ثقافات

الأمير الحسن بن طلال في محاضرة بمكتبة الإسكندرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الأمير الحسن بن طلال في محاضرة بمكتبة الإسكندرية
الإرادة العربية الموحدة هي الحل لمشاكل المنطقة

محمد الحمامصي: استقبلت مكتبة الإسكندرية مساء أمس الأربعاء ضيفها الكريم صاحب السمو الأمير الحسن بن طلال والذي ألقى محاضرة بعنوان "العرب والعالم.. رؤية مستقبلية" وسط حضور إعلامي ودبلوماسي وثقافي كبير.
وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية مرحبا بضيفه الكريم "إن المكتبة لتفخر بأن يحل عليها سمو الأمير الحسن بن طلال ضيفا لإلقاء محاضرة لجمهورها، إذ أنه نموذج حي لما يجب أن يقوم عليه العمل العربي الواعد"، مضيفا بأنه كان دائما وأبدا يتكلم بعقلانية مبنية على فهم عميق وسعة أفق.
من جانبه، أثنى الأمير الحسن على مكتبة الإسكندرية ودورها التنويري والحضاري الرائد بقيادة الدكتور إسماعيل سراج الدين، قائلا "إن ما تحقق في مكتبة الإسكندرية يعطي أملا في الحاضر والمستقبل لمثقفي المنطقة والعقل العربي، وذلك باستنهاضه من حالة التقوقع حول ثقافة الهزيمة".
وتطرق الأمير الحسن إلى موضوع المحاضرة، حيث أشار إلى أن العالم العربي يحتاج إلى منهجية للتفكير حول قضايانا واستنهاضٍ للهمم، فالفرص متاحة لخروج الأغلبية المهمّشة والمبعدة عن صمتها من خلال الإرادة العربية الموحدة.
وأكد الأمير الحسن بن طلال رفضه لما يسمى بصراع الحضارات، مشيرا في هذا الإطار إلى أن هناك مبادرة كان قد تم تقديمها لبابا الفاتيكان ضمت يهودا ومسيحيين ومسلمين لاستخلاص القيم المشتركة بين الأديان الثلاثة وتعليمها لأطفالنا في المدارس، كي تتم تنشئتهم في جو من الألفة والمحبة.
ولم يغفل الأمير الحسن النزاعات والحروب التي يعيشها عالمنا، إذ ذكر أن الصراعات في العالم لم تنته بنهاية الحرب الباردة، ملمحا إلى خطورة الوضع الذي تعيشه الدول العربية، قائلا إن "المشكلات والنزاعات في المنطقة تؤدي بالضرورة إلى المرارة والحزن والغضب والرغبة في الانتقام، وكلها مشاعر تدخل في حزمة ما يسمى بثقافة الألم التي يبدو أنها خيمت على الفكر العربي".
ولم يخف سمو الأمير قلقه من المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون والعراقيون والسودانيون في دارفور وغيرهم، مشيرا إلى أن 80% من أطفال فلسطين يعانون من الاكتئاب، بينما هناك ما يزيد عن المليونين نازح عراقي داخل بلاده والكثير غيرهم في الأردن وسوريا وباقي الدول، بالإضافة إلى حركة التهجير الكبيرة التي شهدها لبنان إثر العدوان الإسرائيلي العام الماضي.
وشدد الأمير الحسن بن طلال على أهمية التنسيق والعمل العربي المشترك، مرجعا عجز المؤسسات في المنطقة إلى السياسات أحادية الجانب التي تتبعها، إلى جانب الفساد المستشري وفقدان الشعور بالصالح العام، ملفتا الأنظار إلى أنه إذا لم يتم استحداث مليون فرصة عمل بحلول عام 2011، فإننا بذلك نكون قد سلمنا أنفسنا للوردات الحروب وتجار المخدرات.
واختتم سمو الأمير محاضرته بالقول "إن المعضلة في إدارة المستقبل العربي تكمن في غياب النظرة فوق القطرية"، مشيرا إلى أنه يجب بلورة مشروع جديد للتفاهم أساسه المواطنة الفاعلة وبرامج التنمية المستدامة.
جدير بالذكر أن الأمير الحسن بن طلال هو شقيق العاهل الأردني الراحل الملك حسين، وهو يعد من الرواد في مجال الاهتمام بالقضايا الإنسانية، وقد أسس عددا من المعاهد واللجان الأردنية والدولية كمنتدى الفكر العربي، بالإضافة إلى عضويته في عدد من المنظمات واللجان الدولية كالمجموعة الاستشارية غير الرسمية التابعة للمفوضية العليا لشئون اللاجئين ومؤسسة البحوث والحوار بين الأديان والثقافات في جنيف واللجنة العالمية للثقافة والتنمية التابعة لليونيسكو، وغيرها الكثير.
وقام الأمير الحسن بتأليف عددا من الكتب التي تمت ترجمتها لعدة لغات أجنبية، ومنها "القدس: دراسة قانونية" و "السعي نحو السلام" و "المسيحية في العالم العربي"، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعات دولية عديدة ومنها جامعة أَلستر في أيرلندة الشمالية وجامعة برمنجهام في بريطانيا وجامعة بلكنت في تركيا ومعهد موسكو للعلاقات الدولية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف