سعودي يروج لمجموعته القصصية بصورة بهلوانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قال إنه تقمص صورة الغلاف
أديب سعودي يروج لمجموعته القصصية في منتصف الطريق بصورة بهلوانية
دهش المشاة على طريق الملك عبدالله مساء أول من أمس عندما فوجئوا بمهرج يجلس في منتصف الطريق بطريقة غريبة وهو يسوق لسلعة ما بطريقة أغرب، لم يكن هذا المهرج بائعا لأكواب الذرة أو الفيشار كما اعتاد عليه رواد الممشى، لكن دهشتهم تزايدت عندما اكتشفوا أن هذا المهرج لم يكن سوى مثقف وأديب يسوق لمجموعته القصصية التي صدرت حديثا بطريقة ممسرحة- كما يقول هو.
وقد تباينت ردود أفعال الجمهور، فبينما اعتبرها البعض فكرة مدهشة وغريبة في نفس الوقت وتغير الصورة النمطية لدى القارئ العادي بأن المثقفين والأدباء أناس متعالون على المجتمع إلى صورة تعكس بساطة الأديب وتواضعه. فقد استهجنت آراء أخرى طريقة العرض واعتبروها تهريجاً وقالوا إنها تحط من قيمة الأديب والمثقف وتهز من صورته في ذهن القارئ. ولم يتورع البعض عن إلقاء بعض الكلمات النابية عليه، والبعض كان يصدر أصوات ضحكات عالية.
أما الأدباء الذين كانوا حاضرين أو استطلعتهم "الوطن" فقد اتفقوا على جماليات هذه الفكرة وقالوا إنها تكسر الحواجز بين المثقف والقارئ العادي ولم يستبعدوا نجاح مثل هذه الفكرة التسويقية.
مؤلف مجموعة (الشكشوكة) القصصية الصادرة عن دار وجوه وبطل المشهد أسامة خالد فقال" أنا بالأساس مخرج مسرحي وحاولت أن أوظف مسرح الشوارع في تسويق مجموعتي وهذه الشخصية ليست شخصية مهرج - كما وصفها البعض- لكنني تقمصت صورة الغلاف وهي لإحدى أبطال قصصي في المجموعة وحاولت أن أسوق الكتاب بهذه الطريقة الممسرحة للتواصل مع القارئ وذكر بأنه وزع الكتاب كإهداء ولم يبعه "لأن الأمور ملتبسة" على حد وصفه فهو إلى الآن لا يعرف إن كان بحاجة لتصريح للبيع بهذه الطريقة أم لا وإن كان ما هي الجهة المسؤولة هل البلدية أم وزارة الثقافة والإعلام أم جهات أخرى؟ فالفكرة - حسب قوله- جديدة في المملكة.
وأضاف في حديثه لـ "الوطن" بأنه في الأيام القادمة سيقدم عرضاً مسرحياً لمدة ربع ساعة و سيسوق بعدها الكتاب ولديه طموح أن يتنقل بين مناطق المملكة وحتى خارج المملكة بهذه الفكرة لتسويقية.
وفي استطلاع لـ "الوطن" عن آراء الجمهور ذكر خالد وعبدالله صالح المطيري أنها فكرة جيدة ونجح الكاتب في كسب القارئ العادي وذكرا بأنهما لم يعرفا الكتاب إلا في المكتبات لكن أن يباع الكتاب كما تباع أكواب الذرة والفشار فهذه فكرة جدية وجيدة.
واختلف معهما مشاري مشهور العتيبي واعتبر أن الفكرة غير مقبولة وتفقد الأديب هيبته.
ووصف فهد القحطاني الفكرة بأنها مدهشة وتحقق التواصل بين الأديب والجمهور أما محمد الحسن فذكر بأن التسويق للكتاب بهذه الطريقة جديدة على الشارع السعودي وفيها غرابة أكثر مما هي مقبولة.
ورأى رياض الشهري أن الفكرة جيدة لكن المكان غير مناسب فهناك أماكن أخرى كان يمكن له أن يسوق فيها كتابه ويقول ماجد الذباب اعتقدت في البداية أنه مجنون.. وأكد أن الفكرة جديدة ولكنها غير مقبولة من قبله شخصيا.
أما المثقفون والأدباء فكانت آراؤهم مختلفة عن الجمهور فالمسرحي محمد السحيمي ذكر أن طريقة تسويق الكتاب كانت ممسرحة و جميلة وهنأه على جرأته ونجاحه مشيراً إلى أن كثيراً من المثقفين يفتقدون للتسويق واصفا الكتاب بأنه مثل الولد لا يكفي مجرد إنجابه فهو يحتاج لرعاية وتربية.
صاحب دار وجوه عبدا لله بوسارة قال "توقعت أن يتحول ممشى طريق الملك عبدالله إلى هايد بارك بالرياض. وأعتبر أن المؤلف يعيش فكرته ويدافع عنها ويسوقها بأسلوب جميل ويستطيع أن يكسب قارئاً جديداً ومختلفاً عن القارئ النمطي المثقف وأعتبر أن الفكرة فيها غرابة لكنها تعتبر مدخلا جديداً للتعايش مع حالة الثقافة فهو يعيش حالة الثقافة بطريقة مختلفة وليست نخبوية.
المسرحي أحمد سليمان أشاد بوجهة نظر المؤلف في عرض كتابه بشكل غير مألوف ودرامي وانتقد من رفضوا الفكرة ووصفهم بأن مفهومهم محدود.
القاص والأديب عقاب الدوسي ذكر بأنها تجربة جديدة تغير مقولة إن القارئ هو الذي يبحث عن المثقف إلى نظرة أخرى تقول إن المثقف يذهب للقارئ ويشد انتباهه.وكأن لسان حاله يقول الكتاب أمامكم على قارعة الطريق فهل من يقرأ.
وذكر صالح المنصور "أنه إن كانت هذه الفكرة موجودة بصورة مختلفة في الأحياء الشعبية لكن الجديد في فكرة أسامة طريقة العرض وعرضها في الأماكن الراقية".
عن جريدة الوطن السعودية