الأسواني: روايتي شيكاغو ولدت لدى وصولي شيكاغو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صاحب "عمارة يعقوبيان" يفتح قلبه لإيلاف:
فكرة "شيكاغو" ولدت في اليوم الأول لوصولي مدينة شيكاغو
محمد الحمامصي: بعد خمس سنوات على صدور روايته (عمارة يعقوبيان) وتحقيقها حجم مبيعات يزيد عن 200 ألف نسخة باللغة العربية وحدها وترجمتها إلى 17 لغة وصناعة فيلم مأخوذ عنها حقق
حول شيكاغو كان هذا الحوار مع الكاتب الكبير علاء الأسواني.
** لماذا (شيكاغو)؟
** هي مشروع روائي فكرت فيه أثناء إقامتي للدراسة لعدة سنوات في هذه المدينة، ووجدت أنها بوتقة انصهار لمختلف الثقافات، هناك مصريون وعرب وزنوج وغيرهم، وقد جاءتني الفكرة منذ وطأت قدمي أرض المدينة فأدرجتها ضمن مشروعاتي الروائية المستقبلية.
** هل مجرد إقامتك في شيكاغو للدراسة في جامعة الإيلينوي لتحصل على شهادة "ماستر" في طب الأسنان كانت كافية للتعرف إلى زخم هذا المجتمع؟
** إنني لا أقدم دراسة ميدانية في علم الاجتماع، أنا أكتب رواية، والرواية لا يجب أن تقرأ على أنها علم اجتماع، لم أكتب الرواية لكي أعرف الناس بشيكاغو، لأن هذه ليست وظيفة الأدب، إنني أكتب رواية عن شخصيات أدبية حدث أنها موجودة في هذا المكان، أما إذا أردت أن تدرس مدينة شيكاغو وتعلمها بالضبط فلا أعتقد أن الأدب سيكون الوسيلة الأفضل.
** لقد قصدت شخصيات الرواية وإلمامك بتفاصيل حياتها في شيكاغو؟
** كان لدي قرار لابد أن أتخذه وهو هل سأواصل الإقامة في الولايات المتحدة أم سأعود إلى مصر؟ ومن ثم تعمدت أن أختلط بالمصريين المهاجرين وغيرهم بكثافة بهدف التعرف إلى تجاربهم، كان الهدف الأساسي أنني قبل أن أتخذ قرار البقاء أو الرحيل أن أرى لتجربة من سبقني، فأنت أمام قرار مصيري قد يترتب عليه ندما، هذا جعلني طوال فترة إقامتي أختلط بالمهاجرين لكي أتعرف إلى القرار
** الفكرة الأساسية التي انطلق منها مشروع رواية شيكاغو؟
** في اليوم الأول لوصولي لشيكاغو وضعت حقائبي في غرفتي في المدينة الجامعية وكانت فترة ما بعد الظهيرة، وكنا في سبتمبر والجو ليس باردا، فتحت النافذة فإذا بي أجد بعض الأشخاص يلتفون حول القمامة وينتقون منها ما يأكلونه، اندهشت وقلت: نحن في أميركا وليس في إمبابة؟. والجامعات هناك تقام في المناطق الفقيرة حتى تحقق نوعا من الانفتاح والتحسن، والمنطقة التي تواجدت فيها كانت فقيرة لكن الجامعة كانت كبيرة.
كان هؤلاء الأشخاص يلتقطون الأكل من القمامة بطريقة تحفظ أيديهم من التلوث حيث يستخدمون عصي تنتهي بنصل حديدي أشبه بالمسمار، كانت معلوماتي عن أميركا قبل السفر مثل معلومات الأغلبية هي المعلومات المستقاة من الأفلام والمسلسلات الأميركية، هنا التقطت خيط الرواية أميركا الأخرى.
** يشتبك الجنس مع السياسة مع الدين مع الاقتصاد ويبدو كجزء رئيس محرك للأحداث لكنه في الحقيقة محاولة للهروب؟
** هذا رأيك ولا يسعني إلا أن أتلقاه وأنظر إليه باهتمام، والرواية في أحد تعريفاتها الذي أحبه هي صناعة حياة على الورق تشبه حياتنا ولكن أكثر تركيزا ودلالة وجمالا، يعني نحن نتكلم ونتحرك ونتحاور ونتشاجر طوال اليوم ونسبة من ذلك ليس له دلالة ولكن هناك نسبة وإن كانت قليلة لها دلالة، الأدب يقدم هذه النسبة الأخيرة فقط وينحي ما عداها. عندما أصنع هذه الحياة على الورق لابد أن يكون فيها سياسة واقتصاد وجنس ودين لأن هذه عناصر موجودة في حياتنا، يعني هل أستطيع في حياتي أن أتجاهل أو أغمض الطرف عنها، وبالتالي هي موجودة في الرواية لأنها موجودة في الحياة، ولأن الرواية تقدم حياة أخرى موازية، ومن أجل أن تقدم هذه الحياة الأخرى لابد أن تكون حياة مستوفاة الشروط وتجمع كل هذه الأنشطة الإنسانية التي تؤثر فينا.
** لكن هل تعتقد أن الجنس لاعب رئيس مثل الدين والسياسة والاقتصاد؟
** طبعا.. وبلا جدال، ولكن الفرق أننا في أوقات الانحطاط والتخلف كالأوقات التي نمر بها الآن في عالمنا العربي يكون لدينا ميل أو نوع من التواطؤ ألا نتحدث عن أشياء نحن نعرفها، إنما الجنس ـ طبعا ـ لاعب رئيس، وهذا أمر علمي وليس رأيا، والكبت الجنسي سلوك مدمر للجهاز العصبي ويؤثر في السلوك الإنساني، والشريعة الإسلامية ذاتها اعترفت بهذا وعملت له حسابا، الزوجة من حقها أن تطلب الطلاق للضرر مثلا لو غاب عنها الرجل، أو الرجل له الحق في الزواج وهكذا. هذه حاجة إنسانية لا يمكن إغفالها، ولا يمكن رسم شخصية وتغفل هذا الجانب وإلا تكون دخلت كأديب في نوع من
** على الرغم من أن الرواية تعالج في جانب من أبرز جوانبها العلاقة مع الآخر لكن هذه العلاقة في رأيي بدت مهمشة؟
** هذا أيضا رأي نقدي أنا أحترمه، ولكن ليس من مهمتي الدفاع عن العمل، لقد افترضت أنني أريد أن أوضح العلاقة بالآخر، أنا لم أتعهد هذا، عندما كتبت الرواية لم أقل أنني سأكتبها لكي أبين شكل العلاقة مع الآخر ثم لم أفعل، كل ما سعيت إليه هو تقديم نماذج لشخصيات إنسانية حقيقية يتفاعل القارئ معها ويشعر بأزماتها علي الجانبين، أزمات المهاجر المصري وأزمة المواطن في المجتمع الأميركي، فالمجتمع الأميركي مجتمع تجاري متوحش، يعتبر أن كل شيء قابل للبيع، كل شيء تحول لسلعة حتى جسد الإنسان، وفي الوقت نفسه يزعم التحرر، لكني لم أتعهد كتابة رواية حتى أوضح لعلاقتنا بالآخر، ولو كنت تعهدت هذا فكلامك صحيح.
** أقصد أنه بعد فشل السياسة في تحقيق الحوار أو التواصل بين الغرب والعرب، المجتمعات يمكنها تحقيق ذلك، هل لجأت إلى المجتمعين العربي والأميركي، أن تفعل ذلك أن تكشف جوانب هذه العلاقة؟
** انني تأثرت برغبة حقيقية في أن أكتب شخصيات معينة، شخصيات حقيقية، أثرت فيّ جدا ونقلت بالكتابة معاناتها ولم أفكر إطلاقا في أي وظيفة، كل ما تقوله صحيح ليس بالضرورة أن يحققه الأدب، يمكن أن يتحقق عن طريق الهيئة العامة للاستعلامات أو برنامج لتبادل الطلاب، وإنما ليس بالضرورة أن يحققه الأدب، إنني أعتبر الأدب إذا قدم نماذج أو شخصيات إنسانية حقيقية وأنت أحسست بهذه المعاناة وتعاطفت معها في صعودها وهبوطها وإحباطها وانتصارها فقد فعل الأدب ما هو مفروض أن يفعله، والقارئ يقرأ العمل الأدبي من أي زاوية يريدها، ولا أعتقد أنه كان لدي هدف محدد أن أعالج العلاقة بين الغرب والشرق لأن هذا يمكن أن يكون موضوعا لبحث ولكن ليس بالضرورة موضوعا لرواية.
** لقد تناولت فترة حساسة وهي فترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر، وقد عالج توفيق الحكيم والطيب صالح وغيرهما علاقة الغرب والشرق في أعمال إبداعية؟
** أنت تعتبر أنه كان لدي هدف من وراء كتابة الرواية، وهذا الهدف لم يكن عندي أصلا، وبالتالي لن يتحقق، وإذا كان الحكيم أو الطيب صالح لديهما منحى معين في الكتابة وهما من أساتذتنا، لكن من حقي بمنتهى التواضع أن يكون لي منحى أخر، ليس بالضرورة أن يكون لدي عند الكتابة هذه الفكرة، ربما يكون لدي شيء آخر، ويجوز أنني لا أرى أن هذا من وظيفة الرواية، ولو أنك تستطيع أن تجد فيها ذلك، لكني لا أرى أن يكون للرواية هدف مسبق فهذا من أسوأ ما يمكن في روايتي أو غيرها، فالرواية ذات الهدف المسبق ينتج منها رواية نظرية عادة رديئة.
