مسرحية هينلي: هل أنا أزرق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تأليف: بيث هينلي
ترجمة: زعيم الطائي
ولدت بيث هينلي عام 1952 في جاكسن ولاية المسيسبي، كانت امها تعمل في التمثيل وابوها قاضيا وسيناتورا عن ولايته، بدأت التمثيل وكتابة المسرحيات قبل نيلها شهادة الاعدادية، انجزت سرحيتها الاولى عام 1972 وقت دراستها في جامعة دالاس تكساس وقد كتبتها لكي تمثل بين طلاب مرحلتها الجامعية واسمتها (هل انا أزرق) ولكن سرعان ماتلاقفتها مسارح نيويورك،واختيرت كأفضل مسرحية قصيرة لعام 1983، بعد اكمالها دراسة التمثيل في جامعة الينوي، انتقلت هينلي الى لوس انجلس في 1976. كتبت عدة اعمال منها (جرائم القلب) 1979 التي مثلت في مسارح برودواي وحصلت اثرها على جائزة بولتزر، من بين مسرحياتها المهمة (الزواج المستحيل)1998(اسبوع العائلة)2000، كما انها كتبت العديد من السيناريوهات للسينما منها (جرائم القلب) مثلته جسيكا لانج، ديان كيتون، سيسي سبايك. (مس فاير كريكر) تمثيل هولي هنتر، تيم روبنز.(لاأحد غبي) تمثيل روزانا أركويت، وأريك روبرتز. الملاحظ ان المؤلفة أزالت علامة الأستفهام من العنوان الذي اقتبسته من اغنية، معتبرة ان التساؤل ماهو الا حالة او قضية واقعة باتت مؤكدة لاينفع معها الاستفهام.
الشخصيات:
جون بوك:17
أشبي:16
هيلدا: 35 نادلة
شخصيات من الشارع:منادي،متشرد، متسكع سكير، عاهرة.
المكان: بار، محل جلوس، الشارع،غرفة المعيشة في شقة.
الزمان: خريف 1968
حالما يكتمل المشهد تدخل أشبي قادمة من الشارع، في السادسة عشرة من عمرها ترتدي طاقية بلاستك وردية اتقاء للمطر،و حذاءا ً مطاطيا وقد وضعت مشبكا على شعرها المجعد، مع نظارات عين القط مزخرفة،، حاملة حقيبة صغيرة ملئت ببضائع مسروقة، اتخذت طريقها مباشرة نحو منضدة جون الذي ماان لمحها آتية حتى سارع باخفاء الكارت في جيبه، جلست على الكرسي الفارغ ساحبة معطفه البحري فوق رأسها. متخفية به عن الانظار.
أشبي: هل تمانع ان جلست هنا من فضلك...؟
جون: (ينظر اليها، ثم يخفض بصره نحو كأسه) مالذي تفعلينه؟، تتخفين تحت معطفي..؟ انت تبللينه لي..(يحاول سحب المعطف).
أشبي: اعرف ان هذا ليس لائقاَ مني، ولكنني فقط اردتهم ان لايتعرفوا علي...
جون: من الذي يتعرف عليك؟
أشبي: حسن، لقد سرقت مطفأتي السجائر هاتين من بار سكرو إن، تعرفه نهاية الشارع، (تخرج منفضتين زجاجيتين من حقيبتها البيضاءالبلاستيكية) انا خائفة ان يكون المدير قد لمحني، وهم يتعقبونني، انا مرتعبة.
جون: عليهم ان يفعلوا ذلك،انظري، هل عندك مانع في اعادة معطفي، لاأريد ان اكون حاميا لأي لص كان.
أشبي: (تخرج رأسها من المعطف) لص، هل تريد ان تدعو روبن هود لصا؟
جون: ياللسماء...
أشبي: (تعود لاخفاء نفسها بالمعطف) انه شجاع، يسرق الاغنياء ليعطي الفقراء.
جون: ولكن قضيتك مختلفة تماما، اليس كذلك، فأنت تسرقين شيئا من بار تافه وتحتفظين به لنفسك، والآن اعطني المعطف.
أشبي: (ترمي له المعطف) حقا، اليك معطفك العتيق هذا،اعتقد ان علي توضيح شيء عن مس مرسي. (تصمت) مس مرسي، تلك السيدة اللطيفة بحدبة الظهر، اراها دوما بقبعتها الشمسية وملابسها المصبوغة بالازرق، مس مرسي تعيش وحيدة في شقة عند البناية المجاورة،انا اترك لها جميع البضائع المسروقة كهدية قرب عتبتها.
جون: هل انت واحدة من المهوسين بالسرقة (كلبتومنيك)؟ (يبدأ بهز محفظته)
أشبي: تقصد هؤلاء المصابين بداء السرقة طول الوقت بالرغم منهم؟
جون: اجل..
أشبي: اوه، كلا، لست منهم، لقد بدأت العمل فقط هذا المساء، انها بالضبط ليلتي الاولى،اذا كنت تريد ان تعرف، على اية حال، فقد خططت لها مدة شهرين، محاولة معرفة اي البارات يستحق السرقة اكثر، حتى اهتديت الى سكرو إن،على الأغلب بسبب الطريقة الوضيعة التي يتعاملون بها مع السيد جروفز الذي يعمل عند رف المجلات في محلات ديفر، انه رجل لطيف حقا، ولكن لديه مشكلة في الشرب، انا لاأعتقد من العدل ان نكون قساة مع الناس لكونهم يعانون من مشكلة الشراب، و...حسنا،على كل حال، انت ترى انني لست مجرد سارقة لحاجات استعملها شخصيا،اقصد، انا حتى لاأدخن السجائر.
جون: نعم، حسنا، اغلب الاطفال لايفعلون ذلك، اغلب الاطفال لايقربون البارات.
أشبي: انا لاأرى داعيا لذلك، تولوز لوتريك فعلها..
جون: حينما فعلتها انا ألقوا بي خارجا.
أشبي: ألقوا بي خارجا انا ايضا، ولكنني لم اقبل الاستسلام،(تقترب اليه ببطء)
لماذا؟ انه نفس الشيء الذي فعلته حين اعتزامي للنشل(جون بولك يتملص مبتعدا عنها).
أشبي: انه فن يصعب اتقانه،.لماذا؟ حينما افعله كل حين سرعان ما يقبض علي.
جون: هذا ماكان ينقصني، طفلة بائسة تخبرني بفضائل السرقة، اي واحد يعرف انها ليست كذلك..
أشبي: (متقربة من الشراب) فضائل ماذا؟
جون: هاي، اما تركتني لحالي، فقط اريد أن ابقى لوحدي.؟
أشبي: اوكي،انا آسفة، ماذا لو ألتزمت جانب الصمت؟
(هز جون كتفيه بلامبالاة وارتشف رشفة من كأسه، التقت عيناهما فرآها تبتسم وهي تطلق تنهدة.).
أشبي: كنت فقط اتطلع الى الدبوس الذي تعلقه، أي اخوية تنتمي.
جون:أس أي ئي.
أشبي: هل هي جيدة؟
جون: بالتأكيد، انها الأفضل.
أشبي: اراهن ان لديك العديد من الاصدقاء.
جون: بالأطنان.
أشبي: أجاد انت في ذلك؟
جون: نعم.
أشبي: همم...هل لديهم حفلات، وماالى ذلك؟
جون: اجل، الكثير من الحفلات، مشروبات،صخب وأنخاب، في الحقيقة كل ماتتوقعينه.
أشبي: لم أكن متوقعة لشيء، مالذي دعاك للأنتماء؟
جون: لاأعرف، حسنا، اخي، اظن انه اخي الذي اخبرني كم هي عظيمة، والاخوانية تساعد في توفر بعض المواعيد،تدفعك للمثابرة على الدرس، وحلولا لكل المشاكل.
أشبي: دي دي، هل حصل ذلك؟
جون: لاأحد يساعدك مالم تدرس..
أشبي: ماذا عن المواعيد، هل تدبروا لك مواعيد و لقاءات كثيرة؟
جون: بعض الاحيان.
أشبي: ما نوع الفتيات اللواتي التقيت بهن؟
جون: لاأعلم ما نوعهن، كن فتيات..
أشبي: هل امضيت وقتا سعيدا؟
جون: اوقات سعيدة وجميلة.
أشبي: هل مارست الحب مع بعضهن؟
جون: (لنفسه) اوه، ياالهي.
أشبي: آسفة، فقط كنت اتصور، لماذا كان عليك الذهاب مع تلك العاهرات، ربما كان السبب عدم وجود من تمنحك الحب.
جون: من الذي اعلمك ان لدي....آه.... مواعيد؟
أشبي: لقد رأيتك وانت تخفي الكارت الاحمر في جيبك عند مجيئي،الكارتات الحمر مألوفة هنا كثيرا،فالبيت الذي على مبعدة زقاق واحد تقريبا، هو واحد من البيوت المؤثثة حقا بشكل جيد، ولم يمنع حدوث جرائم عديدة ومعارك بالمدي في تـاريخه،
هل ترتاده عادة؟
جون: نعم، احب ان اجلب لنفسي الامتاع.
أشبي: مع من؟
جون: ماذا تعنين؟
أشبي:اقصد اية فتاة منهن ستلتقي؟
(حدق جون بكأسه)
أشبي: انظر، فقط انا اعتقد انني ربما اعرفها، هذا كل شيء.
جون: تعرفينها،آه، كيف تعرفينها؟
أشبي: حسنا، بعض فتيات مدرستي يذهبن للعمل هناك بعد المغادرة.
جون: جيجي، اسمها جيجي.
أشبي: جيجي، همم،حسنا، كيف تبدو؟
جون: لا علم لي.
أشبي: اوه، انت لم تكن معها من قبل؟
جون: كلا..
أشبي: (بثقة) هل انت واحد من ذلك النوع الذين يعشقون نساء مختلفات؟
جون: مختلفات، مؤكد،اعتقد ذلك.
أشبي: اوه، نعم، الآن تذكرت.
جون: ماذا؟
أشبي: جيجي، هذا كان فقط اسمها في العمل،اسمها الحقيقي ميرل رايمز،انها شقيقة
كي رايمز الكبرى،كي زميلتي في نفس المرحلة.
جون: ميرل اسمها ميرل؟
أشبي: لم اكن احب ذلك الأسم انا الاخرى.
جون: ميرل،اوه، ياالهي، هل هي جميلة؟
أشبي: (تتصنع الجد...) جميلة،كلا لم تكن جميلة حقا.
جون: من تشبه؟
أشبي: لنرَ.. انها، اه،حسنا،وجهها مليئ بحب الشباب وهناك قليل من الندوب عند الجانب الأيسر،
،ليست ندوبا سيئة،وقد اعطت لشخصيتها مظهرا،لها شعر أحمر وان كنت الوحيدة التي اعتقد انه ليس بالأصل كذلك،وانما بفعل بعض المكيفات التي تنثرها فوق رأسها كله، لها شكل خلاب وقامة منتصبة، ولكن الاجزاء المتبقية من جسدها بالغة النحول.
جون: اود ان اعرف، هل هي ذات شخصية جيدة؟.
أشبي: حسن، كانت هي الأكبر حينما تعديت انا سن الطفولة، ولم اكن قد تعرفت عليها بعد، اتذكر انها كانت مولعة بصبغ اظافرها بألوان عديدة، وردي، برتقالي،ارجواني، لاأعلم، ولكن نوعا ما كانت تسبب لي الهلع، ومنذ ذلك الحين لم اعد أراها شخصيا الا من سنة مضت،كنت عند اختها(كي)نعمل بوسترا موضوعه حول الصحة المدرسية،على كل حال، اقبلت ميرل صائحة وهي تسأل اين يمكنها العثور على مشدات صدرها،كنت وكي جالستين على الارضية نقتطع صورا للأطعمة من بعض المجلات بينما دخلت علينا هائجة تبحث في الجرارات وهي تصب لعناتها، حتى وجدت مشداتها آخر الأمر،كانت مزخرفة بلون احمر فاقع جميل، مالفت نظري وجود حرفي جي بالأسود المذهب على الترتر المتناثر اللامع الموجود على جزئي المشد،ذلك ماجعلني اتذكر الاسم دائما.جيجي.
(بينما كانت أشبي تخط حروف جيجي على المائدة لمحت النادلة هيلدا تقترب فأسرعت تغطي رأسها بالمعطف وتختفي تحت الطاولة على الأرضية، وما ان تقدمت هيلدا من خلال الستارة الخرزية، حتى سقطت من يدها صينية الأكواب. هيلدا كلمتها واحدة وحديثها موجز)
هيلدا: سحقا لهذه الستارة، هل تطلب مشروبا آخر؟
جون: مدام؟
هيلدا: (مشيرة الى كأسه) فودكا، كوكا.؟
جون: كلا، شكرا، لم أفرغ تماما من كأسي بعد.
هيلدا: مناديل ورقية للتنظيف؟
(أشبي تدفع حقيبتها تحت الطاولة، هيلدا تنظر اليها ثم تحول بصرها الى جون بوك
، ثم تدور حول المائدة، تتسلل أشبي زاحفة محاولة الهرب، فتهرع الى مقدمة جوارب ونعلي هيلدا.).
أشبي: هل هما حقا من الذهب؟
هيلدا: أنت ثانية، اخرجي.
أشبي: تريدني ان اغادر، لماذا يجب ان يغادر الزبائن الذين يشترون شيئا، (متوجهة الى هيلدا) اطلب صلصة نعناع، واهتمي بها جيدا.
هيلدا: أ هذه القاصر معك؟
جون: حسن - انا - لا - انا.
هيلدا: البطاقا ت؟
أشبي: بالتأكيد انا احاول دائما مساعدة المدير.
هيلدا: (تنظر الى بطاقة جون بوك) بطاقتك 11-12-50واليوم 11-11-68؟
جون: نعم، ولكن، حسنا،11-12 انها اقل بساعتين.
هيلدا: اذن عد بعد ساعتين.
أشبي: يبدو انني قد نسيت بطاقتي في حقيبتي الليموني المذهبة.
هيلدا: حسنا، بووو، هوووو،يللا (تندفع نحوها لتخرجها مع كل ماقدمته من أعذار وعروض،وبضعة بنسات كبغشيش،ثم تعود ثانية الى المنضدة) لا بغشيش..
أشبي: الم تدفع لها بغشيشا؟
جون: كنت اتصور ان المشروب غال كثيرا، انا لم اعط..
هيلدا: لا بغشيش.
جون: انظري، سيدتي،انا آسف.(باحثا في جيوبه) هنا، هل تودين أخذ نيكل،انتظري، انتظري هاهو ربع دولار.
هيلدا: فقط تحرك من هنا، سوني. وانت ايضا ياباربي.
أشبي: أوغ، كم أكره عدم اللياقة امام الناس، انا متأكدة انني سأكف عن المجيئ الى هذا المكان مرة اخرى.
هيلدا: تعتقدين انني ساذهب حينها الى الغرفة الخلفية وانفجر بالبكاء.
(أشبي وجون يغادران المكان، هيلدا تلتقط الصينية و تخرج من خلل الستارة فتعلق ثانية) سحقا لهذه الستارة اللعينة.
(جون وأشبي الآن في الخارج وقد توقفا أمام البار)
أشبي: جي،لم اكن اعلم ان عيد ميلادك سيصادف غدا، ميلاداً سعيد اً. لاتزعل، انا كنت معتقدة انك في العشرين او الحادية والعشرين، حقا.
جون: اوكي، انس ذلك.
(بينما كانا سائرين، تناهت من البار القريب انغام موسيقى البلوز)
أشبي: انها تمطر.
جون: اعرف.
أشبي: هل ستذهب الآن الى ذلك البيت؟
جون: لا...كلا، ليس قبل الثانية عشرة.
أشبي: نعم، فالكارت الاسود والوردي معناه مسموح طوال الليل،منذ منتصفه حتى الصباح.
(عند تلك النقطة من الشارع، حصر الاثنان من قبل منادي محلات يروج للمحل المواجه، ربما من كانت معه واحدة من بنات الهوى - سنطلق عليه اسم باركر)
باركر: هي، ايها السيد،اجلب محبوبتك الى الداخل وابتع لها شرابا،ربما حالفك الحظ هذا المساء.
أشبي: استمر في السير..
جون: مالسيئ في هذا المكان؟
أشبي: شرابهم مغشوش بالماء، وفتيات العروض لديهم من الاولاد.
باركر: القرار لكم يا مخانيث...
جون: (الذي جلس الآن على مصطبة في الشارع) انظري، فقط اخبريني اي البارات أرخص، اريد ان أبقى ثملا ً، ولكنني لاأملك ما يكفي من النقود..
أشبي: ليس هنا الكثير منها، ومعظمها تطلب بطاقة الهوية..
جون: حسنا، هل تعرفين من لايفعل ذلك؟
أشبي: كلا، ليس بالتأكيد.
جون: اوه، ياإلهي، اريد ان اسكر..
أشبي: أولست كذلك؟
جون: قليلا، ولكني افقد توازني بسرعة...
(في نفس الوقت، أتى السكير المتسكع الذي كان يتنقل هنا وهناك، وسقط قربهما ثملا وهو يتقيأ).
أشبي: اوه، أعرف، تستطيع ان تأتي معي الى شقتي، انها عند المنعطف التالي، نحتفظ هناك بقنينة من الروم غالبا، استطيع ان اهيئ لك ثلاثةاو اربعة كؤوس ان شئت ذلك...
جون: (باستياء) كلا، شكرا..
أشبي:ولكن، انظر، اجتاحنا البلل تماما.
جون: اجتاحنا البلل ولم يجتحنا السكر.
أشبي: اوه، هيا، تغوشت نظاراتي جراء المطر..
جون: حسن، ماذا بشأن والديك، ماذا سيقولان؟
أشبي: ابي خارج المدينة، وامي في أطلنطا. لذا فانا واثقة ليس لهما غرض بنا،اعتقد
سنتناول شيئا لذيذا من الماشميلوز.(تسحبه) اتود المجيئ حقا؟
جون: احتمال انك أحضرت عصبة من السلابة وجعلتهم ينتظرون ليقتلونني..اوه،فليكن، هيا..
أشبي:هوراا، تعال من هنا..(تتقدم امام الستيج، تتوقف لتلتقط قبعة قديمة) هي، انظر لهذه القبعة، اليست ذات نفع، ارتد ها تقيك الامطار.
جون: (يرمي القبعة في الشارع) لا، شكرا، لاتعرفين من كان يرتديها من قبل..
أشبي: (تلتقط القبعة تارة اخرى) ذلك ما يجعل الأمر مثيرا، ربما كانت لقصاب ذبح يوما زوجته،او للقرصان الفضي بوشم الطائر الأسود على حنجرته، احزر لمن؟
جون: لاأدري، على اية حال،انت ماهرة في الحزر، اعني انك لم تعرفي لمن كانت
حقيقة...
أشبي: (تجرب القبعة) نعم، من المحتمل لم اعرف (عندها يصلان الى الباب الامامية) هانحن نصل..
(تبدأ اشبي بتلمس مفتاحها، في هذه الاثناء يتقرب صبي متشرد، سكران من جون بولك)...
المتشرد: ياأخ، ألديك بعضا من العملة الصغيرة؟
جون: (باحثا في جيوبه) دعني ارى..انني..
أشبي: (تسرع لتقف بينهما دافعة المتشرد جانبا) تراجع ايها المتشرد انه ضيفي.
المتشرد: تدفعينني، هه؟
أشبي: كلهم محتالون، أدخل..
(تفتح الباب، تضيئ انوار الصالة،ملابس متناثرة هنا وهناك، قبعات ورقية، اقنعة، لعب ورقية، وحيوانات متحركة، زهور ذابلة واغصان. الى اخره)
أشبي: تجمدت عظامنا، ربما احتجت منشفة لتجفيف نفسك؟
جون: نعم، سأكون شاكرا..
أشبي: (تلتقط منشفة من على الأرضية وتناوله اياها) هاك..
(يبدأ باستعمال المنشفة، بينما هي تخلع ملابسها المطرية، ثم ترميها على الأريكة أشبي: تفضل اجلس..
(جون يجلس)
أشبي: آسفة المكان غير مرتب، والدي غادر المدينة، وانا احاول اعادة الاشياء الى وضعها فتتغير حال عودته، يجب تغيير الفوضى، ولكن والدتي هي التي تقوم بالتنظيف دائما.
جون: متى ستعود؟
أشبي: أعتقد انها ستأتي يوم الأحد،أوه، اعني انني سأقول...
جون: ماذا؟
أشبي: اسمي أشبي ويليامز.
جون: أشبي؟
أشبي: نعم، أشبي
جون: انا جون بولك ريتشاردز.
أشبي: جون بولك، ينادونك جون بولك..
جون: اسم العائلة.
أشبي: (ترتدي جوارب) انها جواربي الفروالمفضلة ذات اللون الأحمر، حسنا، اليك بعض الكتب والمجلات انشغل بها حالما اتدبر شيئا من الشراب، ماذا تحب مع الروم؟
جون: كوكا، ستكون مناسبة.
أشبي: سأرى ان كان لدينا شيئا منها،سأضيف كولاد دافئ لشرابي (تخرج الى المطبخ).
جون: كولاد دافئ؟
أشبي: كولاد فقط، انه يبعث الدفء كما الجكليت او الشاي الحار.
جون: كلام جميل..
أشبي: حسن،انه من جوز الكولا، انا استعمله، يديم المشروب أطول فترة ممكنة،انا لاأشتري محليات بالطبع، وان كان من الافضل تحلية كأسك.
جون: أتذكر انني رميت كمية كبيرة من الكولاد بالعنب عندما كنت صغيرا، كرهته منذ تلك الفترة، هه، ماهو الوقت عندك؟
أشبي (تدخل حاملة صينية عليها قنان ملونة وكأس كبيرة مع قنينة روم)
: آسفة لم تعد لدينا كوكا كولا، ربما يكون الكولاد مع الروم جيدا،وليست عندنا ساعة ايضا (تسكب كمية كبيرة من الروم في الكأس الكبيرة).
جون: اذن سآخذه مع قليل من الماء.
أشبي: (تجد قنينة ماء تكاد تكون فارغة وتسكبها فوق الروم) هل تحب الماء الملون
معه انه يجعل الشرب مستساغا، بالطبع،بعضهم لا يهمه ذلك.
جون: لا، شكرا، ماء عادي فقط.
أشبي: هل انت متأكد، انه يحمل الطعم نفسه، انا اشربه دائما.
جون: حسنا،
أشبي: اي لون ترغب؟
جون: لاأدري..
أشبي: ماهو لونك المفضل؟
جون: الأزرق، كما أظن..
(تضع قطرات زرقاء صغيرة في كأسه، ولما لم تجد ملعقة لمزجها، تنفخ بفمها داخل الكأس لكي يتحول الى اللون الأزرق)
جون: شكرا..
أشبي: (خارجة، تصرخ من ناحية المطبخ) تعالي، تعالي ياقطتي واشربي حليبك الطازج الجميل.
جون: لديك قطة.
أشبي: (خارجا) كلا..
جون: او ه..
أشبي: (تدخل بيدها صينية فيها كوبا من الكالد المسخن، والكرز مع الماشميلو الملون) هاك بعضا من الكرز مع قليل من الماشميلو اللطيف لتأكله مع شرابك.
جون: شكرا.
أشبي: مرة، سحقت كل الماشميلو الكبيرة في حقيبتي البلاستيكية عندما كنت في السوبر ماركت.
جون: لم فعلت ذلك؟
أشبي: كنت وقتها غاضبة، هل تحب السيراميك؟
جون: نعم..
أشبي: امي صنعتهم،انها نوع من الهواية لديها، موهوبة.
جون: والدتي لاتعمل اي شيئ،حسنا، بعض الاحيان تحفر جسرا عند الدكة،هكذا.
أشبي: في الحقيقة امي راقصة، تدرس في مدرسة باطلنطا، انها عبقرية حقا.
جون: (يؤشر نحو اعمال السيراميك) أهي التي عملت كل هذا.
أشبي: مادلين، اختي الكبيرة، عملت الواحدة الزرقاء، مادلين تعيش مع امي الآن
جون: وانت تعيشين مع والدك؟
أشبي: اجل، لكنني اذهب لزيارتهم احيانا.
جون: تشتغلين بالسيراميك انت الأخرى؟
أشبي: كلا، لم اتعلمه ابدا، ولكن لدي طقم الخزفيات هذا، (تنهض لتريه الطقم)
انظر، صنعت كمية بمختلف الألوان قمت بارسالها الى ماما ومادلين،ايضا اصنع قبعات ورقية (تجلب الأدوات لكي يراها) اعتقد انها شيء مبتكر، ولكن الخزفيات اكثر اثارة،هاك اتريد عمل قبعة؟
جون: لاأعرف، انا سكرت قليلا..
أشبي: ليس بالشيء الصعب،(تناوله الأدوات) فقط ارسم تصميما واقعيا وجميلا على الورق، او حتى ان لم يكن جميلا، فقط ارسم ماتشاء.
جون: بالغ اللطف منك ان تعطيني درساً مجانيا بهذا الخصوص.
أشبي: ها، ها،ها..سأشغل نفسي بهم قليلا، انا الأخرى.....
جون: كم الساعة الآن، يجب ان اذهب لمعرفة الوقت..
أشبي: اعرف، ساتصل بالسنترال لمعرفة الوقت (تتجه الى التلفون).
جون: كيف قضيت طوال هذه الفترة بدون ساعة؟
أشبي: كثيرا ما تأخرت عن دوام المدرسة،أبي لديه ساعة، انها الآن 11.03
الحادية عشرة وثلاث دقائق.
جون: لزاما علي المغادرة بعد حين.
(أشبي تتراجع في كرسيها قليلا الى الخلف،تتعكر مطلقة آهة).
جون: هل انك راقصة ايضا.؟
أشبي: (منشرحة) لا أرقص كثيرا، والحقيقة غالبا ما أقوم بتأدية التمارين فترة مابعد الظهيرة، داخل البيت،اعتقد انك تشترك في الرقص دائما؟
جون: في الحقيقة ليس كذلك، انا راقص رديئ،عادة أكون منطويا او شاربا.
أشبي: من المحتمل انك تشرب الكثير؟
جون: لا، فقط كان ذلك بعد مجيئي الكلية،كل ماعليك ان تفعله هناك شرب البيرة بغزارة وكتابة المزيد من الأوراق.
أشبي: تدرس لأجل ان تكون ماذا؟
جون: لاعلم لي.
أشبي: لماذا لاتعمل في الزراعة؟
جون: ابي يريدني ان أساعده في شؤؤن حقل فول الصويا الذي يملكه.
أشبي: حقل فول الصويا، ياكييي، شيء حسن، اين هو؟
جون: انا أعيش في دلتا هولي بلاف عند المسيسبي،على اية حال والدي يفكر انه علي الذهاب الى مدرسة اعمال في البداية، كما تعرفين، ولذا سأكون، حسنا، مدير أعمال
بارع، انتهيت من صبغ الأزرق.
أشبي: هل هذا حقا ماأردت ان تكونه؟
جون: لادراية لي، اردت ان اكون جيدا في اي شيءآخر بمستطاعي فعله، ابي يعمل ثروة جيدة، بأمكانه ان يقوم بقضاء أجازة اينما يشاء،ولكنه يستمر بالعمل كثور.
أشبي: كم أكره ان اكون مديرة اعمال صارمة.
(جون يهز كتفيه بلا مبالاة)
أشبي: لاأود ان اجرح مشاعرك،ولكنني حقا اكره ان اكون كذلك، (تبدا بالزحف على ركبتيها،تلوي قبضتها امام عينيها، تصدر بهما صوتا يشبه الطقطقة كذلك الذي يفعله المدراء).
جون: اقطعي الحديث،وانس، الحقل اشتعلت فيه النار، ولاأود التفكير بشأنه مرة اخرى.
أشبي: (بعد فترة صمت) حسن، مالذي تود ان نتحدث حوله؟
جون: لاأدري..
أشبي: متى كانت آخر مرة رقصت فيها؟
جون: الرقص، موضوع رائع،لنر، اوه،حقيقة لاأتذكر، كان ذلك من المحتمل اثناء لقاء عشوائي مع فتاة، ياالهي كم اكره تلك اللقاءات.
أشبي: لماذا؟
جون: حسن، انهن يدعين دائما انهن لايرغبن البوب كورن ثم يملن بعد حين لألتهام كل ما اشتريته.
أشبي: تعني انك تكره المواعيد فقط بسب قيامهن بأكل مالديك من البوب كورن،ألاتر
في ذلك نوعا من البخل؟
جون: انها مبادئ الأشياء،لمَ لمْ يقلن ذلك؟ نعم، اريد شيئا من بوب الذرة، حينما تسألهن، ولكنهن،لا، سحقا، دائما يدعين الخجل.
أشبي: انا اخبره اثناء الموعد ان كنت ارغب البوب كورن، لست غير ناضجة مثلهن
جون: على كل حال، ليس البوب كورن وحده،هنالك العديد من الاشياء الصغيرة، لقد انتهيت من التلوين، ماذا علي ان افعل الآن؟
أشبي: الان، اطوها هكذا، (تشرح له باستمتاع الكيفية) تستطيع القول انها شيء بالغ الأهمية.
جون: منظرها مضحك بعض الشيء، (يضع القبعة التي صنعها فوق رأسه) نعم، احب ذلك، ولكنك لاتستطيعين ارتدائها في اي مكان.
أشبي: ماهي، مثلا؟
جون: ها؟
أشبي: الاشياء التي قلت انك لاتحبها أثناء المواعيد، تلك الأشياء الصغيرة؟
جون: اوه، حسنا، فقط الطريقة التي يضعن فيها تلك الرموش المزيفة، ثم يمددن ايديهن الى ركبتيك حينما تريد ان تتوقف في مكان ما لتستعيد توازنك،او يطلقن ضحكاتهن السخيفة مع صويحباتهن فترة وجودهن في الحمام.،واضح انهن لم يرغبن الخروج معي الا من اجل الظهور بملابسهن الجديدة، وعدم المكوث جالسات على عجيزاتهن في القسم الداخلي،لم يردن ابدا الخروج معي، انا ايضا لم أرد التحدث الى أية واحدة منهن.
أشبي: حسن، يمكنك التحدث معي، فأنا فتاة ايضا..
جون: في الحقيقة انا سكرت بعض الشيئ، ثم انك غريبة، حسنا، من المحتمل انني لن اقدر على محادثتك لو التقيتك غدا، هذا يجعل الأمر مختلفا.
أشبي: ربما سيكون كذلك (فترة صمت،بعدها تهتف بابتهاج) تعرف، نحن متشابهين، فأنا لاأهوى الرقص ايضا..
جون: اظن انك اخبرتني انك تتمرنين كل يوم وقت الظهيرة.
أشبي: حسن، انا احب الرقص،فقط اكره تلك الرقصات، على الأقل لاأحب، حسنا، لاأحب تلك التي تقوم بها صويحبات المدرسة هذا المساء، انهن فظيعات.
جون: اجل، اغلب الرقصات هي...
أشبي: كل ما يقدمونه هناك جبس البطاطا وعصير الفواكه،ثم تأتي فرقة الأطفال
الحمقى للعزف، فيرقص الجميع من حولهم معتبرين معزوفاتهم قمة في الدفء والشاعرية،بصراحة انا لاأرغب بالرقص ثمة،مفضلة البقاء حتى ادعى الى حفلة خصوصية، ليس مهما ما شكل تلك الحفلة،فقط واحدة بشمعدانات ذهبية هائلة ونافورات من الفضة،تقدم خلالها مختلف أنواع الشمبانيا الطيبة،بفقاعاتها الجميلة الزرقاء، فأصل انا عندها بفستان من الحرير الوردي (تضحك) ابغي ان ارقص في اللون الوردي.
جون: انت تخلطين الأمور، من المحتمل انك واحدة من الناس الذين يعيشون في عالم من الفنطازيا.
أشبي: لاأعلم، انا اتقبل الواقع كما يقبله الآخرون، بأية حال،بامكانك التحدث الي، تذكر، اعرف ماقصدته من صعوبة التحدث الى ذلك النوع من الفتيات،كثيرات من هذا النوع في زمر صغيرة بمدرستي.،انتهازيات وشريرات،يتقبلن أي أمرء من طرازهن
وتقليعتهن، يتوددن اليك حتى وهن في الممر. لست أأبه ان لم يبادلنني الكلام، ولكنني حقا أحب اليتامى، مما يجرح مشاعري حينما يكن بالغات القسوة معهم.
جون: ماذا تعنين بقاسين مع اليتيمين؟ (محاولا اللعب بالألفاظ، ضاحكا مع نفسه)
أشبي: اوه، حسنا،يقمن بعض الاحيان بالأستهزاء بما ترتديه اليتيمات من ملابس،اليتامى دائما يرتدون ملابس مستعملة خلقة،مرة رفضت شيللي ماكسويل اعارة كليندا قلمها، بالرغم ان لديها اثنان،كان ذلك مدعاة لجرح احساسها.
جون: هل ذينك اليتيمات صديقاتك المقربات؟
أشبي: قلما عرفت احداهن، يتميزن بالخجل صراحة، انا فقط احببتهن كثيرا، ولهذا السبب انا اقرأ التعاويذ عند مصادفتي للبنات في زمرتهن.
جون: تعاويذ؟ ماذا تقصدين بذلك؟ تعاويذ سحرية؟
أشبي: تعاويذ سحرية؟ ليس تماما،انها فقط رقية.
جون: أتمزحين، هل حقا تعملين رقى؟
أشبي: بالتأكيد، سأريك ماصنعته من دمى (تذهب لاحضار الدمى، تعود بدمى مصنوعة من القش،يكتنف الجو بعودتها شيئ من الخوف والغموض،) عرفت الكثير حول هذا الموضوع،كورا، غسالة الصحون التي كانت تعمل في مقهى ضوء القمر، اخبرتني كل شيئ حولها، انها ذات خبرة حقيقية في هذا، ارتادت كل الملتقيات والاجتماعات، وعرفت كل شيئ. حتى انها كادت تتسبب في قطع رقبة احدهم ذات يوم، واعادتها سوداء مرة اخرى، انتقلت الى شيكاغو الآن.
جون:ألا زال تأثيرها موجودا، اما زال كذلك؟
أشبي: ليس غالبا، حول هذه الاشياء الجزء المتمم فيها هو ايمان الآخر بعملها.
جون: البنات في المدرسة هل يؤمن بذلك؟
أشبي: في الواقع لا،لا أظن،تلك هي مشكلتي الكبرى، وجوب كل بنات مرحلتي ان يؤمن به، علي القيام بذلك بكل حذق، وغالبا ما أعطي تلميحات وتقارير اثناء درسي اللغة الانكليزية والخطابة.
جون:تقارير؟
أشبي: حول الرقي.
جون: انه نوع من المرض، هل تعرفين؟
أشبي: في الحقيقة هو ليس كذلك،فلم يتسبب ذلك لأحد بأي ضرر،فقط مايجعل الواحدة تعتقد انها تقف على ابهام قدمها.
(تصعد حالة النشوة التي يبعثها المشروب ذو اللون الازرق، فينفجر جون ضاحكا)
أشبي: مالذي يضحكك؟
جون: لاشيء، فكرت فقط انك تمتازين بشيء من الوضاعة.
أشبي: وضاعة، انا لست وضيعة بتاتا.
جون: نعم انت وضيعة، (يتناول اللون الأخضر) وخضراء أيضا.
أشبي: خضراء؟
جون: خضراء بحسدك لكل اولئك الفتيات،وكنت تلعبين معهن حيلك الصغيرة الوضيعة.
أشبي: اغار وأحسدهن؟ ذلك غباء، مجرد زمر منغلقة ضيقة الأفق.
جون: خضراء كهذا الماشميللو (يأكل من الماشميللو)
أشبي: افكرت انني اهوى الأنضمام لبعض تجمعات الأغنام مثلك؟ والذين يفعلون اي شيء خليق بأن يفعلوه.
جون: انا من الأغنام، انني افعل ماأريد.
أشبي: ها.. لقد تعرفت بك منذ ساعة، فرأيت اي خروف انت؟
جون: لاترمي علي وضاعتك الخضراء انا الآخر.
أشبي: انك لست خروفا فقط، وانما مجرد خروف عادي.اعد الي ألواني.(تخطف من امامه الأصباغ).
جون: (يسحب من يدها الأصباغ) الوضيعة الخضراء، الوضيعة الخضراء، الوضيعة الخضراء........
أشبي: (ترميه بالماشميللو) لهذا السبب انضممت الى الاخوانية،ولهذا السبب ستقوم بتغيير آرائك، ومواعيدك، لمجرد توقعك احدا ما بانتظارك في وقت يلحق بك المشاكل، ذهابك الى ذلك البيت من اجل اثبات رجولتك الأعتيادية، حسنا هاأنت اعتيادي بالنسبة لي، بل أكثر من ذلك.
جون: يالك من طفلة عاهرة،هل تتصورين نفسك حاذقة؟
أشبي: لم يكن ذلك اللون الذي أخذته شرابا، بل هو نوع من السموم.
(تضحك، بينما يتناول هو معطفه ناوياً الخروج، تتوقف هي عن رميه بالماشميللو أشبي:أخارج أنت؟كنت امزح معك،لم يكن ذلك سما بحق المسيح،لاتذهب، تعال، الاتستطيع تحمل بعض النقد الصداقي؟
جون: انظري، لقد ازعجتني هذه الليلة، وانا عندي من المشكلات مافيه الكفاية بدون
.. (التلفون يدق،كلاهما ينظران باتجاهه، يدق للمرة الثالثة، ينهض هو دون ان يقرر)
أشبي: انتظر، سأكون معك (تذهب لترد على التلفون،)هلو بابا، كيفك؟ انا بخير،
يبدو صوتك مسرورا، ماذا، بابا....؟انت تعلم انها ليست هنا،(صمت) اسمع، لقد اخبرتك مرارا انني لن اتصل مرة اخرى، حاول ان تحصل على رقمها في اطلانطا،
(تصمت كما لو انها غرقت في الارضية) كيف ابتدأت ثانية؟ لا تقل لي ذلك، لاأستطيع اخبارها، هاي، علي الذهاب الى الفراش الآن، لاأود الخوض في هذا من جديد، اوكي؟ (تغلق السماعة، تخاطب نفسها) اللعنة.
جون: (بعد استماعه للمحادثة، يخلع معطفه) هاي، أشبي..
(تنظر نحوه ببلاهة، وقد ذهب فكرها بعيدا)
جون: اتريدين ان تفضفضي....
أشبي: كلا..(تصمت لبرهة) لم لاأريك مجموعتي من القواقع، انا احتفظ بهذه المجموعة الخاصة.(تريه مجموعتها)....
جون: تبدو جميلة، لم ار ألواناً كهذه من قبل.(أشبي تبقى صامتة، فيتحدث هو لنفسه) كنت كثير الذهاب الى بيلوكسي اثناء طفولتي، مرة أنا وأخي، و كنا نخيم قرب الشاطئ، كانت السماء وقتها تتوشح بلون الأرجوان، اتذكرها جيدا وهي تتغطى بالأرجواني، تناولنا بعض البورك والبازلاء المعلبة، كم أحن الى ذلك دوما، طوال اسبوع كامل بعد عودتي الى البيت، صرت احلم كل ليلة بتلك الامواج المزبدة تنوش
رأسي ووجهي، كان شيئا مسليا، هل وجدت تلك القواقع ام اشتريتيها؟
أشبي: اشتريت بعضها وعثرت على البعض الآخر، احاول فك طلاسمها، اصواتها،وشفراتها السرية، هاك، اصغ، الاتستطيع سماع تلك الاصوات؟
جون: نعم...
