شارلي شابلن في ذاكرة الناس والتاريخ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ميشيغان:
الاب المدمن
بين الفقرات التي تقدم على المسرح كان المهرجون غالبا مايتناولون الشراب مع المشاهدين. كان مدير الصالة يطلب منهم ذلك، لان معظم مدخول الصالة يتأتى من المشروب. وكان والده يستخدم ليشرب مع المتفرجين. غير ان الشراب تمكن منه شيئا فشيئا. فقد تحول من نديم لطيف مع الاخرين الى زوج واب سيء. واخيرا هجر زوجته حنه وولديه. كان عمر شارلي انذاك ثلاث سنوات ونصف، اما سيدني فقد كان عمره ثماني سنوات تقريبا.
عودة الام الى المسرح
كانت حنه قد تركت العمل في الصالة منذ بضع سنوات. لكنها حاولت ان تجمع بعض المال من خلال عملها كممرضة وخياطة. لكن ذلك لم يكن يكفي، لذا فكرت ان تعود ثانية الى المسرح، بالرغم من خوفها من قسوة المتفرجين، ولكن لم يكن لديها خيار اخر.
اول ظهور لشارلي شابلن
كانت الام غالبا ما تصطحب شارلي معها عند ذهابها للعمل في الصالة. كان شارلي يقف بجانب المسرح بحيث لا يراه المشاهدون. اذ كان يحب الاستماع الى صوت امه العذب و يحفظ جميع اغانيها. في احدى الليالي كان المشاهدون اكثر قسوة مع الام، عندما حدث ما كانت تخشاه دائما، فقد اضطرب صوتها في منتصف الاغنية التي حاولت ان تنهيها، لكن المتفرجين كانوا يصرخون ويصفرون ويستهزؤون بها ويرمونها بالبرتقال. فتركت المسرح بعيون دامعة اذ لم يكن امام مدير المسرح سوى ان ياخذ الصغير شارلي من يده ويقدمه للجمهور. كان عمر شارلي انذاك خمس سنوات فقط.
عندما شاهد الجمهور هذا الطفل الصغير الجاد بدأوا بالصياح والضحك. ظل الطفل الصغير واقفا وبدأ يغني فاندهش الجمهور واحبه وامطروه بالبنسات. وطلبوا منه اغنية اخرى فقال له مدير المسرح يريدون المزيد: فرد شارلي، حسنا دعني اجمع النقود اولا. كان هناك صياح مدوي لكنه صادر عن حب. لقد وقف الجمهور الى جانبه فقدم لهم مزيدا من الغناء والرقص واخذ يقلد بعض الشخصيات.
المجاعة
كانت فرص الأم للعمل في الصالات قد شارفت على النهاية. فقد بدأت ببيع ممتلكاتها البسيطة حتى جاءت عليها جميعا. لقد عاشوا في فقر مدقع لكنهم لم يكونوا تعساء. فقد كانوا يحبون بعضهم بعضا. وقد استطاعت الام ان تجلب السحر لتلك الغرفة الصغيرة. حيث كان تغني وترقص للمتفرجين الصغيرين. وكانت تقص لهما قصصا مدهشة. كانا يجلسان عند النافذة. بينما الام تحكي لهما قصصا عن الناس.كانت تحكي دونما كلمات. يداها ووجهها وكل حركاتها كانت تقول كل شيء. كانت تمثل بصمت بشكل جيد. وقد قال شارلي لاحقا انه تعلم مهارته في التمثيل الصامت من أمه. بعد ذلك انفرطت العائلة بشكل مأساوي. اذ بدأت الام تعاني من آلام قاسية في الرأس ادخلتها المستشفى. بينما ذهب الولدان الى مدرسة للفقراء. كل منهما في مبنى منفصل بسبب اختلاف العمر. ولكن في نهاية عام 1897 خرجت الام من المستشفى. وغادر ابنائها المدرسة في كانون الاول. لقد عاد السعداء الثلاثة معا في غرفة صغيرة يقاسون شظف العيش والانتقال من غرفة الى أخرى اتعس.
اخيرا كان على الام ان تعود الى المستشفى ثانية. بينما عاد الولدان الى ابيهما. كان الاب على مايرام حينما لا يشرب. لكن الامر لم يكن كذلك في الغالب.
كانت الام مدهشة. اذ لم يكن أحدا يتوقع ان تتحسن صحتها. فقد استطاعت ان تجمع شمل العائلة ثانية. وكان على شارلي ان يذهب الى المدرسة دون ان يحبها. اذ لم يكن يجيد القراءة والكتابة لكنه كان يجيد الالقاء. فقد كان المعلم مسرورا جدا بالقائه. ما جعل شارلي يشعر بأهميته. فهو ليس مجرد طفل فقير بملابس رثة. و بحلول تشرين الثاني من عام 1898 ترك شارلي المدرسة نهائيا. كان في التاسعة من العمر. لكنه لم يعد طفلا بعد الان. كان عليه ان يعمل. كان شارلي يعرف ماذا يريد. فبالرغم من الصعوبات التي خبرها في العمل الا انه قرر ان يعمل في المسرح. فقد استطاع الالتحاق بفرقة جاكسون، وعمل مع افرادها لمدة سنتين. كان اعضاء الفرقة فيها يؤدون عملهم بشكل جيد. فهم لم يعودوا اطفالا بعد. كان شارلي يعتقد ان مكانه الحقيقي هو المسرح. لكن كيف سيجد العمل؟ فهو فقير جدا وملابسه رثة وحذاؤه بال. ومع ذلك ذهب الى احد المكاتب بحثا عن فرصة للعمل. وشاهد الموظف ولدا صغيرا بوجه طفولي وشعر اسود كثيف مملوء بالطاقة والحيوية. بعد فترة تسلم شارلي رسالة تطلب اليه الذهاب الى ذلك المكتب. في 27 تموز 1903 افتتحت مسرحية شيرلوك هولمز في مسرح كبير بلندن. وبعد عدة اسابيع من العرض انتقلت الفرقة لتقوم بجولة في المدن الكبيرة في مختلف انحاء انكلترا.
الحب الاول
في عام 1908 كان شارلي في التاسعة عشرة من العمر، عندما وقع في الحب للمرة الاولى، مع هيثي كيلي، التي كانت في الخامسة عشرة من عمرها . غير ان والديها منعاها من رؤيته، لكن شارلي لم ينس حبه الاول ابدا.
شركة كيستون لانتاج الافلام
عمل شارلي في هذه الشركة، بعد ان شاهده مسؤولوها على المسرح في احدى جولات الفرقة في الولايات المتحدة الامريكية. غير ان شارلي كان قلقا عندما شاهد استوديو الشركة، الذي كان عبارة عن قطعة ارض مساحتها اقل من خمسين مترا. تضم مسرحا في الوسط، اما الادارة وغرفة تبديل الملابس للممثلات ففي بيت قديم في الحقل. وفي الخارج كانت هناك غرفة للممثلين. وكان على الممثل في ذلك الحين ان يعمل امام الكاميرا عكس مايجري في الافلام الحديثة حيث تتبع الكاميرا الممثل. كان الفيلم الاول لشارلي شابلن قصيرا نحو ربع ساعة فقط.
حيث لم يكن شارلي يعرف بعد كثيرا عن صناعة السينما. لكنه كان واضحا له ان المخرج شخص اخرق. لقد احب المشاهدين شارلي لذاته، باعتباره ممثلا كوميديا من الطراز الاول. لكن الصحافة اشارت الى ان شارلي لم يكن مقنعا بما فيه الكفاية. فقد كان بامكانه ان يقدم المزيد.
العصا التي فتحت الافاق
في الفيلم الثاني اتيح لشارلي اختيار ملابسه بنفسه. فاختار قبعة سوداء وسترة ضيقة جدا وبنطالا وحذاء كبيرين وعصا صغيرة استخدمها في كل اعماله في شخصية متسول صغير.
