السينما

فيلم وثائقي يعالج العلاقة المتوترة بشأن بناء المساجد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ميونيخ: الفيلم الوثائقي "مسجد.. لا شكرا" هو طرح جديد في ظل ازمة محتدمة بين الثقافة الغربية المسيحية والشرقية الاسلامية التي لايمكن التغطية عليها لا بالتورية في الكلمات ولا في الاساليب البلاغية.
رغم ان قصة الفيلم ليست جديدة اذا انها تدور في فلك مسلمين يعيشون في المانيا مؤيدين لبناء مساجد، واخرين المان معارضين لفكرة البناء من الاساس، الا ان جديد الفيلم هو في فكرة مخرجه الشاب "يان جابرئيل" الذي لم يتحيز لثقافة على اخرى، ولا لدين علي اخر لهذا تبدو مشاهدة الفيلم رائعة خاصة وان" يان جابرائيل" عبر مشاهد الفيلم لايتورع عن اتهام فريق من الجانبين دائما بالتعصب والجهل والتسبب في افساد وتوتر العلاقات بين الجانبين، لهذا السبب ابتعد "يان جابرئيل" عن التركيز علي الصراع الديني بين مسلمين اتراك ومسيحين المان في مدينة "فيرت هايم" في الشمال الالماني حيث صور فيلمه - في ذات الوقت الذي راح يركز فيه علي فكرة المواطنة وتأثير الوطن والهوية في اشعال روح التنافس والغيرة بين الجانبين .. اكثر بكثير من طقوس دينية يؤمنون بها.
اذن تبدأ قصة الفيلم بالرجوع الى سبعينيات القرن الماضي في المانيا عندما تنامت بشكل كبير صناعات الزجاج في مدينة "فيرت هايم" الشمالية الجميلة والتي فتحت ابوابها لتدفق العمال المهاجرين لاسيما من تركيا، الذين قدموا الي المدينة بقلوب مفتوحة وسط ترحيب بهم للعمل، لكن قدومهم كان محاطا بثقافتهم ومعتقداتهم الدينية الاسلامية وعاداتهم الاجتماعية ..وبعد توالي الاجيال اصبحت المانيا هي بمثابة الوطن للجيل الثاني والثالث منهم وظل يرافقهم موروث الاباء والاجداد الثقافي والاجتماعي والديني ايضا. في الفيلم نري فكرة الصراع هذه تتمثل في معارضة بناء مسجد في المنطقة الصناعية في" فيرت هايم" ويتزعم فريق المعارضين "فيلي شفيند" الذي يمتلك عملا تجاريا مجاورا للمكان المقترح وحجته في الرفض تتمثل في هوية المدينة المسيحية التي يجب ان تحول دون اسلمتها اضافة الي ان بناء المسجد في هذه المنطقة سوف يهبط باسعار العقارات فيها، اضافة الي توجس وخيفة المجاورين للمسجد المقترح.
ترافق الكاميرا حركات وسكنات "فيلي شفيند" فهو يعتمد بقوة علي تدخلات وعلاقات اخيه "جيرهارد" الذي يعمل في مجلس البلدية منذ 40 عاما وسبق له العمل كعمدة للمدينة في فترة سابقة، وشبكة العلاقات الواسعة التي يتمتع بها تساعد فيلي في ابداء معارضة قوية لبناء المسجد.
في الجهة المقابلة يقف "عمر اقبلات" الذي يؤيد بقوة بناء المسجد.. هو تركي اتٍ الى المدينة في السبعينات من القرن الماضي درس وتعلم وعمل كغيره في صناعة الزجاج واصبح له عائلة في" فيرت هايم" وكان متحدثا للجماعة الاسلامية في المدينة وهو يري ان المانيا اصبحت وطنا له ومن حقه ان يمارس شعائره الدينية بكل حرية ويرفض الحلول الوسط في فكرة بناء المسجد بدون قبة او مئذنة ، فالمسجد في رأيه يجب ان يكون مسجدا حقيقيا يتمتع بكل المواصفات الدينية والهندسية المعتمدة في بناء المساجد اضافة الي ان المسلمين في المدينة ارهقتهم الصلاة في اماكن غير مناسبة كالشقق السكنية والمخازن واقبية المنازل والمصانع المهجورة.. وهذا يولد شعورا قويا لديهم بعدم ترحيب المجتمع بهم.
وفي جانب اخر من الفيلم يسلط الضوء علي صراع المسلمين بين اجنحتهم المعتدلة والمتشددة "فعمر قبلات" فقد عمله كمتحدث للجماعة ويواجه اتهامات بان خططه من اجل بناء المسجد قد فشلت وهو المسؤل من البداية عن الصلاة في هذا المصنع القديم المتهالك لسنوات دون الانتقال الفعلي الي مسجد حقيقي.
اذن يبقي الفيلم مثيرا وشاملا لكثير من اوجه العلاقة بين الطرفين خاصة وان مخرج الفيلم ظل لمدة سنتين كاملتين معايشا لاجواء الصراع بينهم وكلها اجواء تدور بين الامل وخيبة الامل بين الطرفيين المتصارعيين في ذات الوقت الذي يحاول فيه المسلمون اقلمة انفسهم في المجتمع الجديد دون انكار للنشئة وللمواطنة والمعتقد الديني ، وينتهي الفيلم للاسف باستمرار الصراع بين الجانبين المتعصبين من الطرفين.
salah
soliman@gmx.de

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
امنية
وحيد الليلي -

فكرة الشريط مثيرة لما هو ايجابياتمنى مشاهدته

امنية
وحيد الليلي -

فكرة الشريط مثيرة لما هو ايجابياتمنى مشاهدته

امنية
وحيد الليلي -

فكرة الشريط مثيرة لما هو ايجابياتمنى مشاهدته