محمد المرابط يفتح ماضيه لإيلاف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد المرابط لإيلاف: جعلت من محمد شكري أخا لي ولكن....
منير بولعيش من طنجة: قبل أن أتصل به
ولد محمد المرابط بمدينة طنجة سنة 1936، له الكثير من المؤلفات الروائية والقصصية المشتركة مع الكاتب الأمريكي (بول بولز): (الحب ببضع شعيرات، الليمونة، المحشش، مقهى الشاطئ...) كما عرضت أعماله التشكيلية بكل من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا وإذا ما كانت إيلاف، تحاول أن تقترب في هذا الحوار من عالم هذا الرجل، فذلك كمحاولة منها للولوج إلى عوالمه السحرية وأيضا لنفض الغبار عن هذه التجربة الفطرية المتحررة من أي مرجعية فكرية والمتشبعة - رغم كل شيء- ببعدها (الأخلاقي) ورصيدها الذي حصدته عبر التجارب والأيام.
* بداية دعني أبدأ معك من نقطة التحول الأساسية التي عرفتها في حياتك، وبالضبط لقاءك مع بول بولز وزوجته (جين)؟
- علاقتي الأولى ابتدأت عندما كنت أقوم بالإشتغال مع بعض الأمريكيين، الذين كانوا يقيمون حفلة كل سبت، أذهب معهم إلى السوق... نتسوق... نعود... نشتغل في المطبخ... نعد الموائد في بستان البيت... الصحون... الأشواك... الملاعق... الكؤوس... القناني... ثم نعود إلى المطبخ لإعداد الأكل بعد تهييأ البستان، كنا ثلاثة أو أربعة أشخاص، في المساء عندما ننتهي من إعداد كل شيء، يأتي الأجانب المقيمين في طنجة: إنجليز... إسبان... أمريكيين... إيطاليين... فرنسيين... هولنديين... من كل الجنسيات، يتبادلون التحايا والكلام والضحكات فيما يتناولون الشراب والأكل الكثير، لكن في احد المرات وبينما أنا أحمل مائدة لمحت امرأة تجلس وحيدة فوق العشب تحت شجرة، كأس في يد وفي اليد الأخرى سيجارة، نظرت إليها وتوجهت
* وما هي السنة التي التقيت فيها جين بولز لأول مرة؟
- لقائي الأول بها، كان منذ زمن بعيد، كان سنة 1961
* وما هي أهم الكتب التي ألفتها مع بولز؟
- هناك(الليمونة)...(الحب ببضع شعيرات)... (المحشش)... هناك أيضا (شوف وزيد)... عندي مع بولز حوالي خمسة عشر أو ستة عشر كتابا، هناك أيضا الكتابين الذين صدرا مؤخرا (السمك الذي يحكي) والكتاب الذي يتكلم عن تجربتي التشكيلية، وآخر يتكلم عن سيرتي الذاتية سيخرج قريبا في إسبانيا...
* وكيف بدأت علاقتك مع التشكيل؟
- علاقتي بالتشكيل ابتدأت قبل أن أبدأ القص والحكي، كنت أرسم في أي مقهى وفي أي مكان وبعد ذلك أرمي تلك الخربشات، وفي أحد الأيام بينما كنت جالسا أرسم في أحد المقاهي، دخل سائحان: زوج وامرأته، جلسا بجانبي وبدآ ينظران إلي، تجاذبنا أطراف الحديث وأعجبتهما خمس رسومات أوأربعة كانت معي، قال لي: هل تبيعني هذه الرسومات، قلت اشتري من عندي إذا أردت، قال: بكم، قلت: اقترح أنت المبلغ الذي تريد، قالت زوجته: سأعطيك مائة وعشرة دولارات فوافقت وهكذا بدأت المسألة...
* وما هي أهم المعارض التي أقمت؟
- أهم معارضي كانت في الولايات المتحدة الأمريكية، أرسلت إلى city lights، حوالي 51 لوحة ولم تعد أية لوحة، بيعت كلها، بل أرسلوا لي رسالة يطلبون فيها 12 لوحة أخرى وأرسلتها إليهم ثم نظموا لي معرضا ثانيا، حيث عرضت 32 لوحة، وبعدها عرضت في نيويورك وسان فرانسيسكو كاليفورنيا ولم تعد أي لوحة، والآن بعد أن شخت وانتهيت وحيث أعيش في مدينة ولدت وتربيت فيها... لكن خسارة...
* لكن لماذا هذه الحسرة؟
- لأنني مهمش، أي فنان هو مهمش، واحد مثلي كان يجب أن لا ينقصه شيء، يجب عليهم أن يساعدونني، نعم أنا لم أعد شابا، لقد عملت الكثير وكافحت، صنعت أشياء كثيرة ودائما كنت مغربيا في أي دولة ذهبت إليها، أنا لم أذهب إلي أي دولة أجنبية بلباس أجنبي، أبدا، أنا من المغرب، وعندما يغضبني أحد، أقول له: أنا مغربي وريفي... الإثنان...
* هل يمكن لك أن تتحدث لنا عن بعض الفنانين الذين التقيت بهم؟
- ماذا يمكن لي أن أقول لك، تغذيت وتعشيت مع الفنان سلفادور دالي رفقة بول بولز وجين، ومرة واحدة مع بيكاسو في نيويورك، أيضا كلاوديو برافو كان أرفع رجل وصديق، كان عظيما، عرفته في الوقت الذي جاء عند بول ودعانا إلى بيته وذهبنا ثُم بدأت أزوره وحدي، كان يقول كلاما عميقا عليك أن تفهمه جيدا لأنه كان يحاول أن يساعد، كان يعطيني الورق الخاص بالرسم كي أرسم، أعطاني أشياء كثيرة وكان يشتري من عندي أعمالي التشكيلية، لكن للأسف لم ألتق به منذ سنوات...
* وبالنسبة للكتاب؟
- ماذا يمكن أن أقول لك، عن الكتاب العالميين، لقد مر هنا حوالي خمسة أو ستة كتاب كانوا رائعين، لكن ما تبقى كلهم حساد وأعداء وكذبة...
* من تقصد بالكتاب الرائعين؟
- واحد منهم هو تينسي وليامز وأضف إليه وليام بروز رغم أنه مجرم ومافياوي، والآخرين نسيت اسمهم...
* وبالنسبة لألان جينسنبرغ...؟
- لا... لا... دعك من هذا ومن آل كابوتي، هؤلاء أناس مرضى، دعك منهم، كان فيهم مرض قبيح (يقصد الشذوذ الجنسي) وسلوكياتهم أكثر من المرأة...
* هنري ميلر؟
- بالنسبة لهنري ميلر، لم ألتق به أبدا، لكن كنا نتراسل، قبل أن تصلني في الأخير رسالة لتخبرني بأنه قد مات...
* وجان جنيه؟
- جان جنيه، رأيته مرة واحدة في مقهى باريس، لكنه كان محاطا بأناس لم يكونوا يحبونني...
* من تقصد: محمد شكري... العربي اليعقوبي....؟
- وآخرون.... عموما أنا لا أشرب الخمر ولا أحب أن أجلس مع من يشرب الخمر، نعم أنا شربت لكن كان هذا منذ مدة طويلة وسرعان ما توقفت عن تعاطيه
* وكيف التقيت محمد شكري؟
- محمد شكري يرحمه الله برحمته، عرفته سنة أربعة وخمسين في مقهى الرقاصة، كنت أنا وصديق لي
* هل عندك ذكريات مشتركة مع محمد شكري؟
- شكري كنت قد جعلت منه أخا لي وأردت أن أحرره، لا أكذب عليك، لقد أردت تحريره وتزويجه عندما رأيته على تلك الحال، لكن... عندما ذكرت له أمر الزواج أنهى علاقتي به وبدأ يتكلم ويكتب بشكل سيء عني، أشياء كلها مختلقة، وعندما ذهب عنده البعض ليسأله عن هذه المسألة قال: (أنا لا أملك مالا وأردت أن أحصل على المال)
* هل يمكن لك الحديث عن طنجة التي عرفتها، طنجة الهيبيين والبيتنكس...؟
- ماذا يمكن أن أقول لك، عندما دخل الهيبيين إلى طنجة ومنذ ذلك الوقت وهي مريضة، ومازالت مريضة... ماذا يمكن أن أقول لك عنهم، أنا لم أعاشرهم كي أحكي عنهم، أما بالنسبة للبيتنكس فقد زاروا بولز في أحد المرات وبدؤوا في تعاطي الحقن والمخدرات البيضاء التي لم أكن رأيتها من قبل وبعدها نام كل واحد منهم في وضعية مختلفة... قذارة... نعم قذارة...
التعليقات
توهج الذاكرة
عبد السلام دخان -حوار شيق ومتميز يجعلنا نستحضر الكثير من التفاصيل المسكوت عنها في تجربة شكري السردية وفي المشهد الثقافي المغربي خاصة بمنطقة طنجة التي تحتاج الى المزيد من الحفريات في الذاكرة الثقافية خاصة منها المسرحية.كل الحب والتقدير للشاعر منير بولعيش وللمرابط اقول "الله يطول عمرك ويعطيك الصحا"
استغراب
متتبع -مع احترامي لمنير بولعيشلكني ارى ان الحوار كان عن اخرين وليس عن محمد لمرابط نفسه
كل ابتسامة وانت بخي
حسن اليملاحي -اخي المبدع منيرشكرالنبلك،على الحوار الجميل مع محمدالمرابط . انه ما كان ان يتبوا هذه الدرجة لولا موهبته وولعه المبكر بالفن والادب وتجاربه في الحياة، كذلك الاجتماعي الذي فتح امامه علاقات ثقافية قوية مع مثقفين وفنانين،وادباء.استطاع المرابط بفعل هذا الاحتكاك الارتقاءبنفسه الى اعلى مستويات التلقي والحضور في الذاكرة السردية المغربية والعالمية. اليس المرابط ثروه وطنية وابداعية حقيقية.المغربية، وسرا ينبغي الانخراط فيه قصد الاستمتاع به باعتباره مخزونا ثقافيا.ان الدراسات التي تعرضت الى المرابط بالرغم من علميتها ومكاتها النقدية لم تعمل سوى على تقريب المرابط الى القارىء المغربي، والحقيقية ان اكتشاف المرابط يكمن في الانخراط قراءه اعماله وكشف الجمالي والانساني الذي تحبل بهما كتابته. المرابط لم يتغير، لا زالساردا باستثناء الامراض التي يعاني منها فهو لا يزال ينبض بالحياة.حسن اليملاحي
كل ابتسامة وانت بخي
حسن اليملاحي -اخي المبدع منيريؤسفني جدا ان لا يتم الالتفات الى احد المبدعين المغاربة الذي ساهم بقسط وافر في بناء صرح الحضارة الانسانية، بكل المعاني. المثفق المغربي في محنته، يلجا الى العزلة، وحوار المبدع منير مع المرابط اذاب طرفا وقدرا من هاته العزلة اللعينة. . فهل سيتم الانتباه الى باقي العزلة الاخرى التي يعيشها المرابط? سي محمد المرابطدامت لك الصحة والعافية، .حسن اليملاحي