ثقافات

روائي جزائري: الكتاب العرب يغارون على أعمالهم كزوجاتهم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سعد القرش من الجزائر: يرفض الروائي الجزائري المقيم في ايطاليا عمارة لخوص أن يمنح النص الادبي نوعا من القداسة بل يشيد بدور "المحرر الادبي" في دور النشر الأجنبية وهو ما يرفضه معظم الكتاب العرب الذين يصفهم بالغيرة المبالغ فيها على أعمالهم كأنها زوجاتهم.
ويعتبر دور المحرر الادبي ضرورة لتخليص النص الادبي من الزوائد وهو اجراء تخضع له نصوص كتاب بارزين بعضهم نال جائزة نوبل ولا يرون فيه مساسا بكبريائهم الادبية لكن الكاتب العربي يرفض أن يقترب ناشر من رواياته أو قصصه "التي يغار عليها كأنها زوجته."
وقال لخوص لرويترز على هامش (الملتقى الدولي الاول للكتاب العرب في المهجر) الذي اختتم الخميس الماضي بالمكتبة الوطنية الجزائرية إن النص العربي اذا ترجم الى لغة أخرى "يجب أن يخضع لتصرف المترجم" مشيرا الى أن الالتزام الحرفي بالاصل ربما لا يجد صدى لدى القارئ الاجنبي.
وضرب مثلا بالمترجم الايطالي فرانشيسكو ليجو الذي بدأ ترجمة رواية ( وردة) للمصري صنع الله ابراهيم ثم توقف ولم يكمل الترجمة اذ اكتشف أن النص يبتعد عن اهتمامات القارئ الايطالي.
ودرس لخوص الفلسفة في جامعة الجزائر والانثربولوجيا في جامعة روما التي يسعى للحصول منها على الدكتوراه حيث يقيم في ايطاليا منذ عام 1995 وصدرت أولى رواياته عام 1999 ثم صدرت روايته الثانية (كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك) في الجزائر عام 2003 وفي بيروت عام 2006 ثم أعاد كتابتها بالايطالية بعنوان (صدام الحضارات حول مصعد في ساحة فيتوريو).
وقال لخوص إنه أعاد النظر في روايته حين كتبها بالايطالية ففي رأيه أن ما يصلح للقارئ العربي ربما لا يمثل شيئا ذا قيمة بالنسبة للقارئ الاجنبي ولهذا حازت الرواية "في صيغتها الايطالية" إعجاب القراء والنقاد اذ نفدت طبعتها الثامنة خلال عام واحد.
ووصف إعادة صياغة روايته بالايطالية بأنها كانت مغامرة وبديلا عن الترجمة وقال إن الاطلاع على لغة أخرى من شأنه أن يؤدي الى زيادة مساحات الوعي وعمق الادراك للذات ولجماليات اللغة.
وأضاف أنه يكتب الان روايته الجديدة بالايطالية مباشرة اذ ان السنوات التي غاب فيها عن الجزائر شهدت أحداثا وتغيرات لا يستطيع أن يكتب عنها من الخارج.
وقال "تغير الجزائريون كثيرا وتغيرت بعض معالم المدينة (الجزائر) فالطابع الجمالي الذي كان من أبرز سماتها العمرانية يكاد يختفي في كثير من الاحياء. لا أستطيع الا أن أكون صادقا مع نفسي وبدون أي احساس بالذنب" تجاه اللغة العربية التي تخلى عن الكتابة بها.
ولا يعتبر لخوص أن العرب في ايطاليا يشكلون جالية تصلح كجمهور لقراءة الادب العربي "لا يقرأون. فالمصريون يعملون في المطاعم والمغاربة في الزراعة... العرب لم يفهموا فكرة أو أهمية نقل ثقافتهم الى العالم."
وأضاف أنه ليس معنيا بتحسين صورة العرب في ايطاليا "هذه ليست وظيفة الكاتب وانما مهمة الدبلوماسي... الكتاب ليسوا محامين بل يبدعون عالما من الخيال يدفع العالم للاقتناع بأن للثقافة العربية خصوصية وشأنا يرقى بها الى العالمية."
(رويترز)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف