حكايات من التراث الايطالي مع كالفينو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: يعد "ايتالو كالفينو" واحد من ابرز الكتاب الايطاليين في القرن العشرين. كاتب من عصر التنوير الحديث. مناضل ثائر متمسك بالانتماء الى عصر الانسانيين الحر. يجمع عالمه الادبي بين تيارات مختلفة ما بين الواقعية الجديدة والادب الرمزي الخيالي وادب الخيال العلمي. ولد في سانتياجو- كوبا- عام 1923 وتوفي عام 1985. قضى سنوات طفولته وشبابه في ليجوريا حيث اشترك في حرب تحرير ايطاليا ومقاومة الفاشية. وبعد الحرب اتجه للكتابة وتخرج من كلية الاداب بجامعة تورينو. في عام 1947 نشر روايته الاولى "درب اعشاش العنكبوت" وفي عام 1950 تم تعيينه لدى دار نشر "ايناودي" واستمر في العمل بها بعد ان اصبح كاتبا شهيرا. له العديد من المؤلفات من اهمها حكايات ايطالية، اسلافنا، مدن لامرئية، والمجموعة القصصية ماركو فالدو، العواطف الصعبة، مسافر في ليلة شتاء، بالومار واخيرا الدروس الامريكية التي صدرت بعد وفاته عام 1983. وله العديد من المقالات والدوريات الادبية التي نشرت اثناء عمله بجريدة لاريبوبليكا وأونيتا.
كالفينو لديه شغف بالاساطير.. فهو يشعر بان هناك شيئا سينكشف له مستقبلا ولم يكن واضحا له امام عينيه.. وهي الحرية.. الحرية التي لا يستطيع ان يجدها كاتب الا بالتحرر من قواعد الواقعية..بحل المواقف الصعبة بنفس الطريقة التي يجد بها ابطاله حلولا لمواقفهم الصعبة بكسر حبة جوز تخرج منها عربات بديعة تجرها الخيول، او غرس مشط في الارض فتخرج منه غابة كثيفة متشابكة الفروع..كالفينو لديه رغبة في الكشف عن مخزون الاساطير الشعبية الايطالية فهو يعتبرها كنز من الثراء والنقاء والتنوع الذي يجمع بين الواقعية والخيال في ان واحد.. يحب الانغماس في عالم الاساطير والحكايات حيث لا توجد قواعد او قوانين. القراءة بالنسبة لكالفينو تعني التحرر من اية احكام مسبقة لاستقبال صوت ياتيك من حيث لا تدري من ناحية ما.. فيما وراء الكتاب والكاتب واحكام الكتابة.. مما لم يذكر من قبل ومما لم يصفه احد في العالم ولا توجد كلمات لوصفه. يقول "عندما كنت اقرأ الحكايات يهيأ لي ان الامر يتعلق باشياء لا تحدث ابدا وهاانا داخل واحدة منها".
حكايات شعبية
يضم كتابه " حكايات شعبية ايطالية" قصص وخرافات من التراث الشعبي الايطالي خلال المائة سنة الاخيرة. جمعها وصاغها وترجمها من اللهجات المحلية المختلفة. وترجمتها عن الايطالية نجلاء والي وتم نشر الكتاب بالتعاون مع وزارة الخارجية الايطالية وصادر عن دار شرقيات. ولدت فكرة هذا الكتاب لحاجة دار النشر لاصدار كتاب يجمع الحكايات الشعبية للتراث الايطالي مثل كتب الحكايات المشهورة. ويقول كالفينو انه عمل على مادة جمعت ونشرت في كتب ومجلات متخصصة او مخطوطات غير منشورة في المتاحف والمكتبات لم يذهب بنفسه لسماع الحكايات من الجدات.. ولكن كان لديه كم ضخم من الحكايات الشعبية وخاصة التي تنتمي الى القرن التاسع عشر ومحاولات جمع الحكايات الاصلية. وقد ركز في كتابه على هدفين الاول التعرض لكل الحكايات الشعبية الموثقة في اللهجات الايطالية والثاني ان يقدم حكايات كل المدن الايطالية. انتهى كالفينو من كتابة هذه القصص الشعبية عام 1956 بعد رحلة بين الحكايات الشعبية استغرقت اكثر من عامين بدأها عام 1954 ويصف منهجه في العمل انه سجل عن كل حكاية قرأها ملاحظة سريعة ثم صنفها طبقا للانواع التي قام بترقيمها حسب ما تراءى له.. وكل صنف من الحكايات له بطاقة خاصة به.. سجل فيه عنوان الحكاية.. وهذه طريقته في معظم اعماله فهو يعتمد على الترتيب والتمييز والتصنيف. ثم قسم النصوص الى مجموعات وبعد تمييزها وترقيمها داخل هذه المجموعات قام باختيار رواية من عدة روايات للحكاية ليعيد كتابتها ويكملها بروايات اخرى مختلفة. ويشير كالفينو الى ان الحكايات الشعبية اصدق تعبيرا من اي فن ادبي اخر فهو الانصهار الكامل مع ما نقرؤه وهو دليل النجاح الكامل للعمل الادبي. يحتوي الكتاب على قصص دينية، قصص قصيرة، وحكايات عن الحيوانات، وقصص تاريخية، وبعض الاساطير المحلية. هذه الحكايات او القصص ايطالية تمت روايتها من الشعب الايطالي ودخلت في الرواية الشفهية ضمن الفلكلور الروائي والحكاية اي كان اصلها تاخذ دائما من المكان التي تروى فيه منظرا طبيعيا، تقليد، حكمة اخلاقية، او لكنة لغوية او بعضا من روح البلد. ومن هذه القصص "جوفانين الشجاع" وهي واحدة من اكثر القصص الشعبية بساطة ومن اجملها. "رجل الطحالب الخضراء" وهي حكاية بحرية. "السفينة ذات الطوابق الثلاثة" تتحدث عن التجارة البحرية. "جسد بلا روح". "المال يفعل كل شئ". "راعي الغنم الذي لايكبر ابدا".