فيلم "تحدٍ" بين مواجهتين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هادي ياسين من كندا: يندرج فيلم "تحدٍ"، النازل الى الأسواق مؤخرًا، ضمن سلسلة أفلام الهولوكوست، التي تؤكدأن اليهود كانوا ضحايا تاريخيين للعنف النازي إبان الحرب العالمية الثانية. وإذا كان الكثير من أفلام هذه السلسلة قد اعتمد على سيناريوهات من نسج الخيال، أو إعتمادًا على حدث صغير
تدور القصة الحقيقية حول ما قام به ثلاثة أشقاء شبان من عائلة بييلسكي، التي كانت قد انحدرت، منذ عهد القياصرة، الى السكن في قرية "ستانكيفتش" الصغيرة في "بيلاروسيا" وإمتلكت هناك مطحنة صغيرة، كما تشير المعلومات عن هذه العائلة. هؤلاء الشبان قُدّر لهم أن يكونوا غير متواجدين في القرية عندما أقدمت القوات النازية، بمساعدة وشاة محليين، على إبادة اليهود من سكانها، وعندما يعود الأخوة الثلاثة، يكتشفون حجم الكارثة التي لم ينجُ منها سوى شقيقهم الأصغر، الصبي الذي نجح في الإختباء في مخبأ مغطىً بالقش.
الى هنا، يبدو الفيلم عاديًا وهو يقدم هؤلاء كضحايا فقط، وهو ما اعتادت عليه أفلام الهولوكوست، حتى تبدأ القصة الحقيقية بالإنعطافة الحادة غير المألوفة في تاريخ هذه الأفلام وغير المعروفة عن اليهود فيما قدموه من قصص وروايات، عبر مختلف الوسائل، حول قضيتهم. فمن هذه القصة الواقعية يبدأ مسار مختلف في تاريخ الهولوكوست، حين يقرر الأخوة التمسك بإرادة البقاء عن طريق المقاومة بمجرد لجوئهم الى الغابة، هربًا من إبادة قادمة محتملة، وهو المنحى الذي لم يكن واردًا في جميع أفلام الهولوكوست من قبل. ولكن هذه المقاومة تنشطر الى منحيين: المنحى الأول هو المنحى السلمي الذي يعتقد به الأخ الأكبر توفيا "دانييل كريغ" الذي يرى أن الحفاظ على حياة امرأة يهودية أجدى و أهم من قتل عشرة أعداء، أما المنحى الثاني فهو المنحى القتالي الذي يصر زوس "ليف شرايبر" على المضي فيه، حين يلتحق، فيما بعد، بالجيش الأحمر السوفييتي لقتال الألمان. وبين تجاذب المنحيين خلال أكثر من عامين عبر الغابات و الفصول قاسية البرودة في روسيا البيضاء يتمكن الأخوة من انقاذ حياة أكثر من 1200 انسان يهودي.
بطبيعة الحال، فإن هذا الفيلم الذي أخرجه "إد زدويك" ينحاز الى قضية اليهود، ولم تكن لديه مشكلة في تناول هذه القصة. لكن مشكلته بدأت مع عرضه. ففي الوقت الذي كان العالم يشاهد عبر شاشات التلفزيون مشاهد العنف الإسرائيلي الذي حصد آلاف الأبرياء في غزة "بسبب حماقات قادتهم" تم عرض هذا الفيلم في صالات السينما. و مع عرضه ضِمْن هذا التوقيت فقد تعرض الى مواجهتين، من قبل الطرفين المتناقضين: العرب واليهود على حد سواء. فقد رأى العرب أن هؤلاء القساة الذين هدموا غزة و قتلوا سكانها، غنما هم أحفاد أولئك الذين يدّعون أنهم كانوا ضحايا. وبالمقابل، فقد إحتد اليهود ضد الفيلم باعتباره قد قدمهم كـ "قتلة" هذه المرة، حين ركّز على نزعة المقاومة والتصدي لأعدائهم وقتلهم، وبذلك يكون قد "شوّه" الصورة التي كانوا قد قدموا بها أنفسهم، من قبلُ، كضحايا مسالمين عبر كل القصص والروايات والمدونات والأفلام والكتب والمؤتمرات التي نشطوا فيها. ولعل هذا هو السبب الذي دفع صحيفة "نيورك تايمز" الى شن حملتها العنيفة ضد الفيلم. وربما كان سببًا أيضًا في تأخر نزول الفيلم الى الأسواق حتى الأسابيع القليلة الماضية، مترافقًا مع السبب الآخر، المهم، المتمثل في انتظار تقادم الوقت .. حتى تهدأ حرارة و مرارة أحداث غزة.
ولكن اذا كان الإعتراض اليهودي تجاه الفيلم يشكل توجهاً غير مسبوق على أحد أفلام الهولوكوست التي تخدمهم، فإن ذلك عكـَسَ وعيَ
على أية حال، فأن هذا الفيلم ينطلق من واقعة حقيقية، و سواء اعترض عليه اليهود المتشددون أم تساهل المعتدلون منهم بشأنه، فأنه نقل حقيقة ما حصل، فسجل الأخوة بييلسكي مأثرة خاصة بهم في تاريخهم اليهودي، و تشير المعلومات الى أنهم و اليهود الذين التحقوا بهم قد تمكنوا بالفعل من قتل أكثر من 250 شخصاً من النازيين و الوشاة المحليين. و عليه، فأن هذا الفيلم قد يكون مفتتحاً لسلسلة أفلام أو روايات تطرح حقائق مماثلة تتعاكس مع ما طرحته الآلة اليهودية على مدى الستين سنة الماضية من أنهم ضحايا فقط.
من الناحية الفنية، يبدو الفيلم متواضعًا، فقد قدم أحداثه بصورة سردية، وإنْ كانت تنطوي على قليل من التشويق، ويكاد في بعض مشاهده أن يقترب من أفلام الحركة "الأكشن" و هو ما يتلائم مع طبيعة تمثيل "دانييل كريغ" الذي عُرف بهذا النوع من الأفلام، من خلال شخصية "جيمس بوند" الذي كان آخر من مثلها، و قد أثبت "كريغ" في هذا الفيلم أنه ممثل "أكشن" فعلاً وليس ممثلاً تعبيريًا.
وتفيد المعلومات الى أن القصة الحقيقية التي اعتمدها الفيلم، تنتهي بلجوء الجموع المطارَدة الى مكان بعيد وأكثر أمانًا في الغابات. و هناك تبني لها قرية و تؤسس فيها مدرسة و مركزًا صحيًا، وتنظم حياتها وتقيم فيها لمدة سنتين حتى انسحاب الجيش الآلماني من الأراضي الروسية. و بعد أن يلتحق الشقيق الأصغر "اسئيل" بالجيش السوفييتي فأنه يُقتل بعد ستة أشهر من دون أن يرى طفله من زوجته التي تعرّف عليها في الغابة و تحابّا، أما الشقيقان "توفيا" و "زوس" فيذهبان الى إسرائيل بعد قيامها في العام 1948، ولكنهما لا يستسيغان الحياة فيها، فيغادران الى الولايات المتحدة الأميركية للإقامة في نيويورك.
التعليقات
قصة العبور
زعيم الطائي -بداية أحب أن أحيي الضديق الشاعر هادي ياسين علي أهتمامه السينمائي وتنوع مجالاته الثقافية ودراسته الفن بتخصص وكفاءة ، لكنني أرى في تناوله لهذا الفيلم قد أهمل الجانب الأسطوري الذي قامت عليه الحكاية ،وأعتمد عليه السيناريو ،وتماشى مع الزعم التوثيقي الملحق بنهاية الفيلم ، ففي أعتقادي أن الفيلم حاكى قسة الخروج التوراتية لليهود من مصر بقيادة موسى وأخيه هارون ، والتيه الصحراوى مثلته تيه القبيلة الجديدة في عابات بيلوروسيا الشاسعة ، ويذكرنا مرة أخرى بقيادة توفيا وقراره بعبور المستنعات المائية في أحد المشاهد المصيرية للتخلص من ملآحقة الجنود الألمان ، مما يؤكد تناول حدث العبور ، وتصارع الأخوين زوس وتوفيا الذي يشير الى المعركة التي نشأت بين موسى وهارون ، حسب الأسطورة المعروفة .
هل الهولوكست حقيقة
احمد محمد احمد -ممامن حقيقة تحتاج لترويج عبر السينما ولكن شي يراد له ان يكون واقع يجافي حقائق التاريخ المسطر هل حرب غزة الاخيرة لم تكن واقع رغم انها من الماضي المنظور الذي لا يخفي حتي علي ذاكرة طفل حديث الولادة مع القنابل الشمعية ذات الوهج المحرق بس الفرق هنا مابين من يملك الوسيلة لرواج قضية رغم انها ظالمه وتخالف الواقع وبين من لايملك الوسيلة لعرض قضيته رغم انها حقيقة شفافها كثوب عزوف يكشف غياب الضمير العالمي حتي لو كان هذا الضمير ضمير مخرج او فنان يمثل مايتناسب مع ضموحة المادي وليتني لو كنت من ابطال الفلم المذكور لوكان فيهم ضمير حي لا عتزروا
قصة العبور
زعيم الطائي -بداية أحب أن أحيي الضديق الشاعر هادي ياسين علي أهتمامه السينمائي وتنوع مجالاته الثقافية ودراسته الفن بتخصص وكفاءة ، لكنني أرى في تناوله لهذا الفيلم قد أهمل الجانب الأسطوري الذي قامت عليه الحكاية ،وأعتمد عليه السيناريو ،وتماشى مع الزعم التوثيقي الملحق بنهاية الفيلم ، ففي أعتقادي أن الفيلم حاكى قسة الخروج التوراتية لليهود من مصر بقيادة موسى وأخيه هارون ، والتيه الصحراوى مثلته تيه القبيلة الجديدة في عابات بيلوروسيا الشاسعة ، ويذكرنا مرة أخرى بقيادة توفيا وقراره بعبور المستنعات المائية في أحد المشاهد المصيرية للتخلص من ملآحقة الجنود الألمان ، مما يؤكد تناول حدث العبور ، وتصارع الأخوين زوس وتوفيا الذي يشير الى المعركة التي نشأت بين موسى وهارون ، حسب الأسطورة المعروفة .