ثلاثة أفلام ايرانية في مهرجان فينيسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد الامين من أمستردام:
و باختيار أسماء شابة من خارج ايران، تكون ادارة مهرجان فينيسيا قد فتحت بابا آخر أمام التجارب الشابة الجديدة في السينما الايرانية، من جهة، وفسحت فرصة للسينما الايرانية في المهجرين الاوروبي والأميركي، فالأفلام الثلاثة هذه تقدم رؤية مخرجين شباب تبلورت تجربتهم الحياتية والفنية في المهجر ولاشك في أن تمايز رؤيتهم الفكرية في معالجة الحدث الاجتماعي عن مخرجين ايرانيين مقيمين في داخل البلاد يضع المشاهد أمام سينما ايرانية مختلفة، ومتحررة الى حد ما من الشروط التي تحكم صناعة السينما في داخل ايران.
تهرون والتسول في طهران
ارتأى المخرج الايراني نادر تكميل همايون أن يؤطر تجربته السينمائية ضمن نطاق سينما المدينة المنفتحةعلى المعضلات الاجتماعية المتعددة وهي تجربة ابتدأها وأثراها في السينما الايرانية كل من المخرج دارريوش مهرجويي، فيلم "الجهة الاخرى من النار" وفيلم "دائرة مينا" و المخرج فريدون غله في فيلمه "خلية" والمخرج نادر ابراهيمي في فيلميه "وداعا أيها الصديق " و "المأزق".
يتناول فيلم "تهرون" حياة شاب في الثامنة والعشرين من العمر "ابراهيم" يقدم الى العاصمة طهران بحثا عن فرصة عمل، وبعد محاولات يائسة يضطر إلى التسول في شوارع طهران بعد أن إستأجر طفلا رضيعا لكسب عطف المارة، فيما تنتظره زوجته الحبلى في مسقط رأسه.
وفي حديث لـ"إيلاف" قال المخرج نادر تكميل همايون:" يتضمن الفيلم مشاهد عنيفة لم يألفها المتابع للسينما الايرانية، لم يكن هدفي مخاطبة عيون المشاهدين الذين اعتادوا المشاهد الخلابة في السينما الايرانية ولم أسعَ لإضفاء مسحة من السعادة على بؤس شخصيات الفيلم، ولا أخفي أنني أقدم وجهة نظري الشخصية عن جانب من حياة الايرانيين في السنوات الأربع الأخيرة، لا أعتقد ان المخرج الايراني المقيم في خارج ايران يتمتع بحرية أكبر في تناول المعضلات الاجتماعية إن صمم على العمل في داخل ايران، فهو ملزم بعدم الخروج عن القوانين والمقررات التي تحكم المجال السينمائي هناك وربما عليه أن يكون أكثر حذرا في تطبيقها لئلا يتهم بتقديم صورة مشوهة عن الواقع، شخصيا لا أعتقد أن الكاميرا تستطيع أن تقدم تقييما عن واقع المجتمع الايراني فهو أكثر تعقيدا بذلك بكثير، لا سينمائيا ولاتنظيرا فكريا يمكن تقديم تقييم لمجتمع يعج بالمفارقات".
حفرة الاحتيال
بخصوص فيلمي" الحفرة" و"تهرون" يرى السيناريست الايراني بابك كريمي:" ان الفيلمين يمثلان جيلا جديدا يشق طريقه على نحو يتمايز مع الاسماء الكبرى في السينما الايرانية، ويسعى هذا الجيل أن يقدم نتاجا سينمائيا مستقلا، بالاعتماد على التقنيات الحديثة بما فيها كاميرا الديجيتال. ويضيف كريمي:" لم يعد هذا الجيل هامشيا في السينما الايرانية، وقد قدم افلاما مختلفة خاطبت وعالجت قضايا جميع الشرائح الايرانية، ما يشير الى ان التغيير الذي طرأ على السينما الايرانية هو تغيير جذري".
رجال من دون نساء
"رجال بدون نساء" هو الفيلم الروائي الأول للمصورة الفوتوغرافية والمخرجةالسينمائية الايرانية المقيمة في نيويورك شيرين نشاط، الفيلم مقتبس من كتاب بالعنوان نفسه للكاتبة الايرانية شهنوش بارسي بور، وتدور أحداثه حول حياة خمس نساء يواجهن مشقات وتحديات الحياة في خضم الأحداث
تسعى نشاط الى تطويع الأسئلة المقلقة المرتبطة بالهوية والمنفى والحلم بالمدينة الفاضلة من منظور واقعي وشفاف، يجرد الموضوعات الكبرى من عنصر التهويل، وبقول آخر لاتهدف المشاهد الشاعرية في الفيلم الى التحايل على المواجهة الجريئة مع المعضلات الفكرية الاساسية في حياة الأشخاص بقدر ما تحاول تقديم ترسيمات بصرية لها.
alamin62@gmail.com