ثقافات

يا قمرَ العراق؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القصيدة مهداة إلى عائشة، عاشقة العراق


يا أهل العراق،
يا وِلـْدِ الحلال
الله يرحم موتاكم
الله يرحم والـْدِين كل من شاف
طفولتي الضايعة تياه في دياركمzwj;!
بالله عليكم ردوا إليّ طفولتي
ترى آني بعرضكم!
والله يجزل لكم الثواب!
طفولتي في بسمة معلمتي
أيام زمان هنيئة ضائعة
أيام الست فاطمة * الرائعة، قمر العراق؟
كان بريق سنها الذهبي يخطف الأبصار
كانت تحب كل أطفال العراق
تبسم للجميع، لا فرق لديها
من أي ملـّـة ودين
آباء أطفال العراق.
كانت فاطمة وما تزال
بسمة طفولتي، ترنيمة إعجاب وحنان
ما زالت لمستها فوق صفحات خدي
وقبلة الإعجاب فوق جبيني
محفوظة في قدس الأقداس من فؤادي
وهي تقول لي: "عفيا بالسبع،
والله راح يصير براسك خير، يا بطلي الصغير!"
وحتى بعد تراكم غبار السنين ِ،
ما زلت أحس حرارة قبلتها على الجبـين،
فيفيض قلبي بالحب والحنين ِ.
كانت في دروس التاريخ
تطلب أن أروي للطلاب، وهي تقول:
"يعني! ولو هو مو مسلم،
فكلنا أبناء العراق"،
عن تاريخ الغزوات
وعن بلاء أبطال الفتوحات
وبريق عينيها يشع بنور الشباب
وأنا أ ُنشدُ باعتزاز:
" يا أيها الغزاة الفاتحون،
بسم الله
لا تقتلوا شيخا ولا تقـلعوا شجرة!"
فتصفق لي بإعجاب!
واليومَ، أعداءُ العراق ِ، يا معلمتي!
"إذا أرادوا الثمرة
قطعوا الشجرة!".
كانت معلمتي فاطمة
تعشق بريق الذكاء
في عيون جميع أطفال العراق،
ويضحك سنها الذهبي
لكل أطفال العراق
تقول لنا: أنتم ذخر العراق ومستقبل العراق!
واليوم أقول يا معلمتي:
"آه لتاريخ العراق، كم أخشى على مستقبل العراق!
بس خلـّي الله يحفظ العراق!"
***
يا أهل العراق!
يا أولاد الحلال
الله يرحم موتاكم
قولوا لها، يا معلمة
ما زلتُ العمرَ كله
أفتش عن معلمتي السمحة
الست فاطمة، الجميلة كالقمر،
يحبها، يعشقها كل أطفال العراق
واليوم أناشد القمر، يا قمر!
بالله سلم على كل أطفال العراق
لعل لها بينهم من أحفاد ِ
ومن بقي منهم رغم الدماء والأحقاد ِ
في هذه الحروب الخائنة لكل ما للعُـرْبِ من أمجاد ِ،
قولوا لها: إنني ما زلت اشتاق إلى لمسة الحنان
فقبلة الإعجاب، أصبحت اليوم
أوسمة شرف على الصدور **
وأنا بها فخور، وأقول:
"من علمني حرفا،ملكني عبـدَا!"
لم أنسها، وإن أغرقَ الزمانُ بنا بُعدَا
وزدتُ بذكرها وجدَا
يا أنتِ، يا قمرَ العراق!
حيث كنت ِ، لكِ أنتِ،
يا معلمتي، سقيـًا وسعدا!

مبشرة أورشليم، (كتبت في يوم ميلادي، 22 ديسمبر، 2007).

* الست فاطمة، هي مدرسة التاريخ والطبيعة في مدرسة السعدون النموذجية في بغداد، انظر: "يوم قبلتـني الست فاطمة"، من ذكرياتي المنشورة في جريدة "أيلاف"، تحت عنوان "يهود العراق، ذكريات وشجون" (الحلقة 16)، وفي مجلة "أخبار"، تحرير السيد علي نوري. آمل أن يتصل بي أحفادها لأطمئن عليها وعليهم.

** نال الكثير من خريجي مدارس العراق بفضل نظام التعليم العالي في العراق أوسمة شرف، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: البروفسور إلي كدوري (خضوري) والدكتور نعيم دنكور من لندن - أوسمة من ملكة بريطانيا وأ.د. نعيم قطان أوسمة من حكومتي فرنسا وكندا وكاتب هذه السطور أوسمة من حكومتي فنلندا وإسرائيل، وغيرهم كثيرون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الشعر منارة الخلاص
صبري يوسف -

الشاعر شموئيل موريه،نصّك يحمل مشاعر إنسانية طيبة، شوق حقيقي لمعلمتك التي زرعت فوق جبينكَ الحنان والعطاء والمحبة، لهذا تحنُّ إلى تلك المعلمة التي زرعت في قلبكَ محبة العلم والإنسان، ولكن السؤال المطروح: ما رأيك بما تقوم به اسرائيل في الأرض المحتلة من قتلٍ وتهجير وبناء المستعمرات، ما رأيك بهذا التراخي بموضوع السلام، أي سلام تتحدث به اسرائيل وهي تحتل الجولان وتفتك بالشعب الفلسطيني وبعيدة عن السلام بعد الأرض عن السماء، ولا تهتم بالسلام بقدر ما تهتم باحتلال الأرض والقتل والدمار!اسرائيل تحتاج إلى شاعر إنساني مثلك يحكمها ويقودها، والعراق وغيره من البلاد، يحتاج إلى معلمة مثل معلمتكَ فاطمة كي تحكم العراق، تلك المعلمة التي كانت تطبع على جبينك قبلة المحبة والإنسانية، وهكذا وبكل بساطة من الممكن أن يتواصل الإنسان مع أخيه الإنسان بعيداً عن سياسات آخر زمان، المرتكزة على الاقتصاد حتى ولو كان هذا الاقتصاد مترصرصاً على جماجم الأطفال والشيوخ والنساء كما نرى في أغلب بقاع الدنيا! الشعر والشعراء منارة الخلاص!صبري يوسف ـ ستوكهولم

لكم أن تبوحوا هذه ال
محمد الجوراني -

لشمؤيل موريه و كل المبدعين العراقيين من ابناء الدين اليهودي سلام من القلب..ياسادتي لنا اليوم مجلة (بروج ) التي تعنى بالابداع العراقي و التي تصدر من تورنتو-كندا..و لأن الابداع فوق الاديان ،نتمنى أن يصلنا منجزكم لنتشرف بنشره على ايميلناboroojm@yahoo.caو لكم كل الحبمحمد الجوراني محرر المجلة-كندا