صدور أنطولوجيا شعراء قصيدة النثر في مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صدرت في الجزائر وبإشراف جمعية البيت للثقافة والفنون، وفي إطار تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، ضمن مشروع انطولوجيات عالمية، أنطولوجيا خاصة بشعراء قصيد النثر في مصر منجزة من طرف الشاعر عماد فؤاد،عنوانها "رعاة العزلة حارسو ظلال أيضا"، وتجدر الإشارة هنا إلى أن العنوان يذكر بعنوان أحد دواوين الشاعر الأردني أمجد ناصر "رعاة العزلة" الصادر في عمان عام 1986.
جاء في مقدمة الكتاب:
" نعم؛..
نحن رُعاةُ ظلالٍ، وحارسو عُزْلات أيضاً،..
طوال عقود خلت، وقصيدة النَّثر المصريَّة تتواجد في الظِّل، وتنأى بنفسها عن أضواء النِّيون المشعّة في ردهات المهرجانات واحتفالات المؤسَّسات الثَّقافية المصريَّة الرَّسمية، صرنا نتعرَّفُ على بعضنا البعض مثل لصوص الحانات ومجرمي الطَّريق، نخطُّ سطورَنا ثم نمحوها، لنخطَّها من جديد، ندَّخر من مالنا ـ القليل أصلاً ـ كي نطبع به كتبنا، ثم نوزِّعها على أصدقائنا يداً بيد، أو عبر عناوينهم البريدية الموزّعة على شتَّى بقاع الأرض، نحن ـ في عرف الآخرين ـ أولاد ضلال، وأفَّاقون، وتجَّار كلمات، وفي أفضل الأحوال: نحن أصوات "لم تتشكَّل خصوصياتها بعد"، ومحاولات "لم تزل في طور التَّكوين"، وحين نعرِّف أنفسنا، نقولُ بابتسامةٍ: "نعم، نحن رُعاةُ ظِلالٍ، وحارسو عُزْلات أيضاً".
***
واستمرت المحاولات الدؤوب من المبدعين المصريين في إصدار منابرهم المستقلة، وصولاً إلى العقدين الماضيين، هل ننسى ـ مثلاً ـ الدّور البارز الذي قدَّمته مثلا مجلة "الكتابة الأخرى"، والتي أشرف على إصدارها طوال عشر سنوات الشَّاعر هشام قشطة مع مجموعة كبيرة من الشّعراء والمبدعين المصريين الذين يتصدَّرون المشهد الإبداعي الرَّاهن في مصر؟، هل ننسى الدّور الذي قامت به مجلات أخرى أصدرها الكتَّاب المصريّون على نفقاتهم الخاصة وتوقّفت سريعاً بسبب تعثُّرها المادي، مثل: "الكتابة السّوداء" و"الأربعائيون"، و"الفعل الشعري"، و"الجراد"، و"إيقاعات"، و"العصور الجديدة"، و"خماسين" و"شعر" و..غيرها؟، من هنا، ولكل ما سبق، نعتبر أن كلّ شاعر من الشُّعراء المتواجدين في هذه الأنطولوجيا، إنَّما قدَّم منجزه الشِّعري بعيداً عن ضجيج المنابر الرَّسمية، منفرداً وحيداً، لا يظلَّه إلا نصّه، وعزلته، وإيمانه العميق بما يفعل.
***
قصرنا أنطولوجيتنا هذه ـ إذن ـ على شعراء النَّص الشِّعري الجديد، ذلك النَّص المنفي قسراً في وطنه، رغبة منَّا في اكتشاف أرض جديدة، أرض طالما غضَّ الآخرون أبصارهم عنها تحت وطأة ما أشيع عن أصحابها من "غموض" و"فقر في الموهبة" و"شحّ في الأفكار"، سعياً منهم إلى وضع هذا النّص تحت "الإقامة الجبريّة" وتضييق خناق عليه، والتّعتيم عليه، ووأده بمحاولات مستمرّة ودؤوبة يحسدون عليها، وعلى الرُّغم من ذلك، استطاع شعراء هذا النَّص أن يجدوا فضاءات أوسع وأرحب لنصوصهم عبر وسائل عدّة، من أهمّها نشر نصوصهم ودواوينهم على العديد من المواقع، والفضاءات الثَّقافية العربية المتخصّصة على شبكة الإنترنت، والمشاركة في المهرجانات الشِّعرية والثّقافية العربية والعالمية، وإصداراتهم التي تخطَّت الحدود المصريّة، ولا يعني حديثنا هنا أننا نقدِّم شعراء مصر الجدد فقط، بل إنّ هذه الأنطولوجيا إنّما تقدم شعراء من ثلاثة أجيال هي: السّبعينات، والثّمانينات والتسعينات، ثلاثة أجيال قدّمت قصيدة النّثر بأشكال متباينة ومختلفة، يكاد يكون لكلّ شاعر منهم منطقته الخاصّة، والتي لن نعدم ـ بالتّأكيد ـ تقاطعها وتشابكها، واستفادتها مع ومن شعراء آخرين في الآن نفسه.
***
كلّ من تورّط في عمل مختارات شعرية أو إبداعية من أيّ نوع، يعرف جيداً أنّه وهو يختار اسماً ما ليكون ضمن مختاراته، إنّما يقصي اسماً آخر، لذا لا نستطيع ـ نهايةً ـ أن نزعم بأنّ هذه الأنطولوجيا تغطّي كافة الشُّعراء المصريين الرَّاهنين الذين يكتبون ما أصطلح على تسميته بـ"قصيدة النثر"، فثمّة العديد من الأسماء الأخرى التي قدَّمت منجزها اللافت ضمن هذا الإطار، وحالت مساحة العمل دون ضمّ أسمائهم إليه، كانت مهمّتنا أن نقدّم شرائح مختلفة ومتباينة من شعراء راهن "قصيدة النَّثر المصرية"، والذين لن نبالغ حين نقول إن وضعهم في أنطولوجيا واحدة شيء يكاد يكون مستحيلاً، ليس فقط بسبب ضخامة عدد من يكتبون هذا النَّوع من الشِّعر في مصر اليوم، بل أيضاً بسبب شساعة المنجز الشِّعري الذي نتج عن أصحاب هذا التَّيار خلال الأعوام العشرين الماضية، ما يشكِّل خارطة متشابكة الأطراف والتَّيارات، ويصبح الخوض فيها أمراً شديد الصُّعوبة والتَّعقيد."
وقد ضمت الأنطولوجيا الشعراء: محمد آدم، عماد أبو صالح، رنا التونسي، هدى حسينن علاء خالد حسن خضر، فارس خضر، محمود خيرالله، إبراهيم داود، أسامة الدناصوري، عبد المنعم رمضان ميلاد زكريا يوسف، ياسر الزيات، حلمي سالم، رفعت سلام، ياسر شعبان، جرجس شكري، محمد صالح، أحمد طه، كريم عبد السلام، عاطف عبد العزيز، ياسر عبد اللطيف، فتحي عبد الله، عزمي عبد الوهاب، عماد فؤاد، صفاء فتحي، محمود قرني، فاطمة قنديل، محمد متولي، إيمان مرسال، علي منصور، مهاب نصر، زهرة يسري، أحمد يماني، أشرف يوسف.
هذا وقد صدرت ضمن نفس المشروع، أنطولوجيا (أمراء الرؤى) خاصة بشعراء العراق منجزة من طرف الشاعرة العراقية منال الشيخ، ومن المنتظر أن تصدر أنطولوجيا أخرى ستغطي كافة الدول العربية، حيث كلفت جمعية البيت شعراء وكتاب هذه الدول بإعدادها، ومن المنتظر أن تصدر الأنطولوجيا السورية (نوارس سوداء) منجزة من طرف الشاعر (صالح ذياب)، والأنطولوجيا التونسية (أريج قرطاج) لصاحبها فوزي الديماسي. للتذكير يرأس جمعية البيت للثقافة والفنون الشاعر والإعلامي أبوبكر الزمال، وتضم بين أعضاءها كتاب وشعراء وصحفيين جزائريين.