ثقافات

الجواهري بين رؤيتين!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رواء الجصاني: على مدى عام كامل وإلى اليوم، استضافت وسائل الاعلام المختلفة، خمسين حلقة أسبوعية عن الجواهري العظيم، شعراً، وتاريخاً، ورؤى ومواقف، تقصّدنا أن تكون متنوعة، كما هي حياة من تحدثت عنه تلكم الحلقات... ومن نافل القول أن ما تم نشره، وتوثيقه، لم يكن ليغطي سوى محطات وحسب، من نيف وتسعة عقود عاشها الشاعر الكبير، وشهدت ما شهدت من أتراح وأفراح ومسرات وشؤون وشجون، فسجلها بقلم أديب، وريشة فنان، وموهبة عبقري.
وإذ وجد ذلك النشر، اهتماماً وتقديراً من لدن محبين، وعارفي فضل وموهبة ذلك الرمز العراقي، ادعى علينا المتنطعون والحاسدون وأربابهم، ملاحظة هنا وانتقاصاً هناك، وكأننا في سباق دجل أو حوار متبطرين أو ندوة لغو...
لقد بينت كل ذلك التقدير من جهة، و"الانتقاص" من جهة ثانية، رسائل واتصالات وكتابات عديدة، كان الأكثر لؤماً فيها ما كتبه بعض المتلثمين - وبأسماء مستعارة بالطبع - فكالوا شتائم لا يجيدها سوى مدمني القاع الذين ما برحوا يعيشون أحلام الماضي التعيس... حاولوا فيها، خائبين، النيل من "ابن الفراتين"، فراحوا يهزون دوحاً، لم يقصر صاحبه، ولم يطل الأقزام حتى أشباراً... وهو أمر شدد عليه الشاعر الكبير مرات ومرات ومن بينها لاميته العصماء عام 1982...
ان أكثر الذين استفزتهم الحلقات الخمسون التي نتحدث عنها، أقطاب الجهل والتخلف وأترابهم الذين يستمرون حتى اليوم في التأليب والاثارة العرقية والطائفية والعنصرية، ويبحثون عن منفذ، أو آخر ليبثوا سموماً ويشعلوا نيراناً زاعمين وطنية ودماء زرقاً!... نشير إلى ذلك الأمر ولم يكن في ظننا وتوقعنا ونحن نكتب عن الظاهرة الجواهرية، إلا مثل ذلك الفحيح... فالجواهري المتنور المكافح من أجل الحقيقة والانسانية والارتقاء، كان، وظلّ، وسيبقى ملتقى سهام الظلاميين والجهلة، كما هو بؤرة رواد التنوير والتحضر والتقدم، وشتان بين هؤلاء، وأولئك...
وعلى أية حال، آمل ان يكون ما تضمنته حلقاتنا الأسبوعية الخمسون، حافزاً لمزيد من التأرخة والتوثيق للجواهري الذي أحب "الناس كل الناس من أظلم كالفحم، ومن أشرق كالماس". ونسعى أن نعود في فترة لاحقة لتسجيل المزيد من "الوقائع والأصداء" عن تاريخ شاعر ووطن!..
jassaany@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رؤية ثالثة 1
مناف -

لا ينكر أحد قامة الجواهري الشعريّة كآخر حلقة ذهبيّة من الادب العبّاسي ، كما لا ننكر جهد المعترضين عليه بكتب مطبوعة امثال كاظم السماوي ومحمد عبد الجبار واخرين ، لكن الشعرية لا تكتمل من دون توثيقها بالسلوك والفعل بصدد قولك انه ( أحبّ الناس كل الناس ) بينما في الواقع لم يقدّم لهم شيئا وهو الذي كان على صلة مباشرة وخطوط مفتوحة مع أغلب رجال السلطة هنا وهناك ، وكان بامكانه مثلا ان يخصص مكتبا تديره انت او ابنه او زوج ابنته لحل مشاكل المثقفين العراقيين ولم يكن عددهم حينها يتجاوز العشرات

رؤية ثالثة 2
مناف -

لكن هذا لم يحدث ، ولم يبادر بمثله يوما ما . ويشترك معه بصفة الشح التاريخية ايضا سعدي يوسف والنوّاب . امّا عن الشاعريّة فعبد الرزاق عبد الواحد شاعر حتى باعتراف الجواهري لكنه انتهازي ونفعي وكتب للسلطان ، وما تكتبه لم يأت بجديد ولم يختلف عن كتابة زوج ابنته خيال او شعبان او حسن العلوي ، وفي الجانب الاكثر ربحا يتاجر به فخري كريم مع ابنه كفاح على ابواب الحكومات والاحزاب . نريد الجديد والمستكشف والمسكوت عنه في تجربة الجواهري ، مع خالص الامتنان ، وهي المرّة الاولى التي نعلّق بها على ما كتبته بدافع الحيادية لا غير ،

انها رؤية ثانية وحسب
ناظم حسن عواد -

أعتقد وأنا لست خبيراً في النقد ولكني قاريء بسيط ان ما زعم رؤية ثالثة; ليست سوى احدى الرؤيتين التي تناولها الاستاذ الجصاني في مادته المنشورة على ايلاف... فالاسم ملثم وإلا لمَ لم يجرأ الكاتب ان يكمل اسمه .. هل يخشى أحداً؟ أم أن كيل الاتهامات والتجاوزات تحت واجهة حرية التعبير باتت سمة العصر .. أقول انها ليست رؤية ثالثة بل احدى الرؤيتين المشار لها واللبيب تكفيه الاشارة!