ثقافات

مسرحية حالة طواريء: الفقر والممارسات الامنية تولد الارهاب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة من رياض ابو عواد: تقدم مسرحية "حالة طواريء" لفرقة اتيلييه المسرح، التي تعرض ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان المسرح القومي المصري، معالجة درامية لقضية الارهاب تقول ان قوانين الطواريء والفقر والممارسات القمعية لاجهزة الامن تساهم في ظهور الارهاب والحركات الارهابية. المسرحية التي اخرجها محمد عبد الخالق عن نص للكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم تستند جزئيا الى تجارب واقعية لاعضاء في الفرقة حصلت معهم شخصيا.
تدور احداث المسرحية ضمن قاعة مسرح يعتقد ان احد الارهابيين يتواجد فيها فيقوم رجال الامن بمحاصرة المسرح ويدخلون اليه مع قوات الامن المركزي "في اشارة الى التواجد الامني داخل حدود النشاطات الاجتماعية والواقع الاجتماعي باعتبار ان المسرح هو نفسه الدنيا"، كما تقول المؤلفة. ويقوم ضابط امن بتهديد الموجودين مؤكدا انهم "لا يملكون اي خيار سوى تسليم الارهابي المتواجد في القاعة بدلا من ان يتعرضوا للعصر حتى يعترفوا". وخلال ذلك يظهر على خشبة المسرح رجال الامن المركزي وهم يحملون دروعا رسم عليها شعارات لحركة كفاية التي ترافق ظهورها مع انتخابات الرئاسة المصرية والتي تحتج على اعادة انتخاب الرئيس او توريث ابنه السلطة.
ويتم على خشبة المسرح تصوير عدة حالات يتعرض فيها المواطنون لاستجواب رجال الامن لهم والتدخل في تفاصيل حياتهم بشكل سلبي في مشاهد ساخرة من بينها تسجيل مريض على انه ميت واجباره على ان يبقى ميتا والا تعرض للملاحقة بصفته ارهابيا.
يترافق ذلك مع مشهد لرجال الدين الذين يقومون بزرع الافكار الخاطئة في نفوس شبان الاحياء الشعبية التي يتعرض سكانها دائما لملاحقة رجال الامن "فمن المعروف انك لن تجد احدا في الزمالك او في مصر الجديدة وغيرها من المناطق الراقية يتعرض لمثل هذه المضايقات بعكس سكان المناطق الشعبية والفقيرة"، كما تؤكد رشا عبد المنعم.
كما تظهر المسرحية تزييف الواقع من قبل الاجهزة الرسمية مع قيام مذيع في التلفزيون المصري بالتعليق على الاحداث وتقديمها بصورة مختلفة عن الواقع الذي قدم على خشبة المسرح.
المسرحية تهدف الى اظهار "استغلال قوات الامن لقوانين الطواريء واثارة المواطنين ضدها من خلال ممارستها القمعية والمهينة للمواطنين ما يخلق تناقضا بينها وبينهم .. فهذه الاجهزة تقوم باهانتهم وبافقادهم الاحساس بالامان بدلا من حمايتهم" كما يشير مخرج العرض محمد عبد الخالق.
واوضحت المؤلفة انها "تاثرت الى حد كبير بتقرير صادر عن مركز مصري لحقوق الانسان يشير الى ان كثيرا من المحتالين يلجأون الى ارتداء لباس ضباط الشرطة لممارسة سرقاتهم وذلك استغلالا منهم للصلاحيات غير المحددة للضباط التي منحتها لهم قوانين الطواريء وفي نفس الوقت انتقاما منهم بالاساءة الى صورتهم امام المواطنين".
تصور المسرحية الظروف التي يعيشها الشباب من بطالة وفقر وياس حيث لا تترك امامهم من بدائل سوى الوقوع في براثن الافكار الدينية والاتجاهات الارهابية كونها تحمل كما يعتقدون خلاصهم من الظلم الذي يتعرضون له. (أ. ف.ب)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف