السينما

انتعاش السينما العراقية خارج حدود المؤسسة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حسين السكاف:بات من الواضح أن النظام العراقي كان منتصباً فوق خزين لا ينضب من المآسي والكوارث وقمع الحريات. قصص وصور خافية كانت لتغري الكُتّاب والفنانين!!، إلا أن التمثال كان ينتصب فوق ذلك الخزين. وحين أزيل التمثال ورفع الغطاء بفعل الاحتلال - الذي وضع المأساة داخل إطار الكارثة - حتى تفتقت القريحة الفنية والأدبية للكثير من أصحاب الاختصاصات على مختلف جوانبها.... الفترة التي تلت سقوط النظام العراقي السابق، شهدت انبثاق لأعمال سينمائية، قد يكون من المجحف مقارنتها بتاريخ السينما العراقية منذ تأسيسها قبل قرن من الزمن حتى التاسع من نيسان 2003. ربما يعود هذا لمقولة قالها الدكتاتور فترة الحرب التي شنها على إيران: " سوف يكون لكل عراقي قصة يحكيها في هذه الحرب " وبما أن حربه لم تنتهي إلا بهروبه، حيث طال أمدها طويلاً، صار لكل عراقي عشرات القصص التي تثقل كاهله بدلاً من قصة واحدة.


منذ تمكن الدكتاتور من سدة الحكم وهو يؤجج عداء سرياً أحياناً وعلنياً أحياناً أخرى، عداء صنعه بين الدولة والفن، فمن يتخلف عن ماكينة النظام " الفنية " حتماً سيكون في صف الأعداء. استمر العداء طويلاً، في الحقيقة كان عداء من جانب واحد، جانب السلطة بكل تأكيد. كان زمن صدام حسين زمن اللافن وبالتالي فهو زمن اللاسينما ... كان زمن الدكتاتور بامتياز... ما أن زال ذلك العداء بغياب الدكتاتور واختفاء شرعية البروتوكولات التي كانت قائمة بين السلطة والدول العربية والأجنبية، إضافة إلى الاحتلال والمواقف المتباينة من قبل الدول رعاة المهرجانات، حتى صار ما جرى ويجري على الساحة العراقية مادة خصبة طيعة بيد أصحاب المهرجانات، فموضوع العراق يمتلك من المطاوعة والتأويل ما يرضي جميع الأذواق ويغني وجهات النظر المتباينة، ولكن المهم، هو أن الجسد العراقي النازف، يحمل مأساة يجد في ضرورة الكشف عنها والصراخ بآلامها مطلباً ملحاً غير آبهٍ بما تأوله الاتجاهات والرؤى على اختلافها، صارت المادة العراقية مطلوبة على الدوام في أغلب المحافل الدولية، خصوصاً السينمائية منها.
أفلام تحكي زمن الدكتاتور
في زمن الدكتاتور كان لبعض المخرجين العراقيين ممن أفلتوا من قبضته، أعمالاً توزعت بين التسجيلية والروائية القصيرة، أنتجت وكأنها صوت الضحايا الناطق، كان هدف تلك الأفلام كشف جرائم النظام التي كانت تقترف بحق الإنسان العراقي البسيط، لكنها ظلت حبيسة خزائن صانعيها بسبب حصار البروتوكولات. ففيلم " سندباديون " للمخرج هادي ماهود الذي احتفت به مؤخراً دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة العراقية، طرح كارثة العراقيين الهاربين من جحيم حروب الدكتاتور، والذين لم يعرفوا أو يشاهدوا البحر من قبل. قبلوا الإبحار مجبرين بزوارق صيد غير صالحة للإبحار ليكون الغرق والموت مصيرهم بين أندنوسيا وأستراليا وجهتهم وجنتهم الموعودة حسب ما أوهمهم به تجار التهريب، وكان ماهود قد أنجز فيلماً آخر بعنوان " في دائرة الأمن " تطرق فيه إلى الطرق والأساليب التي كان رجال أجهزة أمن الدكتاتورية تمارسها ضد البسطاء. وفيلم آخر للمخرج جمال أمين الذي بدأ حياته الفنية ببطولة أحد أهم الأفلام العراقية منتصف السبعينيات " بيوت في ذلك الزقاق " للمخرج العراقي قاسم حول. جمال الذي عاش المنفى هو الآخر، أخرج فيلمه " قطع غيار " الذي يكشف عن جرائم ارتكبت بحق مبدعين عراقيين زمن النظام. " قطع غيار " يصور أبطاله كآلاتٍ معطوبةٍ بحاجة إلى قطع غيار، وكأنهم ماكينات استخدمها النظام وتركهم في سوق الخردة، حيث يتعرف المشاهد على ضحيتين من ضحايا النظام السابق. أياد محمد، الذي كان عاملاً فنياً في إحدى المصانع العسكرية، فقد بصره بفعل المواد الكيماوية الضارة التي كانت تدخل ضمن المواد المصنعة دون أن يتلقى أي تعليمات عنها أو عن السلامة المهنية. والضحية الأخرى فنان تشكيلي، ياسين عطية، الذي استنزفت السجون العراقية وخصوصاً سجن " أبو غريب " سيئ الصيت، أجمل سنوات شبابه، ليخرج بعاهة نفسية مزمنة بسبب التعذيب والإذلال الذي تعرض له لسنوات عدة. الفيلم اعتمد الحوار بين الضحيتين بشكل مباشر ليصل إلى نتيجة مأساوية يعيشها الفنان والمهني معاً، فالأول فاقد للبصر وبالتالي فهو فاقد للون الحياة وطعمها، والثاني فقد الأمل وغاب عن ذاكرته أي صورة تقنعه بجدوى الحياة وأهميتها. فيلم آخر للمخرج محمد توفيق الذي عمل قرابة ربع قرن في مؤسسة السينما الفلسطينية، أخرج عام 2004 فيلم " سنوات الرماد " الذي يتحدث هو الآخر عن زمن الدكتاتور من خلال قصة إنسان عراقي قاسى مرارة الأسر حين وقع أسيراً بيد القوات الإيرانية عندما كان ضابطاً في الجيش العراقي فترة الحرب العراقية الإيرانية، وبعد فترة من الأسر استطاع الهروب والعودة إلى العراق عن طريق بوابة كردستان دون علم السلطة العراقية، ليقضي سنوات طويلة في غرفة مظلمة داخل بيت عائلته بعيداً عن أعين جيرانه وأقاربه. لقد كان الإعدام مصيره إذا كشف سره، فالتجسس لصالح "العدو" أول تهمة جاهزة سيدان بها... ثم يتمتع بطل الفيلم بالحرية بعد أن انفلت إقليم كوردستان من قبضة السلطة العراقية، ليتسنى له رواية قصته المثيرة أمام عدسة الكاميرا. لم يفت على السينما العراقية تناول أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية، فالمقابر الجماعية التي هزت الضمير الإنساني العالمي، تناولها المخرج ماجد جابر بفيلمه التسجيلي " ماذا أحكي بعد " الفيلم يصور يوميات عوائل الضحايا في بحثهم الندي بمرارة الدموع عن ذويهم في إحدى المقابر الجماعية التي احتوت رفات عراقيين أعدمهم النظام العراقي السابق جنوب العراق، بالتأكيد، اكتفى المخرج بمقبرة واحدة لتكون الرمز لعشرات المقابر التي اكتشفت بعد زوال النظام.
من غير الممكن تجاوز فرسان السينما العراقية الجدد لكارثة الأنفال التي شنها النظام العراقي نهاية ثمانينيات القرن المنصرم، خصوصاً إذا عرفنا أن المخرج السوري مانو خليل قد تناول هذا الموضوع من قبل. وشارك بفيلمه " الأنفال، بسم الله والبعث وصدام " في مهرجان جنيف الدولي الرابع للفيلم الشرقي. لذا فقد كشفت لنا السينما العراقية خلال السنوات القليلة الماضية عن تلك الجريمة وغيرها من خلال أفلام عديدة نذكر منها، الفيلم الوثائقي " عابرو وادي الرمان " للمخرج أشكان أحمدي الذي شارك مؤخراً في الدورة الثامنة والأربعين لمهرجان كراكوف "krakow " الدولي في بولندا. والفيلم يصور أم عراقية كردية كان مصيرها النجاة من عمليات الأنفال، بعكس ولديها اللذان ماتا تحت تأثير الغازات، وما كان من الأم سوى دفنهما لترحل باحثة عن مكانٍ أمين. تعود الأم بعد استقرار الأوضاع لتنقل رفات ابنيها إلى إيران عبر وادٍ شديد الوعورة والخطورة يطلق عليه "وادي الرمان". الفيلم شارك في العديد من المهرجانات وحصد العديد من الجوائز المهمة. وفيلم آخر لا يبتعد بموضوعه عن فيلم " عابرو وادي الرمان "، هو الفيلم الوثائقي " كلهنَّ أمهاتي " إخراج مشترك بين إبراهيم سعدي وزهاوي سنجاوي، الفيلم يتناول أيضاً وعلى مدى سبعين دقيقة مأساة كارثة الأنفال سيئة الصيت.
بكل تأكيد، هناك الكثير من الأفلام العراقية التي تناولت الوضع العراقي خلال فترة حكم الديكتاتور، وهناك من الأفلام ما ربط بموضوعه بين فترة الحكم السابق وفترة الاحتلال مثل فيلم "خوذة مثقوبة " للمخرج مصطفى هادي، الفيلم وهو من فئة الأفلام الروائية القصيرة، وفكرته مبنية على التداعيات والصراعات النفسية التي ينشأ عليها أطفال الحروب. فبطل الفيلم أحد أيتام حروب الدكتاتور، حيث قتل والده برصاصة اخترقت خوذته، لتكون هذه الخوذة شعار الفيلم وعنوانه. تتحول روح الطفل اليتيم جراء ذلك إلى روح مغامرة تستحوذ عليها الصفة الإجرامية، والحقيقة أن هذه الحالة وللأسف صارت صفة شائعة بين أيتام حروب الدكتاتور الذين انضموا إلى العصابات الإرهابية بفعل الاحتلال وفقدان الأمن والسلطة. الكثير من أولئك الأيتام على شاكلة بطل الفيلم، سرعان ما تحولوا إلى مشاريع قتل، وهو المصير الذي لاقاه بطل فيلم... وفيلم آخر للمخرج عدي صلاح، هو الفيلم التسجيلي " يوم في سجن الكاظمية للنساء " الذي يعد أول فيلم عراقي يدخل السجون العراقية وخصوصاً سجن النساء، ليصور عدة حوارات مع نزيلات السجن دون التركيز على حالة بعينها، ولكننا نتعرف على حالة أرامل الحروب السابقة وكيف اتخذنَ من الجريمة والاحتيال وحتى الانضواء تحت خيمة الإرهاب، مصدراً للعيش، تماماً كما هو حال أبنائهن أيتام الحروب التي صورها فيلم "خوذة مثقوبة". ولم يغيب الفيلم تبعات الإرهاب الذي ظهر بعد الاحتلال، حيث روى لنا قصة مراهقة عراقية تعرضت للخطف من قبل جماعة إرهابية وأجبرت على تعاطي المخدرات كي تصبح آهلة للقيام بعملية انتحارية. تلك الأفلام وغيرها التي لم تنجز بعد، والتي سنشاهدها في زمن قريب، قد تكشف لنا الكثير من خراب الروح العراقية، تلك الروح التي تعرضت إلى أبشع صور محاولات التشويه لزمن امتد طويلاً.
ومازلنا بحيز الأفلام التي تربط بين زمنين - الدكتاتور والاحتلال - فلا يمكننا أن نغفل الفيلم الروائي " أحلام " للمخرج وكاتب السيناريو محمد الدراجي، وهو أول فلم روائي عراقي أنتج بعد سقوط النظام. فيه يتعرف المشاهد على قصة فتاة عراقية " أحلام " ( أسيل عادل ) أعتقل زوجها في ليلة العرس من قبل أزلام النظام مما أدى إلى فقدان عقلها لتكون نزيلة مستشفى الأمراض العقلية، وفي حيز آخر من الفيلم نتعرف على شاب عراقي حالم ( بشير الماجد ) يفقد عقله في معسكرات الديكتاتور ليكون مصيره نفس المستشفى التي تقيم فيها أحلام والتي يلتقي بها بعد دخول قوات الاحتلال وخلو البلاد من السلطة وبالتالي هروب نزلاء المستشفى خوفاً من القذائف الأمريكية التي سقطت على المكان، ليجوبا الشوارع وتبدأ مشاهدات درامية يقف على رأسها تعرض أحلام إلى حالة اغتصاب لتستمر أحداث الفيلم في أجواء التفجيرات والاغتيالات والاختطاف الذي طالت مخرج الفيلم نفسه، حيث تعرض محمد الدراجي للاختطاف وصار على شفى الموت لأكثر من مرة أثناء تصوير الفيلم. وهنا تجدر بنا الإشارة إلى الحركة الذكية التي قام بها المخرج محمد الدراجي، حين أنتج فيلماً تسجيلي بعنوان " حب، رب، جنون " سجل فيه بعض من التهديدات والمضايقات الخطرة التي تعرض لها طاقم الفيلم خلال تصوير فيلم أحلام، والمهم في هذا العمل هو تسليط الضوء على النظرة الدونية والتهميش الذي تمتلكه بعض العقول تجاه الفنان، والذي يصل أحياناً حد القتل، فكم من فنان عراقي أزهقت روحه بأيادي تلك العقول التي لا تعرف سوى منظر الدم ورائحته.
أفلام بعد الاحتلال
مما لا شك فيه، أن التجارب العالمية قد أشارت لنا بما لا يقبل الشك أن احتلال بلد لبلدٍ آخر من شأنه أن يكون مادة خصبة لأعمال فنية على مختلف اتجاهاتها وأساليبها، إلا أن ما شهدته الأرض العراقية قد يختلف عن سابقاتها من الاحتلالات... موافقات دولية متزامنة مع موافقات البعض من أبناء البلد على عملية الاحتلال... فرحة عارمة بسقوط الصنم... آمال وتطلعات كلها سعادة ورؤى مستقبلية حالمة... وغيرها الكثير من الأحلام الوردية. ولكن سرعان ما تبددت تلك الأحلام ليصطدم الحلم متهشماً على أرض الواقع. فالاحتلال هو الاحتلال، وقوانينه ومشروطياته واحدة من قبل ومن بعد... موت ودمار وجوع وسرقة ووأد أمنيات وانتهاك حرمات وحقوق مستلبة. وهذه حقيقة يمكن الاستدلال عليها من خلال كم الأفلام العراقية المنتجة فترة الاحتلال والتي تناولته في أدق تفاصيله، ويمكننا أن نستدل على ذلك من خلال الأفلام الوثائقية التي صورت الشارع العراقي وتضارب آراءه وصراعاته، مثل فيلم "الطريق إلى بغداد" للمخرج وليد المقدادي وفيلم "16 ساعة في بغداد" للمخرج طارق هاشم، الذي صور انطباعات الفرد العراقي البسيط حول سقوط النظام ودخول قوات الاحتلال تصويراً مباشراً لما كان يدور بالشارع العراقي بعد أشهر قليلة من الاحتلال. ولم يكتفِ المخرج طارق هاشم بفيلمه الأول، حيث سرعان ما تبعه بفيلم " جلجامش 21 " الفيلم يسجل حوارات عبر شبكة الإنترنيت بين فنانين عراقيين أحدهما يعيش في الدنمارك (المخرج نفسه)، والآخر يعيش في العراق، الممثل باسم الحجار. والحوارات جاءت لتصور الحالة التي يعيشها الفرد العراقي داخل بلد فقد كل شيء، حتى الزوج والزوجة طالتهما قائمة الفقدان حين وقعا ضحية التناحرات الطافية ليتسلما قرار الانفصال بسبب اختلاف العائلتين طائفياً. كان باسم الحجار يجسد يومياته وشخصيته الحقيقية، ليطرح معاناته كفنان في بلد اغتيل فيه المسرح والسينما وشاشات التلفزيون. وليس بعيداً عن تلك الأجواء يأخذنا فيلم "العراق موطني" للمخرج هادي ماهود، إلى عودة المخرج بعد سقوط النظام من منفاه الأسترالي إلى مدينة السماوة التي ولد وترعرع فيها.وليس بعيداً عن مدينة السماوة جنوب العراق، يلحق هادي ماهود فيلمه ذاك فيلم آخر بعنوان " ليالي هبوط الغجر" وفيه يهتم المخرج بتسليط الضوء على العنف الذي تمارسه القوى " الدينية " المتشددة في العراق ضد الأقليات المختلفة ومنهم غجر العراق. الغجر متهمون بالغناء والترفيه، وتلك التهمة جعلتهم تحت رحمة الفتاوى وسلاح رجال الدين الجدد الذي عرفت وجوههم غطاء اللحى حديثاً.
أفلام عديدة تناولت فترة الاحتلال وكوارثه مثل فيلم "العراق بلد العجائب" لميسون الباججي وفيلم "العراق أغاني الغائبين" للمخرج ليث عبد الأمير، وكذلك فيلم المخرج باز البازي "أين العراق" الذي صور تضارب الآراء وضبابية الرؤية من خلال الجدل المر الذي صار العراقيون يتخبطون داخله دون أمل، خصوصاً تلك المجموعات التي تقيم في بلدان الجوار كالأردن (مكان التصوير)، هل ما يحدث هو فعلاً تحرير أم احتلال، وماذا عن العنف، هل هو إرهاب أم مقاومة وغيرها من المصطلحات التي باتت تمثل بتخبطها حال العراق. ولم يبتعد فيلم " بياع بغداد " لفرات سلام برسالته الإنسانية كثيراً عن رسالة زميله البازي.
ومن المهم الإشارة في هذا المجال إلى الفيلم التسجيلي " الرحيل " للمخرج بهرام الزهيري، وفيلم "طريق الموت" لسنان نجم. الفيلم يتناول المخاطر اليومية التي يواجهها سائق التاكسي في العاصمة العراقية، ذلك الإنسان البسيط الذي لم يجد غير العمل رغم مخاطره لسد رمقه وعائلته، فالفقر والعوز حوّل الكثير من الناس الشرفاء إلى إرهابيين أو لصوص على أقل تقدير. أفلام أخرى لا تبتعد كثيراً عن سابقاتها من حيث المضمون والوجع مثل فيلم " دار دور" للمخرج أسعد كريم علوان الذي شارك ضمن مهرجان الخليج السينمائي الأول ضمن فئة أفلام الطلبة القصيرة. وكذلك فيلم " عمر صديقي " لمناف شاكر الذي لحقه بفيلم آخر بعنوان " البقاء " وهو فيلم تسجيلي، تدور أحداثه حول الصراعات النفسية التي يعاني منها العراقيون كالتوتر والضغوط اليومية والخوف من القتل المجاني والتهجير. ولا يبتعد فيلم "التفكير بالرحيل" لحبيب باسم عن فيلم زميله مناف شاكر، حيث اعتمد إظهار مخاوف الناس وصيغ التفكير القلقة بطريقة العيش واستمرار الحياة في مدينة مدمرة بفعل الحروب. ولكننا قد نجد كل تلك الأفكار والمآسي مجتمعة في فيلم واحد!! تبدو الفكرة صعبة التحقيق، ولكننا عرفنا مؤخراً أن مخرجاً عراقياً عاش أكثر من ربع قرن في المنفى، هو المخرج قاسم عبد، الذي عاد إلى العراق بعد سقوط النظام، ليصور على مدى أربع سنوات يوميات عائلته، ليخرج بفيلمه التسجيلي " حياة ما بعد السقوط " الذي شارك مؤخراً بمهرجان ميونخ السينمائي وحاز على جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل. الفيلم يسجل يوميات عائلة بغدادية بسيطة، وسرعان ما تتحول تلك اليوميات إلى وثيقة مهمة تصور كوارث الحرب والاحتلال وتداعياتها على الروح البشرية المسالمة. منح الفيلم حيزاً مهماً لذلك الشعور المتداخل والمضطرب الذي سيطر على أغلب أبناء العراق حال تلقيهم خبر القبض على صدام حسين من قبل القوات الأمريكية. ولعل الحيز الأكثر مأساوية في الفيلم هو اغتيال شقيق المخرج من قبل الجماعات الإرهابية عام 2006، إنه بحق وثيقة عراقية بامتياز.
ومن الأفلام العراقية التي امتازت بالحرفة والخبرة السينمائية الطويلة، حيث استخدام الصورة والمشهد التعبيري بواسطة تقنيات اللقطة ودلالاتها، هي الأفلام التي أخرجها المخرج العراقي سعد سلمان المقيم في باريس منذ أكثر من ربع قرن، مثل فيلمه الروائي " دردمات " والتسجيلي الذي كُتب عنه الكثير " بغداد أون أوف " ثم الوثائقي القصير " رسالة حب إلى ابنة جورج بوش ".
وكما أن الوضع المتردي طال جميع فئات المجتمع، فإن السينما العراقية تناولت كل تلك الفئات دون أن تغفل فئة على حساب الأخرى، فالفيلم التسجيلي "دكتور نبيل" للمخرج أحمد جبار، صور اختلاط المشاعر والمصائب التي يقع فيها طبيب يحترم عمله وملتزم بقدسية مهنته ووطنيته من جهة، وأسرته ومستقبلها من جهة أخرى التي طالما شعر بأن ما يجري على الساحة يشكل مصدر تهديد لأسرته وبقائها. وكما هو الطبيب وخوفه على أسرته نجد في الفيلم التسجيلي "غريب في وطنه" إخراج حسنين الهاني، نشاهد لوعة وخوف رب أسرة مُهجَّرة يحاول الخلاص وأسرته من المأساة. وكما للأسرة والتهجير والخوف حصة في الفيلم العراقي الجديد، نجد أن للفقر والعوز حصة أخرى في سلسلة أفلام غلب عليها الطابع التسجيلي مثل فيلم " دار دور " إخراج أسعد كريم علوان، الذي سلط الضوء على تدهور الأوضاع المعيشية للعائلة العراقية دون أي سند أو دعم من قبل الحكومات العراقية التي تعاقبت بعد الاحتلال. وكذلك هو الحال في فيلم " أيام بغدادية " للمخرجة هبة باسم.
لم تكن الثقافة العراقية وتاريخها بمنأى عن متناول السينما العراقية الجديدة، حيث ظهرت أفلام عديدة تناولت حياة المثقفين والمبدعين العراقيين فترة الاحتلال، وهنا تجدر الإشارة إلى الفيلم التسجيلي " شمعة لمقهى الشهبندر " للمخرج عماد علي. الفيلم وثيقة مهمة لتاريخ مقهى بغدادية عرَفت أروقتها العديد من الشخصيات الثقافية والعلمية والسياسية العراقية، والفكرة التي يطرحها الفيلم تتجسد في إظهار الصراعات النفسية ومرارة العيش التي نزلت على كاهل المثقف العراقي، والتي أثرت بشكل كارثي على المادة الثقافية المطروحة داخل الساحة الثقافية العراقية في ظل الغزوات والحروب والاحتلال.
صحيح أن الأفلام التسجيلية التي أنتجت منذ دخول قوات الاحتلال إلى أرض العراق حتى الآن تعد الأكثر عدداً عن سواها، إلا أن للأفلام الروائية على قلتها تأثيرها الواضح في نقل الواقع اليومي المعاش الذي لا يمكن أن تلتقطه كاميرا المخرج، وهناك من الأفلام ما ظهر بشكل يمتزج فيه التسجيلي بالروائي كفيلم المخرج عدي رشيد "غير صالح للعرض" المنجز خلال أشهر الاحتلال الأولى، وعنوان الفيلم مأخوذ من المادة الخام - الشريط - الذي عُثِرَ عليه في أحد المخازن العراقية، ومن خلال التاريخ المثبت على العلب، اتضح أن تاريخ صلاحيته قد نفذت، ولكن لم يكن أمام عدي رشيد غير استخدام تلك الأشرطة ليجازف بها ويتم تصوير المشاهد دون فحصها، فقد كانت الفرصة لا تحتمل التأجيل، ولكن الحظ خدمه كما صرَّح في إحدى اللقاءات وظهر الفيلم بكفاءة عالية للصورة، ومن هنا أتى عنوان الفيلم " غير صالح للعرض" وكم تمنينا لو أفصح لنا مخرج الفيلم عن الجهة المالكة لتلك المخازن التي كانت تحوي الأفلام، ففترة الحصار الاقتصادي التي كانت مفروضة على الشعب العراقي منذ تحرير الكويت، عرفت الكثير من التلاعب بالسلع الاستهلاكية التي كانت تخزَّن حتى تنتهي صلاحيتها ومن ثم طرحها للاستهلاك. وعلى أي حال، فلقد ظهر الفيلم بقليل من الإرباك ليصور الحال العراقي المربك على حقيقته.
في السنوات الأربع الماضية، ظهر كم هائل من المخرجين العراقيين أغلبهم يمتاز برؤية فنية لا يستهان بها، ولكن الملاحظ من كم الأفلام التي أنتجت خلال هذه الفترة أن هناك سباقاً مع الزمن قائماً بين الموضوع واللحظة المراد توثيقها، سباق على إثبات الوجود من جهة، وتوثيق الحالة من جهة أخرى، وهذا ما أحدث هفوات عديدة في الكثير من تلك الأفلام، وعند السؤال يكون الجواب نفسه: " كل الإمكانيات في العراق معدومة، الكهرباء والمواد والمال والكادر، مع وفرة الموت ومجانيته ". ولكن يبقى السؤال قائماً: " ترى هل بمقدور الدولة العراقية الفتية المنهكة بتركة النظام السابق وتبعات الإرهاب وعصابات التكفير، أن تستوعبهم وتلبي حاجات كل هذه الطاقات الفنية المتفجرة؟ ".
الجوائز
حصدت السينما العراقية من الجوائز خلال الأعوام الثلاثة الماضية ما يقارب مجمل الجوائز التي حصلت عليها السينما العراقية منذ تأسيسها. الأفلام التي ظهرت في هذه الفترة تمثل قفزة جديدة تسجل لتاريخ السينما العراقية، قد يرى البعض أنها لا تنتمي إلى ما سبقها من إنتاج خصوصاً تلك الأفلام التي كانت تصب في مصلحة السلطة. إنها بحق مرحلة جديدة تؤسس لقاعدة فنية عريضة تعتمد الحرية في التعبير بعيداً عن مؤسسة الدولة ورقابة سلطة بعينها. ومن الأفلام التي حازت على الجوائز نذكر:
الفيلم الروائي " أحلام " إخراج محمد الدراجي، حاز على الجائزة الأولى في فئة الأفلام الطويلة لمهرجان الخليج السينمائي الأول في دبي 2008.
" الرحيل " تسجيلي، للمخرج بهرام الزهيري، فاز بالجائزة الأولى في فئة الأفلام التسجيلية ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية للطلبة مهرجان الخليج السينمائي الأول في دبي 2008 .
" تقويم شخصي " إخراج بشير الماجد، فاز بالجائزة الثانية في فئة الأفلام القصيرة للطلاب في مهرجان الخليج السينمائي الأول في دبي 2008.
" جلجامش 21 " إخراج طارق هاشم، حاز على الجائزة الخاصة للجنة تحكيم الفيلم التسجيلي في مهرجان الخليج السينمائي الأول في دبي 2008، وكان قد حصل على جائزة الصقر الفضي في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام 2007.
" حياة بعد السقوط " إخراج قاسم عبد، حصل على جائزة مهرجان ميونخ السينمائي 2008 لأفضل فيلم وثائقي طويل.
" شمعة لمقهى الشهبندر " إخراج عماد علي، فاز بالجائزة الثالثة للأفلام التسجيلية مهرجان الخليج السينمائي الأول 2008.
"عابرو وادي الرمان" للمخرج أشكان أحمدي، حصل على عدة جوائز، منها جائزة الدورة الثانية من المهرجان الدولي للأفلام القصيرة في أربيل 2006. كما حصل على جائزة أفضل فيلم في الدورة الثانية من مهرجان "أفين فيلم" الدولي للأفلام القصيرة. وكذلك جائزة أفضل فيلم في مهرجان "تاور" في سليمانية - العراق، وأخيراً جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان فايك 2007 FIKE في البرتغال.
الفيلم الروائي التسجيلي " غير صالح للعرض " إخراج عدي رشيد، حصل على جائزة أحسن سيناريو في مهرجان وهران الذي أقيم مؤخراً في الجزائر.
فيلم " في دائرة الأمن " إخراج هادي ماهود، حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي، مهرجان الفيلم السينمائي القصير- بغداد 2007
فيلم " ليالي هبوط الغجر " لهادي ماهود، حصل على جائزة الصقر الفضي في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة في مهرجان الفيلم العربي في روتردام 2007. كما حصل في مهرجان الخليج السينمائي الذي أقيم مؤخرا ( 2008 ) في الإمارات على شهادة تقديرية وتنويه مهم من قبل لجنة التحكيم.
فيلم " يوم في سجن الكاظمية للنساء " إخراج عدي صلاح، حاز على الجائزة الثالثة للأفلام التسجيلية في مهرجان الخليج السينمائي الأول في دبي 2008.

halsagaaf@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفن السابع
ابو رغد -

لا اعلم ماذا يريد الكاتب؟ لقد حول موضوعه الفنى الى موضوع سياسى وصب جام غضبه على المرحلة التى سبقت هذا الوضع الذى نعيش . الحقيقه ان الفرق بين السابق والحالى كالفرق بين النهار وعتمة كهف ملىء بالخفافيش. كان زمن السياده والعلم واصبح زمن التزوير.سياتى اليوم لترى فلما يجسد ابطال المقاومه العراقيه وقائدهم الشهيد صدام حسين.ملاحظه هل هناك فلم عراقى اسمه رسالة حب الى ابنة جورج بوش غريب هذا الزمن

مي
عرب وين -

لازم نعمل فيلم بعنوان رسالة حب الى جورج بوش محرر العراق منكم ايلاف رجاء النشر

الى التعليق 1
سهير العراقية -

يحاول البعض ان يسكتنا ان يمحو ذكرياتنا في السنين السوداء الاربعين التي عشناها في ظل حكم -هذه السنون ملاءى بالقصص و الالام التي تريدوننا ان ننسانها حتى لانفضح ظلمكم و قتلكم للشعب العراقي-لا يااخي من الان فصاعدا اسمع و اقرا وشاهد الكثير من هذا- انها فقط البداية سنكتب كل شئ بدون خوف هذا هو العراق الجديد عراق الحرية و عراق النور رغما عن انف البعثيين

ابو رغد
زكي الراوي -

بحق الله والرسول الاعظم سيد الانبياء محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم, لا تطلق لقب الشهيد على مدمر العراق وقاتل ابنائه, انه عدو الله ورسوله,الشهيد هو من دافع عن وطنه لا من إختبا في بيوت البسطاء إبان حرب عام 1991 وترك بغداد وإختبا في حفرة اثناء الاجتياح الامريكي فمن اين له الشهادة؟ ثم انسيتم سجن ابو غريب وجلاوزة البعث الخسيسين وماذا كانوا يفعلون بالسجناء؟ إشرب فنجان قهوة لتتذكر ماذا كان يفعل ضباط المخابرات والامن والامن الخاص بسجناء ابو غريب وغيرها.

شرف القلم
بغدادية -

على الرغم من أني كثيراً ما أقرأ للكاتب السكاف، إلا أنني قليلة التعليق على كتاباته، ولكن التعليق الأول استفزني لأقول له، إن هذا النفس في الكتابة والحرص على منح الوجع العراقي حقه من قبل الكتاب الشرفاء من أبناء العراق شيء لا يستطيع من فقأت بصيرته وبصره دولارات الديكتاتور، فليس غريباً أن لا يفهم المدعو أبو رغد ما جاء به المقال من دراسة بانورامية لواقع السينما العراقية، والحقيقة أن هذا المقال هو الثاني من نوعه الذي أقرأه للسكاف، فمنذ فترة قصيرة وعلى إيلاف العزيزة علينا قرأت له مقال عن الموسيقى العراقية التي انتعشت بغياب الديكتاتور، فألف تحية للكاتب الوطني الشريف حسين السكاف ومثلها لجريدة إيلاف..... ملاحظة، فيلم سعد سلمان رسالة حب لإبنة بوش، كان ادانة واضحة للرئيس الأمريكي وليس كما تصور المتباكي على سيده أبو رغد

طبيعي
meme 2007 -

عاديمن يروح هذا الزمن ويجي غيره هم رح تشوف كومة افلام واغاني وقصص عن الظلم الي عاشه العراق بعد ال تحرير لان احنا الشعب العراقي معروفين شعب منافق للي يحكم.

طول المقال
بان -

المقال جميل جدا ولكن كان من المفترض تقسيمه لجزئين كي يتسنى لنا قراءته كاملا حيث المقال اذا كان طويلا يصيب قارئه بالملل فيضطر لقراءة اجزاء منه فقط

من فشل الى عجز
رؤى بيروتي -

تخلف السينما العراقية ليس بسبب حكم النظام السابق فحسب فهناك الكثير من الاعمال السينمائية الرفيعة وجدت طريقها الى العالم بلغة وتقنيات واساليب مبتكرة نظرا لفطنة وحرفية صانعيها رغم ما يحيطهم من عنف وتضييق على الحريات اليس من حق المثقف العربي ان يتساءل عن سبب غياب اي عمل سينمائي عراقي لافت في السنوات الاخيرة (الاغلبية مجرد محاولات متعثرة ) رغم التبجح بالحرية التي يعيشها العراق اليوم فالسبب واضح اذن كسل وصراع على التمويل والفلوس والجعبة خاوية من الافكار والجماليات وصار حال السينما العراقية كحال من يتنقل من تحت الدلف الى تحت المزراب

كافي نفخ
NOOR SAMIR -

كان زمن صدام حسين زمن اللافن وبالتالي فهو زمن اللاسينما ..انني ساعقب على ما ذكر من المقطع الذي اخذته من السيد السكاف الذي انا على ثقة بجهله بتاريخ السينما العراقية وخاصة خلال حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي شجع الفن والفنانين على جميع المستويات ,من الفنون التشكيلية الى المسرحية والفنون السمعية والمرئية وغيرها وسنتوقف عند الفن السابع الذي تم انتاج مجموعة طيبة من الافلام الروائية والوثائقية وعلى مستوى الكادر العراقي او على مستوى الافلام المشتركة كفيلم المسالة الكبرى او القادسية وغيرها كثير وايضا على مستوى التراجيديا او الكوميديا وارجو من السيد السكاف ان يراجع تاريخ السينما العراقية بفتراتها حتى لا يظلم خيرة فناني العراق الذين وقفوا كالنخيل الشامخ امام ممثللين عرب واجانب واعطيك مثلا وقوف الفنانة القديرة شذى سالم امام خيرة ممثلي مصر او وقوف غازي التكريتي امام الممثل العالمي اوليفر ريد في فيلم المسألة الكبرى عام 1982 وفي عز الحرب العراقية الايرانية . اتقوا الله من الكذب والرياء وقولوا الحقيقة لان الحقيقة دائما تبان وتظهر كظهور الشمس. اما الافلام التي ذكرها ومنها افلام هادي ماهود الطالب السابق في كلية الفنون الجميلة- قسم الفنون السمعية والمرئية-وابسط الامور ان كلية الفنون الجميلة كانت كلية مقفلة لحزب البعث ولا يقبل الطالب اذا لم يكن بعثيا وارجو ان لا تقول هو هرب ايضا مع اياد علاوي وتنسج الروايات وعلما ان قسم الفنون السمعية والمرئية كان الطلبة فيه يحققون اكثر من عشرة افلام على الاقل وان القسم كان له مهرجانا سينمائيا واذاعيا وتلفزيونيا كل سنة وارجو ان ترجع الى ارشيف القسم لتعرف تلك الحقيقة وقد تخرج كثير من الطلبة من هذا القسم وهم يعملون في المحطات التلفزيونية في شتى انحاء العالم وبعض الطلبة الذين تخرجوا يعملون حتى في اذاعة سوا فاي تشويه هذا علما انني قرأت قبل ايام ان هادي ماهود يولول كي يساعدوه في دعم فيلمه الاخير . علم ان الحكومة السابقة ارسلت العديد من الفنانين للدراسة في اوربا الشرقية وقتها وفي اوربا الغربية واميركا. اما اذا كانت الافلام دعائية في زمن صدام فالمرحلة تتطلب ذلك والدليل ان المخرج الاميركي الكبير فرانك كابرا اخرج العديد من الافلام الحربية التي تمجد الجندي الاميركي خلال الحرب العالمية الثانية ولحد هذه اللحظة وفي الجانب الآخر انتجت السينما السوفيتية ال

عدي الأول
أبو الحسن -

أشكر الأستاذ السكاف على العرض الدقيق وأستميحه العذر في تصحيح معلومة هامة ربما لم تسعفه المصادر لتدوينها .. أذ أن فيلم أحلام للمبدع الدراجي ليس هو الأول عقب الأحتلال .. أنما هو الثاني بعد محاولة المخرج المبدع (عدي رشيد ) التي حملت عنوان (تحت التعريض الضوئي ) وكانت أول محاولة عقب الأحتلال .. تبعها الدراجي الذي يعمل الآن على فيلمه الثاني (أم حسين ) في ذات الوقت يصور عدي رشيد ( كرنتينه ) مع الأعتذر للسيد السكاف

من هو
احمد -

من هو حسين السكاف اول مره اسمع بهكذا كاتب يخلط كل الاوراق

خلاط
عامر السكاف -

حبيبي ابو شهاب رقم 11 بس وسع صدرك وروح لغوغل وشوف من هو حسين السكاف تره الحقد ميفيد حسين السكاف من اروع النقاد العراقيين بس لو نقرأ

محايدة
أحمد الأنباري -

تحية لكل القراء والزائرين وصبركم على البلاء... اعظم من التناحر في الرأي .. كلنا عراقيون وكل ممنا له هواجسة اتجاه الاخر وموضوع الآخر يناقش منذ فترات طويلة لأقناء الكبير مع الصغير والداني مع القاصي ولحد الآن لم يجدوا له حلا على اعلى مستويات التألق النقاشي (( والعاقل يفهم )) في جلسات الرلمان العراقي الموقر ؟؟؟؟ امنياتي ان يأخذ الكاتب مع كل أحترامي وتقديري لوجهة نظره الموضوع من الناحية الفنية ويعطي نقاط القوة والضعف في الاسلوب المونتاج والحركة او الأيقاع والمدرسة التي ينتمي اليها الأنتاج ومراحله ويطرق للصعوبات ويبقارنها وشي من التحدي للظرف التي يعيشها الفنان وهي لاتخفى على أحد ... وان تعطي شيء من النكهة عندما تطرق الى اساليب الأخراج وما الجهات التي دعمت هذه الأفلام والميزانية وكيف كانت تخطي بعض الصعاب في اختيار الشخصيات واماكن التصوير لتأتي الى ابداء المخرج في كذا وكذا وتجنبه السقوط في كذا وكذا كما فعل على سبيل المثال المخرج المعروف ( ؟ ) في فلميه (( مثلا )) .... وهذا عفوا من وجهة نظري فقط لا املي عليك استاذي الفاضل .. والسبب هو لملمة الجراح وكفكفة الدموع ويكفي العراقي بس يضع شماعات مهما كانت لتجنب الموضوع من ان يحسب سياسيا والعالم مل من هذا وذاك والكل يقطع بالاخر ... والسبب لأن الذي يبحث عن المواضيع الفنية وفهو بحاجة اما ان يتعرف على الذائقة العامة والخاصة المثقفة وهي مهمة جدا بالنسبة للمخرجين واصحاب الفكر من كتاب السيناريو ولا تقل أهمية علينا نحن المبتدئين ، لأن الراي الفني الدقيق يجعلنا نعيد التتفكير في اي موضوع نقدم اليه اما المنازعات والمأخذات التقاطات لاتغنينا بشي بل تغني اصحاب الصيدليات لأنها ستوجع رأسنا .. تحياتي للجميع ووفقكم الله (( التوقيع (مبتدئ))

أتشرف بتعليقك
مصطفى هادي -

لقد مرت أعوام كثيرة ونحن لا نعرف سوى القتل والدمار والحروب وهذا قد أثر كثيراً بنا كفنانين ومنذ عام عملت فيلم خوذة مثقوبة وهي كانت تجربة أولى لي فهو نقل صراعات طفل , فيجب نحن كفنانين أن نغير ونصنع فن جديد بعيد عن ما تراكم علينا من مآسي , فقمت بمحاولة جديدة قبل ستة أشهر وهي فيلم ( في بغداد ... مناطق كانت ساخنة ) فتدور أحداث هذا الفيلم حول تحسن الوضع الأمني وزوال الطائفية في بغداد وذلك من خلال فيلم وثائقي روائي Decodrama ويتحدث بأن مراسل ومصور لمحطة اخبارية اجنبية ترسلهم لعمل تقرير عن الطائفية ولكن بعد وصولهما وقضاء فترة في بغداد ينهون التقرير ومفاده بعدم وجود طائفية في بغداد فتقرر المحطة رفض التقرير لغرض نشر صورة غير جيدةعن بغداد وتطلب منهم تغيره لكن يرفضوا ذلك .وأما التجربة الخيرة والتي هي بعيدة عن الواقع العراقي وما يحمل من تراكمات أستطعت صناعة فيلم روائي وبخيال بحت وأسم الفيلم ( هل؟ )وقد حصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كلية الفنون الجميلة 24 ولذا أتمنى جداً أن يرى الأستاذ حسين الفلمين وينشر نقده عليهما.المخرج مصطفى هادي