سجال نقدي حول مسارات السينما العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: تخلّل مهرجان الفيلم العربي بوهران المختتم قبل يومين، سجال نقدي من نوع خاص حول مسارات السينما العربية الحالية، وانبرى كوكبة من خبراء الفن السابع لطرح أسئلة واقتراح مقاربات تباينت بين منتقدين ومتفائلين بمآلات الفن السابع عربيًا، وما يشهده في مصر وسوريا وفلسطين والمغرب والجزائر وغيرها. وذهب جمهور النقاد إلى أنّ ولادة سينما جديدة ترتبط بالظروف الناشئة والتحولات السياسية والاجتماعية، وتطور مفهوم الإنتاج السينمائي، ما يجعل الأفلام الجديدة تقدّم نفسها بديلاً، وليس نقيضًا للأفلام التقليدية.
بينما خاضت الناقدة المصرية "ماجدة واصف" في إشكالية الحداثة في السينما العربية، ورأت أنّها تتشكل أساسًا في أسلوبية السرد وتقنيات التصوير التي مكّنت جيل جديد من المخرجين العرب، من إيصال نتاجاتهم، إثر توظيفهم لأدوات لا تقلّ تطورا عما يستخدمه مخرجون غربيون.
وأوعز الناقد السينمائي الأردني "عدنان مدانات" ونظيره المصري كمال رمزي، أنّ حلقة الضعف الأساسية في السينما العربية هي كتابة السيناريو، وقدّر مدانات أنّ الرواية لن تنتشل السينما العربية، ذاهبا إلى أنّ الفيلم التجاري على الرغم ممّا ينطوي عليه من مآخذ، إلاّ أنّه هو من يصنع الفرجة، في حين لاحظ رمزي أنّ الأفلام المستمدة عن روايات متميّزة كلها نجحت، مستدلاً بأعمال الراحل نجيب محفوظ ، لكن رمزي رفض الرأي القائل بأنّ الإمكانات المادية ستظل عائقًا في وجه الحداثة، معتبرًا أنّ من الأجدى الانفتاح بشكل أوسع على التمويلات الخارجية وتعزيز الإنتاج العربي المشترك.
بدوره، لخّص الناقد المغربي "مصطفى المسناوي" نقاط الظلّ التي تحفل بها السينما العربية في الاهتمام المفرط للمخرجين بالكلام والمشاهد الحوارية المكثفة على حساب جماليات الصورة والمؤثّرات الصوتية، وهو ما أيّده عدنان مدانات، وأشار الناقدان إلى أنّ ملحوظتهما تنطبق على 90 في المئة من الأعمال السينمائية العربية الحديثة لا سيما المصرية منها.
كما طرح المسناوي عامل عدم انقياد كثير من المخرجين العرب وراء المجازفة، لمخاوفهم من عدم رواج أعمالهم جماهيريا، وأرجع الناقد المغربي هذه النقطة إلى الثقافة السينمائية لدى المشاهدين في العالم العربي وعدم تقبل كثير منهم لما أتت به السينما الحديثة، وهو ما دفع المسناوي إلى التساؤل بإلحاح عن مدى قدرة عرّابي السينما العربية على رفع التحدي وإفحام الجماهير بجدوى الحداثة والكف عن كل ما هو كلاسيكي، مشيدا بمخرجين حداثيين على غرار محمد ملص وعبد الحميد عبد اللطيف (سوريا)، نوري بوزيد (تونس)، محمد شويخ (الجزائر)، حميد بناني (المغرب)، منتهيا إلى أنّ نجاح اتجاه التحديث من شأنه التأثير إيجابا على سريان السينما العربية جنبا إلى جنب مع ما تشهده السينما العالمية من تحولات متسارعة.
من جانبه، تصورّ الناقد الفلسطيني بشار إبراهيم، أنّه يمكن للحداثة والكلاسيكية أن يتعايشا سويا في السينما كما في باقي الفنون، وشرح أنّ الحداثة لا ترتبط بالبعد الزمني وإنما بالرؤى الإخراجية، مستعينا بممارسات إخراجية حملت نقلة، مثل إظهار المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي في فيلمه "دار ودور" عام 1990، رجلا يبكي، وهو ما جعل بشار يرى أنّ ذلك بمثابة دقُّ لآخر مسمار في نعش السينما الفلسطينية التقليدية، تماما مثل الذي فعله ميشيل خليفة ومي المصري.
وفي سياق اشتغاله على السينما الفلسطينية، أورد بشار إبراهيم إلى أنّ هذه السينما في تراجع من حيث عوارض الخطابية والثورية والدعائية لفائدة التأمل، حيث تخلت عن صورة الجندي الإسرائيلي دون أن تتخلى عن أثر الاحتلال الذي يضغط بقوة على الشخصيات، واستعاضت عن "الفدائي السوبر مان" بالأطفال، وأسهم في ذلك سينما المؤلف التي تتميّز بالنوستالجيا، ما أدى إلى إيقاف مظاهر الصراخ وإبراز الفلسطيني بسمو فني أكبر، من خلال تخلّصها من البطل المركزي والحدث الأوحد والحكاية الواحدة.
والتقى بشار إبراهيم مع المسناوي ومدانات في كون الرهان الفعلي الذي يواجه السينما الجديدة الملتزمة بمقوّمات الحداثة لا يتمثّل في الرقابة أو غياب الإمكانات، بل في سبل استقطاب الجمهور الذي يعزف بحسبهم عن أفلام لها قيمتها الفنية، في صورة فيلم "الراقد" للمخرجة المغربية ياسمين قصّار الذي لم يكن له أي صدى في موطنه الأصلي، وهو اعتبار جعل نقاد يعلقون أنّ دوائر الرقابة لم تعد متشدّدة أمام الأفلام، لأنّ تلك الدوائر باتت مقتنعة بتشدد الجماهير مع العروض.
ونادى كاتب الدولة الجزائري المكلّف بالاتصال "عز الدين ميهوبي"، وهو إعلامي سابق وكاتب لعديد السيناريوهات والروايات، أنّ السينما العربية في حاجة إلى التجديد لتجاوز المدارس التقليدية التي مازالت تسيطر بحسبه على العقل العربي، وضمّ ميهوبي صوته للفريق الذي يطالب بقيام تحالف بين كتاب الرواية وصناع السينما، والعودة إلى الرواية العربية من أجل إعادة بعث ما سماه "الوعي السينمائي".
وانتقد ميهوبي ما نعتها "أفلام الفاست فود" التي لا تتكئ في نظره على خلفية إبداعية حقيقية، مرددا أنّ الأفلام التي تثير أسئلة نأخذها معنا، بينما نقيضها نتركها ورائنا، واعتبر ميهوبي أنّ العرب بحاجة إلى أفلام استثمارية تثير الوعي وتنتج النقاش وليس إلى أفلام سطحية مناسباتية وما سماها "سينما استهلاكية"، وذكر أنّ المجتمع العربي هو مجتمع (القلبانية) لذا من الحساس بمنظاره العودة إلى الأفلام الروائية للطيب صالح وعبد الرحمن منيف ومحمد شكري والطاهر وطار وعلاء الأسواني وواسيني الأعرج، مشيرًا إلى أنّه يتعيّن على المنتجين أن يقرأوا أو يجدوا من يقرأ لهم، منبّهًا إلى ضرورة تحقيق مقاربة بين ما كتبه ابن خلدون في وقته وما تقدمه السينما العربية اليوم، مبرزًا حاجتها إلى استعادة الصورة الافتراضية لمؤسس علم الاجتماع الحديث.
التعليقات
سر الداء
Hamid OQABI -شيء جميل ان تخصص بعض الهمرجانات العربية جزء من نشاطها للوقوف بجد امام القضايا الهامة، هل ستنشر هذه الدراسات في شكل كتاب؟ هل هي فعلاً دراسات و ابحاث علمية ام خواطر عابرة؟ هل خرج المشاركون برؤية واضحة و توصيات جادة ام مجرد فقرة ضمن فقرات المهرجان؟ قليلة هي المناسبات التي يدور بها جدل اكاديمي حول قضايا الابداع السينمائي في الكثير من الاحيان يكون دعوة المشاركين عشوائيا بناءً على المعرفة و المجاملة، نرى شخصيات لا علاقة لها بالابداع تحضر و يتم تغييب اخرين لهم رؤية و اسهام فني و اكاديمي فكيف تم اختيار المشاركين و وفق اي معيار؟ هناك اسماء عادية و علاقتها بالابداع متواضع مع ذلك تتواجد في كل مهرجان و مناسبة، ربما هذا هو سر الداء.حميد عقبي
عـــام
علي حسين -اولا:اشكرك الناقد العربي الكبير/عز الدين شلح وكذلك الناقدة المعروفه/ماجدة واصف ومن ابدى برأية حول موضوع السينما العربية التي خلت من بعض نقاد المنفعة والغفلة الحاقدة على الغير..ثانيا: وجود زخم لعدد كبير جدا من المهرجانات السينمائية العربية للعربية مقارنة مع حجم الانتاج والايردات وافلام الشباب التجريبية من الهواة.. حتى هذه اللحظة تعد مرحلة طويلة لم تصل الى مرحلة الاحتراف والصناعة ماعدا مصر وان بدأت تتجهه كصناعة داخليه وليست عربية كماكانت في السابق. الا انها تطورت من حيث الصناعة وليس من حيث الحبكة الدرامية وتقنية التلاعب في صور الفيديو او الاستديو الافتراضي.. بالاضافة الى انها في حاجة الى بعض التطورات الاخرى.في خضم هذا السينما العراقية تتجهة وتنمو بشكل جيد مع المعطيات الاقتصادية والسياسية الحالية الا انها ستكون الابرز على المدى القريب.. بالاضافة الى السينما الفلسطينية والسورية.هناك شي آخر.. في بروز السينما العربية هو التخصص والتميز في كل سينما واعتقد مايميز السينما المغربية هي استخدام التقنية الرقمية في الفيلم بشكل جيد.. ووصول السينما الجزائرية الى الابداع في الرواية اللانطباعية بدرجة افضل من مثيلتها.السينما الخليجية بعد انطوى ملف قيدها مع منع السينما في السعودية التي كانت دول الخليج المجاورة لها تؤمل نهوضها، الاانها ستظل بعض المؤسسات في دعم مهرجاناتها على المستوى العالمي والعربي والخليجي..
النفوس المريضة
Hamid OQABI -الى علي حسين و هو اسم وهمي، في تعليقنا طرحنا اسئلة عامة منطقية لكنك سارعت بمدح احد المشاركين و وصفه بالالقاب، نحن لا نعرف هذا الشخص و لم نوجه كلامنا نحوه، تجاهلنا تعليقات مسيئة في مكان اخر، لكن يظهر ان بعض النفوس المريضة بحاجة لمراجعة طبيب نفساني لمعرفة مرضها.حميد عقبي
جازان
منتدى -شيء جميل ان تخصص بعض الهمرجانات العربية جزء من نشاطها للوقوف بجد امام القضايا الهامة،
رد على حميد عقبي
علي حسين -اين المنطق بوجود نقاد يناقشون مسار السينما العربية واشخاص لاتعرفهم في مقدمة المشاركين.. اين هذا المنطق لديك.. اتعرف المنطق؟ان تقرا خبر وتتحاشى النقاد بوصفك شخص لاتعرفه هل تعلمت المنطق هاكذا عند التحضير لدراستك العليا ام اتفقت المصلحة الشخصية مع الشيطان الاحمر لتضعوا السم في العسل؟الرجل سيقدم تضحياته من اجل السينما الفلسطينة، هل هذا وقوف العربي مع العربي ام رمي الاوراق تحت الطاولة واقصاء المهرجان الذي هو على قدم وساق..وهناك من يطالب البرد وعندما حضر الرد لم نشاهد تعليقاتكم النقدية المعتادة..في كل الاحوال هو ناقد وهو شخص معروف على المستوى العربي..
أبشر بطول سلامة يا..
صلاح سرميني -أبشر بطول سلامة يا...;مهرجان القدس;!نجوان درويش;مهرجان القدس السينمائي الدولي; مهرجان إسرائيلي يقام منذ 1984 اختُتمت آخر دوراته في 18 تموز (يوليو) الماضي. وليس من قبيل المبالغة القول إنّه واحدة من أدوات أسرلة القدس وتهويدها. إذ يمتلك المهرجان قدرةً فظيعة على تجاهل واقع الاحتلال في المدينة المحتلة، بل إنّه يمتلك من الوقاحة ما يكفي لإقامة مسابقة بعنوان... ;روح الحرية;! وفي ما يخص القدس، لديه برامج سينمائية لا تتجاوز الإطار الصهيوني، منها برنامج يموّل أفلاماً قصيرة عن القدس لمخرجين ;يهود وعرب;، وآخر عن ;سندروم القدس;، تتحول المدينة معه إلى مشكلة نفسانية ودينية وسياحية في الأساس! (وبالمصادفة المحض، تقيم ;مؤسسة المعمل; معرضاً فنياً عن القدس تحت المسمى عينه ;سندروم القدس; في الخريف المقبل!).ورغم اشتداد حملات مقاطعة إسرائيل ثقافياً وأكاديمياً، إلا أنّ ;مهرجان القدس; ينجح أحياناً في استدراج بعض السينمائيين الفلسطينيين والعرب أحياناً، لا سيما من ذوي الإنتاجات الأجنبية، وخصوصاً الفرنسية (كالمخرج التونسي كريم الدريدي الذي شارك بفيلمه ;خمسة;). في العام الماضي مثلاً، شارك فيلم ;تحت القصف; للبناني فيليب عرقتنجي، و;كابتن أبو رائد; للأردني أمين مطالقة. أما ;مفاجأة; العام غير السارة، فكان عرض ;الزمن الباقي; للسينمائي الفلسطيني البارز إيليا سليمان الذي لا نعرف حقيقة موقفه من عرض شريطه في هذا المهرجان. مَن شارك فيه من المخرجين الفلسطينيين في السابق، وخصوصاً في سنوات ما بعد أوسلو، عادوا وقاطعوه مع ازدهار ثقافة المقاطعة الثقافية لإسرائيل عالمياً، هذه الثقافة التي بلغت أوجها عربياً مع عدوان تموز 2006... ألم يكن صاحب ;يد إلهية; بغنى عن مشاركة مماثلة؟ومنذ أشهر، انتشرت الأخبار في بعض الصحف والمواقع العربية، عن مهرجان فلسطيني يحمل أيضاً اسم ;مهرجان القدس السينمائي الدولي;. وتذكر تلك الأخبار أنّه ;يبدأ فعالياته; أو ;انطلق; و;صرّح مديره;... ولعل آخر تلك الأخبار ما بثته وكالة رويترز منتصف الشهر الماضي عن اختيار فلسطين ضيفة شرف ;مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي; الذي سيستضيف ;رشيد مشهراوي وميشيل خليفي وهيام عباس وإيليا سليمان و... عز الدين شلح رئيس مهرجان القدس السينمائي;... لكن الدلائل جميعها تشير إلى أنّ ;مهرجان القدس السينمائي الدولي; ليس أكثر من أمنية (إذا افترضنا حسن النية) لدى شخص و
اليك يا على حسين
نجوى يوسف -من يتابع مسيره الناقد الفلسطينى بشار ابراهيم والناقد الاردنى عدنلن مدانات يخجل ان يضع الى جنبيهما المدعو عز الدين شلح لانه هناك فرق بين الثرا والثريا هم لهم تاريخهم النقدى وهو متطفل لا حول له ولا قوى الا بالتواجد وفرض نفسه بالقوه على المحافل السينمائيه والكل بات يعرف ان على حسين هو عزالدين شلح الذى يصف نفسه بالبطل والمقاوم والمرابط وهذه صفات لا تنفع بين مفردات السينما فصاحبنا مسكين ومغفل لانه يوهم نفسه بان الناس لا تكشفه مع انه بات مكشوف ومن يقرا ما كتاب هو ادانه له لان تعليقه ركيك وغير متزن امام حديث بشار ابراهيم ومدانات ويذكرك بشعراء الانشاء الذين لا علاقه لهم باشعر ولا النثر ارجو لشلح ان يفيق من غفوته التى طالت وينسى السينما ويرجع للشاى والسواقه فى اريحا