** الرواية تمثل تعرية وفضحا وإدانة للعالم على اختلاف توجهاته وأيديولوجياته وممارساته وترى أن الحياة لا تستحق أن تعاش في ظل تناقضاته الصارخة، هل تعرية العالم وإدانته برأيك طريق لعلاجه؟
** إنني أختلف معك، الرواية لم تدن (العالم)، لأنك عندما تقول(العالم) تدين الشعوب والأنظمة، وكما قال د.جلال أمين الرواية أبانت لنا نماذج إنسانية من الشرق والعرب عندها الأحلام نفسها والطموح لحياة كريمة، وهذه الشخصيات تفشل بسبب الأنظمة في جانبنا النظام السياسي الاستبدادي، وفي الجانب الغربي النظام الرأسمالي التجاري، وبالتالي أنا لا أدين العالم لكن أدين ظلما معينا يقع على أناس معينين في مناطق معينة لأسباب مختلفة، فالشخصيات في الرواية تسعى لأن تعيش حياة محترمة وكريمة، وهذا مسعى إنساني ومتواضع جدا وقد تنجح وقد لا تنجح، لأن هناك أنظمة شريرة في العالم سواء في عالمنا العربي أو في العالم الغربي، فالنظام الغربي كما هو واضح في الرواية يسحق الإنسان، فيعاقب الإنسان على لونه فتتحول الزنجية المطلقة كارول تدريجيا إلى عاهرة، المجتمع الأميركي حول الإنسان إلى سلعة وهذه مشكلة كبيرة، وعندنا في العالمالعربي مشاكله معروفة وهو استبداد النظم السياسية، وفي الرواية شخصية أحمد دنانة الذي يمثل نظاما كاملا (مبعوث وصاحب الجسد الأنثوي، ورئيس إتحاد الدارسين المصريين وعميل مباحث على المغتربين،)، وعندنا مشكلاتنا مثل مشكلة طارق حسيب وشيماء محمدى، كل منهما مبعوث للدكتوراه في الهستولوجى يلتقيان جنسيا فتحمل شيماء ويرفض طارق الاعتراف، وبالتالي أنا لا أدين العالم.
وتعقبا على الجزء الثاني من سؤالك، الأدب لا يفترض فيه أن يعالج، فهذا منوط بالدراسات الاجتماعية، الأدب يزيد فهمنا للحياة الإنسانية ولكن ليس من وظيفته أن يقدم علاجا. الأدب لا يغير الأوضاع لكنه يغير القارئ نفسه ويجعله أكثر رحابة وإنسانية وتفهما للآخرين وللنفس الإنسانية ويجعله كائنا إنسانيا أفضل، والذي يتغير إيجابيا بالأدب قد يغير المجتمع فيما بعد، فإذا كنت تريد تغيير الأوضاع في أي بلد لا تكتب رواية ولكن مقالا سياسيا وتنخرط في الحياة السياسية.
** الفساد
** أنا طبيب، وفي الطب درس مهم جدا يعلم كل طبيب، هو درس التشخيص، المرض والأعراض، شخص درجة حرارته مرتفعة، لابد من معرفة أسباب هذا الارتفاع في درجة الحرارة، والتي قد تكون نتيجة إصابته بالانفلونزا وقد تكون نتيجة إصابته بالتهاب في المخ، فإذا خفضت الحرارة على اعتبار أنه مريض بالانفلونزا يموت، من هنا لابد من معرفة المرض نفسه حتى يمكن علاجه وليس علاج الأعراض، وعند معالجة المرض ستنتهي الأعراض، هذا الدرس ينطبق على المجتمعات أيضا، المرض في العالم العربي هو الاستبداد وانعدام الديمقراطية، والأعراض الفساد والظلم والفقر والتخلف والتطرف الديني، ومن أجل معالجة هذه الأعراض لابد من معالجة المرض، والمرض هو الاستبداد والفساد عرض من أعراضه.
** تواصل الرواية الصعود وسط توقعات باقترابها من حجم مبيعات عمارة يعقوبيان، ألا يقلقك هذا حتى على المستوى الفني؟
**أولا هذه الرواية تبيع من اليوم الأول ضعفين أو ثلاثة أضعاف عمارة يعقوبيان، وقد باعت 25 ألف نسخة في خمسة أسابيع، يعني تبيع كل أسبوع خمسة آلاف نسخة، وهذا ما لم يحدث في عمارة يعقوبيان، وأنا سعيد جدا بهذا ومندهش أن يكون قلقي مطروحا، يعني أن يقلق الروائي لأن هناك من يقبل على أعماله، أنا أفهم أن أقلق عندما لا يقبل أحد على أعمالي.
** لكن النجاح قد يسبب قلقا للمبدع؟
** هذا تخلصت منه، بعد عمارة يعقوبيان توقفت عاما للتخلص من هذا الأمر، ماذا بعد عمارة يعقوبيان؟ هذه كانت مشكلة، هناك جمهور ينتظر ما سوف تقدمه، النجاح كان قويا جدا وانتقل من المحلية للعالمية حيث ترجمت إلى 17 لغة، وأعلى مبيعات لها في فرنسا وإيطاليا، قلت لابد من إزالة آثار هذا النجاح من رأسي، ولابد من العودة للكتابة بهدوء، فإما أن تجاوز حالة الخوف لأنك تحتاج إلى هذا النجاح مرة أخرى، وإما أن تكون غير أمين وتحاول أن تعيد المعادلة التي حققت لك النجاح، أنا عندي مشروع روائي، ولدي مشروعات روايات جاهزة للشروع في كتابتها، فكنت سعيدا جدا أن أتت رواية شيكاجو باختلاف مكانها وعالمها وراء عمارة يعقوبيان، وتخلصت من القلق وقلت لابد من المضي قدما في إطار من مشروعي، أنا عندي حاجة سأكتبها وأطرحها للناس بالطريقة التي أراها، فإذا أعجبتهم وحققت نجاحا كبيرا سأكون سعيدا، وإذا لم تعجبهم ولم تحقق النجاح المطلوب، فهذا ما أعرف عمله، والحمد لله حققت الرواية نجاحا كبيرا جدا.. وأنا لدي كلمة دائما ما أقولها أنني أكتب أمام قارئ متخيل عديم الصلاحية، هو قارئ متخيل لأنني أكتب لقارئ ولا أكتب في الفراغ ولكنه عديم الصلاحية بمعنى أنه لا يملي عليّ ما أكتبه، أنا من أكتب، وهناك فارق بين إرضاء القارئ وتملقه، أنا طبعا أسعى إلى إرضاء القارئ ولكن لا أتملقه، حتى لو أن هناك أشياء صادمة وأرى من واجبي قولها سأقولها.
** ترجمت رواية عمارة يعقوبيان الى 17 لغة هل تتوقع الأمر نفسه بالنسبة لشيكاجو؟
** لقد وقعت حتى الآن ترجمتها لأربع لغات رئيسة الفرنسية والألمانية والإيطالية والأسبانية، وذلك خلال شهر ونصف، عمارة يعقوبيان على مدار عام ونصف لم تترجم إلا إلى لغة واحدة..
** هل هناك ثمة طقوس محددة تتبعها في الكتابة؟
** أستيقظ في السادسة صباحا وفي السادسة والنصف أجلس إلى الكمبيوتر لأكتب حتى العاشرة والنصف، ولا أستطيع الكتابة بالليل، وهذا على مدار خمسة أو ستة أيام في الأسبوع، وأعكف على الرواية ما يقرب أو يزيد على العامين، لأن كتابة رواية بهذا الحجم عمل كبير جدا وهي أعقد أنواع الكتابة.
وأذكر أنني عندما انتهيت من شيكاجو وقررت طباعتها علي سي دي، وجدت أنني لا أستطيع، وأعيد قراءتها ومراجعتها، ثم كان لابد من فهم السبب في عدم قدرتي على طباعتها علي سي دي، فوجدت أن لدي إحساسا غريبا جدا، شيء أشبه بأناس عايشتهم لفترة طويلة والبعد عنهم يعني أني سأفتقدهم، أحاسيس غريبة جاءت نتيجة معايشة يومية على مدار عامين ونصف.
** أخيرا ماذا عن مشروعك القادم؟
** لقد أعطيت نفسي أجازة بعد شيكاجو لمدة ثلاثة أشهر انتهت في الأول من مارس، حيث لابد من فترة استراحة بين رواية وأخرى للخروج من أجواء الرواية السابقة والتهيؤ لأجواء رواية جديدة، وقد بدأت العمل بالفعل في مشروع رواية جديدة يقوم فكرة الازدواجية الموجودة في المجتمع المصري، فكرة كيف نبدو جميعا بطريقة ونتصرف بطريقة مختلفة، وهذه الازدواجية تبدأ من السياسة من رئيس الجمهورية الذي يبدو وكأنه يتصرف وينطق ويتحدث كرئيس منتخب، وهو ليس منتخبا ويعلم أنه غير منتخب ونحن نعرف أنه غير منتخب، وتفتح التلفزيون تجده يتحدث على أن أجمل شيء حصل في مصر هو الديمقراطية، ومرورا بمجلس الشعب، وانتهاء برجل أعمال يستورد إبرا ملوثة ويقوم بالعمرة كل عام، هذه الازدواجية هي فكرة الرواية الأساسية.