جامع الزيتونة عراقة المعمار التونسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من طارق عمارة من تونس:رغم مرور 13 قرنا على تأسيسه على يد عبد الله بن الحبحاب الا ان جامع الزيتونة الواقع في قلب المدينة العتيقة بتونس لا يزال صامدا وشامخا في وجه التاريخ ولايزال ذا بهاء جذاب. المؤلف التونسي عبد العزيز الدولاتي حاول تسليط الضوء على المميزات المعمارية الفنية العربية والاسلامية التي طبعت هذا المعلم التاريخي والحضاري.
وجامع الزيتونة الشهير الذي اصبح قبلة مميزة للزوار من تونس وخارجها وأحد ابرز المعالم التاريخية الاسلامية في تونس تأسس في القرن السابع للهجرة. "الزيتونة قرون من الفن المعماري التونسي" هو عنوان كتاب الدولاتي استاذ الحضارة الاسلامية وتحدث فيه عن عراقة المعمار التونسي من خلال جامع الزيتونة. جاء الكتاب تجسيدا لعنوانه ذاخرا بالشواهد المعمارية الاصيلة التي تشير الى عراقة الفنون المعمارية الزخرفية التونسية خاصة وان بناء هذا المعلم اكتمل بمساهمة مهندسين تونسيين يمثلون المعمار على امتداد قرون في تونس.
وأشار الدولاتي الى اختلاف الاساليب الهندسية منذ القرن الثالث في عصر المستعين بالله الحفصي مع المهندس فتح البناء الذي لايزال اسمه موجودا في قمة المحراب بالجامع وحتى القرن التاسع عشر تاريخ تشييد المهندسين سليمان النيقور وطاهر بن صابر المئذنة الحالية للجامع. وقدم المؤلف عرضا اضافيا عن الخلفاء الامويين والعباسيين والحفصيين الذين ارتبط اسمهم بالزيتونة من بينهم الامير عبد الملك بن مروان الخليفة الاموي الذي امر بتأسيس الجامع اضافة للقائد حسان بن النعمان وعبد الله بن الحبحاب.
وكان جامع الزيتونة محور عناية الخلفاء والامراء الذين تعاقبوا على افريقيا الا ان الغلبة كانت لبصمة الاغالبة ولمنحى محاكاته بجامع القيروان وقد منحته تلك البصمات عناصر يتميز بها الى اليوم.
وتتمثل اهم هذه العناصر في بيت صلاة على شكل مربع غير منتظم وبقبة محرابه المزينة بزخارف اضافة الى زخرفة كامل المساحة الظاهرة في الطوابق الثلاثة بشكل بالغ الدقة يعتبر النموذج الفريد من نوعه في العمارة الاسلامية في عصورها الاولى. ويحتوي الكتاب الذي زين غلافه بصورة انيقة لبهو جامع الزيتونة على محاور متعددة من بينها "الزيتونة متحف الفنون القديمة" و" عمارة بن الاغلب" و"العمارة في العهد الصنهاجي". وتضمنت الصفحة الاخيرة من الغلاف الخارجي للكتاب مقتطفات عما كتب عن جامع الزيتونة من قبل نخبة من المفكرين العرب من بينهم المفكر المصري احمد فكري الذي قال "ان هذا المسجد يسجل تاريخه بنفسه وهو من هذه الناحية اثر فريد في العالم وهو اثر معماري فائق في انشائه وتشييده." (رويترز)