تجربة المسرح المدرسي في هولندا
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هدفه الاول هو تربوي كي يساهم بتكوين شخصية الطالب، وجعله يفكر باستقلالية، والاهم التعرف على هواياته وميوله، وهذا كله يصب في تطوير شخصية الطالب.
كل هذا حملته معي لاشاهد نشاط مسرحي مدرسي في الجنوب الهولندي في مدرسة (Rodenborch-College-Roosmalen) التي قدمت حكاية (علاء الدين والمصباح السحري)، وهي إحدى القصص التي روت أحداثها شهرزاد على مليكها، والتي تعتبر واحدة من اجمل قصص (من الف ليلة وليلة )، كانت هذه المسرحية هي اشبه بتحية الوداع من قبل الطلبة لمدرستهم واساتذتهم وزملائهم، هذا النظام سائر في اغلب المدارس الهولندية، باقامة نشاط مسرحي يقدمه طلبة السنة الاخيرة.
سوف لانتحدث عن المسرحية كونها عرضا مسرحيا متكاملا، لانه لايخضع لاغلب مقومات العرض المسرحي، ولاننا حتما سنكون قساة على طلبة كان هدفهم بالتأكيد ليس فنيا بقدر ما هو مجرد نشاط مدرسي، فعليه ليس من الانصاف ان نمارس عليهم دور الناقد ونطالبهم بما هو خارج عن قدراتهم كون اغلب يشارك لاول مرة بهكذا نشاط.
بل سنتاول هذا النشاط من باب اخر، ونحاول ان نسلط الضوء على التجربة بحد ذاتها كونها تجربة مثيرة، وكذلك نلم بنظام هذا العمل الذي كان عبارة عن ورشة مسرحية لمدة عام دراسي كامل، لعل مدارسنا العربية تستفيد من هذه التجربة وتحاول ان تمارسها مع طلبتها.
علاء الدين، نص كتبه الطلبة
طلاب في المرحلة الثانوية يكتبون نصا مسرحياً! اليست هذ فكرة مثيرة؟؟؟ عندما تحدثت مع المشرفين على هذا النشاط وهما(مدرس اللغة الهولندية Reneacute; van Gerven ومدرسة الموسيقى Marion Zwanenberg-Neefs )، قالوا بانهم وزعوا طلبة المرحلة الاخيرة الى مجاميع، وعليهم جميعا ان يبحثوا بالمكتبة على شخصية علاء الدين وان يكتبوا نصا مسرحيا
استمر العمل على نشاط (علاء الدين المسرحي) طيلة العام الدراسي، وتكون التمارين بايام العطل فقط كي لاتؤثر على دراستهم، كان عملهم يحمل الكثير من التلقائية والبراءة والفرح الممزوج بالفخر لماقدموه، ارادوا ان ينقلوا لنا استمتاعهم على الخشبة بكل عفوية، ولعل المثير والملفت للانتباه هو تلك الفرقة الموسيقية والتي هي عبارة عن اوركسترا مصغرة تتكون من ستة عازفين على الات مختلفة،كون المسرحية تظم العديد من الاغاني يجسدها الطلبة كمجموعة وكافراد، هذه العمل يربي الذائقة الموسيقية والحسية لدى الطالب، ينمي عنده الاحساس وحفظ الجمل الموسيقية بشكل صحيح، لان الغناء لشاب بهذا العمر مع فرقة موسيقية ليس بالامر الهين ابداً.
لايمكن اخضاع هذا العمل لاحكام نقدية، لان من قاموا به هم مجموعة من الطلبة مستواهم اقل من الهواة، وان كانت هناك التماعات جميلة من اغلبهم، لكن يجب علينا ان نتعاطى مع الهدف النبيل لهذه التجربة والذي هو حتما اكبر من هدف جمالي او فني.
لكننا فضلنا بالكتابة عن دروس هذه التجربة، روح العمل الجماعية التي تميز هذه التجربة لكل الطلاب المشتركين بهذه التجربة، ابتداء من استقبال الضيوف، بيع التذاكر، تصميم الضوء، خياطة الازياء، عمل الديكور، مستندين لدعم عوائلهم لهم، الذي حرصوا لشراء جميع تذاكر المسرحية، توزيعها على معارفهم واصدقائهم، من اجل مساعدة إدارة المدرسة بتكاليف هذه التجربة.
لكن يبقى السؤال الاخر بعيد عن الدروس التي استقيناها من هذه التجربة، وهو هل استمتعنا كمشاهدين بهذا النشاط؟؟ اقول نعم وكثيرا جدا، كانوا طيورا تتقافز على المسرح، يحاولون ان يقدموا شيئا يثير انتباهنا، تلاحظ ارتباكهم المنطقي على الخشبة، واخطائهم التي يرتكبوها، ويرتكبون خطا ثانيا من خلال محاولتهم تصحيح الخطأ بخطأ اخر، انها لذة جميلة، استمتعت بصوت نسائي رائع، انه صوت ( marleen Van de Mouwlen) هذه الفتاة الموهوبة، تمتلك صوتأ ملائكيا، صوت اوبرالي، موهبتها اكبر بكثير من عمرها، اثنى عليها اغلب الجمهور، تمتلك احساس صادق بالغناء وتجيد الغناء باكثر من لغة، والتي ادت شخصية (ياسمين حبيبة علاء الدين )، اخذت قلوبنا بدفء صوتها وطولها الفارع على الخشبة.
بالتأكيد نتائج هذا العمل (الورشة ) له ايجابيات كثيرة، بل انها طريقة عمل علمية، بالاضافة لكل الايجابيات التي تطرقنا لها سابقا، هذه التجربة اذا لم يخرج منها موهوبا فأنها حتما زرعت بذرة التلقي عند الطلبة، عرفت جيل على عالم المسرح.
ملاحظة: الصور ماخوذة من موقع المدرسة وباذن من ادارتها؟
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف