أنتَ بلا ربيعٍ تتكلمُ مع الفراتِ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إلى: حسن ناظم
-1-
شاهدٌ عليكَ..
وشهيدٌ عليَّ..
وكلانا نمضي بلا أوراقِنا..
أنتَ تنامُ في كلامٍ مؤجلٍ..
وأنا أفتحُ الليلَ وأغلقُ النهارَ..
ولا أجدُ كوكباً آفلاً أو غيرَ آفلٍ..
الكوفةُ غصنٌ يتكسّرُ..
وأنتَ بلا ربيعٍ تتكلمُ مع الفراتِ..
تضعُ أشجارَكَ على ظهرِكَ وتعبرُ الشطَّ..
الضفافُ أكذوبةٌ..
والفراتُ يعومُ معكَ بلا ضفتينِ..
يعومُ النخلُ وغبارُ الخيولِ..
تعومُ المخطوطاتُ المحفورةُ في ضلوعِ النساءِ..
يعومُ ليلُ المدافنِ والهواءُ المريضُ..
بماذا أتلفعُ وهذا الهواءُ الذي يجيءُ من ناحيةِ الكوفةِ
يجلدُ أضلاعَ اللغةِ؟!..
وأراني يسيرُ معي قاربٌ ونخلةٌ..
يسيرُ معي قميصُ الولايةِ..
رقابٌ ترحلُ وأخرى تُبعثُ..
ظلُّ عليٍّ يفتحُ جناحيهِ على كتفِ الفراتِ وكتفِ الصحراءِ..
وسيفُهُ مازالَ يسهرُ خارجَ غمدِهِ..
والرقابُ تنفرطُ كالرطبِ الناضجِ..
بوركَ نصلُ الحاكمِ/الخليفةِ،
الذي لفرطِ ما انفرطتْ عليهِ رقابُ البشرِ
ظنَّ أنّهُ خالقُها
-2-
عندما تهاويتَ على الاسفلتِ تنادي: أخـ......ـي..أخـ.......ـي..
ضاعتْ عظامُ أخوتِكَ وأبيكَ في ضميرِ الرمالِ والليلِ..
والعظامُ التي رُفعتْ رايةً سوداءَ لاقتحامِ عرشِ الكوفةِ.. ضاعتِ العظامُ وارتفعَ العرشُ..
هذا غَمامُ المُلْكِ يسحبُ خلفَهُ لقاحَ الفتنةِ وفهرساً لعظامٍ جديدةٍ..
وذاكَ السوقُ الكبيرُ غطاءٌ لكلِّ صوتٍ ينقرُ الموتُ رأسَهُ..
غطاءٌ لكلّ رأسٍ بلا رقبةٍ..
غطاءٌ لكلّ رقبةٍ بلا لسانٍ..
غطاءٌ لكلّ شِقشِقةٍ فوقَ لسانٍ نافرٍ..
وتلكَ مقبرة الغري امتلأتْ رئتُها بالنـزفِ..
امتلأتْ رئةُ الجرحِ بالصوتِ..
امتلأ الصوتُ بالمطرِ المهاجرِ من زَبَدِ الموتى..
امتلأتِ المقابرُ بالرياحِ..
والرياحُ بالمعاولِ..
وها نحنُ نمضي إلى قارتينِ..
أنا أفهرسُ ورقَ الخريفِ..
وبداياتِ الثلجِ..
وأنتَ تنامُ في كلامٍ مؤجلٍ
التعليقات
[جمييييل
دخيل الخليفة -نص رائع والله .. الأمر يستدعي أن أبحث عن بقية نصوصك .. سلمت .. سلمت
بليغ هذا النص
محمد اللغافي -ناظم..قرأت فتورطت في بلاغة النص..فقلت أدع بصمة ودمحمد اللغافي شاعر من المغربhttp://pic6.piczo.com/gh-mhd/?g=1
كريولانس وصدام
حسن الدايني -مرة قال أبو صديقي عندما سألناه ماالذي يجعل من صدام هائجا كثور ولايهدأ، فأجاب : التصفيق .... وعندما إستوضحناه كيف أجاب : لوأن مائة إنسان ظلوا يرددون أمامي أنني بطل ولاأخاف حتى السباع والضباع فأعتقد أنني سأقوم بنطح الحائط لفرط تصديقي لكلامهم، وقد قال كريولانس كلاما ممثاثلا وحمل الناس تحوله من حاكم وديع إلى طاغية ..... بعض القراء، كاللغاف ، وبلا أدنى قدر من الحس السليم أو بسبب الجهل يورطون الكثير من مدبجي الكلمات ، فيدفعونهم لتصديق أنهم شعراء بلغاء .... أين هي البلاغة أيها اللغاف فيما قرأته وماذا تعرف عن البلاغة لكي تنعت مثل هذه الكلمات بها، وهلا تفضلت علينا ودللتنا عليها.... وانت أيها الدخيل ماالذي تعرفه عن الشعر لكي تصف مثل هذه الكلمات بالروعة .. والله لسوف يصدقكم الرجل مثل صدام وكريولانس فيتدنى حال العربية مزيدا من التدني بسبب القراء، الذين لايفرقون بين ماهو شعر حفا وماسمي إعتباطا، شعرا ... وشكرا لايلاف ..
تتالق ابدا
صالح زامل -بالرغم من روعة مجموعتك موسيقى اللقاء الاخير غير انك الان حاضر بجديد ارجو لك كل التوفيق
جميل ورائع
كامل شرازن-بان -بعد إنقطاع طويل عاد إلينا الشاعر المبدع ناظم عودة بهذا النص الجميل الرائع. نرجو من الشعب أن يكف عن التنابز والتشاجر. يجب التوحد من أجل القصيدة. أخبركم بأني على وشك الفراغ من دراستي حول تجربة الشاعر المبدع صلاح حسن. وعلى خلاف ما كنت قد أعلنت عنه مراراً سابقاً في المحافل فأنني لن أنشر إلا ثلاث فصول مُبَوّبَة( أو أبواب مفصلة). إن قراري هذا إنما جاء نتيجة لعزم الشاعر المبدع صلاح حسن بالسفر إلى القرن الأفريقي في العام القادم. سأنتظر حتى العام القادم لتكتمل الصورة الشعرية للمبدع الشاعر صلاح حسن. شكراً لإيلاف على سماحها لنا بهذا المتنفس.
قراءات النص ..
سمير فارس -قرأت نص أنت بلاربيع قراءة عمودية ثم قرأتة قراءة أفقية ثم قرأته قراءة مائلة ثم قراءة منحنية ثم قرأته قراءة دائرية وقرأته كما تقرأ الجفرة وقرأته كدعاء وقرأته كتعزيم وكرقية قرأته كصلاة وثنية وكطرس قديم وقرأته كنص مدون على جلد وحاولت أن أقرأه كنص متبق من عصر ممحو سابق كما حاولت أن أقرأه كنص من نصوص السريالية وكذلك كنص سحري وجربت قراءته كطلسم ثم إجتهدت لإستنباط وإستحلاب مايمكن أن ينطوي عليه من بلاغة أو مايمكن أن يختبيء فيه مما هو مدهش ، مثلما نوه بعض الإخوان ، فلم أجد غايتي وبغيتي في أي قراءة من كل تلك القرءات فأين يختبيء روح النص ..
شعر من خشب
حليم -... أنت تحاول ، عبر ، بحثك الدائم ، في الشبكة ، عن نص ما يمكن أن تتقبله كشعر ، وتبتديء، محاولا الثقة ، بالشاعر والنص ، ولكنك لاتجد إلا كلاما متخشبا ..وأنا كقاريء ، أتيحت لي فرصة للتعبير عن رأيي بالنصوص التي أقرأها، وذلك عبر المجلات الألكترونية ،ولكن عندئذ ظهر مايمكن تسميتهم، ب(سجينة خاصرة)الذين لايرتضون بتلك الممارسة الديموقراطية، فيشتمون ويستخدمون كلمات لاتليق لابهم ولابمن يخاطبونهم .. فكيف والحال هذه يمكن إصلاح حال الأدب والثقافة؟؟ .. فهل أستطيع وهل يحق لي أن أقول ، أن نص ناظم عودة ماهو إلا من هذا القبيل ، أي أنه نص من الخشب الخالص ، دون أن يشتمني أحد ؟؟
متشابهون
فاضل الطائي -أعتقد أن الصفة الغالبة على من يكتبون الآن هي التشابه فيما بينهم ، حتى أنك لو رفعت إسم أحدهم ووضعت إسم شاعر غيره على النص لما تغير شيء ولما عرف أكثر القراء إحترافا، الفرق ، بينما أنك لو رفعت إسم البياتي مثلا من نصه ووضعت على النص إسم صلاح عبد الصبور،أو أي شاعر آخر، فإن أكثر من قاريء سيكتشف الامر ... وإذن فإن الشعراء الآن يبدون بلاملامح تميز بعضهم عن الآخر ، فضلا عن خلو النصوص المسماة شعرا، من الشعر .. مع تحياتي .... فاضل الطائي .
عال العال
علي الراعي -إذا كان يوجد الكثير من الناس اليوم ، الذين يسمون مثل هذه الكتابات - الخالية من العنصر الوحيد الذي يجب أن تحتوي عليه - رائعة وبليغة،إلى درجة أنهم يتورطون في بلاغتها، فإبشركم منذرا، بأن حال اللغة العربية في مليون خطر وخطر ، وسوف نأتي عليها هي أيضا خلال سنوات ، وسوف نتلفت هنا وهناك فلانجد مايربط بيننا نحن العرب ، بعد أن نكون قد أنجزنا، بجهلنا، قتل اللغة العربية ، وتلك سوف تكون نهاية الإحتظار ..
أين أنت ياشرازن
سمير فراس -أين أنت ياشرازن لتر بعينيك ، كيف يتصرف الشعراء العرب ، عندما تجي الآراء سلبية بكتاباتهم أينك يارجل ؟؟