لم يكن شارلي يدرك مدى الشهرة التي ستنالها شخصية هذا "المتسول". وفي الفترة الممتدة بين شباط ونيسان من عام 1914 استطاع تشارلي ان ينجز عشرة افلام. تعلم خلالها الكثير، لكنه لم يكن سعيدا، اذ لم تلق اقتراحاته اذانا صاغية من المخرجين الذين ارادوا الاستغناء عنه، لكن الجمهور كان قد احبه، وكانت السينما بحاجة الى المزيد من افلامه. اخيرا تحول الى مخرج لجميع افلامه، واصبح مشهورا واخذ الناس يبعثون له الرسائل من كافة انحاء العالم.
في نهاية عام 1914 انتقل للعيش في شيكاغو ليعمل مع شركة للافلام واستطاع خلال اسبوعين فقط انجاز فيلم باعت منه الشركة اكثر مما كانت تتوقع، لكن شارلي لم يكن يحب جو شيكاغو البارد فانتقل عام 1915 الى كاليفورنيا.
المتسول الصغير
في هذه الفترة انجز شارلي فيلم "المتسول الصغير" وأحب العالم هذه الشخصية. فكتب لها الذيوع في كل العالم، في الكتب واللوحات ومجلات الاطفال، كما كانت هناك اغنيات عنه. في شباط عام 1916 ذهب الى نيويورك. كان الناس يزدحمون في كل المحطات التي توقف فيها القطار، حتى ان مسؤول الشرطة في نيويورك طلب منه ان يترك القطار قبل نيويورك، لان الزحام هناك كان على اشده. واصبح شارلي مشهورا جدا بدليل تنافس شركات الافلام للعمل معه. في هذه الاثناء اصبح اخوه موزعا ومديرا لاعماله. وكان شارلي يحصل على اجر لم يكن اي ممثل في العالم يحصل عليه، ولم يكن قد تجاوز السابعة والعشرين من العمر.
المهاجر
يعد فيلم المهاجر "انجز عام 1917" احد افضل افلام شارلي شابلن. فهو يعالج موضوع الظلم الذي يعاني منه الناس في في عالم غير عادل. ففي هذا الفيلم، نشاهد مهاجرا فقيرا جاء الى امريكا على متن باخرة. كان المهاجرون قد سمعوا قصصا جميلة عن ارض الفرص المدهشة لكنهم عوملوا كحيوانات. كان الفيلم مدهشا. فهو قصة حب حزينة، تقع بين المتسول وابنة وامها حيث يسرق مجرم نقودها فيهب المتسول لمساعدتها. ومع انه كان طيلة الوقت يخسر، لكنه في النهاية استطاع الفوز. واتاح الفرصة امام الناس المنسيين الضعفاء ان يضحكوا على انفسهم بعدما لمسوا ان بامكانهم الفوز في النهاية، وهذا ماجعل الناس في العالم يحبون المتسول الصغير.
الحرب العالمية الاولى
في عام 1914 بدأت الحرب العالمية الاولى. كان شارلي شابلن مايزال مواطنا بريطانيا لذا اعتقد البعض ان عليه العودة ليقاتل. بينما رأى اخرون انه يعمل اكثر من خلال افلامه التي تحمل البسمة والامل في الايام السوداء.
في عام 1918 بدأ فيلمه Shoulder Arms لقد وظف شارلي مفردات حياة الجنود في الملاجىء: كالامطار والوحول والجرذان والخطر والخوف الى كوميديا. لقد ظهر هذا الفيلم قبل نهاية الحرب واحب الجنود هذا الفيلم ووجدوه ممتعا لانه اظهر حماقة الحرب.
