موال أندلسي: نزهة في أفق أزرق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
منير بولعيش من طنجة: عن منشورات الأدبية أصدر الشاعر عبد الكريم الطبال مؤخرا ديوانا شعريا جديدا معنونا ب (موال أندلسي) و عبد الكريم الطبال واحد من أهم الشعراء الذين لازالوا و منذ عقود يؤثثون المشهد الشعري المغربي بفضل تراكماته الجمالية التي وصلت بعد صدور هذا الديوان إلى خمس عشرة عملا شعريا نذكر منهم (البستان ــ الأشياء المنكسرة ــ عابر سبيل ــ بعد الجلبة... ).
و تأتي هذه المجموعة في الواقع كامتداد أصيل لتجربة (عبد الكريم الطبال) المتميزة بأبعادها الروحانية و مكابداتها الجوانية:
(يا الله
يا المانح أجنحة للريح
امنحني ثانية
لا تشبه ثانية الوقت
و لا ثانية الموت
أنسى فيها
صخب الأحياء
و صمت الموت
أذكر فيها ما لا يمكن:
من موسيقى عالقة
بالبحر
تنورسني
فأرددها
في الحل و الترحال) ص10
(يا وشاحا من دم
يا صقيعا في الحجر
يا نحيبا لا يغيب
أنت تابوت
لطير نسى العش
و بئر لدموع العابرين
و غيم
يحجب الناي عن النهر
و سور بين ورد و فراشة ) ص 23
(يا سيدتي
يا أم الأولاد الآتين
من المستقبل
من سيدق على الأبواب السبعة؟
من سيكون رسولا
بين الأولاد العشاق
و بين الوطن المعشوق )ص 34
و يبقى من الواجب الإشارة إلى أنه و رغم المسلك الخاص الذي عرف به الشاعر و تميز به، إلا أننا نلاحظ مع ذلك وجود بعض التناصات الجمالية المفترضة دائما في تجربة أي شاعر، خاصة قصيدة (عابرون) و تقاطعها مع قصيدة (جمال العابر) للشاعر اللبناني المقيم في أستراليا وديع سعادة: (قاطعُ المكان وقاطع الوقت بخفَّةٍ لا تترك للمكان أن يسبيه ولا للوقت أن يذرّيه..) رغم المعنى و المنحى المختلفين اللذين شاءهما عبد الكر يم الطبال أن يكونا لقصيدته:
(هم هكذا
لا يعشقون سوى الرياح
و لا يطيقون الإقامة
في الزمان و لا المكان
هم هكذا
غجر بلا أرض
و لا نسب
سوى نسب التراب ) ص 61
ديوان (موال أندلسي ) هو نزهة شفافة في أفق أزرق، أفق يجترح أبعاده التأويلية الشاعر (عبد الكريم الطبال) و هو يترحل بين المقامات و الأحوال، بلغة مقدودة من الأبهى و الأنقى، في سفر لانهائي يطلب وجه المطلق و لا يرتجي راحة و لا وصولا:
(أيها الساري
في اللجة
لا تسرع كالريح
فهنا بين الضفة و الضفة
موسيقى واحدة
فلنصغ إليها
هي سلمنا الواحد للشمس
يا أسراب البرق
و يا مرتحلين إلى البحر ) ص59