السينما

فيلم وثائقي بالهاتف المحمول ينقل لمحة من طهران بعد الانتخابات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دبي: عندما واجهت سبيدة فارسي قيودا حكومية منعتها من تصوير فيلم وثائقي في العاصمة الايرانية طهران خلال فترة الانتخابات هذا العام لم تجد امامها سوى هاتفها المحمول.
وباستخدام كاميرا هاتف محمول من طراز (نوكيا ان95) تجولت فارسي في شوارع طهران لتسجل محادثات مع سائقي سيارات الاجرة ونساء في صالونات التجميل ومع ممثلين وحواة وشبان في المقاهي.
وكانت النتيجة فيلما وثائقيا مثيرا عن الحياة في العاصمة المزدحمة للبلاد الخاضعة لعقوبات دولية بسبب طموحاتها النووية وما شهدته من أسوأ اضطرابات منذ الثورة الاسلامية عام 1979.
لم تكن فارسي مجرد مراقبة لما يحدث لانها كانت توجه المحادثات وقضت ستة اشهر لاعداد مادة جمعتها في شهر ولكن الصورة الخفية للحياة تتكشف في الفيلم الوثائقي (طهران بدون رخصة) في صور مشوقة على شاشة كبيرة.
وقالت فارسي في مهرجان دبي السينمائي الدولي حيث عرض الفيلم الوثائقي ان الاستخدام السهل وحرية التصرف التي يوفرها الهاتف المحمول كان له الاثر الاكبر في جعل الناس أكثر استعدادا للتحدث.
واضافت "الهاتف عادي جدا مما يجعل الناس تتحدث اكثر. يعطي الهاتف شعورا اكثر بالحميمية... الكاميرا دائما تثير الرهبة حيث يضعون مكبرا للصوت واضاءة - هناك دائما هذه المسافة بين المصور ومن يصوره. ولكن هنا تقلص ذلك للحد الادنى."
وكما هو واضح فان الهاتف المحمول هو تكنولوجيا العصر.
وفي ظل اتخاذ الحكومة لاجراءات صارمة ضد وسائل الاعلام بعد خروج انصار مرشحي المعارضة الى الشوارع للاحتجاج على اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد استخدم الايرانيون التصوير بالهاتف المحمول لنقل الصور لمواقع على الانترنت مثل تويتر ويوتيوب.
وتستمع فارسي التي تركت ايران عام 1980 وتعيش في فرنسا الى قصص حول حالة المجتمع الايراني الان التي تقول انها تشرح الكثير عن الاحتجاجات.
ويعتقد ان ثلثي تعداد سكان ايران البالغ عددهم 70 مليونا تقل أعمارهم عن 30 عاما.
تتحدث النساء في صالونات تصفيف الشعر عن موضة جراحات الانف ووشم الحواجب واشياء اخرى منتشرة بين النساء الاصغر سنا والمراهقات.
وشكا الشبان الذين تحدثوا للكاميرا من انتشار المخدرات والخمور والبغاء في المجتمع برغم الدستور الاخلاقي الصارم الذي تفرضه المؤسسة الدينية الحاكمة.
ويقول شخص صورته الكاميرا في مكان مظلم حرصا على عدم الكشف عن هويته ان هؤلاء الذين في السلطة يفضلون هذا الوضع وان المجتمع اصبح ماديا بشكل كبير.
وتنتقل فارسي التي تنتمي الى المعسكر الاصلاحي الى صور من تلفزيون الدولة لكبار رجال الدين في مدينة قم وهم يدلون باصواتهم في الانتخابات ومذيع يهاجم تغطية وسائل الاعلام الغربية للانتخابات لزعمها بان الاقبال على التصويت في الساعات الاولى كان منخفضا.
وتمزج فارسي بين الصور في فيلمها وأغاني مشاهير الراب مثل هيجكس واخر يتناول الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات.
وقالت فارسي ان هيجكس "يعيش في ايران ولكنه ممنوع من اقامة الحفلات. ويعمل في الخفاء. قال لي ذلك الناس هناك... هؤلاء الاشخاص يعيشون وقتا عصيبا. هم نشطاء جدا ويكافحون حقا وانا فخورة بهم."
والتقت أيضا مع حواة في الشوراع وممثلين مسرحيين شكوا من انه لم يعد هناك وقت لمثل هذه التقاليد مع انتشار الاقراص المدمجة والقنوات التلفزيونية الفضائية المنتشرة.
وقالت فارسي التي تعمل بصناعة السينما منذ عام 1993 "اردت ان اقدم شيئا عن فن الشارع وفي النهاية حاولت تقديم مجموعة من الصور المتلاصقة (كولاج) عن المدينة لتوضيح المظاهر المختلفة في طهران الاخذة في الاختفاء مثل المسرح.
"انا لا اتصور انه (الفيلم) شامل - كيف يمكن اظهار كل شيء في فيلم واحد.. حاولت تقديم مجرد احساس بالمدينة."
من اندرو هاموند

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف