السينما

لارس فون ترير: الله وحده مَنْ يملي عليَّ خياراتي بطريقة ما

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اعداد عبد الاله مجيد: ولد لارس ترير في كوبنهاغن لوالديه اولف وانغر ترير. كان والداه يعتبران نفسيهما من الشيوعيين وانصار مدرسة الطبيعة والعُري. شارك لارس ايام كان يافعا في معسكرات للعري خلال عدة اجازات امضاها في طفولته. كان الوالدان ينظران الى تربية الاطفال بالاساليب التأديبية موقفا رجعيا لا رجاء فيه. ويلاحظ ترير انه ترعرع في عائلة انكارية وان زوج امه وإن كان يهوديا فهو لم يكن متدينا "لم يعرف لارس هوية والده البيولوجي إلا في عام 1995 . لم يترك والداه مجالا يُذكر في حياة العائلة "للعواطف أو الدين أو المتعة" ، ورفضا ايضا وضع أي قواعد يتقيد بها أطفالهما فجاءت محصلة هذه التربية مركبة بتأثيرها على شخصية فون لارس وتطوره. وجد لارس الشاب في السينما نافذة يطل منها على العالم الخارجي والاطلاع من خلالها على مواضيع قرر الوالدان انها من الممنوعات عليه. بدأ يصور أفلامه الخاصة في سن الحادية عشرة بعدما أُهدي آلة تصوير من نوع سوبر ـ 8، وظل يمارس العمل السينمائي بصورة مستقلة طيلة سنوات الدراسة في المرحلة الثانوية.

*لماذا اخترتَ اخراج مثل هذا الفيلم المروِّع؟
-لارس فون ترير: لم أُخرج هذا الفيلم الصغير، الذي أحبه كثيرا، لجمهور محدَّد وانما عملته لنفسي. لستُ مضطرا للتبرير أو الاعتذار. الله وحده مَنْ يملي علي خياراتي بطريقة ما، رغم اني لا أعلم إن كانت خيارات صائبة. لكني أحسن مخرج في العالم. وكثير من السينمائيين الآخرين يعتقدون ذلك ايضا بيد انهم لا يصرحون به. أما أنا فأشعر بذلك بكل عمق، حتى إن لم يكن صحيحا. لنعد الى الفيلم. كنتُ أمر بنوبة كآبة وقررتُ اخراجه كشكل من اشكال العلاج.

*ما هي الرسالة، إن وجدت، التي تريد ايصالها بهذا الفيلم بالغ الوحشية؟ وماذا عن الفكاهة السوداء للغاية؟
-أحب هذا الصنف من الافلام. كانت بعض افلامي السابقة افلاما مباشرة واتَّبعتْ منطقا عقلانيا. فكرة هذا الفيلم ان يكون اقرب الى الحلم. اما الفكاهة فهي نابعة من المصدر نفسه بوصفه مأساة.

*أنت توجه شارلوت غينسبورغ في مشاهد راديكالية جدا. هل كان من السهل اقناعها؟
-ذهبت شارلوت ابعد من اللازم ولم اتمكن من ايقافها "يضحك". أنا مسرور لأني لم أكن وراء الكاميرا هذه المرة. لم أكن في حالة ذهنية سليمة وحاولتُ البقاء قريبا جدا من الممثلين ومد جسور تواصل وثيقة معهم. اما مشهد ختان الاناث فكان سيكون من الخطأ ألا يُضاف لأن الفيلم حلم اسود للغاية عن الشعور بالذنب والجنسوية. واعتقد ان هناك نوعا من الأمانة والصدق في الفعل الأساسي لتصوير الفيلم رغم اني ايضا اخرجت افلاما غير صادقة كتلك التي ترتدي اماكن تصويرها شكل علامات على الأرض.

*ما رأيك بالنساء اللواتي يُعامَلن معاملة بالغة القسوة في الفيلم؟
-اتماهى الى حد بعيد مع سترنبرغ الذي كان في الحقيقة يعبد المرأة ودرس العلاقة بينها وبين الرجل بطريقة جادة ومضحكة في آن واحد.

*لماذا اهديت فيلم "المسيح الدجال" الى المخرج الروسي اندرية تاركوفسكي؟
- بنظري انه اله حقيقي. عندما شاهدتُ افلامه لأول مرة استبدت بي نشوة خالصة. تستطيع ان تصف علاقتي به بأنها علاقة تكاد تكون دينية. انه ينتمي الى جيل سبق جيلي واشعر بآصرة قوية تربطني به، كما تربطني ببيرغمان. وعندما تهدي فيلما الى مخرج، لن يتهمك احد بسرقة افكاره. انه حل عملي جدا.

*اثار فيلم "المسيح الدجال" جدلا وعداء في بعض الاوساط. هل تعتبر نفسك مخرجا متقدما على زمنه أم انها استراتيجية مرسومة؟
-لا أفكر في الجمهور عندما اصنع فيلما. اما الجدل فان استثارة رد فعل بداية طيبة. انك على الأقل تحس بشيء لدى مشاهدة الفيلم.

حوار فابيان لميرسيير Fabian Lemercier

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
توضيح ...
علي حسين -

كانت في ايلاف منذ ايام مقال لقراءة تحت تصريف من مجموعة لبعض المهتمين بالسينما والذين ناقشوا فيلم المسيح الدجال ورغم وجود اخطاء في التصور في طرح آرائهم حول استخدام الحركة البطيئة وكأنها لم تكتشف قديما ولم تكن تكنلوجيا رقمية مستحدثة.. وبما أن صاحب المقال السابق الذي اهتم به وجمع المادة من مواقع اجنبية اخرى فهو مؤمن بهذا الفيلم، الذي يعتبرفيلما فاشلا من ناحية رسالته العقائدية... وفي لقاء آخر مع المخرج يوضح انه عانى من الجنس في الصغر، وانه كان تحت تربية جنسية فضيعة.. تزوج بأمرأة لها رغبات جنسية هائلة هسترية.. وبعد دخوله شرنقة المرض الكئيب، فكانت زوجتة تحت المعاناة الجنسية، قد شجعته على الكتابة لفيلم قصير وربما وثائقي.. قام بإرضائها مع وضع اعتقادته الدينية ومع انتهاء الكتابة اقترحوا عليه بعض الزملاء;الملحدين بالبحث ومساعدتة للوصول الى منتجين لهم نفس الفكر للطرح الجنسي واللحادي ، كان لابد من تعدد المنتجين وممولي هذا الفيلم، تمت دراسة الفيلم ليتمكنوا من عرضة في معظم البلدان وخاصة بريطانيا للهروب من مقصات الرقيب والتصنيفات التي تمنع العنف البشري والجنس تحت العنف.. لازال لارس يذكر انه شاهد الفيلم اكثر من 300 مرة، كانت برغبة زوجته وقت الفراش.. تعويضا للايام العصيبة التي عاشتها بدونه.. ويقر ان هذا الفيلم اهم شي في حياته حتى الآن.. ويقر أن لاوجود الى الله في هذا العالم.. رغم ذلك يعترف انه لايعلم لماذا اطلق على الفيلم بالمسيح الدجال رغم انه يفضل هذا الاسم ومعجب به ورفض تصنيفه على انه فيلم من افلام الرعب او ديني لوجود العنف البشري البشع..كان وجود البطل;ويليم شي من الصدفه لينقذ الموقف .. ولكن كاد ان يجن جنونه خلال شهرين في البحث عن بطلة تقبل هذا التعري الاكثر غريزة من افلام الجنس نفسها باعتراف اغلبية من شاهده في مهرجان كان وباعترافها هي نفسها حيث تخوفت من هذا الدور بسبب التعري الواضح... ولقد انتقد الفيلم على انه اسوء افلام لارس فون على الاطلاق ويرى البعض انه فيلم جرئي جدا ولهذا صدر الفيلم بنسختين والآخر يتقيد نوعا ما بقبول بعض الدول الاوربية له دون مروره على القص.. بينما هو يعترف انه لابد وسيمر على بعض الدول مقصوصا..المقال السابق في ايلاف لفاقد سينمائي مجمع بتصريف احترافي، لم ينتقد الفيلم بشكل احترافي.. ولم يضع وجهة نظره هو بل وضع آراء للآخرون.. لم يتطرق للرمزية المتعددة في الفيل

حقاً
جبار -

رحمه على اهلك علي حسين :)لم اتحمل إلا ان اعلق على مسألة الحركة البطيئة التي تفنن في وصفها الناقد في المقال السابق عن الفيلم ولا اعلم ما الذي كان يدور في خلده في تلك الفترة. تعليق تشكر عليه حقاً اثلجت صدري. شكراً لك