السينما

مهرجان السينما العربية في بروكسل ينهي دورته الرابعة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بروكسل: على الرغم من تعدد الجهات الداعمة والمشاركة والممولة للمهرجان في دورته الرابعة، وعلى الرغم من مشاركة أفلام ومخرجين مميزين إلا أنه لم يستطع أن يؤدي الغرض المطلوب منه حيث يفترض فيه أن يقدم صورة للسينما العربية ليس بسبب انخفاض مستوى الأفلام المشاركة وإن كان بعضها كذلك كفيلم "صرخة الصمت" للمخرج المغربي إدريس إدريسي، وإنما لأسباب أخرى، فالمهرجان تقريبا لم يضم أي عنصر من عناصر المهرجانات سوى عروض الأفلام نفسها، ليحقق فشلا على مستوى التنظيم والإعلان والدعاية، إضافة إلى الفشل في الدور الرئيسي لمثل هذه المهرجانات، أي التعريف بالسينما العربية، موضوع المهرجان وسببه، وأكثر من ذلك فقد تسبب غياب الحملة الإعلانية بغياب الجمهور عن أغلب العروض إلا بعض الأفلام المغربية التي استطاعت ملئ نصف الصالة الصغيرة أصلا، بجمهور من الجالية المغربية الكبيرة في بلجيكا في غالبيته، وذلك بجهود المخرج والمشاركين في الأفلام وليس، بجهود إدارة المهرجان كما ينتظر منها.
نضيف إلى كل ما سبق أن الأفلام مترجمة إلى اللغتين الفرنسية والهولندية، فقط، ولا وجود لترجمات للأفلام العربية الناطقة بالفرنسية مثلا إلى العربية، وكذلك في فيلم إيليا سليمان حيث يحتوي الفيلم على مشاهد طويلة باللغة العبرية، لم تتوفر الترجمة بين العبرية والعربية في حين توفرت إلى اللغتين الفرنسية والهولندية "اللغتين الرسميتين في بلجيكا"، لكن توفر الترجمات هذه لم ينج الأفلام من بعض سوء الفهم بسبب الترجمة السيئة إن كان للأفلام نفسها أو لبطاقات الأفلام التي كتبت على عجل بالأصل.
لكن على الرغم من الأخطاء التنظيمية الفادحة، في تقديم الأفلام وغياب مخرجي الأفلام عن العروض، ما يوحي بعدم أهمية الحدث ـ أقله ـ بالنسبة للمخرجين المشاركين، وعلى الرغم من كل ما تعرض له المهرجان من تخريب على أيدي منظميه، لا نستطيع أن ننكر أنه قدم عددًا من الأفلام المتميزة جدًا والتي يمكن أن نقول إنها أعطت صورة عن تطور فن السينما في الدول العربية، أو الجاليات العربية في المهجر، مثل الفيلم القصير "المختلف" للمخرج العراقي كاظم صالح فرج والفيلمين الفلسطينيين "عيد ميلاد ليلى ، فيلم الافتتاح" للمخرج وفيلم إيليا سليمان "الزمن المتبقي" حيث عالج الفيلم الأول مستعرضا أحد الأيام الطويلة والعادية في حياة القاضي/سائق التاكسي، قضايا تتعلق بمعاناة الفلسطينيين ليس فقط من الاحتلال والحواجز التي تقطع أوصال منطقة الحكم الذاتي، بل أيضا الروتين والفساد والانقسام السياسي الداخلي، إضافة إلى الفساد الأخلاقي، وقضايا مثل الفقر ونقص الموارد الغذائية والوقود... من خلال قصة قاضي سابق عمل في مناصب رفيعة في دول عربية، عاد إلى فلسطين "رام الله" بناءًا على طلب الحكومة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات، ليعمل سائق تكسي بسبب عدم توفر اعتماد مالي لتعيينه كقاض في محاكم سلطة الحكم الذاتي.
أما فيلم إيليا سليمان "الزمن المتبقي" وهو فيلم يحكي تفاصيل من حياة سليمان نفسه، يتطرق لنفس المواضيع تقريبا من زاوية أكثر ذاتية ولكنها أعمقأيضًا مقترحا على المتفرج المشاركة في الحالة العبثية، والشعور بالدوار والغثيان، والغرف في الأوضاع اللامعقولة التي عاشها ويعيشها المخرج في محاولة فهم ما يجري في فلسطين، معتمدا غرائبية ساحرة ومدوخة في آن معاً.
تبقى الأفلام الأخرى المشاركة متقاربة المستوى باستثناء الفيلم السوري "الليل الطويل" لحاتم علي الفيلم يتحدث عن ظروف الاعتقال السياسي في سوريا، على أربعة مسارات تفترق في بداية الفيلم، هي شخصيات الفيلم الرئيسية القابعة في أحد المعتقلات السورية لأكثر من عشرين سنة، وتبدأ القصة عندما يخرج ثلاثة من المعتقلين الأربعة الذين استقر بهم المقام معا في احد عرف المعتقل لفترة طويلة جداَ وبقاء الرابع وحيدا مع هذياناته المسرحية ـ حيث كان قبل الاعتقال أحد وجوه المسرح السوري ـ ويحتفظ ضابط في فرع الأمن بأحد المرج عنهم الثلاثة بناءا على العفو العام، من باب الضغط والإرهاب ليجبره على التوقيع على ورقة تنازل وتخلي عن الحزب وعن العمل السياسي.
من العلامات الفارقة التي تسجل للمهرجان وإن كان سلبا، تقديمه لفيلم "دكان شحاتة"، وهو كما هو معروف فيلم تجاري استند على بطلة التعري وهز الخصر هيفاء وهبي في تحقيق النجاح كما أكد الجمهور، معتبرينها إساءة للسينما العربية عندما يقدم الفيلم كأحد مكونات صورة الفيلم العربي في عاصمة أوروبية ومهرجان مكرس للفيلم العربي.
نذكر أخيرا أن فيلم "الزمن المتبقي" لإيليا سليمان أضاف إلى سلة جوائزه العديدة التي حصل عليها هذا العام جائزة المهرجان، كما حصل الفيلم المصري "بصرة" لأحمد رشوان على جائزة التحكيم الخاصة على خلاف ما توقع جمهور المهرجان حيث رشح الجمهور الفيلم السوري "الليل الطويل" أولا والفيلم الفلسطيني "عيد ميلاد ليلى" ثانيًا، وكما يجب أن ننوه إلى المشاركات من الدول العربية الأخرى مثل البحرين والسعودية والعراق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف