ثقافات

أماني البابا: الفن حفاظا على الهوية الفلسطينية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الفنانة التشكيلة أماني البابا لإيلاف:
اعمل على تأسيس مدرسة فنية خاصة بي تسمى مدرسة البابا


محمد الخامري من صنعاء: أماني اسعد البابا.. فتاة فلسطينية في العشرينيات من عمرها تسكن العاصمة صنعاء، حلّت بها بعد طول ترحال وغربة، كسنبلة قمح من حقل في الجليل كزهرة من بيسان، كوردة من طبريا، حملت الوطن في قلبها، وأمسكت بالأرض والانتفاضة، ودارت حول الإنسان الفلسطيني الحاضر دوماً في كل رسوماتها. فتاة فلسطينية.. ترسم الوطن بالألوان، تجسّد القضية في أشكال ومربعات وزوايا، تظلّل الوجوه بتعب من الحزن الساكن في ضمير كل فلسطيني. هكذا هو الإنسان الفلسطيني الذي يحمل فلسطين في قلبه وعينه، كيفما توجّه.
فلسطين الحاضرة في عقل ووجدان أماني تطلّ إلى الناس بناسها وانتفاضتها وشهدائها ووجوهها، مواضيع لوحاتها تدور حول فلسطين وبالأخص حول الإنسان. الإنسان الفلسطيني حاضر في معظم لوحاتها، فهو تارة شهيد، وتارة يتطلع إلى السماء، وطوراً يفكر أو يتأمل، وكأن أماني تريد أن تبعث برسائل سياسية أو وجدانية، أو أنها تحولت إلى مخرج يعبّر بالصورة عن حال اللاجئ الفلسطيني الذي ينتظر العودة، أو يرقب الوطن من بعيد. لاماني حُضورٌ بارز في العديد من المعارض والمحافل والفعاليات الفنية المتصلة بالقضية الفلسطينية التي تعتبرها قضيتها الشخصية وربما همها الأوحد الذي تعمل على معالجته من خلال الكلمة واللوحة والمشروع القادم "الدار" الذي هو الوطن الذي يفتقده الفلسطيني كما تقول.
قالت أماني البابا المولودة في العاصمة الأردنية عمّان في هذا الحوار الخاص بإيلاف أن أصولها تعود إلى منطقة اللد التي قالت أنها اشتهرت كثيراً متلازمة مع منطقة أخرى جوارها وهي الرملة "اللد والرملة" والتي تقع ضمن إطار الخط الأخضر "الإسرائيلي" منذ العام 1948م والتي قالت أنها لا تعرفها حتى هذه اللحظة. عرفت نفسها باختصار بأنها فنانة تشكيلية "ارسم وأقيم معارض منذ 10 سنوات".

هل تعملين في إطار فني أو شلة فنية معينة؟
- نعم. . بدأنا نكوّن مع بعض الفنانين العرب في مختلف الدول العربية ابتداء من دول المغرب العربي غرباً وحتى دول مجلس التعاون الخليجي شرقاً تكتل عربي لإقامة معارض مشتركة في أكثر من دولة عربية وأجنبية وسبق أن عملنا معارض مشتركة في المغرب وباريس, مش شرط أن يكون كل الفنانين المشاركين موجودين في الدولة ذاتها حيث يتم اخذ لوحات معينة من كل فنان ومشاركتها في المعرض بدونه, وسيكون هناك معرض في اليمن في تشرين الثاني "نوفمبر" القادم.

* هذه المجموعة التي تتحدثين عنها "كم فنان"؟
- الحقيقة أن الفنانين المنضوين في هذا التكتل كثيرين جدا ولا زالوا يتزايدون بصورة شبه يومية ولكن الفنانين الرئيسيين المكونين لهذا الائتلاف الفني العربي الذي استطيع أن أصفه بالرائع 7 فنانين من كل ليبيا وتونس والمغرب والسودان واليمن والمجموعة قابلة للزيادة.

* هل كان احترافك الفن عن دراسة أم هواية فقط؟
- الحقيقة أنني فنانة بالهواية منذ الصغر ووجدت ولله الحمد من ينمي لدي هذه الهواية, أما الدراسة فانا خريجة أدب فرنسي من جامعة صنعاء, وبداياتي كانت في الاشتراك ببعض الورش الفنية كمنظمة ديا الفرنسية في اليمن التي مكثت فيها سنة كاملة وهي كانت ضمن ورشة فنيه طويلة بدأت بـ16 فنان وانتهت بـ6 فنانين فقط والحمدلله كنت احدهم حيث كانت هناك مراحل تصفيات دورية, وكان يتم عمل تصفية دورية ويخرج عدد من الزملاء إلى أن صفينا نحن الستة 3 صبايا و3 شباب, وبعد منظمة "ديا" فكرنا نحن الستة أن نكوّن نواة لمؤسسة فنية لكن الوضع البيروقراطي الكامن في داخلنا أولا كشباب عرب "تضحك" ثم كوضع سائد في الدول العربية بشكل عام لم نتمكن من المضي في تحقيق هذه الخطوة لكننا مستمرين في تنظيم المعارض المشتركة.

* هل لديك تواصل مع فنانين يمنيين؟
- أكيد لي تواصل دائم مع كبار الفنانين اليمنيين كالفنانة الدكتورة آمنة النصيري والفنان طلال النجار وريما القاسم والفنان السوداني الطيب الحاج الذي تعرفنا عليه في منظمة ديا واستمرينا بالتواصل معه إلى الآن, ولا يزال يعمل معنا في العديد من حقول الفن التشكيلي كمؤسسة إبحار للطفولة وغيرها وبيننا شغل مشترك كثير, وهناك تواصل فني مستمر وصداقة اعتز بها مع عدد كبير من الفنانين اليمنيين الذين لم اذكرهم خوفا من نسيان احدهم فأعاتب.

* ماذا ترسمين؟
- موضوعي الأول والأخير هو قضيتي الأولى كلاجئة فلسطينية وموضوع الهجرة والاغتراب إلى غيرها من الموضوعات المتصل بالقضية الفلسطينية وصلة المواطن بالأرض وكيف صارت ومعالجات مختلفة من خلال اللوحات والتخيلات للقضية وإفرازاتها وما نتج عنها وما ينتج حاليا بصورة يومية.
حاليا بدأت اتجه للرسم للأطفال والرسم مع الأطفال، لديّ مجموعة تحت النشر وهي على شقين مجموعة للأطفال "صغار السن" ومجموعة للشباب اليافعين عن "الدار".

لماذا عن الدار وما فكرة هذا العمل؟
الحقيقة أننا كفلسطينيين لنا تراث كبير وقديم واغلبه يتحدث عن الدار ويحاكيها ربما لأننا نفتقدها كبقية شعوب العالم, فانا أحاول وبشكل مبسط أن اجمع كل ماله صلة بالدار الفلسطينية من أقول ومأثورات وأغاني شعبية وأشعار وتراث فلكلوري وإبرازها برسومات وأنا الآن في طور هذا العمل الذي سيصدر فيما بعد على شكل أقوال تراثية عن الدار مع الرسومات ثم موضوع الزيتون ثم موضوع آخر متعلق بتراثنا الفلسطيني الذي إن لم نحافظ عليه ونحفظه بشتى الطرق سيضيع منا, وأنا اعمل هذه الخطوات للحفاظ على تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا.

* من متبني هذا المشروع؟
- الحقيقة أنني اعمل حالياً على الاشتغال به بصورة شخصية لكن هناك العديد من الجهات التي عرضت عليّ تبني هذا العمل وإخراجه إلى الوجود على شكل عمل منشور مثل دار الحدائق في لبنان التي عرضت علي تبني وتمويل وإخراج بعض أعمالي, إضافة إلى دار نشر تونسية وغيرها كثير, والحقيقة أنا اعمل حاليا على الانتهاء منه ولم افتح باب النظر إلى تلك الجهات حتى لا ارتبط بها ارتباطا أدبيا وتتابعني وتضيّق عليّ وربما اعمل تحت ضغط نفسي لا يجعل للعمل قيمته التي أسعى إليها لذلك أفضل أن انتهي أولا من العمل الفني وبعد ذلك انظر إلى تلك العروض التي قدمت لي وارى الجهة المناسبة لتبني وتمويل المشروع الذي أعول عليه كثيرا في حفظ التراث الفلسطيني.

* يعني ستعملين على إخراج جميع الأفكار ثم تبحثين عن من يتبناها؟
- لا. . أنا سأنتهي من المجموعة الأولى "الدار" ثم ابحث عن من يخرجها إلى الوجود شرط ألا يكون ممولا فقط. . أنا ابحث عن الجهة المناسبة التي تؤمن بفكرتي أولا وتتحمس لها لأنها ستخرج هذا العمل كقضية وليس كتجارة وبيع فقط. . وبالتالي فالفرق كبير جدا بين صاحب القضية وصاحب المال الذي يريد أن يكسب فقط.

* نعرف أن هناك مدارس فنية متعددة فإلى أي مدرسة تنتمين؟
- وممكن هناك مدارس جديدة تنشأ حاليا. . ويمكن واحد يستطيع أن يُنشئ مدرسة منفردة وخاصة به حسب اتجاهك واستخدامك للألوان والخامات. . ولذلك أنا أفضل ألا احصر نفسي في مدرسة مُعيّنة ومنهج واحد لأني كهاوية كنت أجرب كل فترة مدرسة وأسلوب فني جديد, كنت كل فترة اعمل معرض غير المعرض السابق تماما وهناك من كان يحظر هذه المعارض ويقول مستحيل أن تكون هذه الفنانة هي نفسها التي نظمت المعرض السابق الذي كان ينتمي إلى المدرسة الفلانية, والحقيقة أنني لازلت أجرب ولا يوجد فنان يستطيع أن يقول انه وصل إلى ما يريده.

ماذا تجربين والى ماذا تسعين بالضبط؟
- أجرب المدارس الموجودة والخامات والألوان والأفكار التي عندي وأحاول أن استقل بخط خاص بي يمكن أن يكون في يوم من الأيام خطا معترفا به من قبل الفنانين الكبار.

* يعني تعملين حاليا على تأسيس مدرسة جديدة خاصة بك؟
- تضحك تم تقول نعم ليش لا. .

* ألا يدخل هذا في إطار الغرور أو خلينا نسميه الطموح الكبير؟
- لا مش غرور ولا طموح كبير. . أين المشكلة. . طالما وان كل إنسان له "بصمة يد" خاصة به مختلفة تماما عن بصمة أخيه وشقيقه وربما توأمه فانه لابد أن يكون لكل إنسان تفكير خاص به وبصمة فنية خاصة. . أنا عندما ارسم بأحاسيسي وكياني وتفكيري وخيالي وكل جوارحي التي أسخرها للعمل الفني وعندما ارسم بخطوطي الخاصة به ولا أحاول أن أقلد الفنان الفلاني! والفنان المشهور الراحل! !, وهكذا فإنني سأصل إلى أن تصبح لديّ خطوطي الخاصة وبصمتي الخاصة بي, وبما أنني أؤمن بقضية مُعيّنة ربما الكثير يفتقد إليها وبالتالي يرسم لمجرد الرسم فقط, وبما أنني أسعى لإبراز هذه القضية فإنني حتما سأصل إلى ما أصبوا إليه ولن أتردد في الإيمان بهذا الهدف والسعي لتحقيقه, وربما تفاجأ في يوم من الأيام وأنت تسمع عن مدرسة "البابا" تضحك ثم تعلق على نفسها "شوف الغرور" تواصل الضحك..

* هل تعتزين بلوحة معينة؟
- الحقيقة أنني اعتز بكل لوحاتي لكن هناك نقطة عجيبة لديّ وما اعرف يمكن تكون موجودة عند الفنانين كلهم وهي أن هناك لوحات تنتهي, لان اللوحة زيّ الكائن إن رسمته ويمكن يموت بعد فترة. . أنت حفظت له صورة. . هناك لوحات لا اعرف أين هي الآن لكنني احتفظ بصورها. . فسبحان الله انظر إلى اللوحة وأتخيلها زي الكائن تولد "كفكرة" ثم ترسم ثم تعيش فترة من الزمان بحوزتك وتعرضها هنا وهناك وهو أوج التوهج لها وتريها للفنانين والأصدقاء والمهتمين ثم تموت كأن يشتريها احدهم مثلا ولا تعرف أين وضعها وأين احتفظ بها وهنا ماتت بالنسبة لي, ولكنها تبقى معك كصورة فوتوغرافية للذكرى فقط.

هل لك طقوس معينة أثناء الرسم؟
- أنا اكتب وعضو في رابطة الأدب الإسلامي. . مرات تخطر ببالي بعض القصص أو الكتابات وتكون إيحاء كبير لعدد من للوحات. . مثلا هناك مثل فلسطيني أو بيت من الشعر متداول كثيرا بين الفلسطينيين عن الدار ويقول "والله يا دار لو عدنا كما كنا. . لاطليكي يا دار بعد الشيد بالحنا" يعني حيحني الدار وهنا لك أن تتخيل أن الدار أصبحت كأنها عروس بدو "يريد" يطليها بالحنا ويزينها. . هذي العبارة عملتلي تعبئة وطاقة أنني يمكن ارسم خمس لوحات على فكرتها ومكنوناتها فقط وهذه العبارة فيها مشاعر غير عادية. . وهكذا فان هناك العديد من الأبيات المأثورة والأمثال الفلسطينية القديمة التي تمدني بطاقة عجيبة للرسم وهذه حالة من حالات الطقوس التي تنتابني قبل الرسم.
هناك طقس آخر. . تأتيني بعض الأحيان مشاعر متداخلة مختلطة من كثر ما أشوف يوميا على القنوات الفضائية الذبح والقتل والدماء والأشلاء فقمت جبت رصاص حقيقي ورشيته رش على شكل كولاج "إلصاق مواد معينة" على لوحة فيها دماء حمراء مسكوبة وموقع عليها (USA). . ولوحات ثانية عملت نخلة سعفها كله من الرصاص ومعالجة بالرمل وغيرها من اللوحات التي ارسمها على طقوس آنية. . تخيل انك ترسم على أنغام قناة فضائية مثلا أو صوت أغنية فلسطينية, وصلت في مرة من المرات انني كنت ارسم الدماء وارش عليها الرصاص بالكولاج وأقول لهم بروزوها وعلقوا خلوا الناس تتفرج على حياتنا وقضيتنا أين وصلت.

* بمن تأثرتِ؟
- الحقيقة أنني تأثرت بالعديد من الفنانين. .حصل مؤخرا تواصل بيني وبين الفنانة المعروفة أمية جحا, والتأثر يمكن أن يكون من أي شئ. . منظر أو صوت أو قناة أو خبر أو طفل يكتب قصة يحرك فيك مشاعر الفنان ويخليك ترسم لوحة تحاكي قصته. . مش شرط أن يكون هناك مثل أعلى وترسم مثله فقط. . أكيد في البداية والنهاية أن الهاوي يتأثر بالمُدرسين الأوائل له لكنهم حتى هؤلاء كانوا يحثوننا على الخصوصية والبحث عن بيئتك والرسم منها لكي تكون لك بصمتك الخاصة.

* من الذي يقف خلفك ويشجعك على المضي في الفن؟
- العائلة كلها بتشجعني لكن الوالدة هي الأساس فالوالدة في التراث الفلسطيني هي التاريخ في أي عائلة, وأمي راحت أريحا واللد وعندها كل شئ عن تلك الأراضي الغالية وبتعطيني دفعة قوية وطاقة كبيرة للرسم حول القضية.

هل ستستمرين في الرسم أم انك ستتجهي للعمل في تخصصك الأكاديمي؟
- أكيد سأستمر في الرسم وسأركز على التراث الفلسطيني وفي الكتب حتى يطلع عليه أي احد. . ليش جاءتني فكرة تدوين التراث الفلسطيني في الكتب بالقلم واللوحة لأننا شعب خايفين نضيّع هويتنا, يعني أمي كانت فاكره أنها ستعود. . تصور أن أمي كلما عملنا أي وثيقة رسمية أو جواز جديد تقول إن شاء الله يكون هذا آخر جواز نجدده خارج بلادنا. . إن شاء الله يعملوا حل ونرجع لفلسطين. . من اجل هذا لابد أن نغرس في أبنائنا حب فلسطين وتراثها وتقاليدها وهويتها حتى عندما يعودوا إليها يكونوا عارفين كل شئ عنها ويتعاملوا على أساسها وان شاء الله هذا قريب جدا. . نريدهم أن يعودوا إلى فلسطين وهو يحبوا الدار ويحبوا الزيتونة ويعرفوا كيف كانوا يعملوا في الأعياد وكيف تقاليد الشعب الفلسطيني في مختلف المناسبات. . وكل هذا نحاول أن نعرضه للجيل الجديد بشكل مبسط.

* هل خطر ببالك أن تعملي معرض في الداخل؟
- أتمنى أن نعمل أي شئ في الداخل لكني واقعية بالنسبة لهذه النقطة بالذات وأنا أرى أن الوضع صعب جدا لذلك أرجو أن أتمكن من نشر قضيتي خارج حدودها وان اعمل شئ للمساهمة في حفظ الهوية الفلسطينية.

* كلمة أخيرة؟
- شكرا لإيلاف على هذا اللقاء وأتمنى أن أجد تعليقات جيدة وتقييم للوحاتي التي أتمنى على إيلاف أن تنشر اغلبها مساهمة منها في نشر قضيتي وقضية كل العرب.

الفنانة التشكيلية أماني البابا
فلسطينية من مواليد عمان 1980.
خريجة كلية الآداب قسم فرنسي - جامعة صنعاء.
المشاركات والمعارض:
- المهرجان السياحي الأول 1998.
- المركز الثقافي الفرنسي 1999: معرض شخصي.
- المركز الثقافي الفرنسي 2000: معرض شخصي.
اتحاد الأدباء والكتّاب 2001: مشاركة.
- معرض مشترك ببيت الشباب.
- معرض الفن والتراث - منظمة ديا الفرنسية: 2002.
- معرض الفن والتراث - تعز: 2002.
- معرض صنعاء القديمة باب اليمن: 2002.
- معرض شخصي، بيت الثقافة: 2003.
- معرض ((أنامل من ضوء ))، بيت الثقافة: 2003.
- معرض مشترك: بيت الثقافة 2005.
- معرض مشترك المركز الثقافي اليمني 2006 على هامش مؤتمر حقوق المرأة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف