أدب المليح: الكتابة والهويات القاتلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الكتابة والهويات القاتلة
دراسات في أدب وفكر إدمون عمران المليح
منير بولعيش من طنجة: عن منشورات إدمون عمران المليح أصدر الناقد المغربي (يحيى بن الوليد) كتابا نقديا جديدا بعنوان (الكتابة و الهويات القاتلة): دراسات في أدب و فكر إدمون عمران
في القسم الأول من الكتاب و قبل أن يحاول ذ. يحيى بن الوليد الإقتراب من عوالم إدمون عمران المليح الروائي و فك خرائطيته الدفينة، أقر بداية بالصعوبات التي تعترض أي باحث في مؤلفات هذا الروائي الكبير باعتبار طريقة كتابته الإستثنائية التي تستند في الأساس على التذري و تفجير كل الحدود المفترض وجودها بين الأجناس الأدبية و التعبيرية المختلفة: (نثر، شعر، نقد، فلسفة، سياسية...) و أيضا على تنوع الحقول التي يبدع فيها الكاتب المستند في ذلك على غنى فكري و ثقافة موسوعية متنوعة: (ثمة صعوبة كامنة في اللغة
التي يكتب بها صاحبها لغة قوامها و علاوة على التشظي و الزئبقية إيقاع مخصوص يتأبى على الوصف و الشرح و الترجمة و ثمة مشكل من نوع آخر يجاور المشكل السابق و يتمثل في الكتابة عن كتابة تقع خارج اللغة العربية التي نستند إليها في تقريب خطاب الرجل) ص 8، فبعد استحضار سريع لهوية المليح المركبة و هي وفق تعبير ذ. ن الوليد نفسه (هوية كاتب يهودي لم يسقط في الصهيونية) عرج بعدها للحديث بشكل موسع عن تجربة المليح الأدبية و فكرية والسياسية و انخراطه في صفوف الحزب الشيوعي المغربي و بعد ذلك انعطف للحديث عن اهتمامات الرجل المختلفة خاصة الكتابة في التشكيل المغربي و علاقته الفنية الوطيدة بالفنان (خليل لغريب)، العلاقة التي أثمرت كتابين مهمين في مجال التشكيل هما (العين و اليد) و (رحلة الجير البحرية).
بعدها انتقل ذ. يحيى بن الوليد في القسم الثاني من الكتاب و الذي هو في الأساس، عربون محبة من الكاتب لذكرى (ماري سيسيل ديفور المليح) زوج الكاتب إدمون عمران المليح، حيث تطرق في هذا القسم إلى العلاقة التفاعلية التي جمعت بين المليح و زوجه الراحلة ماري سيسيل، قبل أن يذهب بعد ذلك إلى عرض و مناقشة الجهد الفكري للراحلة و خاصة كتابها الموسوم ب (الكتابة الأليغورية) و الذي يتضمن بحثين: (رسالة إلى ديكارت) و (الكتابة الأيغورية) و الذي يتجلى فيه حضور و ثقل مفكر في حجم فالتر بنيامين: (غير أن الملاحظة التي تفرض ذاتها ضمن قراءة ماري سيسيل إعجابها المطلق بفكر فالتر بنيامين و عدم الإختلاف معه و لو في نقطة صغيرة)ص 61
أما القسم الأخير من هذا الكتاب فقد تناول فيه الكاتب بالمناقشة و التحليل أفكار مدرسة فرانكفورت و خاصة عند أحد أهم روادها تيودور أدورنو، و يتضمن هذا القسم الكثير من العناوين الفرعية (في النظرية النقدية ـ مرجعية الأدب النقدي ــ الأدب النقدي عند أدورنو ــ بين أدورنو و سارتر و غولدمان ــ الإستقلالية و التاريخية ) و لقد حاول فيه ذ. يحيى بن الوليد أن يسلط الضوء على فلسفة هذه المدرسة المؤثرة في التفكير الأوروبي الحديث و القائمة على (النظرية النقدية) و دورها في مقاومة الفكر السلطوي والبربري: (و يبقى أن نسأل الآن كيف يقاوم الأدب النقدي ماكينات الفاشية أو ما كان أدورنو نفسه قد عبر عنه بالكارثة التي أخذت مكانها في المجتمع المعاصر ؟ و من هذه الناحية فهو يرفض أن يكون الأدب النقدي نتاجا للمارسة الإجتماعية التي لا تحيد في النظر الأخير عن نتاج السوق) ص73
يقع الكتاب في 84 صفحة من القطع المتوسط.
إضاءة:
إدمون عمران المليح كاتب مغربي من أصول يهودية ولد سنة 1917 بمدينة آسفي، عرف بنشاطه السياسي و انخراطه سابقا في صفوف الحزب الشيوعي كعضو في لجنته المركزية، بدأ مشواره مع الكتابة حتى سن الستين سنة و أصدر العديد من المؤلفات التي نذكر منها: (ألف عام بيوم واحد ــ المجرى الثابت ــ أيلان أو ليل الحكي ــ عودة أبو الحكي ــ المقهى الأزرق ــ العين و اليد...)