أسبوع الفيلم التسجيلي في قطاع غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ميرفت أبو جامع من غزة: هي القدس التي يتفق حولها الجميع، يختلفون في أسماء الشوارع وفي السيطرة على المعابر وفي فرض الحجاب وبدء العام الدراسي، إلا أنهم لا يختلفون حول القدس "عروس المدائن وعاصمة فلسطين" , تحرك اليوم الثقافة التي ارتهنت برهة من الزمن لحالة انقسام لا تنفك أن تنخر في جسد الفلسطينيين، وتنال منه، وهو ما لم يحققه احتلال لأرضها منذ آمد بعيد.
ويشهد قطاع غزة هذه الأيام شبه حراك ثقافي مصدره الصورة والكلمة ضمن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009، حيث يقوم مخرجون فلسطينيون بتنظيم أسبوع الفيلم التسجيلي الأول في قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل.
ويوضح فايق جراده المخرج السينمائي من غزة أن المهرجان كان حلم يراوده وعدد من المخرجين في غزة " مصدر إبداعهم " حيث المساحة المتاحة لعرض أعمالهم في وسائل الإعلام غير كافية، فضلا عن أخرين لا ترى أعمالهم، وليس بإمكانهم السفر إلى الخارج للمشاركة بأفلامهم في مهرجانات دولية.
وأضاف" هناك اهتمام بالفيلم التسجيلي الذي يحاكي الواقع الفلسطيني بغزة ويغطي جوانب من الحياة في قطاع غزة كما انه يوثق لأحداث قطاع غزة من حصار وحرب وانقسام، وزاد "لا يحتاج الفيلم التسجيلي إلى تكاليف باهظة بعكس الأنواع الأخرى من الأفلام سيما الوثائقية والروائية".
ويشكو جراده أمين سر جمعية المخرجين الفلسطينيين للسينما والتلفزيون من قلة المؤسسات التي تهتم بتدريس الإخراج عموما والتأهيل والاهتمام بالمخرجين وقال:"لا يوجد معهد أو مؤسسة تدرس الإخراج السينمائي، وما هو سائد هو عبارة عن أعمال لموهوبين أو تدربوا على أيدي مخرجين محليين"، مؤكدا غياب النقد السينمائي لهذه الأفلام يجعلها عاجزة أن تطور من نفسها.
ويعرب جراده عن أمله في مؤسسة تتبنى المواهب والمخرجين منتقدا مؤسسات الإنتاج بغزة من أنها ربحية ولا يتوفر فيها كادر مهني. لافتا أن هناك اهتمام كبير لدى المؤسسات الإنتاجية للفيلم التسجيلي وللصورة خاصة بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة لاهميته في إبراز الحالة الفلسطينية من حصار وغيره وإيصال رسالة الفلسطينيين للعالم وفضح الانتهاكات الإسرائيلية من حصار غزة وحربها التي شنتها "إسرائيل" أواخر ديسمبر الماضي عليها.
ولا يخفي جراد تخوفه من أن يمنع عرض الأفلام أو يطلب منه التنسيق المسبق لإقامة المهرجان، وهذا ما حدث بعد أيام من المقابلة حيث طالبت وزارة الإعلام بالحكومة المقالة القائمون على المهرجانات بطلب ترخيص لإقامتها وقالت الوزارة في بيان صحفي وصل إيلاف نسخة عنه :"نرجو من الشركات والمؤسسات والمراكز الإعلامية، مراجعة وزارة الإعلام للحصول على التراخيص والأذونات اللازمة التي تنظم المهرجانات ، في مدة أقصاها أسبوع من تاريخ الإعلان" .وبررت الوزارة هذا الطلب بما أسمته :"بحفظ الحقوق والعمل على أن تخرج هذه المهرجانات بأفضل صورة ممكنة "وفق ما جاء بالبيان.
ويتوقع أن يشارك بالمهرجان أكثر من 30 فيلم تسجيلي تم إنتاجهم محليا في غزة في القترة ما بين عام "2007 - 2009" وتتناول مواضيع شتى لها علاقة بالحرب والحصار.
ويشار إلى أنه تزامنا مع الإعلان عن المهرجان المتوقع انطلاقه الأسبوع المقبل فان الحكومة المقالة أعلنت عن تنظيم مهرجان غزة الدولي للأفلام التسجيلية في الخامس عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، وذلك ضمن احتفاليتها بالقدس عاصمة الثقافة العربية.
وعن تكرار نفس الفعالية يلفت المخرج جراده انه لا تعارض بين الفعاليتين بالفترة الزمنية وكذلك بالمكان ويقول:" مهرجان المقالة يتناول أفلام فلسطينية دولية من خارج قطاع غزة أم مهرجانهم يهتمون بالأفلام المحلية لدعم مخرجين ومنتجين محللين.
وعن المكان الذي ستعرض فيه هذه الأفلام، خاصة انه لا يوجد في قطاع غزة منذ الثمانينات دور عرض سينمائية قال:"هذا جرحنا نحن المخرجون المفتوح، فحلمنا أن توجد دار عرض سينما واحدة بغزة، ولكننا سنعرضه بإحدى الصالات عبر شاشات الـ CD للتغلب على هذه الصعوبة.
من جهته أشار رجب أبو سرية منسق فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 في قطاع غزة أن احتفالية القدس مناسبة لتحريك الوضع الثقافي العام في قطاع غزة الذي يشهد حالة انقسام، ملفتا أن هناك اهتمام جماهيري بالفعاليات التي نفذتها وتنفذها اللجنة وعزا ذلك إلى أن المهرجانات الثقافية غدت المتنفس الوحيد لأهل غزة لمواجهة الحصار المفروض عليهم والضغوط النفسية التي يعيشونها وكذلك حالة كبت الحريات ومنع إقامة المهرجانات الأخرى خاصة التي كانت تقيمها التنظيمات سنويا من الحكومة المقالة.
ويذكر انه سيلحق المهرجان، مهرجان آخر لأسبوع المسرح الفلسطيني وكذلك أسبوع الموسيقى ضمن احتفالات الغزيين بالقدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009، كما سبقه اوبريت غنائي بعنوان "القدس عروس العواصم " لمجموعة من الفنانين الشباب من غزة.