ثقافات

بيانات موزونة / قصائد حرّة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"شاعرٌ أنتَ والكونُ نثرْ" (صلاح عبد الصبور)

ألمْ تدْرِ أنّ القطيعة َ حانتْ قُبَيـْل الشّروقِ؟ وأنّ الفضاءَ يُريد ضياءً جديدًا، غِنائيّة ً حُرّةً غيرَ خاضعةٍ لرياح ٍ مُقنّنةِ الهبّ... فضاءٌ يريدُ تجاورَ سطرٍ وسطرٍ يرنـّنُ وقعَ الفضاءِ، وضجَّ المدائن ِ، أشباحَ فاتحة للعيون ِ. كفى أن نغيِّرَ سيرورةَ الفكرِ طبق تفاعيلَ محدودةٍ.

البيان الأول: تراثٌ يموت، كلامٌ يقوم:

1

ترابًا
لندفنْ
بُحورَ الخليل ِ:
فلا شعرُنا عادَ يَحدو
ولا نثرُنا عادَ يَروي
حقولَ الحكايهْ

لنَلحَدْ
فراهيدَهمْ
ثَـَمَّ إيقاعُ أنـّى
يكونُ الصُراخُ
مناطَ المصير

يكونُ القصيدُ كفـيّـًا بذاتِهْ.

2
... فأمّا كـُسالى الغناءِ، فشعرهمُ
كالغبارِ يصمّ ُ
فلا بدرَ لليلِ لا للكلامِ حياة
قريضٌ تضيعُ القصائدُ فيهِ

ووحيُ السليقة ْ -
خفيرُ الحواس ِ خؤونٌ
يؤولُ كطبلٍ
إلى راسبٍ في النفـَسْ...
إلى ضَـلـّةٍ لا تـُنيلُ

3
جُزافٌ، نظيرُ التوترْ،
وَجيزُ الكثافة ْ
هوَ الشعرُ في النثر ِ،
هَمسًا يُحاكي الغريبَ:
نعم، للشِفاهِ أُذ ُنْ
وللأذ ْنِ عينٌ
وللعينِ إيقاعُ حلمٍ
هو الصوتُ،
نِدّ ُ المدى والصّوامتْ.
وعنـْـقُ التفاعيلِ يـُلوى،
بسرْدِ الدلالة ْhellip;
تفاعيلُ عنها تريد الخروجَ
قصائدُ تمضي شمالاً كيومٍ جريءٍ
إلى كتلةِ النثـْر ِ حيثُ المعاني
براكينُ
ثـُمّ انسجامُ
تُسَاكِنُ سطرًا فسطرًا.

مِنْ ضلع الأفعال تنبجسُ الأسماء، ومن عين الأسماء تتسامى الأفعال درجةً في سلّم الخلق: "فليكن..." وها هي ولادةٌ جديدة للكون.
كان المبنى خاليـًا عندما انفتح ثقبٌ صغير يؤدّي إلى دائرة السلّم. إنّها ساعة الغروب. على أنّه في اللحظة التي ارتقيتُ فيها السلّم، بين النائم واليقظان، كان الرجلُ الذي يعيش في الطبقة العليا مع الجنّ والملاك، قد وصل إلى الدرجة الثالثة نزولاً، بينما رجلي اليمنى بلغت الدرجة الرابعة صعودًا. لكن كلّما تمر ثانية، أشعر بأن الدَرَجات تأخذ بالازدياد. وكلّما يُسرى بي، أسمع صوتاً يفيد أنّ ربَّ البيت سيرسلُ دابّةً يُقالُ لها البُراق، دون البغل وفوق الحمار، يصعد بي إلى سِدرة المبنى. كان مجموع درجات السلّم ستّ عشرة درجة. أنّى ينزل أصعد، أنّى أصعد ينزل: مباراة في القدرة على بلوغ الغاية، وما إن بلغت، حتى تراءت الدَرَجات كأنّها زِحافات يجهش إليها الإيقاع، طفق الرجل يتوقّد فيتأجّج وكاد يُشطّر بَعضُه عن بَعض من أجل نزلةٍ أخرى؛ فاصلة مشدودة إلى وتِد بعيد يمكّنه من الثبات. غير أنّ علّة جعلته يتهاوى كتلةَ نورٍ ترتطم بأسفل السلّم فتتشظّى إلى شُعل صغيرة سرعان ما يكتنفها رجالُ الأرصاد الطالعون من حوائط المبنى.

4

أنِلْ ما يجيشُ خلودًا
ذرِ الشِعرَ يُعطي قطيعَ النجوم ِ سماءً
وها أنـّنا نكلأ ُ الوحْيَ - مهوى الصُوَرْ،
نشظّي سديمَ الرؤى
مَرايا يَرى كلـّنا نفسَهُ قد أتاها
شـُعاعٌ
يُضيءُ
لـِسانَ الشّوارع ِ،
كـَونًا وليدًا.

ففي كلّ شعر ٍ بيوت ٌ
نوافذُ فيها
تطلّ على عالم ٍ
لم نعشْهُ!

5
قصائدُ حتـّى تـُنيرَ أعالي الكلام
فليسَ عليها سوى أنْ تعي
أنْ تكونَ.
ولا غيرَ هذا!

البيان الثاني


1
لكَ إيقاعٌ،
انثره يروم كما يهوى
ميزانُكَ بالكلماتِ كما تَنـزلْ
وَحْيًا أو تفكيرًا.
أنّى يوجدْ كلِمٌ
يوجدْ إيقاعٌ؛ شرْيانُ المعنى.

لكَ تاريخٌ: هوَ نصُّكَ لا شيءٌ آخرْ!

2
في موقفهِ
للشاعرِ ساعتُهُ
حُرَّ الرؤيا يتركْ
قلمهْ
يدنو ممّا يتصارع فيهِ
من أفكارٍ لم تُمسك بعْدُ
إذ يتركها تنمو عفو الخاطرْ...
وإذا يتوالى دفقٌ من صورٍ
لم يعهدْها قَبلُ،
تتكتّلُ شعرًا، أفكارًا،
تتراءى إيقاعًا
ضدّ الإيقاعات المعطاة، يشفُّ بشعرٍ
أيُّ محاولةٍ كي تَخضعهُ لسياقٍ وزنيّ، يُطفأ ْ
يَفـْسَدْ جوهرُهُ:
أمتخّ ُكياني شعرًا، تـَمسخُهُ التفعيلةُ قولاً
هَدهدهُ الرُقباءُ. وإنْ أختارُ التفعيلةْ
إيقاعًا، لنْ أشتفّ مياهَ مظانِي، لن!
ما موجود ٌ من شعرٍ
ليس سوى شبحٍ فوق الورقةْ.

3
لا بحرٌ للشّعرِ
ولا قانونٌ للحلمِ،
ولا منوالٌ يُتبَعْ...
والدّفقِ الآلي إيقاعهُ فقدان الرّابطْ.

للشعرِ مقاديرٌ، حلمٌ، قدرٌ، ذكرى، موتٌ
هو أنتَ: نظيرُكَ ما تكتبْ
مهما تفعلْ.

4
الوقعُ أمامَكَ،
لا في حافظةٍ،
يتموّجُ في نهرِ اليومي
اِرْكبهُ
كي من هوْل الصّوت السائبْ
وخِضَمّ تعاريج الساكنْ
بجديدٍ تأتي

5
الإيقاعُ الآخرْ
الطالعُ من صوت الآني،
والفكرُ يُفكُّ من الحُجُبِ،
فيكون الماضي تلميذَ الحاضر
والإيقاع الإنساني ها يشدو:

ما أزرقَهُ...

أَلليلُ كما لو
أنّ الدّنيا كأسٌ
قطرةُ حبرٍ
قد سقطتْ فيها!

تذييل: ولكلّ ٍ وقعٌ خاصٌ بهْ (مالارميه)

مرضُ الشّعراءِ سليقـتـُهُمْ
كمْ من رؤيا قـتـلتْ،
ومَضَتْ فيهمْ...
ومَضَتْ!


***

ليس الإيقاعُ تفاعيلاً
فيلوحُ (لمن لا ليلَ لهُ
بنهارٍ ليس نهارًا) تنغيمًا لفراغات:
لا وزنَ سوى المعنى:
إنَّ المعنى وزنٌ.

***

طرْ حيثُ الكشفُ
عنِ المحجوبِ هيَ المُنية ْ
في بحرٍ منسيْ،

حيثُ ينودُ أساسًا كلُّ قصيدٍ
يبدو ليس قصيدًا ممّا تعرفُهُ.

***

للأجساد الكلماتِ تـنهـّدةُ الفـَرَج ِ
إيقاعاتٌ تتوالدُ
من سَيْرِ الحركاتِ:

كذا الإيقاعُ
مُعاشقة ٌ بين الكـَلمات
على رمل الأوراق
وما يتمرّى فيها
من عَرَق ٍ
ولزوجةِ أوْج ٍ مهموس!

***

لامِسْ ما تحتَ الجلدِ
وها بين المُتحرّكِ والساكنْ
شكـلٌ يَنشأ ْ،
يتجَوهَرُ منفردًا
ستظلّ ُ أمينًا لهْ

وأوانَ تـُعاودُ مشربَها الألفاظ ُ
تذوب ثنائـيـّاتٌ فيكَ
تُصيـّرُها أثرًا؛
نجمًا في اليَدْ.

البيان الثالث: عمران المعنى

"القوا بالكتب في النهر، وبالمصابيح في الأزقة، فلي بالسطوح أحسن من هذا كلّه: ارتقاب هبوب العاصفة" (سان جون بيرس)

لو مـَز ّقَ الشعراءُ ما كـتبوا (خَـوىً)
لو أُعْطيَتْ لهمُ
دراهمهمْ وولّوا
تاركين الحبرَ والورقا
لعُميان البَشَرْ.

لو أفصحوا ما في الكتابة
ليس بالكلمات ِ
بل بما يـُلامـِسُنا
لرجّ الذاكرةْ،
مَـسْـك ِ الطريدةِ والصـُوَرْ


لـَـتراءتِ الأبـياتُ عالمًـا
قصائدهُ بشرْ،
ونهارهُ
ليلٌ
وليلهُ
نهارٌ..

عالمًـا
لا أبجديـّة َ لهْ
ولا كـتابَ
سوى يد ٍ ممدودة ٍ

وخطوطـُها خرائط ُ الشعراءِ
أين تصادفوا
فيكونُ بَدءٌ للحَـجَـرْ!

ولكان عالمُنا رَأى
كـَلِـمًـا يمسّه ُ الشُعاع ُ...
وها الأثرْ.


استنارة: نحن الشعراءُ الذعرُ وصيـّـتـنا

ذعرٌ تحتَ المكتوب،
كليمٌ نحيا بهْ
الذ ّعرُ الكامنُ فينا

يُوجَدُ حيث نـَفيضُ
هوَ الـ"نحن" الآخرْ

إنْ نكتـُبَ يلـْمَسُنا
يصّاعَدُ موسيقا
من كلّ مكانٍ
يسطعُ
إذ هوَ ظلّ ُ
الأنْتَ - أنا

أشباحٌ
تـُبْعثُ منْ بين الكلمات
تـُكلـّمنا!

***

الذعرُ يقولُ: كما تـَنظـُرْ
أُكتـُبْ
فترى في آن ٍ
السّامي والضدَّ،
وعندئذٍ تـتعلـّم
أنّ صراخَ العينِ أُفـُقْ!

***

كـُلْ من عُشبِ الكلمات؛
هيولى الرؤيا
واشرب من مجرى الأصوات
فكلّ ُ مصابيح العالمْ
لايمْـكـُنها
تنوير مكانٍ
تسكـُنهُ العزلةْ.

البيان الرابع: حيث تشرب الألفاظ

"اعطِ اللغة
عيونـًا" *،
الأفقَ والمرآة
كي تـَـقيس النشيد،
البرق َ الذي نصافح،
فالموج في هوّة عظمى
من البياضات.

دَعـْها
تـُراقبِ الصّمت
كما الفكرُ
يُصغي
للمُطلقِ الهاذي...
كما الرؤيا
تـَـنـزّ عن
مجهولِ الكلام.

اِعطِ اللغة
ذراعا طويلة
كي تنتشل
من مصرع النوايا
نجمًا هوى.

يكُنْ في التناهي
للشعر
حياتان.

* مقتبس من شعر أوكتافيو باث

حاشية: الصدفة والمصير


تقطّرَ الشِعرُ، طوا ل القرن العشرين، تجاربَ بحيث كان يضطر إلى أن يستجيب لكل المتطلبات... لكن بطريقته هو، فلم يُصبح إيقاعَها، بل استبقها، كما تنبأ رامبو.
عانى الشعر كل الكوارث، الحروب والطوباويات. مرّ بكل الاكتشافات اللغوية، العلمية والشكلية، بل حتى شهد بيانات موته ... لكنه ظل يتراءى وكأنه رحّالة يبحث بلا كلل عن الحقيقة التي يقال إنها أخفِيتْ في بئر. فهو، آتياً من أفواه الذين كان يُنظر إليهم كمستسلمين، فرديين، مرضى ومنعزلين، لم يتوان عن ملاحقة الأفكار حتى المتاريس منبّهاً إياها من الإيديولوجيات، من أضغاث الأحلام، من الوقوع في مطب الشعارات البراقة. فالشعرُ، بصفته مبدأَ اللغة الأعلى، يصون الكائن الناطق من الوقوع في هاوية الكلام.

هناك شعراءُ الشعرُ، بالنسبةِ إليهم، وسيلةُ تعبيرٍ لا غير. وبما أن الموضوعَ الذي يستخدمون الشعرَ وسيلةً للتعبير عنه سيئٌ، فإنّ أيةَّ قصيدةٍ مهما كانت براعتُها الوزنية، اللفظية والإيقاعية، تبقى سيئةً عاجزةً عن الذهاب أبعدَ من مضمونِها الذي جاءت لخدمتِه... وهكذا تعود القصيدة، في أزمنة المعنى الخوالي، مجرد رمز لبَطالة الكلمات. القصيدةُ هذه يأسرها الذوق العام، إكراه الحقبة التي ترتعد من كل شعر ترى فيه نهايتها المحتومة.
شعراً، اللغة العربية ميدان لهذا الشعر - وسيلة التعبير حيث مقدارُ ضيق أفق شاعرٍ ما يكون على مقدارِ ما في القراء، الذين يتغنى بهم، من آفاق ضيقة. بعض هذا الشعر، ربما، ناريٌّ، لكنه لا يضرم نار الرؤية، وإنما يحترق فيه الشاعر نهائيا. ما هو ميـْتا، ما من إيقاعٍ يُحييه.

الشعر، تركيبة الإنسان، تختلط فيه الأجناس كُلاً يحافظ فيه إلى الأبد على نواته الكوسموبوليتية. إنه فعلٌ لغويٌّ، ولأنه "شكل من أشكال ترائي اللغة"، كما شخصه تسيلان عن حق، فتصميم كل قول شعري يضمن للتعبير إقامة كونية. وبما إنه كلام موجه إلى لا أحد، إلى قارئ مستقبلاً، فإنه دائماً في مكان ما؛ في قبلة، في صرخة طفل، في لافتة، أو في شارع خلفي.
في كلّ قصيدة تكمن حيلةُ شاعرها اللغوية التي يسرب من خلالها عواطفه المُبعدة من واجهة الكلمات.

يا له من عبء جميل: ايجاد تقارب بين الشعر والقارئ العادي... وعندها: كلٌ منهما ينير الآخر!

الشعرُ قَدَرٌ. مكانٌ يلتقي فيه الممكن والمحتمل. لا يمكن لأحدٍ اختيار الشعر. كلُّ شخصٍ له سيرتُه/ سيرورتُه الداخلية؛ لغتُه/كينونتُه الحقيقية التي لا تتجلى إلا كإشارات غريبة في حديثه/ معيوشه اليومي.

شيطانُ الشاعر تاريخُه، على مَرّ الورق. للمصير بذرته في تربة الأحياء. أما ذاك الذي لا يدرك الحَيْرةَ التي فيه؛ وزنَ طبيعته؛ قولَه هو، فإنّ الشعر لا يمكن أن يكون قدره، ربما النظم، الأرجوزة، لكن ليس الشعر.

كلّ يوم قصيدة، حتى نجد لساننا الصادق.

كتابة قصيدة واحدة شعورٌ بوجودٍ لكلمات وليدة... علامة ضرورية. ذلك أن تاريخ الشعر ليس سوى فترات ولادة ألفاظه الجديدة، من رحم الاستعمال.

فالشعر يمرّ بالمخاض الإنساني ذاتِه.. فما إنْ تُكتَب القصيدةُ، حتى يشعر الكلامُ ببشريته!

اللغة هذه التي ليس الشعر سوى "فرصتها المحتمّة"، لا تَخدعُ كائنا بوعود ولا حتى بوعود حريةٍ... وحتى عندما تبدو وكأنها دالُ إشكالية اجتماعية ومدلولها، فإنها، ملتاثَة التعبير غيرَ قادرة على الافصاح، ترتقي بنا إلى فعل التأمل، فنفكر في ذاتنا... وها هو دور القراءة الصعبة: الانزياح من التعبير عن المحنة إلى محنة التعبير: استنطاق ذاكرة الشاعر واستنفار حواسه من أجل إدراك حاسته السادسة. ولأن القصيدة علامة ارتيابها الكلي، تبقى اللغة صامدةً أمام كل خسران... تشقّ طريقها عبر افتقارها للأجوبة، عبر صمت رهيب وسط آلاف الظلمات من الجمل المميتة. لا تقول ما يحدث، ومع هذا تجتاز الطريقَ ثريةً بكل ما جرى. لا أحد بريء في علاقاته بها. فالجميع ينثر مفرداتها عراء الصفحة علّ تاريخَ الواقع كله وخاصة ماضيهم، ينجلي، كصورة على مرآة.

القصيدة العظمى هي تلك التي ليس لها نهاية، أو وسط أو بداية، إذ كل شيء يحدث فيها في آن.

الشعر، آت من تلقاء نفسه، يبدأ دوما.. من أي مكان؛ من اللامكان. وبصفته شهقةَ الإنسان المرصودة، الشعرُ لا يلبث إلا في قواه الأولية: الكلمات... في الأثر وليسَ في الدليل.


لتغزو معانٍ
مضاءةْ...
سياقَ حياة التشظّي
فمسلكٌ إلى أمكنةٍ؛
إلى لا مكانٍ
يؤدّي...

الأصل في نهاية الطريق.

البيان الأخير: التـّنحّـي المـُطـْلـَق


في سهلِ الرّأس تموجُ الرؤيا،
تجري كالسّيلِ، كعاطفةٍ تتشظـّى آفاقا!

لا فكرةَ ليس رمادًا، ماضٍ لم يُسرد
أو ذكرى لمْ تـُـثـأرْ.

حِدْ عمّا لا يُـذكي ناراً.
الموتُ يسيرُ كفاصلةٍ ظِمْءَ الكلمات.

اِجلسْ بتراخٍ خلف الضَوءْ!


لا تقف فوق القمّةْ!
لا تكـُنْ جَرْس القريةْ!
أو لسانـًا للأخرسْ.

جُهدٌ ما يُغوي سطرا
ليسَ سوى عبثٍ
كالسّـقطة من سُـلـّم:
كـُنْ أنتَ
تكنْ عَـدَما.
كـُنْ آخرَ...
للأوراق يكـُنْ أسنانٌ.
كـُنْ...
ما لم يبدأ، ليلا،
في الشاسعِ من موتٍ يُحيي!

نـَمْ إذًا،
احلمْ،
اُغـرُب عن وجه الكـل.

لكنْ...
لا تـَلعن،
لا تـَنشـُج.

صالـِحْ نفـْسَـكْ
يمهرْكَ الشـّعر.

ملاحظة: يحق لكل من تستهويه هذه البيانات طباعتها كتابا صغيرا شرط أن يوزع مجانا على كل طالب...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف