السينما

إرهاب لندن للمرة الأولى على الشاشات وبإخراج رشيد بوشارب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد موسى من برلين: من اليسير فهم الأسباب، التي جعلت موضوع التفجيرات الإرهابية في لندن، مثيرًا، وربما يملك ضرورة أخلاقية ملحة للمخرج رشيد بو شارب، فالمخرج المولود في باريس من والدين جزائريين، لا بد أن يكون قد تأثر ، مثل معظم ابناء المهاجرين العرب والمسلمين في اوروبا، من أثار العنف الذي وقع في نيويوك في أيلول/سبتمبر عام 2001، ومن ثم انتقاله الى مدريد عام 2004 ولندن عام 2005.

هؤلاء استيقظوا صباحًا ليسمعوا، أن ابناء مهاجرين اخرين مثلهم ، فجروا ركاب مدنيين في قطارات وباصات ، كانت تقوم ومثل اي صباح عادي آخر ، بنقل الناس الى اعمالهم ومشاغلهم. لا بد ان العديد من المثقفين من الاصول العربية او المسلمة تساءلواوقتها ، عن الاسباب والظروف التي دفعت بشباب عاديين ، الى اقتراف واحدة من اكثر الاعمال بشاعة ، وتقديم ارواحهم كقرابين ، من اجل اهداف دينية ، وبسبب شعور عميق بالظلم، يبدو انه هيمن على حياتهم لسنوات ، وكان غائبًا عن الكثيرين.

من فيلم "نهر لندن" انتظر المخرج رشيد بو شارب ثلاث سنوات ، قبل ان يبدأ بمشروع فيلمه "نهر لندن" ، والذي يعرض الآن في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي. اختار رشيد بو شارب ، الاطار الانساني لتقديم القصة ، واختار لذلك بعض الامور القريبة من حياته هو: شخصية تعيش في فرنسا (بلد المخرج) ، وحي في لندن تعيش فيه جالية كبيرة من المغرب العربي (بلد والدي المخرج ايضا) . واختار ايضًا قصة سيدة انكليزية بيضاء ، ربما لتمثل حياته في باريس ، التي ولد وعاش فيها.

يجمع ارهاب لندن ، شخصيتي الفيلم الرئيستين ، ام انكليزية تعيش بمفردها ، بعد مقتل زوجها في حرب الفوكلاند عام 1982 ، وانتقال ابنتها للدراسة والعيش في لندن. واب افريقي مسلم يعيش في فرنسا بمفرده ايضا ، بعد ان ترك زوجته وابنه في بلده الافريقي. يجتمع الوالدان للبحث عن ابنيهما اللذين فقدا بعد الانفجارات. ينكشف سريعًاأن الصبي والفتاة، كانت تربطهما علاقة عاطفية ، واختفاؤهما معًا هكذا ، ربما يعني اشد العواقب مأسوية.

هنا ، اراد المخرج ، ان يخرج قليلا ، عن المستوى الانساني البحت ، للفيلم ، ليقدم مخاوف السيدة الانكليزية من المسلمين ، فهي ومنذ وصولها الى شقة ابنتها الجديدة ، والتي لم تزرها من قبل ، محاصرة بهم ، وبمحلاتهم التي تملأ المكان في واحد من احياء المهاجرين العديدة في لندن. في احد مشاهد الفيلم ، تقوم السيدة التي يبدو عليها الطيبة الكاملة بالاتصال باخيها ، وتخبره ان المكان مليء بالمسلمين!! ، هذا يقدم ، مقابل مشاهد عديدة ومكررة ، عن مسلمين في شوارع الحي ، لا يتوقفون عن تقديم المساعدة للام الانكليزية!

هكذا تبدو الصورة في منتصف وقت فيلم "نهر لندن" ، اخبار التلفزيون ، تنقل الرعب والاصابات البشرية الناتجة من التفجيرات ، والتي اقدم عليها اربعة او خمسة من الشباب من الاصول المسلمة ، بكامل وعيهم وارادتهم . لكن علينا ان نقلق او ننزعج من سلوك امراة انكليزية بيضاء ، تعرف للمرة الأولى، ان ابنتها كانت على علاقة مع شاب افريقي مسلم ، وانها كانت تتعلم اللغة العربية في احد جوامع الحي!

صحيح ان الام "تتطهر" في النهاية من خوفها من المسلمين ، وتقترب الى الاب الافريقي المفجوع مثلها ، لكن هذا التطهر لا ينسجم مع الاطار الواسع للحادثة ، ولماذاتكون هي الوحيدة التي تحتاج إلىالتغيير؟ ولماذا تبدو شخصية المسلم والتي قدمها الفيلم بهذا القدر المبالغ فيه من الايجابية ؟ ولماذا اختفت كل الاشارات عن جوامع ومؤسسات دينية مسلمة في بريطانيا ، تجاهر بالعداء لطرق الحياة البريطانية ، ويعتبرها الكثيرون من الاسباب ، التي دفعت الشباب الاربعة ، للقيام بما فعلوه يوم السابع من شهر يوليو عام 2005.

وبعيدًا عن السينما ، يعرف الذين تابعوا اخبار تلك الايام ، إن احد الذين فقدوا ابناءهم في تفجيرات لندن ، اختار ان يترك الكنيسة التي يعمل فيها ، لانه لم يستطع ان يسامح الذين قاموا بالتفجيرات ، وان عائلات الضحايا ومنها عائلات المهاجرين ، كانت تقف جنبًا الى جنب مع عائلات الانكليز الذين قتلوا ، هذه ليست صورة رومانسية اخرى ، لكنها جزء من تنوع لندن الكبير والمؤثر ، والذي لم يفهمه كثيرًا رشيد بو شارب. كما لم يفهم طرق الحياة الانكليزية ، ليأتي فيلمه مليئًا بالاخطاء التاريخية والاجتماعية ، بعضها فادح ، خاصة ان زمن الحوادث ما زال حاضرًا في الذاكرة ، وحفظته شاشات التلفزيون.

فالبوليس البريطاني ، لا يترك الشاكي والمشتكي عليه في الغرفة نفسها، والبوليس ايضًا ، لا يستدعي عوائل الضحايا لاخبارهم عن مصير محبيهم ، في ممر مظلم، كما قدم في الفيلم. ويعرف ايضا كل من تابع التفجيرات على شاشة البي بي سي البريطانية مثل صاحب هذه الكلمات، ان الحكومة البريطانية ، انشأتوبسرعة كبيرةبعد التفجيرات ، فرق عمل مختصة للبحث عن المفقودين ،ولم تترك عائلات المفقودين بالحيرة التي اظهرها الفيلم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أنا لا
المعلم الثاني -

أنا لا أكذب لكن أتجمّل

أنا لا
المعلم الثاني -

أنا لا أكذب لكن أتجمّل

تناقض
ريم -

في بداية المقال ذكر ان والدي المخرج جزائريين وفي مكان اخر قيل المغرب.. ارجو الانتباه

تناقض
ريم -

في بداية المقال ذكر ان والدي المخرج جزائريين وفي مكان اخر قيل المغرب.. ارجو الانتباه

الجزائر بلده
رامي الجزائري -

يبدو انه من الصعب على كاتب المقال ذكركلمة جزائر في موضوعه حيث تحاشها في جميع النقاط.وبدلها بمفردات قريبة منها كافرقيا والمغرب العربي وكانه يحاول تجريد الجزائر من ابنائها ومن جيلها حتى وان لم يكبر بين ربوعها.كتب ايضا فرنسا بلد المخرج.الجزائري يبقى جزائري اينما كان ويفخر باصوله وعرقه لانه شرف لكل شخص ان يكون جزائري.

الجزائر بلده
رامي الجزائري -

يبدو انه من الصعب على كاتب المقال ذكركلمة جزائر في موضوعه حيث تحاشها في جميع النقاط.وبدلها بمفردات قريبة منها كافرقيا والمغرب العربي وكانه يحاول تجريد الجزائر من ابنائها ومن جيلها حتى وان لم يكبر بين ربوعها.كتب ايضا فرنسا بلد المخرج.الجزائري يبقى جزائري اينما كان ويفخر باصوله وعرقه لانه شرف لكل شخص ان يكون جزائري.