أنا غزة وثائقي ينتصرُ لبحرٍ يحلمُ شاطئه بالنصرِ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بسيسو والتي كانت لا تزال محتفظة بصورة غزة ي ذاكرتها قبل عشرة أعوام، كانت المفاجأة بانتظارها على معبر رفح إذ تقول "بدأت انظر حولي وفي جميع الإتجاهات ولا أرى سوى الدمار في كل مكان واتذكر صورة المباني العالية والحدائق والمدينة النظيفة فيما مضى، أخذتُ اجوب شوارع ومدن غزة أريد تصوير كل بقعة وكل شارع كأنني أزورها للمرة الأخيرة، ونسيت أمر الفيلم آنذاك!".
ويقدم الفيلم ومدته اثنتان واربعون دقيقة جرعة دسمة من الألم تنقل المٌشاهد إلى غزة تحت الحصار وتحت مقصلة الحرب التي استمرت ستة وعشرون يوماً، إذا يروي قصصاً مختلفة بتفاصيلها الدقيقة للعديد من الغزيين رواها رجال ونساء واطفال تظهر الجوانب النفسية التي تعرضوا لها جراء الحرب. ركزت تلك القصص على مخاطبة العقل لا العاطفة، وخلقت علاقة ما بين المُشاهد وشخصيات الفيلم، ولعل قصة حنين التي تبلغ مع العمر ستة عشر عاماً كانت الاكثر تأثيرا إذ عرضت القصة همجية جنود الإحتلال في اغتصاب بيوت المدنيين والتي لم تتعرض لها وسائل الإعلام، حيث قضت حنين وعائلتها أياماً تحت تهديد السلاح إذ اقتحم جنود الجيش الإسرائيلي دارهم ومكثو فيه أياماً وكانت حنين وعائلتها مهددين بالموت في أية لحظة. "..الآن ما نزال على قيد الحياة، لقد كانت معجزة" تقول حنين. وتضيف بسيسو "حنين من الشخصيات التي واجهت صعوبة بالظهور أمام الكاميرا لتخبر الناس قصتها، حاولتُ معها مرات عديدة وحين أفلحتُ بذلك أذكر بأن الساعة حينها كانت تشير للواحدة صباحاً، أمسكت الكاميرا وأدرتُ زر التسجيل وما أن بدأت حنين بالحديث لم تتمكن من التوقف حتى الصباح!
"أنا غزة" جرى تصوير أغلب مشاهده في جباليا هو خليط من قصص إنسانية مختلفة عايشت الألم وتجرعت الخوف مراراً، تنقلت خلالها عدسة المخرجة بين المستشفيات والتقطت أنين الأطفال وآهات ودموع الامهات، ولم تنسَ المخرجة التطرق للآثار التي خلفتها الحرب على البيئة من تجريف التربة واقتلاع المزارع والاشجار وقتل الحيوانات وآثارها على المزارعين يقول عايش "لقد قتلوا رزقي، قتلوا أشجاري، وقتلوني في الصميم". وفي نهاية الفيلم تجول عدسة بسيسو مع شروق الشمس في الشوارع والساحات وبين الطرقات وعلى شاطئ البحر، لتلتقط قوة هذا الشعب الذي ما زال قادراً على الإبتسام رغم الجراح.
حظي العرض الإفتتاحي للفيلم بإقبال جماهيري كبير في دارة الفنون في العاصمة الأردنية عمان، "أنا غزة" هو الفيلم الطويل الاول للمخرجة اسماء بسيسو والتي اكملت عامها الخامس والعشرون قبل أيام، صورت وأخرجت ستة أفلام وثائقية قصيرة، منها: "سبع صنايع والوطن ضايع"، "تروحي سالمة وترجعي غانمة"، "رسالة من غوانتنامو". يذكر بأن البناء الفكري للفيلم للأستاذ د. فؤاد بسيسو، وإدارة المنتج شاكر جرار وتم تصوير الفيلم بدعم عدد من الأفراد المستقلين.
التعليقات
هيك الصبايا وإلا بلا
عبدالله رضوان -تحية للمخرجة والله الرجال ما عملوهايا هيك الصبايا وإلا بلاش