بعد عرض هذا الفيلم تزوج شارلي شابلن من ميلدريد هاريس التي كانت تشبه حبيبته الاولى. لكن زواجه كان فاشلا منذ بدايته، الامر الذي جعل شارلي يشعر بالتعاسة. ولم يعد بمقدوره الاستمتاع حتى باعماله الفنية. لكنه اتخذ قرارا بافتتاح استيديو ليتخلص من سيطرة الشركات الكبرى. في يوم 7 تموز عام 1919 رزق بطفل، لكنه توفي بعد ثلاثة ايام، ليكسر قلب شارلي شابلن الذي لم يعد امامه سوى الاستغراق في عمله لمواجهة ما اصابه. وانجز في هذه الفترة فيلمه "الصغير" .
في عام 1920 انفصلت زوجته عنه. فارسل بطلب والدته التي كانت تعيش في انكلترا لتأتي الى اميركا لتعيش حياة هانئة وسعيدة.
زيارة أوروبا
في آب عام 1921 قرر شارلي شابلن الذهاب الى أوروبا، التي زارها قبل 11 سنة. انه الان في الثانية والثلاثين من العمر وصار مشهورا، حيث يتجمهر الناس في كل المحطات لرؤيته، واضطر شارلي الى ترك الفندق خلسة، ليزور الاماكن التي عرفها في سنوات طفولته البائسة.
البحث عن الذهب
بعد عودته الى اميركا، باشر شارلي شابلن العمل في فيلمه الجديد "البحث عن الذهب" وهو الفيلم الاول، الذي انتجه من خلال مؤسسته الفنية. وحقق نجاحا باهرا ومازال يعرض هذا الفيلم في التلفزيون حتى اليوم. على الرغم من نجاح هذا الفيلم، الا ان حياة شارلي شابلن ظلت تعيسة. ففي عام 1924 تزوج من ليتاكري وانجبا ولدين. لكن الزوجة اخذتهما ومضت. كانت هذه فترة مظلمة اخرى في حياته، ومما زاد الامر سوءا هو تعرض الاستوديو لحريق اتى على جميع محتوياته. وقد صور شارلي حياته في فيلمه "الازمة".
في عام 1928 توفيت والدته. بعد ذلك بسنوات قليلة انتج شارلي ثلاثة افلام: "اضواء المدينة" عام 1931 "الازمنة الحديثة" عام 1936 الدكتاتور العظيم عام 1940. فبالاضافة الى النجاح الكبير الذي احرزته هذه الافلام، فقد استطاع شابلن ان يقدم للناس وجهة نظر متقدمة من خلال انتصاره لقيم الحق والجمال.
الحرب العالمية الثانية
في معرض حديثه عن فيلم "الدكتاتور العظيم" يقول شارلي شابلن: كان درسا مهما عن الحرب الا انه جاء متأخرا، فالحرب وقعت عام 1938. وفي نهاية عام 1941 دخلت اميركا الحرب. لكن الامريكيين لم يكونوا مهتميين بشأن الشعب السوفياتي. ولكن بالرغم من اختلاف شابلن مع ستالين الا انه كان معنيا بامر الناس وكان يعتقد ان على اميركا مساعدة الشعب السوفياتي. الذي كان يواجه آلة الحرب الالمانية بشجاعة. وقد علق شابلن قائلا: "انا لست شيوعيا، انا انسان واعرف ماهي الانسانية. الشيوعيون هم اناس مثلنا، فعندما يفقدون ذراعا أو ساقا فانهم يعانون مثلنا وعندما يموتون فانهم يموتون مثلنا تماما، وأمهاتهم يبكين مثل امهاتنا".
لقد خسر السوفيت عشرين مليون انسان في تلك الحرب. وقد سجلت هذه الكلمات ضد شارلي شابلن.
