ثقافات

نبتة الدم بين الأصابع

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لهذه اللعنات .. وغيرها
للجذورالتي نبضت أولَ القلب ِ
للرافدين ....
للقصيدة ِ تتلو حكاية َ أول ِ خلق ٍ
لقيثارة ِ الشمس ِ والنخل ِ
للغرس ِ في أول الأرض ِ ، للأغنيات ِ
لأول ِ موال ..
للجنوب الذي يتقاسم معنى الشمال ..
للعطاشى الذين يصبون ماءَ الحياة ولا يشربون
للخلود الذي ضاع في المفترق
للجلود التي احترقت كل أجسادها وهي لم تحترق ...
للعصور التي رحلت والعصور التي لم تزل نائمة ..
العصور التي بدأت والعصور التي تعبت
العصور الخبيئة في المدن المطفأة
عصور السيوف لمن قال بالرأس .... قلنا له هكذا
عصور الخرافة قادمة ٌ من تراث ِ المقابر
عصور المنابر
عصور الخزائن
عصور الخديعة

نبتة ُ الدم بين الأصابع

يغلقُ الشاعرُ الآنَ كفيه ِ فوقَ القصيدة ِ مبتهجا
ويقول وجدتُ القصيدة ؟
كان يقفزُ كالطفل ِ فوق الأريكة ِ
لكنه فرطَ بهجته ِ يتثاءبُ من تعب ٍ
وينامُ قليلا ، ولم يدر ِ ،
كانت أفاعي التواريخ ِ راصدة ً كلّ حرف ٍ بها
حين يصحو ، يرى شوكة ً في أصابعه ِ
نبتة ً من دم ٍ
مثلَ نبتة ِ أسلافه ِ
كلما كان يكتبها تكبرُ النبتة ُ الدموية ُ
ثم يعيد كتابتها من جميع الجهات ِ
وتكبرُ
أيتها الشجرة ْ ....
ياعراقية َ الطعم ِ واللون ِ والنسب ِ
يا سليلة َ نهرين ِ من تعب ِ
أي سقيا تمدّ دبيبَ الحياة ِ كصوت ٍ خفيّ ٍ
يجيءُ من السنوات ِ البعيدة
افسحي العمرَ كي يعبرَ الشاعرُ ،
الطرقاتُ مكبلة ًٌ بجذورك ِ تصعدُ من أول الروح ِ
حتى تخوم القصيدة .....

السنوات

سنة ٌ كنت منشغلا ً وتجاهلتها
سنة ٌ أتعبتني فأجلتها
سنة ٌ حين فتشتُ عنها
وجدتُ بقايا سويعاتها في كتاب ٍ قديم
سنة ٌ صدئت في الحقائب ِ تحت السرير
سنة ٌ كنت خبأتها في ثيابي
ولكنها تلفت في الغسيل
سنة ٌ حملتها الرياحُ بعيدا ولما تزل في مكان ٍ بعيد
سنة ٌ في الزحام ِ شددتُ يديها إليَّ ولكنها اختنقتْ
سنة ٌ علقتْ
كنتُ أنظرُ في فجوات الفضاء ِ إلى نجمة ٍ
.... هكذا ضاعت السنوات .

صفة ٌ واحدة

بيننا صفة ٌ واحدة ْ
هي أنك ِ أنت ِ الوحيدة ُ في الروح ِ
أنت ِ الوحيدة ُ في لغتي
والوحيدة ُ حين يضجّ ُ التذكرُ
أو يفتحُ القلبُ كلّ نوافذ ِ نسيانه ِ
والوحيدة ُ في يقظتي ....
والوحيدة ُ حين أنام ُ على أغنيات ِ حنينِكْ
هيَ أنك ِ رائعة ٌ
وهْي أني وحيدٌ بدونِكْ

على مهرة الخيبة

المدينة ُ باهظة ٌ
لاتحبّ الوضوحَ البسيط َ
ولا أثرَ الخطوات ِ الصديقة ...
مثل غول ٍ تجيءُ من البحر ِ
تجلسُ فوق سطوح المنازل ِ
تخنقُ رحمتنا
تطردُ الجالسينَ على دكة ٍ عند باب ِ التأمل ِ
تسرقُ غفلتنا
وتقاسيمَ أوقاتنا
في الصباح ِ وووقت ِ الظهيرة والأصدقاء
مثلها نتوقعُ رغبتنا
مثلَ أطوالها
نحن نبني على ضفة الصمت ِ عزلتنا
ثم نصعدُ في كل يوم ٍ إليها
على مهرة الخيبة ِ الصامتة .....

يرتطم بالحائط ولا يشعر

ماذا يفعلُ هذا المُتعبُ ؟
بعد حمولة يوم ٍ كامل
بعد عِصيّ ٍ وضجيج ٍ ونهيق ٍ
بعد مساحة ِ أحلام ٍ واهمة ٍ
بعد نفوس ٍ ميتة ٍ
بعد أزقة ِ أسئلة ٍ ضيقة ٍ ....
بعد لهاث ٍ يشربُ عزلتهُ
بعد غياب ٍ عن جسد ٍ لا يعرفهُ
بعد الصخرة تفلت منه الى هاوية الروح ويحملها
ماذا يفعلُ هذا المتعبُ في الليل ِ
سوى أن يشطرهُ الحائط ُ نصفين ِ
ولا يشعر ...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف