وليد المقدادي: لا أُوعِز عدم تطور السينما العراقية الى النظام السابق بشكل مطلق(3)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"إيلاف" تفتح ملف الذاكرة المرئية في العراق، وتستجلي أسباب فقرها وقصورها
حاوره عدنان حسين أحمد من لندن: تشكّل الذاكرة الثقافية رصيداً بالغ الأهمية لأي شعب من الشعوب، فكيف اذا كان الأمر يتعلق ببلد عريق ذي حضارات متعددة وموغلة في القدم مثل العراق. ولأن الذاكرة الثقافية مفردة واسعة وعميقة الدلالة، وتضم في طياتها الذاكرة المرئية والمسموعة والمكتوبة، إلا أن استفتاء "إيلاف" مكرّس للذاكرة المرئية فقط، والتي تقتصر على السينما والتلفزيون على وجه التحديد. ونتيجة للتدمير الشامل الذي تعرضت له دار الإذاعة والتلفزيون، ومؤسسة السينما والمسرح، بحيث لم يبقَ للعراق، إلا ما ندر، أية وثيقة مرئية. فلقد تلاشى الأرشيف السينمائي العراقي بشقيه الروائي والوثائقي. وعلى الرغم من أن السينما العراقية لم تأخذ حقها الطبيعي على مر الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق، كما لم يحضَ السينمائيون العراقيون بأدنى اهتمام من مختلف الحكومات العراقية التي كانت منشغلة بموازناتها السياسية، وبأرشفة أنشطتها المحدودة التي لا تخرج عن إطار الذات المرَضية المتضخمة. وقبل سقوط النظام الدكتاتوري في بغداد كان السينمائيون العراقيون يعلِّقون الآمال على حكومة العراق الجديد التي تمترست خلف أطاريح الديمقراطية، والتعددية السياسية، والتناوب السلمي على السلطة من دون انقلابات أو ثورات يفجرها مغامرون عسكريون مصابون بعقدتي السجادة الحمراء والموكب الرئاسي، غير أن واقع الحال يكشف، خلافاً للتمنيات المعقودة، بأن نصيب الذاكرة المرئية من الرعاية والاهتمام يكاد يكون معدوماً، بل أن بعض السينمائيين العراقيين قد بات يخشى من تحريم هذا الفن الرفيع أو اقامة الحد عليه. لقد عنَّ لـ "لإيلاف" أن تثير خمسة محاور أساسية في محاولة منها لاستجلاء واقع السينما العراقية عبر تفكيك منجزها الروائي والوثائقي على قلته، ورصد حاضرها المأزوم، واستشراف مستقبلها الذي نتمنى له أن يكون مشرقاً وواعداً بحجم تمنيات العراقيين وتطلعاتهم نحو حياة حرة، آمنة، مستقرة، كريمة.
أسئلة الملف السينمائي
1- على الرغم من غنى العراق وثرائه الشديدين، مادياً وبشرياً، إلا أنه يفتقر إلى الذاكرة المرئية. ما السبب في ذلك من وجهة نظرك كمخرج "أو ناقد" سينمائي؟
2- أيستطيع المخرجون العراقيون المقيمون في الداخل أو المُوزَعون في المنافي العالمية أن يصنعوا ذاكرة مرئية؟ وهل وضعنا بعض الأسس الصحيحة لهذه الذاكرة المرئية التي بلغت بالكاد " 105 " أفلام روائية فقط، ونحو 500 فيلم من الأفلام الوثائقية الناجحة فنياً؟
3- فيما يتعلق بـ " الذاكرة البصرية " كان غودار يقول " إذا كانت السينما هي الذاكرة فالتلفزيون هو النسيان " كيف تتعاطى مع التلفزيون، ألا يوجد عمل تلفزيوني ممكن أن يصمد مدة عشر سنوات أو أكثر؟ وهل كل ما يُصْنَع للتلفاز يُهمل ويُلقى به في سلة المهملات؟
4- كيف نُشيع ظاهرة الفيلم الوثائقي إذاً، أليس التلفاز من وجهة نظرك مجاله الحيوي. هناك المئات من الأفلام الوثائقية التي لا تحتملها صالات السينما، ألا يمكن إستيعابها من خلال الشاشة الفضية؟
5- في السابق كانت الدكتاتورية هي الشمّاعة التي نعلّق عليها أخطاءنا. ما هو عذرنا كسينمائيين في ظل العراق الجديد؟ وهل هناك بصيص أمل في التأسيس الجدي لذاكرة بصرية عراقية ترضي الجميع؟
فيما يلي الحلقة الثالثة التي يجيب فيها المخرج وليد المقدادي على ملف السينما العراقية.
وليد المقدادي: لا أُوعِز عدم تطور السينما العراقية الى النظام السابق بشكل مطلق(3)
التعليم العريض
1- لا يوجد رابط منطقي بين الثراء والانتاج السينمائي. توجد الكثير من الدول الغنية التي لا تستطيع الارتقاء بمستوىً عالٍ من الإنتاج السينمائي. وهذا
أن سياسة الثقافه في أي بلد لها تاثير كبير على تطور الفن السنمائي وهذا ما عرقل التطور السينمائي في العراق. تاريخياً وصلت السينما الى العراق بشكل متأخر، ولم تكن هناك حتى تقنية متطورة من أجل تطوير الآلات والمعدات التقنية في السينما. وبعد عقود طويله من الإضطراب والأزمات السياسية لم يُزرع الفن السينمائى في العراق على أرض خصبة لنموه وتطوره. وفي العقود الأربعة الاخيرة أصبح الوضع أسوأ بسبب الحروب والوضع الأمني والسياسي المضطرب وخاصة كتم حرية التعبير وعدم دعم الدولة لهذا الفن هذا بغض النظر عن أن الدولة لم تمنح الإنتاج السينمائي الفرصة للنمو بشكل محترف.
ولو نظرنا الى أمريكا مثلاً فإن الإنتاج السنمائي الحر والمتطور من خلال تأسيس شركات إنتاج كبرى مثل "البروماونت" أدى الى التنافس على الإنتاج وهذا ما فتح إمكانيات كبيرة وشركات إنتاج جديدة. وفي دول تبنت التجربة الإشتراكية مثل الإتحاد السوفيتي إهتمت الدولة
بدعم هذا الفن على الرغم من الرقابة والضغوطات ومقولة ستالين المعروفه: "أن السينما هي من أحب الفنون إلينا".
عامل آخر مهم جداً في هذا النطاق هو التخصص ومنذ البدء في المعاهد والمدارس السينمائية. طبيعة التعليم في العراق يمكن تسميتها "التعليم العريض" وأعني بهذا هو أن الطالب يدرس الكثير من المواد ويتخرّج من دون تخصص مكثف يجعله يبدع في مهنة محددة يرغبها. أن خلق كوادر سينمائية متخصصة من خلال التعليم هو أساس لتطوير السينما في العراق.
الحِرفة السينمائية
2- لآ أفهم معنى الذاكرة المرئية! وربما الأصح هو التحدث عن سينما مستقبلية. إن ذاكرة الـ "105" أفلام بالتأكيد هي مرحلة سينمائية من تاريخ العراق لها
عندما حضرت وشاركت في مهرجان لاهاي للسينما العراقيه في هولندا شعرت بالأمل بوجود سينمائيين عراقيين درسوا السينما في العديد من الدول الاوربية كانت أفلامهم مصنوعة بشكل متطور وذات قيمة سينمائية عالية. هؤلاء السنمائيون يبشرون بالخير في التزام وتطوير الفن السينمائي المستقبلي في العراق. هؤلاء السينمائيون الموهوبون لديهم معضلة كبيره هي من يتبنى إنتاجهم السينمائي في أوروبا. إن المنافسه على الإنتاج السينمائي في أوروبا كبيرة ونحن السينمائيين العراقيين في أوروبا نعاني على الرغم من توفر القدرة والمشاريع السينمائية من الحصول على دعم مادي لانتاج هذه المشاريع السينمائية. الذي أتمناه هو أن تصبح الحياة في بلدنا العراق طبيعية وأنا متأكد بأن هؤلاء الشباب والسينمائيين العراقيين سيكون لهم تأثير كبير على خلق سينما عراقية متطورة.
سحر السينما
3- أن جهاز التلفاز ظهر في عقد الخمسين وغودار إشتهر وأخرج افلاماً مهمه في الستينات والسبعينات. هذا التزامن يبرر مقولته عن السينما والتلفاز. في تلك الفترة كان
الخصائص الإيجابية
4- نعم وسبق أن نوّهت عن هذه الحاله في السؤال السابق. أن إستخدام كاميرة الفيديو في تصوير الافلام الوثائقية تجعل التلفزيون وبشكل بديهي هو المجال الحيوي الأول لعرض هذه الأفلام. التلفزيون له خصائصه الإيجابية أيضاً، وهو الوسيلة الأسرع والأرخص لتوصيل الفيلم الوثائقي للمشاهد.
تمرين المخيلة
5- في الحقيقه أنا وبشكل شخصي، لا أوعز عدم تطور السينما العراقية الى السلطة والنظام السابق بشكل مطلق. صحيح أن كتم الحريات
السيرة والإبداعية للمخرج وليد المقدادي
وُلِدَ وليد المقدادي في بغداد عام 1960. تخرّج في معهد السينما في موسكو عام 2001. يقيم في السويد منذ عام 1989. أخرج الأفلام التالية:
1- أمل 1997
2- الدراجة 1998
3- ساشا, مهرجان صيفي 1999
4- عزيزي سانتا كلاوس2000
5- فكيك حبيبتي2001
6- وطن 2006
التعليقات
الاختصاص
الحرفة -احد اهم الاسباب فقر الفنون في العراق هم الدخلاء على الفن الذين يجدون في الفن وسيلة للعيش, او للتعبير عن حاجات نفسية خاصة بهم, يجدون في الفن ملاذ لهم.فاشلون في حياتهم, اصبح الفن موقع سهلا, فلا يوجد هناك مؤسسات نقدية مختصة, ولا يوجد هناك نقاد اختصاص في كل مجالات الفن, فمدرسي اللغة العربية, اصبحو يفهمون في علوم السينما والمسرح والتشكيل والموسيقى والنحت والرقص, اكثر من الاختصاص انفسهم, واصبحو مصادر للدارسين, فاختلط الحابل بالنابل.اقول وبثقة, وبمعرفة ميدانية, ان اي انسان وخصوصا في العراق, يستطيع ان يصبح فنانا بقنينة ويسكي يهديها الى اقرب ناقد, وما اكثرهم.
بل تخلف كل العراق
عبود الاسود -وليد المقدادي: لا أُوعِز عدم تطور السينما العراقية الى النظام السابق بشكل مطلق الاخ وليد ان تخلف العراق بجميع الميادين هو بسبب النظام السابق والسينما هي جزء من كل وان الوضع الحالي للعراق هو نتاج الماضي ارجو منك ان تقرا جيدا
شعب الله (المحتار)
متابعة -فعلا لا أجد شعبا في العالم يفوق الشعب العراقي وفرة في الأدباء والشعراء والمخرجين والسينمائيين والمفكرين والصحافيين والسياسيين والمدّعين وكلهم يشتركون في ميزة واحدة : الادّعاء أنهم الأفهم والأجدر والأصح وأن كل من سواهم يقع على الهامش ويعيشون عقد نفسية منقطعة النظير ولا عجب فأحد أتباع النظام الفاشي السابق و أحد المهللين له ولنظامه المخابراتي في السابق يصبح اليوم بقدرة قادر و في لمحة (مخرجا سينمائيا) لا بل يتحدث في الحرية والديمقراطيةوباعتباره أحد عباقرة العالم..!فقط لو يهتم العراقيون ببناء وطنهم و أنفسهم و إلغاء طائفيتهم وعشائريتهم وليس بالضرورة أن يكون 99%منهم إن لم يكن أكثر مبدعين من الدرجة الأولى كما يتوهمون.
لا أوعز ؟؟؟؟
ahaemaa -كلمة أوعز تعني أشار أو أمر ، ولكنه هنا يقصد أعزو ومعناها أرجع أو أسبب, شكرا
حوار منطقي وعلمي
خالد المقدادي -لقد تناول المخرج وليد المقدادي حواره بنظرة فنية مسؤولة وقيّمة وبنّاءةوتطرق الى قصور السينما العراقية بدراسة تاريخية علمية قبل النظام السابف وأود أن أشير هنا بأن بعض الأخوة تركوا حديث المخرج ليعلقوا عن آراءهم بشكل خارج نطاق القيمة الفنية للموضوع وأن العراق مليء بالمبدعين الحقيقيين وفي شتى مجالات العلم والفن والأدب بغض النظر عن المراحل السياسية التي مرّ بها العراق ولكن السينما العراقية كان لها أثرها الضئيل للأسباب التي ذكرها الفنان المخرج وليد المقدادي ولنتمنى جميعا عراقا أفضل مليء بالمبدعين.
الفرد.....ألانسان
وليد المقدادي -أشكر جميع التعليقات حول المقال! ولكن للاخ الغاضب والذي كتب تحت عنوان "متابعه" أود القول باني احترم كل الاراء الفنيه حتى لو كانت جارحه!ومن السهل ان يكتب اي أنسان اليوم آرائه بوجود الانترينت. ولكن الامانه التاريخيه واحترام الانسان هي أهم الاسس لبناء الحريه والديمقراطيه في اي مجتمع.أن نقلل من غضبناأزاء بعضنا, أن نحترم الفكره المقابله, وان نحاول ان نصغي لما يقوله الاخرون. هذا هو ماأفتقده النظام السابق والذي أدى بنا الى الكوارث.النظام الذي لم أطبل له أنا ولم أقف معه ولم أحترمه!!!أن فكرة السياسه في العراق مشبعه بالعقد! وكان كل الشعب العراقي يجب أن يكون مع النظام أو ضد النظام!!!أن الاوان أن نحترم الفرد وخياراته دون تنسيبه بالاجبار الى فئه او حهه سواء كانت سياسيه أو دينيه أو عرقيه,والانسان بطبيعته قابل للتغيير والتطور أذا قوبل بالاحترام والتشجيع ربما هكذاسنتفح المجال لتطوير السينما وكل الفنون في العراق.