أشبي: تلك هي روح البحر (تتصنت) انا على يقين من انها الروح البحرية، فقط تصور حينما سأتمكن من قراءة شفرات لغتها، سأتعرف الى كل اسرار الكون.
جون: نعم من المحتمل ستفعلين (ينظر في احدى الأصداف) تعرفين، انت على حق.
أشبي: ماذا تعني؟
جون: اقصد ما تكلمت به عني،لقد كنت محقة، فانا خروف،خروف من النوع العادي كم حاولت التخلص من ذلك،اما الآن فأنا خروف كبير..
أشبي: لايهمك ماتفوهت به، فانك ضيف عندي، لقد تصرفت معك بفظاظة.
جون: لا، فقد كان ذلك هو الواقع، لم ارد الانتماء حقا الى تلك الأخوية، بل حتى لم اود الذهاب الى الكلية، وانا مؤمن كأيماني بالجحيم الى انني لست عائدا لهولى بلاف والعمل في حقل فول الصويا حتى لو بلغت سن الثمانين.
اشبي: لازلت اصر على ان تعمل في مجال الزراعة.
جون: لاادري، ارغب ان اكون قسيسا او شيئا جيدا آخر، ولكنني لاأعرف حتى ان كنت مؤمنا بالرب.
أشبي: نعم..
جون: لم اكن مهتما يوما بخطايا البشر،لكنني الآن افكر بها دائما، كل ما أريده هو
انجاز شيء ما.
أشبي: تبحث عن منجز،نعم، اعرف ماتعنيه، حسنا، ماذا بشأن الكلية؟ الا تعدها منجزا؟ اقصد، انهيت منها كل هذه الصفوف،وأكتسبت العديد من الأصدقاء الجيدين؟ جون: الأصدقاء، نعم لدي بعض منهم.
أشبي: مالذي تعنيه؟
جون: لاشيئ، حسنا، قصدت ان اقول، ياللجحيم، دعيني اوضح ذلك، اصدقائي اولئك الشباب في الأخوانية، الذين دبروا لي شيئا مع جي جي، عفوا، اقصد ميرل، كهدية بمناسبة بلوغي الثامنة عشرة.
أشبي: تعني انك لم تشأ ذلك الموعد؟
جون: لا، لم أشأ ذلك، هاي، اين ذهبت بشرابي الأزرق.؟
أشبي: (بينما تناوله الشراب) من المحتمل انهم سيعتقدون انك تريد الذهاب حقا؟
جون: انا متأكد انهم لن يهتموا بما أرغب فيه، حتى انهم لم ياخذوا رأيي،ياللجحيم،اريد ان اسألهم شيئا من المناديل الورقية او زوجا من الجوارب، لكنهم يقدمون لي عاهرة، لانهم لن يخسروا شيئا، انهم يبعثون الأشمئزاز في نفسي، حتى حفلتهم لم اطق البقاء فيها، كل التيشرتات الجميلة وقصص مارون العاطفية كانوا يحجبونها عني.
أشبي: ألهذا السبب حضرت الى حانة الملاك الأزرق مبكرا؟
جون: نعم، احتجت تناول بعض الشراب ولكن ليس بصحبتهم. انهم مجموعة متسلقين أشبي: ياإلهي، اذن انت لاترغب الذهاب الى ميرل؟
جون: كلا،أظن لا..
أشبي: اذن تريد؟
جون: (يصمت لفترة) نعم..
أشبي: هذا خطا، انت تريد الذهاب فقط من اجل ارضائهم.
جون: اوه، لم تعد في الحسبان هذه النقطة، في البداية ربما ولكن ليس ثانية.الآن
انا راغب في الذهاب من تلقاء نفسي، لكي اثبت لنفسي انني لم اعد خائفا.
اشبي: خائفا؟ (تدرك تدريجيا فحوى كلامه) تعني انك لم تنم مع فتاة من قبل؟
جون: حقا، انا لم احبب من قبل.
أشبي: (بأندهاش) أما زلت محتفضا بعذريتك؟
جون: اوه، يالهي..
أشبي: لا، ليس ذلك سيئا، فانا الأخرى مازلت عذراء.
جون: اعتقد انني يجب ان احب...
أشبي: حسن، انت بالتأكيد لم تقع في حب ميرل، اعني انك حتى لم تلتق بها؟
جون: اعرف , ولكن ياإلهي، اعتقدت انني لن اقع في الحب، ماذا بعد؟، يجب ان يجرب المرء كل شيء، هل جربته؟ يالها من مشكلة، لماذا كل الأمور معقدة؟
أشبي: معقدة،؟ نعم، أظنها كذلك، اعني، انا دائما افكر ان امتلاكك العديد من الاصدقاء سيكون شيئا مسليا حتما، حفلات ورقص وملابس،كرقصة هذا المساء، هي مسألة مسلية للغاية.
جون: حسنا، لم لاتذهبين؟
أشبي: لاأدري، لست واثقة انني ساستمتع بذلك، على كل حال تستطيع الذهاب لوحدك.
جون: اوه، تريدين مواعدة...؟
أشبي: نعم، او شيئا من هذا القبيل.
جون: اقول، أشبي، اتريدين الرقص هنا؟
أشبي: لا، من الأفضل ان تناقش خياراتك؟
جون: اية خيارات؟
أشبي: ميرل، ارى انها لاتبدو ملائمة لك.
جون: دعينا ننسى ميرل الآن، علي الذهاب لبرهة هنا، أما زلت تحتفظين بالمزيد من ذلك الشراب القمري الأزرق؟
أشبي: انت فقط تحاول التهرب خلف معان مصطنعة.
جون: انت محقة، نعم، والآن هيا،اتودين ان ترقصي، ها، لقد اخبرتني انك تحبين الرقص.
أشبي: يالك من مثير للسخرية.
جون: (يتمشي نحوها) لنرقص؟
أشبي: جون بولك، انا فقط افكر.....
جون: هممم...
أشبي: كيف تقوم بحل مشكلاتك؟
جون: ها....اه....
أشبي: لنمارس الحب....
جون: ماذا.؟
أشبي: كل شيئ يبدو امامي منطقيا، تريد ان تثبت وكأن الخوف لم يتملكك، تفعله فقط حينما ترغم الآخرين على فعله.
جون: انظري، اعني، أنني، أنني حتى لاأكاد اعرفك جيدا...
أشبي: ولكننا تحادثنا، انها طريقة جيدة، حقا،في ان اكون ملائمة لتعيين ما تقترف من اخطاء.
جون: تعرية بكورة سنواتها الأثنتي عشرة، تبعث في شعورا بالعظمة.
أشبي: انا في السادسة عشرة، باية حال، انا التي ساقوم بتعرية احساسك الهائل بالرضى عن نفسك. سأذهب لأضع شيئا من عطر تايكر كلو (تغادر).
جون: هي، ارجعي، عطر مخلب النمر، ياإلهي..
أشبي: (تدخل) اعتقد على الواحد ان يحتفظ بعطر مختلف لكل الطبائع المتباينة.
جون: هاي، اوقفي رش ذلك، تعرفين ان هذا لايجذبني الى....، حسنا،ستثيرين اعصابك اكثر، او ستحبلين جراء ذلك، او العديد من الأشياء اللعينة، توقفي عن الرش،ألا تتوقفين،؟
أشبي:أحبل؟أتصدق حقا انني سأحبل؟
جون: مؤكد، شيئ سهل الوقوع.
أشبي: ليس ذلك بالأمر السيئ، ربما، علي بالتوجه الى طوكيو لأجراء عملية اجهاض هناك، لم ازر الشرق من قبل.
جون:اكيد، ستكون متعة مقتطعة وغير متوقعة،.
أشبي: على كل، لطالما رغبت بالحصول على طفل عزيز يكون لي،اقدر الأنتقال الى أطلانطا مع امي ومادلين، سيملأ حياتي بالبهجة،كيف؟ سأقوم بأصطحابه معي الى السوبر ماركت،وساضعه في واحدة من تلك العربات المخصصة للصغار، وأدور به في كل مكان،
سأطعمه طعامه الخاص المطعم بالدراق بملعقة ذهبية بالغة الصغر، لماذا؟ سألتقط له صورة بالألوان وارسلها لك عبر البريد. تعال (تبدأ بوضع الوسائد على الأريكة) حسنا، اعتقد انك يجب ان تقوم بتقبيلي بداية، انه فقط من الأتيكيت، كلهم يبدؤؤن بهذا جون:أخشى ان لاأستطيع تقبيلك بوعي كامل، اعني انك صغيرة جدا على نظارات عين القط هذه وبهذا الشعر المجعد، لا أتمكن حتى من تقبيلك.
أشبي: لاتتمكن حتى من تقبيلي؟ لاذنب لي بذلك لااستطيع بدون نظارة، سأختاراجمل واحدة ان لقيت.
جون: نظاراتك لطيفة، لننس ذلك. O.K؟
أشبي: اعرف، شفاهي ايضا ارجوانية، حينما اتناول الجزر يتغير لونهن الى البرتقالي.
جون: انا لم اتفوه بشيئ حول شفاهك او كونها ذات لون ارجواني او غامق.
أشبي: حسن، ماهو اذن؟ انك مازلت فرخا ساذجا،اعتقد...
جون: بالتأكيد، صحيح انا ساذج،فرخ ساذج، لننس هذا، لاأعرف كيف، ولكن، على كل حال،من المحتمل انها غلطتي.
أشبي: حقا، كلها منك، كنت اود ان يكون لي طفلي، او على الأقل ان اذهب الى اليابان، انا شديدة الضيق من المدرسة، واستطيع سحق كل ما اجده في طريقي من الماشميللو (تبدأ بسحق الماشميللو) اذهب الى عاهرتك النحيفة ذات الدمامل، اتمنى من تلك المومس ان تضحك، احتمالا، حتى على خلقة وجهك، فلديك وجه من السهولة ان يثير الضحك.
جون: انك محقة بالتأكيد، ستضبح وتولول هازة برأسها اللعين احمر الشعر. ربما استطعت الأنتظار خارج الباب لسماعها، سيمنحك ذلك الكثير من الغبطة،اضافةالى لذتك السادية كلصة صغيرة.
أشبي: لصة؟ هل كان روبن هود...اوه،مالعلة في هذا العالم؟ انا لم أخلق لهذا، من المحتمل انني وضعت في العالم الخطأ، لقد تكشف لي ذلك الآن.
جون: انت تلائمين هذا العالم.،
أشبي: بالتأكيد، لست الا كتلة غير مرغوب بها لمن يراني.
جون: من؟
أشبي: انت على سبيل المثال.
جون: (صمت) تعنين، لانني لم امارس الحب معك؟
أشبي: انه واضح بالنسبة لي.
جون: انت غلطانة، تعرفين؟
أشبي: (لنفسها، برقة) لاتشفق علي.
جون: السبب في انني لم ارد ذلك، انه فقط، حسنا، انني هويتك جدا جدا..
أشبي: هويتني؟
جون: مجرد كتلة غير مرغوب بها، ياإلهي، خدودك، انها، انها.......
أشبي: خدودي، خدودي مابها؟
جون: انها بلون الورد.
أشبي: خداي بلون الورد؟
جون: نعم خدودك، انهما حقا تشبهان لون الورد.
أشبي: حسن، ان لونهما طبيعي، تعرف؟ تحب ان نرقص؟
جون: نعم.
أشبي: سافتح الراديو (تدير الراديو، تسمع اغنية إيثيل وترز، تمشيطة حبيبتي الحلوة،
تدق باصبعيها متابعة اللحن) ياكي.... دع الجاز يصدح.
(يرقصان معا)
جون: هاي، انا لست جيدا او...
أشبي: جون بولك...
جون:اجل...
أشبي: حبيبي، اعتقد انك ترقص جيدا...
(يرقصان، ثم يغرقان في الضحك معا، كما يريدان حتى نهاية الأغنية، يعلن المذيع الوقت وهو خمس دقائق قبل الساعة الثانية عشرة، واقتراب نشرة الأخبار،بيللي هوليدي او تيري بيرس يغنيان اغنية: هل انا أزرق؟).
جون: ارقصي...
أشبي: ستأتي النشرة الأخبارية بعد خمس دقائق.
جون: أي؟
أشبي: ذلك معناه بقيت خمس دقائق حتى منتصف الليل.
جون: اجل، اعرف..
أشبي: اذن، انت لن..
جون: أشبي، لم ارقص في حياتي طوال الليل، اتريدين ان نفعله الآن، الرقص طوال الليل ومراقبة الفئران وهي تنحدر عبر الميازيب.
أشبي: فئران؟...
جون: ألا يخرجن أثناء الليل؟سمعت ان نيو اورلينز مليئة بالفئران.
أشبي: نعم، نعم، انها ممتلئة بالفئران.
جون: اذن لنستمر بالرقص طوال الليل حتى نراها وهي خارجة.
أشبي: حسن، حسن، ولكن ماذا بشأن اقدامنا؟
جون: اقدامنا؟
أشبي: ستتأذ ى..؟
جون: نعم...
أشبي: (تبتسم)اذن لنستمر في الرقص.
(يأخذ بيدها، ويمضيان في الرقص حتى يخفت الضوء بصورة تدريجية، بينما تأخذ الموسيقى بالأرتفاع لحين اعلان وقت الختام)
(نهاية المسرحية)
Ziam50@hotmail.com