في عام 1924 التقى شابلن 54 سنة، بفتاة عمرها سبع عشرة سنة ونصف. كانت اونا اونيل فتاة هادئة وخجولة، لكنها ذكية وشجاعة وقد تزوجا عام 1943 وفي عام 1944 انجبا ابنتهما الاولى. اتنهت الحرب لكن اميركا اصيبت بنوع من الجنون والخوف العظيم والبغيض من الشيوعية. فعندما عرض فيلمه Monsieur Verdoux اتهم شابلن بانه شيوعي. ففي هذا الفيلم لم يعد شابلن ذلك المتسول الصغير. انه رجل السياسة وصاحب مصانع السلاح الذي اصبح ثريا بموت الالاف من الناس. غير ان شارلي دافع عن نفسه قائلا:"انا لست شيوعيا. انا مواطن من هذا العالم محب للسلام" وفي خلال هذه الاوقات الصعبة كانت زوجته تقف الى جانبه لتمده باسباب القوة. ثم بدأ عمله في فيلمه Lime Lightانه قصة موسيقي كبير السن تساعده فتاة شابة في النجاح. كان فيلما جميلا استثمر فيه لندن ومسارحها تلك التي عرفها يوم كان صغيرا. في عام 1950 عرض الفيلم في لندن. وفي اليوم الثالث للعرض، سمع شابلن ان الحكومة الاميركية لن تسمح له بالعودة اليها. لقد طرد من اميركا. فانتقلت العائلة الى سويسرا. وفي عام 1954 حصل شابلن على جائزة السلام العالمية وتبرع بقيمة الجائزة للفقراء في كل من باريس ولندن. وفي ذات السنة اكتشفت الصحافة بطلان الدعايات التي روجت ضد شارلي شابلن. ففتحت اميركا قلبها له مرة اخرى وكرمته كما كرم في فينيسيا ايضا.
وفي عام 1975 قبيل عيد ميلاده الـ 86 كرمته ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية بمنحه لقب "سير" وفي مساء يوم 24 كانون الاول من عام 1977 وبينما كان منزله في سويسرا مليئا بابنائه واصدقائه فقد تركهم ليأوي الى فراشه تاركا الباب مفتوحا كي يشاركهم افراحهم بعيد الميلاد. وفي الصباح عندما ذهبوا ليهنئوه بالعيد كان شارلي شابلن قد غادر الحياة.بعد ثمان وثمانين سنة مفعمة بالعمل والكفاح مانحا ملايين البشر السعادة خلال اكثر من ثمانين فيلما.
ترجمة وإعداد/ مازن يوسف
التعليقات
تعليق
ناطق فرج -مادة شيقة ولغة سلسة واختيار موفّق. فـ شابلن، ذلك الفنان القدير، هو مَنْ يستحق أن نلقي الضوء على فنه لما قدّمه لنا من عطاء فني صادق ومُعبِّر شغل حيزاً كبيراً من ذاكرة الفن والانسانية. شكراً للعزيز مازن على هذه المادة، أتمنى أن يُتحفنا بكل ما هو رائع في قادم الأيام. تحياتي.
جميلة هي المادة
جمال -جميلة هي المادة حقاً عن حزين اضحكنا.. وهي دعوة مفتوحة للقراءة والاستبصار.. ونحن بانتظار مواد اخرى نكتشف فيها ذواتنا.. مع المحبة
مادة قيمة
علاء آل جعفر -ربما تكون شخصية شارلي شابلن من الشخصيات الفنية التي رغم شهرتها التي طبقت الآفاق إلا انها في عين الوقت خضعت لتشخصيات وتبويبات متفاوتة قد يتأتى بعضهاـ بلا شك ـ من خلفيات ثقافية مختلفة صنفت الرجل على ماله من أثر كبير بين موضعي السلب والايجاب، فمن استدرار ضحك الاغنياء على شظف عيش الفقراء من جانب الى رسم صورة واضحة لمعاناة الكثيرين من البشر ـ خلا الاغنياء ـ الذي شهدوا مطبات اقتصادية كبرى، وهزات سياسية متلاحقة، وانفلاتات اجتماعية واسعة، كل ذلك يجعلنا القارئ امام حاجة ملحة لمعرفة المزيد عن هذا الرجل والذي تبقى معرفته قاصرة الى حد ما، وانا اعتقد ان المادة التي قدمها المترجم بما فيها من سلاسة وانسيابية ودقة من جانب، بل ووفرة جزيلة تمنح هذا الجانب كماً اضافيا من المعرفة يستحق عليها المترجم الشكر بلا ادنى شك