السينما

أسد الأوراس يدخل المنافسة وشكوك بشأن عرض ميكانو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي من وهران: شهدت أولى أيام المهرجان الثالث للفيلم العربي بوهران، عرض فيلمي "رحلة إلى الجزائر" لمخرجه الجزائري "عبد الكريم بهلول"، و"ملح البحر" لمخرجته الفلسطينية "آن ماري جاسر" برسم مسابقة الأفلام الطويلة، وارتضى العمل الأول الخوض في تراكمات إرث الجزائر الثوري، فيما اختار الفيلم الثاني التطرق لمأساة اللاجئين الفلسطينيين الذين نهبت أملاكهم من قبل القوات الإسرائيلية منذ 1948.
وأتى فيلم ''رحلة إلى الجزائر'' (93 دقيقة) مُمعنا في تشريح ما إنتاب الجزائر من شوائب غداة استقلالها قبل 47 سنة، من خلال قصة حقيقية لأرملة شهيد و أبنائها الستة الذين فُجعوا في والدهم البطل الثوري الذي استشهد بعد قيامه بعدة عمليات فدائية، وتتعرض الأرملة لألوان من المضايقات على يد أحد المسؤولين المحليين بولاية سعيدة الغربية، بغرض محاولة أحد الصقور إرغام تلك الأرملة على ترك منزلها، لكنها ترفض بشدة رغم تواطؤ الإدارة مع المسؤول المذكور وحرمانها من أسباب الحياة، ما يدفع الأرملة المكلومة إلى الاستنجاد بمكتب الرئيس الجزائري الأسبق "أحمد بن بيلا"، وهو ما يسمح لها في النهاية بتأمين منزلها والنيل من غريمها.
وأطلق المخرج "عبد الكريم بهلول" والمنتج "بشير درايس"، عديد الإشارات إلى مآلات الكفاح التحرري الجزائري والشروخات التي حفلت بها جزائر ما بعد 1962، وحجم التباينات الاجتماعية الحاصلة بين شريحة الثوار وعوائلهم في مواجهة الوصوليين، كما تضمنّ الفيلم عديد الإحالات إزاء جدلية استيلاء أصحاب النفوذ على مقاليد الأمور، وتعاطي السلطة الحاكمة آنذاك مع التجاوزات والخروقات الحاصلة على مستوى المحافظات.
المشكلة أنّ السينمائيين والنقاد العرب الذين حضروا بكثافة لمشاهدة فيلم "رحلة إلى الجزائر"، لم يستطيعوا استيعاب أي شيئ، بحكم أنّ الفيلم أتى ناطقا باللهجة المحلية الممزوجة بالفرنسية، ولم ينتبه عرّابو الفيلم إلى ضرورة إرفاق الفيلم بدبلجة عربية، وهو ما جعل عشاق الفن السابع يتأسفون لهذه النقطة السوداء التي حرمتهم من التجاوب مع فيلم بدا كما لو أنّه موجّه للجزائريين فقط.
من الجانب الفني، كانت "رحلة نحو الجزائر" موفقة، حيث أبان تصوير الفيلم عن إجادة المخرج في البحث التاريخي، من حيث اشتغاله الدقيق وتجسيده المضبوط لأدق تفصيلات المرحلة الزمنية التي دارت فيها أحداث الفيلم الذي تقاسم أدواره كل من صوفيا مناصر، وحيد قاسمي، سامية أومزيان، أسامة أحميدة، وحميد رماص.
ويُعرف عبد الكريم بهلول "59 سنة" المقيم بفرنسا، بأفلامه "شاي بالنعناع" (1984)، "الأخوات هاملت" (1996) و"الشمس المغتالة"(2004).
من جهته، صوّر فيلم "ملح هذا البحر" ( 105 دقيقة) معاناة فلسطينيي 1948، وروت "آن ماري جاسر" تراجيديا شابين اثنين ترعرعا في بيئة وسياق مختلفين، وهما الفتاة ثريا التي نشأت ببروكلين ورغبتها الدخول إلى فلسطين، وعماد الذي يأمل في مغادرة مسقط رأسه هروبا من سطوة الظلم وتحرشات الجنود الإسرائيليين.
واستخدمت المخرجة لغة الترميز من خلال توظيفها هالة الأبيض والأسود في مواكبتها حيثيات تهجير الفلسطينيين خلال النكبة، كما ركّزت جاسر على الرعونة الإسرائيلية وعصفها بحقوق أهل الأرض، وما تورّطت فيه الدولة العبرية من نهب وأسر وتعذيب، في بورتريه يستجدي الضمير الإنساني، علما أنّ "ملح البحر" مرشح لنيل جائزة "صندوق التنمية هوبيرت بالس".
في غضون ذلك، أعلنت إدارة مهرجان وهران رسميا عن إدراج الفيلم الجزائري "أسد الأوراس" لمخرجه أحمد راشدي، ضمن مسابقة الأفلام الطويلة المتنافسة حول جائزة "الأهقار الذهبي"، وأفاد المتحدث باسم المهرجان "نزيه برمضان" لـ"إيلاف"، عن كون عرض الفيلم الجزائري أمسية الاثنين، أتى بدلاً عن الفيلم المصري "ميكانو" الذي أرجئ عرضه إلى وقت أخر على ضوء تأخر وصول شريط هذا الفيلم الذي قد يُعرض بنهاية الأسبوع الجاري.
في الشق المتعلق بمسابقة الأفلام القصيرة، عُرض كل من الفيلم الدرامي "بشوية وقت" (27 دقيقة) للمخرج السوري ماهر صليبي ويتعرض فيه لقصة إمرأة مفجوعة برحيل فلذة كبدها، الفيلم الواقعي "ليش صابرين" (21 دقيقة) للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان، والفيلم العاطفي "قوليلي" (10 دقائق) لصبرينة دراوي التي سعت للبحث في تابوهات الحب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف