فجر العالم يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان الرباط السينمائي 15

فيصل عبد الحسن من الرباط: أختتم مهرجان الرباط السينمائي دورته 15 في 30 من يونيو الماضي، وقد فاز الفيلم العراقي "فجر العالم "، بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم، والتي تقدر قيمتها بـ80 ألف درهم "الدولار يساوي 8 درهم مغربي" لمخرجه عباس فاضل، الذي لم يخف فرحه الشديد بهذا الفوز، وأكد على أنه سيَطير بفوزه إلى بغداد، هذا الأسبوع، ليؤكد للعراقيين أن هناك من بين أبنائهم من يريد بناء دولة الرافدين، لتشمخ بين أمم الأرض كما كانت دائما، على عكس أولئك الذين يعملون على تدمير حضارتها، وقبل أن يضيف أن الفوز بجائزة مهرجان الرباط، له طعم خاص لا يمكن إلا أن ينير الطريق لأي فنان مهما كان مجال عمله الفني، ووجه شكره إلى أعضاء لجنة التحكيم، وكان من بين أفراد هذه اللجنة الفنان المسرحي العراقي جواد الأسدي، وقد أشار مخرج فيلم فجر العالم، إليه مازحا بأنه كان له الدور الكبير في التأثير على باقي أعضاء لجنة التحكيم، لينال فيلمه الفوز بأرفع جائزة في المهرجان.

لا تفكر بالقرود
وقد تألفت لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج موريتز دوهادلن من سويسرا، ومن الناشرة المغربية ليلى الشاوني بنعبدالله، والتشكيلي المغربي فريد بلكاهية، والمخرج البنغالي تانفير موكاميل، والمخرج المسرحي العراقي جواد الأسدي" وكان من المقرر أن تضم أيضا المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي، والممثل التونسي هشام رستم، اللذين لم يتمكنا من الحضور" وقد حصل على الجائزة، التي تحمل أسم الملك الراحل الحسن الثاني، الفيلم الروسي "لا تفكر في القرود البيض "للمخرج يوري مامين، وقد حصل على جائزة أحسن سيناريو، والتي تُقدر قيمتها المالية بـ 60 ألف درهم، وكانت من نصيب أرسولا ميير، عن فيلمه الذي عرض بعنوان "هوم"، وهو فيلم مشترك بين فرنسا وبلجيكا وسويسرا، وقد حصل على جائزة أحسن دورين رجالي ونسائي، والتي تبلغ قيمتها 50 ألف درهم، وكانت من حصة الممثل الإيطالي ريكاردو سكارسيو عن دوره في فيلم "إيدن ألويست"، وشاركته في الجائزة الممثلة بريندا بليثن، عن دورها في فيلم"لندن ريفير"للمخرج الجزائري رشيد بوشارب.

الاحتفاء بالقدس
وقد احتفى المهرجان" بالقدس عاصمة للثقافة العربية"، وقد اعتبر مدير المهرجان، عبد الحق منطرش، أن مهرجان "الرباط الدولي لسينما المؤلف 15 " كرس الرباط كقبلة للفنانين والمبدعين، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة الثقافية، جاءت لترسيخ تسمية مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية لهذه السنة، وكذلك ماأبرزه المهرجان عن أهمية الدور، الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في النهوض بعاصمة المملكة المغربية، ومؤكدا على أن مثل هذه التظاهرات من شأنها أن تساهم في التنمية المحلية، للسياحة لمدينة الرباط، ولكن للأسف دورة المهرجان15 التي رفعت شعار" القدس "لم تدرج أفلاما في منهاجها لها علاقة بموضوع الشعار،باستثناء فيلم " عيد ميلاد ليلى " للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي عرض على هامش المهرجان، كما تم تكريم المخرجة الفلسطينية مي مصري، التي لم تحضر إلى المغرب ولكن حضر زوجها المخرج جون شمعون، الذي استلم جائزة التكريم بدلا عنها، وكان مقررا أن يشارك المخرج الفلسطيني ميشيل الخليفي كعضو في لجنة التحكيم، وتم الإعلان عن أسمه، ولكنه لم بحضر، وكانت" القدس" حاضرة في الأدب والشعر تحديدا، وفي صوت فيروز وهي تردد ،مذكرة بالقدس:
"مريت بالشوارع ..شوارع القدس العتيقة، قدام الدكاكين البقيت من فلسطين..
حكينا سوى الخبرية وأعطوني مزهرية...قالوا لي هيدي هدية من الناس الناضرين..."
ثم يعلو صوتها إلى حد الصراخ:"يا صوتي ضلك طاير..زوبع بها لضماير.. خبرني عاللي صاير..بلكي بيوعى الضمير!"
القدس لم تكن في السينما كما عبر عن ذلك بوضوح بوستر المهرجان،الذي حمل شعار " القدس عاصمة الثقافة العربية" ومن الملاحظات السلبية على المهرجان، انه تم افتتاحه بتقديم من المذيعة المغربية سناء زعيم، التي فضلت افتتاح المهرجان باللغة الفرنسية، قبل أن تتحدث باللغة العربية، وقد هيمنت اللغة الفرنسية على المهرجان تماما، وكذلك ما لوحظ على جدول فقرات منهاج الحفل، الذي تم تصميمه حسب اللغة الفرنسية، وليس اللغة العربية، أي أن الكتابة في المطبوع جاءت من اليسار إلى اليمين، وتم في اليوم التالي للافتتاح تكريم الممثل المصري محمود عبد العزيز تقديرا لأداء أدواره المتميزة في الأفلام، التي مثلها، ولدوره المتميز في مسلسل "رأفت الهجان".

تكريم أدباء
وإمتاز مهرجان هذه السنة بتكريم أسماء فلسطينية ارتبطت بالمجال الثقافي عن طريق الشعر، والرواية وفن التشكيل؛ وقدمت جوائز إلى مثقفين فلسطينيين شاركوا في فعاليات المهرجان وهم، الشاعر الفلسطيني وعضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، زهير أبو شايب، مؤلف "جغرافيا الريح والأسئلة"، و"سيرة العشب" ومؤلفة روايتي "مرافئ الوهم"، و "وتشرق غربا"الروائية والإعلامية الفلسطينية ليلى الأطرش، التي شكرت إدارة المهرجان والمغرب، الذي قالت عنه: أنه يسكن في وجدان كل فلسطيني" وأضافت:" أن الفلسطينيين يفتحون أعينهم على الدور الفعال الذي يلعبه المغرب في حياة الفلسطينيين، وفي سبيل تحرير أراضيهم، وهو امتداد للدور الذي لعبه عبر أجيال هذا المغرب في الدفاع عن مقدسات العرب والمسلمين، ما جعل أحياء وأماكن بفلسطين تحمل اسم هذا البلد"، كما تم تكريم الروائي والكاتب الصحافي الفلسطيني، رشاد أبو شاور، صاحب الروايات: "أيام الحب والموت"و "البكاء على صدر الحبيب"، و"شبابيك زينب"و "العشّاق"، وغيرها من المؤلفات، الذي يعمل في المجال الصحافي أيضا،وتقلد لسنوات عدة أيضا مناصب المسؤولية السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني في فلسطين، أبو شاور،الذي بدا متأثرا بهذا التكريم، وتلا قولا مأثورا للروائي الفلسطيني الراحل" جبرا إبراهيم جبرا"، الذي جاء فيه، بأن "القدس ليست مكانا فقط ولكنها زمان أيضا"، ووجه في المهرجان دعوة إلى كل المثقفين، ومن خلالهم إلى شعوب العالم المحبة للسلام،للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، شاكرا أهل المغرب لدورهم البارز في مساندة القضية الفلسطينية.

دكان شحاتة
كان من المنتظر أن يدرج فيلم فلسطيني، ضمن منهاج المهرجان تماشيا مع الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية، ولكن بدلا من ذلك تم عرض فيلم "دكان شحاتة" للمصري خالد يوسف في "مسرح محمد الخامس"، وبحضور المغنية اللبنانية هيفاء وهبي، وتابعت وهبي عرض تجربتها الأولى في السينما "دكان شحاتة" خلال حفل افتتاح المهرجان ليوم 21 يونيو، وأعلنت في المهرجان للجمهور الحاضر، إنها فخورة بدورها في الفيلم، وتأمل أن يستجيب الجمهور المغربي بشكل إيجابي معه، وقال محمود عبد العزيز، إنه من المهم تنظيم لقاءات مثل مهرجان الرباط في العالم العربي لتشجيع الفنانين والمؤلفين الشباب. وقال أيضا: "يجب أن تكون حذرا عندما تحكم على جهود كتاب السيناريو الشباب؛ المخرجون الشباب بحاجة إلى وقت لتأكيد مهاراتهم،وأضاف، لقد شهدت السينما العربية دائما نوعا من التبادل المثمر بين الأجيال، وقدم عدد كبير من المخرجين المشهورين فرصا للشباب، لإظهار قدراتهم"، وفي المكتبة العامّة لعاصمة المغرب الإداريّة، استمرت عروض. الدورة 15 التي تميزت بحضور لافت للمخرجين الشباب ولجمهور واسع من أهل المغرب والعرب المقيمين في المغرب.
faissalhassan@hotmail.com