيد عليها مشهد الجنس بين الشابين بشكل تصويري "مثلي" فتنهرها أختها التي تقيدها في الصباح بالحبال قبل الذهاب الى المدينة.
ويغادر الشاب القصر في الصباح تاركًا سلمى التي تكتشف من احدى النوافذ أن في داخل القبو صبية مقيدة فتقتحم عليها المكان وتحاول فك قيودها في لحظة وصول الاخت والام وتصبح سلمى رهينة القبو.
وتتباين العلاقة بين سلمى والنساء مرة بالقسوة حين تحاول الهرب ومرة بالتصالح حين تحكي الام "الممثلة وسيلة داري" كلاما مبتورا عن علاقة بصاحب القصر وكيف انتهى بها الامر الى هذا القاع أما عائشة فتقول لسلمى بعد أن تعلمها كيف تكتب اسمها "أحب أن أمشي من هنا معك."
وفي ليلة ممطرة تحاول سلمى الهرب فتفاجئها راضية في الحديقة وتمنعها فتصرخ سلمى وتفيق عائشة من النوم وترجح أن أختها قتلت سلمى. وفي الصباح ترتدي عائشة ثوبًا أبيض وتخنق أمها بوسادة ثم تذهب الى الحمام وتزيل شعر ساقيها بشفرة حلاقة تستخدمها في اللقطة التالية في قتل أختها.
ويصور المشهد الاخير عائشة وهي تسير لاول مرة في شارع العاصمة الواسع وهي مرتدية الثوب الابيض الملوث بدم شقيقتها غير مبالية بنظرات الدهشة التي تحيط بها.
و"الدواحة" تعني أغنية المهد للاطفال. والفيلم الذي يبلغ طوله 90 دقيقة يشارك في مسابقة الافلام العربية الروائية الطويلة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي افتتحت دورته الثالثة والثلاثون الثلاثاء الماضي.
ويشارك في هذا القسم 11 فيلما هي "أميركا" للفلسطينية شرين دعيبس و"المر والرمان" للفلسطينية نجوى نجار ومن المغرب "موسم المشاوشة" لمحمد بن سعودة و "فينك اليام" لدريس شويكا ومن الجزائر "رحلة الى الجزائر" لعبد الكريم بهلول ومن سوريا "الليل الطويل" لحاتم علي ومن مصر "عصافير النيل" لمجدي أحمد علي و "هليوبوليس" لاحمد عبد الله ومن تونس "ثلاثون" للفاضل الجزيري و"سفرة يا محلاها" لخالد غربال اضافة الى "الدواحة" الذي جاء في دليل المهرجان بعنوان "أسرار دفينة".
ويستمر المهرجان 11 يوما ويشارك فيه 150 فيلمًا تمثل 67 دولة.