ثقافات

العلاقات الزوجية في عشاء مع أصدقاء

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سلوى اللوباني من القاهرة: تتناول مسرحية "عشاء مع أصدقاء" ببساطة وعمق العلاقات الزوجية في مأزق منتصفها، كتب عنها "بيتر ماركس" في النيويورك تايمز "انها مسرحية تغوص بسخرية ثاقبة في الاحزان الزوجية المسكوت عنها والتي تتسلل الينا في منتصف العمر، وتتناول حالة المراجعة الذاتية وإعادة النظر.. التي تنتابنا عندما ندرك أن الزمن يمر بنا ويكاد يتخطانا وأن كثيراً من الخيارات التي كانت متاحة لنا في وقت ما لم تعد الان كذلك".
عشاء مع اصدقاء هي مسرحية امريكية من تاليف "دونالد مرجيليس" صدرت في نيويورك عام 2000 وحصلت على جائزة بوليتزر للدراما وجائزة رابطة النقاد لافضل عمل عرض على مسارح برودواي في ذات العام كما حصلت على جائزة لوسيل اورتيل كاحسن عمل مسرحي عام 2000. قام بترجمتها الى المصرية عصام اللباد دار ميريت 2007- وهو طبيب نفسي يعمل في الولايات المتحدة منذ عشر سنوات. صدر له مجموعة مسرحيات قصيرة مؤلفة ومعالجة تحت عنوان رأس الخوف عام 2004 . ونذكر هنا ان المسرحية عرضت على معظم مسارح الولايات المتحدة وعرضت في باريس بمعالجة فرنسية كما قدمت كفيلم سينمائي عام 2002 اخرجه نورمان جويسون. ويعتبر دونالد مرجيليس أحد أشهر كتاب المسرح الامريكي الحديث. وينتمي مسرحه الى ما يمكن ان نطلق عليها المسرح الفقير الهادئ. حيث تبتعد أعماله عن الضجيج العقلاني وعن الابهار التقني. وتعتمد في الاساس على النص والحوار وهي غالبا أعمال انسانية غير محلية تمس حياة الانسان العادي في كل مكان.

أزمة منتصف العمر
المسرحية تتناول حياة ميرفت ومراد زوجان في أوائل الاربعينات، يختار مراد الطلاق بعد 12 سنة من الزواج لانه اكتشف بانها ليست الحياة التي يتمناها وانه كان يحاول طوال السنوات الماضية الحفاظ على هذا الزواج الا انه لم يعد قادراً أكثر من ذلك. فهل هي أزمة منتصف العمر أم مراهقة متأخرة أم بالفعل لم يكن هناك توافق بينهما منذ البداية على حد تعبير مراد وأن زوجته تظاهرت بعدم رؤية كل العلامات والشواهد التي تشير الى ذلك. علاقة زوجية دامت لمدة 12 سنة خالية من الحوار والتفاهم..علاقة يخيم عليها الشعور بالوحدة بالرغم من تواجدهما سويا تحت سقف بيت واحد. يقول مراد بانه كان يمثل السعادة حتى يظهر بمظهر الازواج السعداء ولكنه يشعر الان بالشجاعة لانه استطاع ان يتخذ قراره بتغيير حياته ويكسر نموذج التحايل على الواقع الذي سار عليه الاجداد والاباء والامهات من قبل فهم يتحايلون على واقعهم.. عاشوا خمسين سنة في -هم وغم- بسبب خوفهم من تغيير حياتهم والاعتراف بما يريدون....فهل هي بالفعل أزمة منتصف العمر؟ وهل هناك خيار أخير أو نهائي؟ هذا ما تقوله نهاية مسرحية عشاء مع أصدقاء.

salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف