الحمار وبصمات واضحة على الثقافة والادب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: مجلة القافلة مجلة ثقافية متميزة تصدر كل شهرين عن شركة ارامكو السعودية..وقد صدر عددها الجديد الذي يحتوي الكثير من الموضوعات. وأكثر ما يلفت النظر هو ملف العدد الذي جاء بعنوان "الحمار".. الذي قد تفاجئ صورته على الغلاف بعض القراء كما ذكرت المجلة.. الا انها تقول أنه اكثر من حيوان مستأنس، فبسبب حضوره القديم والمستمر في حياة الانسان، فقد ترك بصمات واضحة على الثقافة والادب وهذا ما سعى الى الكشف عنه ملف العدد...الملف يؤكد التناقض الكبير بين الانكار الذي يعامل به الانسان هذا الحيوان المستأنس وتهميشه من جهة وحضوره الكبير في الثقافة الانسانية بدءا من الادب الشعبي وصولا الى الفلسفة...كما تطرق الملف الى مشاعر الحمار وقبعة الحمار وتاريخه في الحضارات الزراعية.
الحمار في الرواية
يقول تقرير مجلة القافلة ان آداب شعوب العالم استخدمت الحمار مادة لالقاء موعظة أخلاقية أو فلسفية على الانسان، أو تلقينه حكمة معينة وعلى مدى 20 قرنا تعددت أشكال ظهور الحمار في
الحمار في الشعر والفلسفة
أما في مجال الشعر فقد ظهرت هذه الحكم والمواعظ على لسان الحمار في أعمال الشاعر الفرنسي "جان دي لافونتين" الذي كتب ثلاث مجموعات من الحكايات الشعرية وعرف كيف يسخر فيها الحيوانات لتوجه أقسى أنواع النقد لاحوال المجتمع الفرنسي وقيمه وعاداته آنذاك.
وقد شهد القرن الرابع عشر الميلادي خلافا فلسفيا حول سلامة الاختيار الحر عند الحيوان ولحسم الجدال قام جان بوريدان وهو عميد جامعة السوربون بتجربة حضرها ممثلون من الاتجاهين الفلسفيين المختلفين. فكتب عن هذه التجربة الاديب الالماني غونتر دي برون رواية "حمار بوريدان" والتي ترجمها صنع الله ابراهيم عام 1977.
الحمار وسوء المعاملة في الشرق الاوسط
كما تضمن الملف تقرير لمنظمة الزراعة والاغذية الدولية "الفاو" يقول بأن عدد الحمير في العالم يناهز اليوم 22 مليون وتحتل الصين رأس قائمة الدول في امتلاك الحمير بنحو 11 مليون رأس تليها الحبشة والمكسيك ومن ثم منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ويضيف التقرير ان 95% من حمير العالم لا تزال تستخدم في المهام نفسها التي انيطت بها منذ نحو 6000 سنة اي النقل وجر العربات وتوليد البغال في حين ان 5% فقط خصصت لمهام جديدة، مرافقة الخيول وحراسة الماشية او الترفيه عن الاطفال وما شابه. ويتوقع التقرير ان يستمر عدد الحمير في الارتفاع لاسباب عديدة منها انتشار مشاعر الرفق بالحيوان في البلدان التي فقدت الحاجة اليها، وازدياد السكان في الارياف في العالم الثالث وارتفاع اسعار البدائل الميكانيكية بالنسبة لهؤلاء. وفي حين ان الحمار يعيش نظريا أو عملياً في البلدان الغربية ما بين 35 و40 سنة يقول تقرير الفاو أن معدل عمر الحمار في منطقة الشرق الاوسط لا يتجاوز سبع سنوات.... أما التفسير المخجل لهذا العمر القصير الذي يورده التقرير فهو سوء التغذية وسوء المعاملة!!