تدشين النسخة العربية من كتاب ابن خلدون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في حضور السفير الأسباني وبوستيته وسراج و خيرونيمو
تدشين النسخة العربية من كتاب ابن خلدون
محمد الحمامصي: احتفلت مكتبة الإسكندرية أمس بتدشين كتاب " ابن خلدون.. البحر المتوسط في القرن الرابع عشر، قيام وسقوط إمبراطوريات"، بحضور مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين، و والدكتور خيرونيمو لوبيز كبير أمناء مؤسسة التراث الأندلسي، والسفير الأسباني بالقاهرة، والدكتور المنجي بو سنينة مدير عام منظمة الألكسو، ودكتور ناصر بن مبارك رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر. كما حضر الاحتفالية فريق إعداد النسخة العربية وعلي رأسهم الدكتور إسحاق عبيد و الدكتور حاتم الطحاوي و الدكتور خالد عزب والباحث محمد السيد حمدي المسئولين عن تحرير النسخة العربية، و الدكتور أحمد العبادي المراجع العلمي للنسخة العربية والمهندسة هبه الله حجازي مصممة النسخة العربية. فضلا عن حضور عدد من الدبلوماسيين و الإعلاميين و لفيف من أساتذة الجامعات المصرية و المثقفين العرب.
ثم أعطي الكلمة للدكتور إسماعيل سراج الدين، الذي أشاد بالكتاب الذي يعد تكريماً للعلامة الكبير الذي سبق عصره وأسس لعلم الاجتماع كما أنه أصبح أهم مؤرخ لعصره بالمفهوم الحديث، فهو الدبلوماسي الباهر الذي التقي مع أقوي الغزاة، الذي شرف مصر بجهوده فيها حيث قضي فيها أكثر من عقدين من حياته الحافلة.
وأنحي الدكتور سراج الدين إلي أن ابن خلدون هو رمز نحتاج إليه في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها العالم، وهو رمز للعلم والمعرفة ورمز للعالمية، ورمز للتواصل الحضاري بين الشرق والغرب، رمز لتلك الحقبة الرائعة من تاريخ الإنسانية التي تواجهت في ذلك المكان الأسطوري الذي نعرفه باسم الأندلس.
وأضاف نحن في حاجة لنؤكد للعالم العربي والإسلامي أن شخصية ابن خلدون لا تزال بيننا و لا تزال انجازاته تجمع وتوحد بين الشرق والغرب، فمن خلال دراستنا لحياة ابن خلدون الثرية تبين لنا أن البحر المتوسط كان مساحة للحوار بين الحضارات وبؤرة للسلم والوحدة بين الشرق والغرب.
وأخذ الكلمة الدكتور خيرونيمو لوبيز كبير أمناء مؤسسة التراث الأندلسي، الذي أعرب عن امتنانه لوجوده في مكتبة الإسكندرية في احتفال برجل أثري الحضارة العربية والأندلسية وعاش في محيط البحر المتوسط.
وقدم شكره لفريق العمل في النسخة العربية من الكتاب الذي صدر في اسبانيا، والذي خرج في صورة أكثر من رائعة، وقال: إن رؤيتي للنسخة العربية اليوم إنما هي سفيرة بين الشرق والغرب، حيث أن مؤسسة التراث الأندلسي تهدف إلي نشر التراث الإسباني والعربي الذي ينتمي إلينا أيضاً. يعد هذا الكتاب تجسيداً لجذورنا الثقافية مع المغرب العربي والوطن العربي برمته.
وأشار إلي أن بذور هذا العمل قد زرعت منذ 3 سنوات وقد تعاوننا مع العديد من الدول العربية لعمل معرض كبير يليق بالعلامة العربي، وقد صال هذا المعرض وجال في شتي أنحاء العالم وكان بمثابة فخر لنا أن نتباهى بتراثنا العربي في الخارج.
وطوف الدكتور المنجي بو سنينة مدير عام منظمة الألكسو، بالحاضرين في السيرة الذاتية لابن خلدون، أنه منذ 625 عاماً حل العلامة الكبير ضيفا علي هذه المدينة العظيمة العريقة قادماً من تونس ينوي أداء فريضة الحج بعد أن أكمل كتابه " العبر " ورفعها لمكتبة السلطان الحفصي بتونس.والآن هذه المدينة نفسها تحتفل بهذا الرجل، وتحتفل بميلاد عمل متعدد الأطراف، فالكونية كانت من سمات هذا الرجل من خلال إقدامه علي كتابه تاريخ الإنسانية.
وألقي السفير الأسباني بالقاهرة كلمة، قال فيها أن هذا الاحتفال بعد أن بدأ في أسبانيا بمعرض تحت رعاية الملك خوان كارلوس، يمتد الآن ليغمر أرجاء محيط البحر المتوسط.. المحيط الذي عاش فيه ابن خلدون، وأعرب عن سعادته لوجوده بمكتبة الإسكندرية، وقال أن هناك أكثر من رابطة تربطه بالإسكندرية؛ فقد ولد في مدينة مرسية، التي كانت محل ميلاد المرسي أبو العباس صاحب أشهر وأكبر المساجد بمدينة الإسكندرية، والرابطة الثانية هي أن مكتبة افسكندرية توجد في الشاطبي وهو اسم الشيخ الشاطبي الذي ينتمي أيضاً إلي مدينة مرسية في اسبانيا. مما يدل علي التواصل والترابط بين اسبانيا والإسكندرية.
وعبر السفير عن فخره بهذا الكتاب التي يمثل باكورة التعاون بين عدة جنسيات، و أشار إلي أنه علي سفراء الدول أن يسعوا ليكونوا همزة الوصل بين الثقافات والحضارات، وأن يسخروا كل الإجراءات للخروج بأعمال تخدم الثقافات الإنسانية.
وفي الختام، دعا الدكتور خالد عزب، كل من ساهموا في خروج هذا السفر القيم إلي النور، معلنا عن خروج الطبعة الشعبية من الكتاب بالتعاون مع دار أخبار اليوم، ودعا الدكتورة نوال مصطفي، رئيسة تحرير كتاب اليوم، للحديث عن تجربة دار أخبار اليوم مع هذا الكتاب، حيث أعربت عن سعادتها بصدور الكتاب الذي يعد تأريخاً لرائد من رواد الفكر العربي، وبأن دار أخبار اليوم أصبحت جزءا من هذا العمل، مشيرة إلي أن مكتبة الإسكندرية هي المظلة التي يجتمع تحتها كل رعاة الثقافة في العالم العربي والغربي.