لس موري: قصائد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة حسن ناصر: اسمه الكامل ليسلي ألن موري . ولد عام 1938 في ريف ولاية نيوساوث ويلز في أستراليا ومازال يعيش
معنى الوجود
كلُّ شىء عدا اللغة
يعرف معنى الوجود
الأشجار والنباتات والأنهار والزمن
كلها لاتعرف إلاه ، إنها تعبّر عنه
لحظة بلحظة وكما يفعل الكون
حتى هذا الجسد الحماقة
يعيشه في جزء منه
وله مكانته المصانة فيه
كلّ شىء
إلا الحرية الرعناء
لرأسي الناطق
الأبقار في يوم الذبح
جميع ( أنا ) كان واقفا يمضغ العلف والسماء مشرقة
جميع ( أنا ) تم حلْبه للتو
وكلّ ضروعه مازالت متهدلة
أضناها رضع أفواه باردة جافة بلا أسنان
شهيقها الصاخب متواصل ، شهيق .. شهيق .. شهيق
ولا زفير
جميع أنا كان واقفا يعلف ، يدفع العلف الى أجوافه
احدى أنا فاحت منها رائحة الحاجة الى ثور
ذلك الأنا الثقيل المتحفز
ركّاب الظهور الذي يتركنا محدودبات ، مجهدات ولكن خفيفات
ساكنات مرة أخرى بولوج سحري لدواخلنا
واقفات على صخرة رطبة ، خدّر احتلابُ ضروعنا
أحزانَ العجول فينا
والآن احدى أنا ، تلك التي تريد للأنا أن تُركب
تتقافز مستدرجة الثور
يأتي الجرّار متبخترا بزمجرته ، على صهوته
تتقافز بقرة بشرية . مع الجرّار يأتي العلف :
لفائف ضخمة من الغذاء الجاف المضغوط ،
برسيم وجت وحوذان وحشيش ،
كلُّ ما سُحِق ولم يُبلع ، لكنه قوت على أية حال.
هي ..اللفائف تتدجرج على سطح الجرّار
ثم تسقط على الأرض لفافة ً لفافة
جميع أنا يتبعهن ويأكلهن ويُسقط الزهور الناضجة
البقرة البشرية تفوح منها رائحة الحاجة الى ثور بشري
وهي غاضبة . جميع أنا ينظر إليها بتوجس
بينما كانت تطارد كلبا نحلم بقتله نطحا
أنه عدونا ذو اللسان الشاحب المتدلي ،
لو كان بمقدرنا لجندلناه بالنطحات قبل أن يفتح فمه بالنباح
أنا ننتشر في كل صوب وراء العلف
احدى أنا كانت ماتزال في الباحة والمكان
مسلوخ من القوت
أنا ، تلك العجوز موجوعة العظام
التي لم يبق في ضرعها الكثير من اللبن ، تلحس
الخشب ... يأتي أكبر الثيران البشرية سنا .
(أنا) في الزريبة التي يرطّبها البول ، تظهر من الثور البشري عصا قصيرة
تقرقع كسوط . ترتعد (أنا) وتسقط
بينما ينزف ذلك الرهيب ، دم أنا ، من وراء الأذن
أنا ، تلك الأنا الأخرى ، ساقطة تحلم في الزريبة العارية
جميع أنا نهرع مهاجمين . كقرص السماء الحارق
ذلك الذي يصعب النظر اليه ، هو ما يحدث الآن وراء خشب الزريبة
الموحشة . وريقة مضيئة كأنها من شجر المطاط المر
كانت في يد البشر . بدأت تحز في رقبة أنا
انفجر الرهيب غزيرا فوّارا وأطلق جميع أنا خوارنا
البعض حاول وبأرجل متقلصة أن يرفس الرعب المهول
الذئب مهاجم العجول كان هو الثور البشري ، نطحا له من ثور
لكن البقرة البشرية والكلب يطردان جميع أنا
نلتفت فنرى الوريقة المؤتلقة تحز .
كلُّ (أنا) العجوز اليابسة مكوّم مثل تل من العلف
و(أنا) مبقورة كأن عجلا هائلا خرج من (أنا)
الكلب النتن مثل جثة والذي هو عجل من إنسان وذئب
يتصيّد ويأكل أشياء دموية قليلة نثرها البشري
وجميع (أنا) يهرب متسلقا الراوئح باتجاه السماء
التحايا الأخيرة
لا تمت يا أبي
لكنهم يموتون
كان شارد الذهن في العام الأخير
نزع النصل الجديد من المنشار الكهربائي
واستبدله بنصل رقّعه من بقايا قديمة
" لعل رأسي تتعافى ثانية
اذا اضطجعت "
كان كتفه الأيسر مستمرا بالإرتفاع
تحت كنزة الصوف.
استطاع دائما أن ينظر الى الموت في وجه
وكانت العائلة تستدعيه
للنظر الى المرضى والإخبار بمصيرهم
أمّا وقد أزف وقته فقد صار عليه أن يستمع .
العقدة التي وجدوها في رأسه
كانت بحجم بيضة بطة لكنها غير مؤلمة
"تبقّى لك من شهرين الى ستة أشهر
ياسيد سسيل .
" سأكون على مايرام " ويصرخ
بأخته المسكينة على الهاتف
" أمهليني لحين الانتهاء من أمر موتي "
O
لاتمت يا سسيل
لكنهم يموتون
خارجا في جولات الريف
الأخيرة، مفاخرا بمعرفة أنواع الخشب
" بامكاني الاحتطاب يوما ً بأكمله
وبامكاني دائما أن أصرف
شيكا في سيدني أو في أي مكان آخر
أي متجر " .
مازال يتناول طعامه
على رأس المائدة
غير أن سكينه تخلو الآن
من بقايا الطعام على نصلها
" أنا آسف يا أبي ولكن ..
أتكون غفرت لأعدائك كلهم
لأبيك والآخرين ؟ "
لحياة طويلة من الألم
" لابد أني فعلت ( يكشّر )
لكني لا أفكر في ذلك
الآن "
O
لم تعد الناس قادرة على التوديع
إنهم يلقون التحيات الأخيرة فقط .
غادر على عجل إبان أعياد الميلاد
لذا مازال وكأنه يتعثر خارجا
من غرفته الى حيث تتدلى صوره
معلقة فوق الأثاث الآخر
لاعبا دور المضيّف في استقبال
القادمين الى مأتمه .
تبجحاته الشجاعة
تصوغ من ضعفه
صوتا مدويا .
اليومان الأخيران في المستشفى :
ذراعاه الطويلتان مازالتا متلتهبتي الحمرة
ويداه تقبضان على السياج الفولاذي
" إني أموت "
وفي اليوم الثاني
" أنت تتوق الى الكلام
ولكني مشغول بموتي " .
انتهى الحزن بموته
كان العجوز الأرمل مثل الجنود
الذين لايعيشون حياة فارقها رفاقهم .
وداعا ً ياوديعي سسيل
لم يعد هناك المزيد من الكلب (بلوي )
ولا وقت للأبقار ولا للمزيد من القصص
لكننا مازلنا نستعمل مخيلتك
التي هي أقوى من مخيلاتنا جميعا .
قبرك ، وبطريقة ما ، أخذ بالانكماش
خلال الشهور الثلاثة
أصبح حاد التفاصيل
بعد أن جفَّ ترابه
كما لو أنه سحّاب
مقفل في معطف .
حذاء الكريكت العائد لك
يرقد الآن في متحف الولاية
رسائل متباعدة
مازالت تصل
وإثنان ماتا بعدك
آني وستيوارت ، ستيوارت العجوز .
يوم موتك كان هناك جمع لابأس به
العائلة وأناس قدموا من بعيد
ولكن كان هناك طبعا
الكثير ممن ذهبوا الى مآتمهم أولا.
ينحرف بنا المتحذلقون في هذه الأيام
عن الدين ما استطاعوا سبيلا
تعسا لهم . أتمنى لك .. الله
فرق
النثر غنوصية بروتستانتية
قصص و جدل وتنميق
إما الشعر فكاثوليكي
الشعر هو الحضور