ياسمين أحمد.. رحيل مفجع لمخرجة مثيرة للجدل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة واعداد عدنان أحمد من لندن: توصف تجربة المخرجة الماليزية بأنها مثيرة للجدل على أكثر من صعيد. وقد حصدت خلال مشوارها الفني العديد من الجوائز المحلية والعالمية. وقد أثار رحيلها المفجع مشاعر الأسى لدى محبيها ومشجعيها وعشاق تجربتها الفنية التي لاقت أصداءً طيبة سواء في داخل ماليزها أو خارجها.
عروض استعادية
في 24 أكتوبر 2006 توجهت المخرجة الماليزية ياسمين أحمد للمشاركة في مهرجان طوكيو السينمائي الدولي حيث قررت الهيئة التنظيمة للمهرجان أن تقدم عروضاً إستعادية لمجمل أفلامها السينمائية التي اثارت جدلاً واسعاً في آسيا عموماً وفي ماليزيا على وجه التحديد. اشتهرت ياسمين أحمد بأفلامها
ورم يفضي الى تداخل جراحي
إنطلاقاً من هذه العملية الجراحية التي لم تأتِ اعتباطاً. فلقد أصيبت المخرجة ياسمين بورم في رأسها، وأجريت لها عملية جراحية ناجحة قبل بضع سنوات وتماثلت للشفاء، ولكن هذا المرض قد عاد على شكل نزيف حاد في المخ يوم الخميس الموافق 23 يوليو "تموز" 2009 حيث أصيبت ياسمين بجلطة دماغية
نُقلت على وجه السرعة الى مستشفى دامانسارا الاختصاصي حيث أجريت لها عملية في عصب الرأس لتقليل الورم في دماغها. لقد نجحت العملية وقد وصفت حالتها الصحية بأنها حرجة، لكنها مستقرة. وفي يوم السبت 25 تموز 2009 وبعد 48 ساعة بعد العملية استسلمت ياسمين لمرضها العضال وأُعلن عن مفارقتها للحياة في الساعة الحادية عشرة وخمسة وعشرين دقيقة مساءً. وقد دفنت ياسمين يوم الأحد 26 يوليو 2009 بسلام في مقبرة "مسلم يو أس جي 22" في سوبانغ يافا في سيلاغور. وقد حضر زوجها عبدالله تان يو ليونغ وعوائل الزوجين ومئات من المعجبين والأصدقاء والعاملين وبعض الشخصيات اجتمعوا لتوديعها الوداع الأخير.
بطاقة شخصية
ولدت ياسمين في مدينة كامبونغ بوكيت تريه في موار، جوهر، في الأول من يوليو 1958. تخرجت في كلية الآداب قسم السياسة وعلم النفس في جامعة نيوكاسل في انكلترا. عملت كمصرفية متدربة عام 1982 لمدة أسبوعين. بعد ذلك عملت كممثلة تسويقية لمصلحة شركة IBM. بدأت ياسمين مهنتها في اخراج الإعلانات والأفلام الدعائية في شركة " Ogilvy amp; Mather". ثم عملت مديرة في شركة "ليو بيرنيت كوالا لامبور" قبل أن تبدأ مشروعها الجديد الذي بدأته عام 2003 حينما أخرجت أول أفلامها السينمائية الطويلة الذي أثار جدلاً ظل يتواصل مع بقية أفلامها حتى لحظة رحيلها الجسدي عنا وسوف تظل أفلامها الروائية والدعائية تعيش بيننا لأنها جميلة وعميقة ومثيرة للجدل بحق.
حوار مع المخرجة الماليزية ياسمين أحمد
*ذي فيزيتر: هل أصبتِ بالدهشة حينما أراد مهرجان طوكيو أن يخصص برنامجاً إستعادياً لأعمالك الفنية كلها؟ ماذا أخبروك بالضبط؟
-كنت مدهوشة جداً لأنني لاأزال أعتبر نفسي مبتدئة وهاوية. إنه لشرف كبير لي أن يطلب مني مهرجان كبير مثل مهرجان طوكيو أنه يروم أن يقدم عروضاً إستعادية لأفلامي القليلة.
* فاز فيلم " Sepet" في مهرجان طوكيو العام الماضي. هل وُزع الفيلم في اليابان بعد ذلك الفوز؟
-لم يكن باستطاعتنا أن نسمح لفيلم " Sepet" أن يوزع في أي مكان من العالم على الرغم من أن ستة الى سبعة بلدان طلبت الفيلم، لأننا إشترينا الحقوق الموسيقية في داخل ماليزيا وسنغافورة، ولم نستطع أن ندفع الحقوق العالمية. لقد اعتمد فيلم " Sepet" على التمويل الذاتي.
*ماذا تعتقدين بشأن فرص فيلم" Mukhsin" هذه السنة؟ فالأصدقاء اليابانيون الذين عرضتِ لهم الفيلم قالوا عنه أشياء إيجابية. أليس كذلك؟
-كيف لي أن أعرف فرص فيلم" Mukhsin" وأنا لم أشاهد أغلب الأفلام الأخرى المتنافسة؟ على أي حال، أنا لم أفكر بفرص فوز أفلامي في الماضي حتى لو أنها فازت. إنه هاجس أحمق.
*التركيز على ما يكسبه فيلم " Mukhsin" يعني جمهورا أكبر لفيلمك الآن. ماذا تتأملين من ذلك على الصعيد الشخصي؟ الدعم الخارجي ربما، مثلما فعلت أفلام "هو يوهانغ" له؟
-إن أملي الوحيد والحقيقي من هذا الأمر هو أن يستطيع أكبر عدد ممكن من الناس في مختلف أرجاء العالم أن يروا كيف أشعر نحو عدد معين من المظاهر البشرية والحالات الانسانية. أنا أعتقد أن التمويل يأتي كلياً من مصدر أكبر من مجرد ممولين.
*البعض يقول إن كاميرتك الثابتة هي يابانية أكثر من اللزوم. ومن الواضح أنك تأثرت بالسينما اليابانية. وقد قلتِ إن فيلمك الأول الذي شاهدته في السينما كان فيلماً عن الساموراي. بعيداً من أوزو ياسوجيرو، مَنْ مِنَ المخرجين الذين يعجبونك؟
-نعم، الفيلم الأول الذي رأيته في السينما هو "زاتويجي مونوغاتاري" لشونتارو كاتسو. كان عمري ست سنوات. وقد أصبت بالرهبة من كلمة "إذهبي"!
*شابلن، إذاً، ربما تأثرت كاميرتك الساكنة بحقبة الأفلام الصامتة؟
-ليس بالضبط، إنه شابلن فقط، حقاً، الذي شاهدت أفلامه بهدف الضحك وأنا طفلة، لكنني عرفت لاحقاً أن أعماله هي أعمال سينمائية عبقرية. "أضواء المدينة" هو واحد من أفلامي المفضلة على مدى الحياة، وقد منحني الإذن لأن أكون عاطفية كما أردت أن أكون. ولذلك فأنت تعرف من تلوم. أحب ذلك الفيلم كثيراً جداً، وأجدني أعود إليه بين أوانٍ وآخر لأنه يتوافق مع قوة ملاحظتي في الحياة. تتجاور جنباً الى جنب لحظات كوميدية عظيمة وتراجيدية بشكل دائم. ولهذا السبب فأنا لا أطيق الأفلام الكئيبة منذ البداية وحتى النهاية.
*لقد اكتشفت صوتك السينمائي منذ فيلمك الأول " Rabun" بينما صرفتِ وقتكِ في إخراج الإعلانات والأفلام الدعائية حيث كان صوتك يتشكل ويتكوّن؟
-إن صناعة الأفلام الدعائية هي التي قربتني من أعظم عقليتين في إخراج الأفلام الدعائية الأسيوية بونغبايبون سديكهو من تايلندا وكمال مصطفى. هذان الأستاذان علماني بأن أغلب الأوجه الحرجة لصناعة الأفلام هي قوة كتابة السيناريو وإختيار الممثلين. ووفقاً لما يذهبان فإنك لو حققت هذين العنصرين بشكل صحيح فإن الفيلم غالباً ما يقود نفسه. هناك، طبعاً، مبادئ بسيطة خادعة. عندما نصنع الأفلام الدعائية فنحن المخرجين مضطرون غالباً بسبب المدة القصيرة للأفلام الدعائية أن نلتجئ الى التقطيعات السريعة والمُمنتجة المتخيلة. هناك أيضاً هذا النوع من الضغط من قبل نظرائك لأن تكون صاحب أسلوب. حينما أخرجت فيلمي الأول " Rabun" أحببت حرية المحافظة على الكاميرا الساكنة كما كنت أرغب، وان أترفع عن النزعات السطحية التي أصابت الأفلام الدعائية التلفزيونية. وهذا، بالطبع، جعل الأمر أكثر صعوبة على الممثلين وقلل من مساحة الخطأ.
*أنا أعرف أنك واجهت النقد من أطراف معينة تعتقد أن الناس الذين يعملون بالإعلانات يجب ألا يُخرجوا أفلاماً سينمائية. بالطبع، أنكِ برهنتِ أنهم كانوا على خطأ بواسطة أفلامك السينمائية. كيف كنت تشعرين تجاه ردود الفعل السلبية في ذلك الوقت؟
-لم تؤثر فيَّ حقاً بأي شكل من الأشكال. ذلك لأن لديَّ نماذج سابقة أحتذي بها من قبيل ساتياجيت راي، ألان باركر، عباس كياروستمي، ريدلي وتوني سكوت، إيواي شونجي ومايكل غوندري. أنا أشك أنني سوف أصبح مثلهم. بالطبع، لقد منحوني شيئاً أتشبث به وأصل إليه.
*المخرجون المستقلون يتقدمون بالتأكيد صوب الجبهة العالمية، لكن ماذا عن السينما التجارية الماليزية؟ الى أين تتجه خلال السنوات القليلة القادمة؟
-هذه أزمنة مثيرة! الكثير من المخرجين المستقلين يقدمون أفلاماً للمشاهدين. إنها أفلام تجارية. لقد أُخرِجت أربعة أفلام. أمير محمد أنجز " Susuk"، يوهانغ لديه الآن " Rain Dogs"، قال ديان إنه أنجز " Dukun"، بينما أنجز عصمان علي " Puaka Tebing Biru" و " Anak Halal". قريباً جداً، عفاريت الاتجاه السائد هؤلاء الذي صلبوني لأنني انتهكت مناطقهم سينجون من المخاطر. إذاً، أين أرى اتجاه السينما التجارية؟ على الأقل، ستكون هناك، إن شاء الله، سيناريوهات وممثلون أفضل.
*بعد فترة الهدوء، بدأت الأفلام الماليزية تقدم مضامين أغنى وأعمق وأكثر بصيرة مثل أفلام رحيم رضاعلي في الثمانينات، ولاحقاً أفلام أو- وي حاجي ساري في التسعينات. واليوم يتميز المخرجون الشباب بسعة الاطلاع ويصنعون أفلاماً ذات طابع فلسفي تشكل فيه الهموم الاجتماعية خلفية للفيلم سواء بشكل واعٍ أو غير واع. ماذا تسمين القوة الدافعة أو اليقظة من وجهة نظرك؟
-لأقل لك الحقيقة. أنا لا أعرف حقاً الاجابة على هذا السؤال. كل ما أعرفه هو مشاهدة خلفية فيلم عصمان علي " Bukak Api" قبل خمس سنوات منحتني الشجاعة لأن أبدأ، وأنا أعتقد أن فيلم أمير " Lips To Lips" خلق العديد من المخرجين الشباب الطموحين الذين يعتقدون "ها، أنا أستطيع أن أفعل ذلك".
*هذا، حقاً، هو الوقت المناسب لصناعة أفلام في ماليزيا. أليس كذلك؟
-إنه الوقت المناسب حقاً.
*هل زرت طوكيو من قبل؟
-نعم، لقد زرت طوكيو عدة مرات. إنها لا تشبه أي مدينة أخرى على الأرض. اليابانيون مولعون بالفنون جداً، ويولون التصميم والتفاصيل عناية كبيرة حتى أن لوحات الإعلانات تبدو جميلة. وأتمنى أن يتحقق هذا الشيء في بقية البلدان الأسيوية.
*إحالة:
http://en.wikipedia.org/wiki/Yasmin_Ahmad
http://twitchfilm.net/archives/007974.html