ثقافات

أول ورشة عمل للتصدي لقضايا الإرهاب غير التقليدي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أول ورشة عمل للتصدي لقضايا الإرهاب غير التقليدي توصي بـ :
الإنذار المبكر لحالات الكوارث الصحية والإرهاب الكيميائي
محمد الحمامصي: عقدت مكتبة الإسكندرية، أول من أمس، أول ورشة عمل حول قضايا الإرهاب غير التقليدي، وشهدت مشاركة ممثلين عن أجهزة ومؤسسات الدولة و نواب من مجلسي الشعب والشورى ورجال الشرطة و أمن المطارات والموانئ، كما حضرها مجموعة من قيادات مكتبة الإسكندرية علي رأسهم الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير المكتبة، ومن بينهم السفيرة هاجر الإسلامبولي رئيسة قطاع العلاقات الخارجية، و السفير علي ماهر مدير معهد دراسات السلام، ومديري المراكز البحثية بالمكتبة.
وقد انقسمت جلسات ورشة العمل إلي ثلاث جلسات دسمة، ناقشت الجلسة الأولي أسباب زيادة تأثير وفعالية الإرهاب في السنوات القادمة، وتمحورت الثانية حول أنواع الإرهاب غير التقليدي، وهي 5 أنواع النووي و الراديولوجي والسايبر أو الإلكتروني وهو متعلق بالفيروسات وغيرها والبيوتكنولوجي والكيميائي. أما الجلسة الثالثة فركزت علي الإرهاب البيولوجي الذي يمثل الخطر الأكبر، الإضافة إلي أنها شملت مقترحات للتصدي للإرهاب الغير تقليدي علي الصعيدين الدولي والمحلي.
تحدث الدكتور إسماعيل سراج الدين، حول الوضع الآني والمستقبلي بالنسبة لقضايا الإرهاب في العالم، وأشاد ببصيرة فخامة رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك، في المطالبة بعقد مؤتمر دولي حول قضايا الإرهاب، وضرورة التكاتف الدولي للتصدي له، وأنه ليس قضية محلية بل هي أكثر من ذلك. وقال: أن العالم اكتشف حقيقة الوضع بعد كارثة 11 سبتمبر.
واقتبس الدكتور سراج الدين تعريف الإرهاب الذي قاله كوفي عنان، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وهو أن الإرهاب أي عمل القصد منه القتل أو جرح أناس مدنيين، وبغرض ترويع الأبرياء وإجبار حكومة أو كمؤسسة دولية لتنفيذ مطالب معينة. وهو أيضا عمل ينطوي علي العنف و له تأثير سيكولوجي، وله أغراض سياسية ويستهدف غير المحاربين.
وأشار د. سراج الدين إلي أن هناك نوع من الإرهاب أخطر من إرهاب الجماعات وهو إرهاب الدولة، والذي تمارسه إسرائيل علي الفلسطينيين، وكذلك إرهاب القطب الأوحد.. الأمريكي. وشدد علي أن التعامل مع الإرهاب لابد أن يقوم أساسا علي التعليم والعلم، والحرص علي تكوين شخصية ذات انتماء وطني قوي. وأفصح د. سراج الدين عن توقعاته وتخوفه من التزايد في تأثير الإرهاب، وفند ذلك من خلال 10 أسباب، تمثلت في :
1 - ظاهرة " الدول المنهارة "، وهي الدول التي لا يوجد بها نظام حكم محلي، مما يدفع بظواهر العنف ويؤدي إلي تكاثر الشبكات الإرهابية وحكم الجماعات المسلحة و التي نجد لها أمثلة كثيرة في القارة الإفريقية، فضلا عن العراق وأفغانستان وباكستان.
وقال سراج الدين " السياسات الأمريكية خاطئة في تعاملها مع هذه المشكلة، ولابد لأمريكا أن تعمل علي توطيد العلاقات مع الدول المنهارة حتى لا تصدر الإرهاب.
2 -التطرف الايدولوجي الناتج عن استمرار الظلم وغياب الديمقراطية في معظم بلدان العالم النامي.
3- زيادة الكثافة السكانية، الضغط السكاني في المدن، وبهذا فان أي عمل إرهابي ستكون عواقبه وخيمة من حيث عدد الضحايا والتأثير، فقد أوضحت احدث الإحصائيات أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المدن.
4 - زيادة قيمة العقارات وما تحويها، فأي عمل إرهابي يخلف كم هائل من التلفيات.
5 - سهولة وسائل الانتقال السريعة، مما سهل عمليات الهروب و التنقل بين مختلف دول العالم، وبالتالي وجود شبكات دولية.
6 - تأثر صناعات حيوية بالإرهاب، ومنها السياحة، وصناعة البترول، و البورصة، مما يؤدي إلي هروب رؤوس الأموال من الدول المعرضة باستمرار للهجمات الإرهابية.
7 - العولمة.. وهي خلقت في نطاق الثورة المعلوماتية في العالم، فقد أصبحنا في اتصال مستمر معا وهذا الاتصال المباشر يفتح مجالات جديدة للإرهاب.
8 - وجود أعداد هائلة من السلاح والمتفجرات في متناول الجميع، فضلا عن إمكانية تصنيع القنبلة بمنتهي السهولة خاصة وأن مكوناتها غير محظور تداولها. وقد حاولت الأمم المتحدة تحطيم التجارة غير المشروعة في الأسلحة الصغيرة.
9- تأثير الأسلحة الخفيفة القوي، فقد أشارت الأمم المتحدة أن هناك حوالي نصف مليون قتيل سنويا بسبب هذه الأسلحة.
10 - وهو السبب الرئيسي، التكنولوجيا الجديدة وتطورها السريع، فقد أدت إلي فتح أبواب المخاطر، والتي فاقت أضرارها فوائدها. فالجماعات الإرهابية تطوع هذه التقنيات المستحدثة في عملياتها.

وانتقل د. سراج الدين للحديث عن الثورة البيولوجية في العالم لتقريب الصورة حول المستقبل. وعرض لتطبيقات توضح مدي التطور السريع الذي تم منذ عام 2000 وحتى عام 2007. وأشار إلي مجموعة من الأمراض التي قد تحدث نتيجة خلل في " طي البروتينات "، ومن أبرز الأمثلة علي ذلك هو مرض جنون البقر. وتطرق إلي مستقبل البيوتكنولوجي، وضرب مثالا بكريج فينتر الذي فك شفرة الجينوم، وكون جينوم جديد في المعمل وسجله كبراءة اختراع. وقال أنه في مجال الصناعات في أمريكا وأوروبا يحولون الصناعات الكيمائية إلي بيولوجية ويخلقون أنزيمات جديدة، مثلما يحدث في الطبيعة يحدث انتقاء من جيل إلي آخر. كما أن هناك محاولات لاستغلال الخميرة كمصنع بيولوجي. أما بروفيسور تشريش في هارفارد يعمل حاليا علي إنتاج خلايا في المعمل وسيسجلها في عام 2009.

ثم انتقل مدير مكتبة الإسكندرية إلي تطبيقات النانوتكنولوجي "، وأعرب عن أسفه أن كل هذه التطورات تسبق مقدرة السلطات الإدارية والتشريعية في مصر، وتساءل عن دراية القائمين عليها بهذا الكم الهائل من التقدم العلمي في العالم.
وأوضح أنه يمكن أن يستخدم كل هذا بشكل سلبي في مجال الإرهاب غير التقليدي، والذي يفوق في مخاطره القتل والخطف و التفجير. وقد أثارت المحاضرة التي ألقاها مدير المكتبة العديد من التساؤلات حول التقدم العلمي في العالم، وكيفية مقاومة الإرهاب البيوتكنولوجي، ووسائل الحماية.

وقام د. سراج الدين بتوضيح العديد من النقاط المتعلقة بهذه التساؤلات، قائلا : إن أكثر من ثلثي الأبحاث العلمية في العالم يمولها القطاع الخاص في أوروبا وأمريكا، هذا القطاع يبحث عن الربح و المال فقط، وهو لا يراعي في سبيل ذلك النواحي الأخلاقية والإنسانية. ولفت إلي ضرورة وضع ضوابط للتطبيقات التكنولوجية للبحث العلمي وتشجيعه، والتصدي للتطبيقات السلبية والإرهابية، بل والاستعداد لها، لأنها قادمة لا محالة.

وقام الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بمداخلة قال فيها : ان نقل التكنولوجيا هو مصدر القلق، لأنها تتم بشكل غير رسمي دون علم الدول بها، فالشركات العظمي في العالم تنقل ما تريد من تكنولوجيا حسب رغبتها.
وقد عرض الدكتور إسماعيل سراج الدين مجموعة من التوصيات الدولية، منها:
1- تقوية النظام الدولي وزيادة فعاليته، مشيرا إلي أن الإدارة الأمريكية الحالية تؤمن بالتصرف الانفصالي عن الأمم المتحدة، رغم أن هناك بروتوكولات مثل " جنيف" - بعد الحرب العالمية الأولي والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 1928 - فيجب أن تكون هناك المزيد من الاتفاقيات التي تسعي إلي الوقوف ضد استخدام الأسلحة البيولوجية.
2 - التعاون الدولي ضد الجماعات الإرهابية. وهو ما تقوم به منظمة الانتربول والتي تتمتع بشرعية دولية وهي جزء من النظام الدولي، فلابد من مساندة هذه المؤسسات، والتي للأسف لا يعرف عنها الكثير.
3 - تشجيع التعاون العلمي الدولي والانفتاح علي البحث العلمي. هناك العديد من المؤسسات التي تقوم بتشجيع التعاون في مجال العلوم والتصدي للأوبئة والأمراض التي تجتاح العالم ومنها : " CDC " في أتلانتا، و " WHO " في جينفا.
وعبر د. سراج الدين عن رأيه، الذي يرجح بأن تكون هناك إستراتيجية تشرح أهمية هذه المؤسسات الدولية والتعاون معها، وأنها ليست لديها أي أطماع استعمارية أو ما شابة، بل علي العكس التعاون معها سيؤدي إلي مكاسب كثيرة.
أما عن التوصيات علي الصعيد القومي، قدم د. سراج الدين كما هائلا من التوصيات نذكر منه:
1- الحرص علي تبادل المعلومات مع المؤسسات الدولية في مجال التكنولوجيا و إمدادهم بالأرقام والإحصائيات التي قد تفيد في التصدي لمخاطر الإرهاب الغير تقليدي.
2 - ضرورة التعاون ما بين العلماء المصريين، فالبحث العلمي في مصر ضعيف ومشتت، فلا يوجد من يعمل ضمن فريق عمل أو يتعاون من أجل انجاز مشروع جماعي.
3 - الاتصال بشبكات البحث العلمي في شتي أنحاء العالم، فهي جزء من المعرفة الكونية.
4 - الاستعداد لحدوث كوارث بيولوجية، وتحديد من المسئول عنها و كيفية التصدي لها و الاستعداد لصناعة القرار والتنسيق بين الأجهزة الوطنية.
5 - الإنذار المبكر لحالات الكوارث الصحية والإرهاب الكيميائي، لابد من تجهيز مستشفيات ومراكز صحية للتأكد من العينات وتحليلها، وربط مستشفيات بشبكة الكترونية واحدة يستطيع الأطباء الاتصال ببعضهم ومقارنة العينات.
6- تدريب الكوادر في مجال الخدمات الطبية وبخاصة التمريض وزيادة الوعي للتعرف علي حالات الإصابة بالفيروسات والأوبئة. وضرورة وجود مراكز للمعلومات وأنظمة مراقبة و أجهزة استشعار عن بعد تحدد نوعية الأوبئة، وتتعرف علي بصمة " الجرثومة ".
7 - لابد من الاعتماد علي العديد من المصادر في الكشف عن الإرهاب البيولوجي، وتضافر العديد من الوسائل السريعة للتعرف علي الإرهابيين.
8 - لابد من الإعداد والاستعداد للكوارث، و أن تكون هناك دراسات للتعريف بدور هذه المؤسسات التي تتصدي للكوارث بالدولة وأن تكون هناك قنوات للمعلومات بحيث نتمكن من حصر الكوارث البيولوجية.

وفي الختام ؛ أعلن د. إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، عن تصوره بأن الأنواع غير التقليدية من الإرهاب آتيه، خاصة وأن ما تم في الماضي سوف يتكرر ولكن بشكل أفظع، لابد من الاتصال فما يحدث من ثورة معلوماتية في العالم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف