ثقافات

النحات لارس فيلكس والتطاول على الرمز المقدس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

توفيق آلتونجي: توجهت الى بناية متحف المدينة و التي تحولت في الفترة الأخيرة إلى موضوع ساخن يتناوله الإعلام المحلي والعالمي بحرارة وشارك موقع ايلاف في تلك الحملة كذلك بعرض الموضوع على نخبة من المثقفين. تأتي أهمية هذا المساء الاستثنائية للزيارة التي يقوم بها إلى متحف المدينة النحات "لارس فيلكس" الذي يدور حوله جدال حاد حول تطاوله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وقد كانت الجالية الإسلامية قد احتجت لقدومه الى المدينة ولذا رفع موضوع مناقشة الموضوع من جدول إعمال اللقاء إي ندوة التي شارك في اللقاء رجال السياسة والثقافةوالفن ونخبة من الجمهور. جرى اللقاء في أحدى قاعات متحف المدينة التي ازدحم برجال الأعلام والصحافة. وليس غريبا ان يلتقي رئيس وزراء السويد السيد" فريدريك راينفلد" بمجموعة من سفراء الدول العربية والاسلامية لتوضيح الامور حول القضية التي اثارها هذا النحات وازلة الغموض وسوء الفهم وانعكاساتها على العلاقة بين ابناء الدين الاسلامي الحنيف والديانة المسيحية. ان هذا التوجه الرسمي سيؤدي الى تحسين العلاقة بين الشعب السويدي المسالم والمسلمين ويخفف من انعكاسات هذه المسالة على العلاقات الطيبة بين ابناء الديانتين خاصة وان اكبر مجموعة من الاجئين هم من اتباع الديانة الاسلامية الحنيفة حيث يعتبر الدين الاسلامي ثاني اكبر ديانة في البلاد.
ليس خافيا ان نرى إن بين الحين والآخر يتطفل البعض وبوقاحة وتحت ذرائع وأهداف معلومة وأخرى خفية وتحت حماية مظلة قوانين حماية مبدا حرية الراي في الدول الأوربية بالتهجم على الأديان واتخاذ الرموز المقدسة موضوعا للسخرية. كان اللقاء عاصفا بين الجمهور وهذا النحات الذي جمع خصائص الفن العبثي ونوع من السريالية في جميع اعماله. تجمع رجال الشرطة خارج وداخل بناية المتحف لحماية المكان. لكن بعد برهة تبين انه حتى النحات بنفسه لا يعتبر نفسه نحاتا بل رساما غير اعتيادي ارتاد أن يحمل مطرقة وبعض المسامير والخشب القديم ليعمل نصبا تافه لا تعني شيئا في مضمونها الفكري ودون أي هدف معين أو قيمة فنية معينة لا بل كان المجتمع السويدي أول من رماه خارج نطاق الذوق العام المقبول من قبل الجميع فيما يخص الاثار الفنية وكانت أعماله سببا ساقه الى قاعات المحاكم والعديد من أعماله حرق في المدن السويدية وحتى قامت السلطات يرفع وازالة نصب له أقامه على شاطئ الساحل.
بقى أن نعلم بان هذا النحات له اثر خشبي نصب في ساحة متحف مدينتنا "يونشوبينك" تلك المدينة التي تسمى ب أورشليم السويد تيمنا بالقدس الشريف و ذلك لكثرة كنائسها واماكن العبادة فيها وكون ابناء مجتمع المدينة من المحافظين والمتدينين. هذا النصب الخشبي تحول بعد مرور سبع سنوات على اقامته أقول تحول المكان إلى تواليت للعامة من الناس والأطفال بصورة خاصة وقد وجد العديد من السكارى مأوى يلجاون إليه. الجدير بالذكر أن هناك لوحة في واجهة النصب (انظر الصورة) تحذرالمعلمين الذين يصطحبون التلاميذ الى زيارة المتحف وكذلك أولياء أمور الأطفال بتحمل المسؤولية عند تسلقهم درجات هذا النصب الخشبي المترهل العجوز والذي اكله السوس و المليء بالقاذورات والأوساخ. هذا النصب لا يعني إي شيء وحسب قول النحات نفسه. لقد تحول هذا المكان الى مبولة وتواليت عمومي مع مرور الزمن. قال عنه رئيس مجلس الثقافة في المدينة السيد بنكت فون ستروكيش وهو احد القضاة المعروفين في المدينة وسياسي بارع جلس في مقاعد المجلس البلدي للمدينة عدة عقود، قال: " بان النحات بنفسه لا يعتبر أعمالة ذو قيمة فنية بل عبثية دون إي معنى" وكان السيد ستروكيش مقدم الندوة في حين رفع رئيس جماعة الفنانين في

منحوته النحات الخشبية وهي بعنوان " درب طاعة القانون"وسط ساحة متحف يونشوبنك

لمدينة علبة من الكبريت وعتله ملوحا و مطالبا بحرق وهدم هذا الشئ التافه حسب قوله بينما كانت تجلس بجانبه مديرة المتحف وبدت مستاءة لأقواله طالبه الحفاظ على هذا الأثر الفني حسب ادعاها في حين كان أخر يطالب بالحفاظ على هذا الأثر وترميمه مع الاستشارة مع النحات الذي بدا منبسطا لذلك الاقتراح معلقا: بان أجوره ستكون زهيدة.
من الطبيعي كان الجمهور تواقا لسماع إلى آراءه حول تفاهته ألاحقة في تخطيطه لنصب الخشبي وما يسمى ب "كلب الميدان" الذي قوبل باستهجان كبير لدن ابناء المجتمع السويدي المسالم حيث ان ذلك يخدش عواطف المسمين في كل مكان وكانت الصحافة سباقة الى رفض الموضوع ونشرت اراء المواطنيين في الموضوع والذي ادى في الختام برفع مداولة الموضوع في الندوة.
هذا العمل اي الخروج على المألوف والهجوم على احد الرموز المقدسة يتكرر بين الحين والاخر. ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس فقط نبيا للمسلمين بل إن نبينا الكريم ملك للبشرية جمعاء. كما هو عليه الدين الاسلامي الحنيف الذي جاء رحمة للعالمين لا يزال وسيبقى ابد الدهر مبادئه منارا ينير قلوب المسلمين ويملئها محبه ويهديهم إلى الصراط المستقيم اينما كانوا وفي كل زمان. تلك المبادئ التي نادى بها جميع الأنبياء والرسل في كافة أرجاء المعمورة.
ان عبثية هذا النحات و الذي يعترف بان أعماله ليس له اي هدف محدد أو وظيفة بل الخروج على المألوف ومقاومة السلطة وربما تتحول حسب رايه مع مرور الزمن إلى موضوع وتجد مكانها الوظيفي في المستقبل. أعماله بصورة عامة لا يعتبرها حتى النقاد أو المهندسين ذو أهمية فنية تذكر ولا تتناسب وتتنافى مع الذوق العام أو حتى مع ابسط قواعد وعلوم البناء التقليدي لهياكل البنايات وقد اعتاد هذا الفنان على بناء هياكل من الخشب في أماكن غير اعتيادية كساحل البحر وأحيانا في وسط البحر تلك الأعمال لا تحمل إي فكر معين وقد تحول بمرور الزمن إلى أماكن يزورها السياح وقد استفاد من كونه يؤمن بمبدا العصيان المدني في توجه اضواء الأعلام حوله ونشر أعماله. كما كان اليوم واضحا في حضور كثيف للإعلام الذي رافقته الكاميرات التلفزيونية الذي أضفى إلى اللقاء أهمية غير معهودة. علينا إن لا ننسى بان كل هذا الضجيج الإعلامي حوله وحول أعماله جعل منه نحاتا مشهورا يتواجد اليوم أعماله في العديد من المدن السويدية.
هل شخصية ك "لارس" يستحق كل هذا الاهتمام والضجيج الاعلامي حقا؟ كفنان رفضه المجتمع السويدي وحوكم رسميا لتطاوله على الذوق العام ورفع منحوتاته بقرار المحكام الرسمية ثم قام ابناء الشعب السويدي بحرق نصبه فهل حقا يستحق هذا الفنان الهامشي كل هذا الضجيج ؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف