السينما

السينمائيون الفلسطينيون يطالبون ألمانيا بمعاملة بالمثل!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد موسى من برلين: سريعًا جدًا، تحولت ندوة السينما الفلسطينية والتي نظمتها مؤسسة "دعم سينما العالم" الألمانية، إلى فرصة للسينمائيين الفلسطينين لإظهار غضبهم من مهرجان برلين، والسياسات الثقافية للعديد من الدول الأوروبية، والتي يرون بأنها تنحاز للسينما الإسرائيلية والمثقفين الإسرائيلين، ولا تقوم بمساعدة السينما الفلسطينية بالشكل الكافي. فالذين تحدثوا من الحضور، ومعظمهم فلسطينيون مثقفون، لا يفهمون مثلاً، لماذا قام مهرجان برلين بالتعاون مع مؤسسات ثقافية المانية ، بتوفير ثلاث فرص لمخرجين اسرائيليين شباب، للقدوم إلى برلين والبقاء فيها، لتطوير مشاريعهم السينمائية، ولا تفعل الشيء ذاته مع الفلسطينين!

بعض الفلسطينيون الذين حضروا الندوة شكوا ايضًا، من خلو الدورة التاسعة والخمسين من مهرجان برلين، من الافلام الفلسطينية، خاصة مع وجود فيلمين روائيين فلسطينين انتجا السنة الماضية، هما فيلم آن ماري جسار "ملح هذا البحر" ، وفيلم "المر والرمان" لنجوى نجار ، في الوقت نفسهالذي يعرض مهرجان برلين السينمائي ما يقارب خمسين فيلمًا اسرائيليًا في برامجه المختلفة في دورته الحالية ، والتي ستختتم يوم الاحد القادم.

من جمهور الندوة ويبدو ان موضوع الندوة ومحاورها، لم يكن واضحًا للكثيرين، وخاصة للمخرجات والمخرجين الفلسطينيين الذين قدموا من المناطق الفلسطينية او من الدول العربية المجاورة، هذا الارتباك الذي تحدثت عنه المخرجة المعروفة مي المصري ، والتي اعربت في مداخلتها عن انزعاجها ، ان يتجه الحديث في الندوة ، إلى تاريخ السينما الفلسطينية، او محاولة لإيجاد تعريفات اكاديمية لها، في الوقت الذي افترضت هي ، ان الندوة ، ستكون فرصة للمخرجيين الفلسطينين الشباب للقاء المنتجين الألمان او غيرهم ، للبحث عن فرص تعاون لمشاريع مستقبلية.

وركز الجزء الاخير من الندوة ، على مشروع سينما مدنية جنين ، وهو المشروع الذي بدأ، بمبادرة من المخرج الالماني ماركوس فيتير ، مخرج فيلم "قلب جنين" ، وهو الفيلم الذي اهتم بوالد احد الاطفال الفلسطينين ، والذين قضوا بنيران القوات الاسرائيلية ، ليقوم الوالد بعدها، ووسط غضب العديد من ابناء المدينة ، بالتبرع باعضاء ولده الى الاطفال الاسرائيلين المرضى.
هذا المخرج الالماني، والذي انتبه الى احد بنيات السينما المتروكة في قلب المدينة ، قرر السعي مع حكومة بلده، للعمل على اعادة الروح الى السينما بعد توقف لأكثر من عشرين عامًا، وتهيئتها لتكون صالة سينما حديثة في المدينة.

المخرج الذي حضر الندوة، مع والد الطفل الفلسطيني، موضوع فيلم "قلب جنين" ، قدم ايضا ، المدير الفلسطيني الجديد للصالة السينمائية التي ستتفح فور انتهاء اعمال الترميم ، هذا المدير القادم من خلفية قانونية، وصف تجربة السينما في قلب المدينة، بأنها ستحمل الكثير من الترفيه لسكان المدينة، اضافة الى الدور الذي يمكن ان تقوم به ، بنشر الثقافة السينمائية والاجتماعية.

مما يذكر ان مؤسسة "صندق دعم السينما" الالماني هو مبادرة من مهرجان برلين السينمائي مع مؤسسة "كلتور ديسبونديز) الثقافية الالمانية ، وان الصندوق يقوم بتقديم دعم لصناع السينما من اسيا وافريقيا واميركا الجنوبية ، ومخرجين من الشرق الاوسط ، حيث وصل عدد الافلام التي تلقت منح من هذا الصندوق الذي بدا عام 2004 ، ما يقارب الاربعين فيلمًا منها افلام ، حققت الكثير من الاهتمام عند عرضها في مهرجانات سينمائية او الصالات ، مثل فيلم هاني ابو اسعد "الجنة الآن" ، وفيلم محمود المساد "اعادة خلق".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف